طالب مجلس حقوق الانسان بالأمم المتحدة يوم الخميس اسرائيل برفع حصارها لغزة المستمر منذ أسبوع وعنف الدولة اليهودية بسبب وقوع انتهاكات في الاراضي الفلسطينية للمرة الثالثة منذ انشاء المجلس عام 2006 .
وأقر المجلس الذي يضم 47 عضوا قرارا قدمته دول عربية واسلامية بتأييد 30 دولة واعتراض دولة واحدة وامتناع 15 عن التصويت. وتغيب وفد واحد عن الجلسة.
وقال محمد أبو كوش السفير الفلسطيني لدى الامم المتحدة بجنيف خلال المحادثات التي جرت في جلسة طارئة خاصة عقدت لمناقشة الاوضاع في الاراضي الفلسطينية ان حصار اسرائيل لغزة وغاراتها الجوية هي "جرائم حرب".
ومضى يقول "نأمل أن يساعد القرار على حشد ضغوط دولية واتخاذ اجراءات لرفع الحصار الاسرائيلي واعادة امدادات الغذاء والوقود والدواء وفتح المعابر الحدودية وانهاء الهجمات العسكرية الاسرائيلية المتكررة في أنحاء الاراضي الفلسطينية المحتلة."
وشددت اسرائيل التي تتعرض لهجمات صاروخية من حين لآخر من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) من اغلاقها لحدود القطاع الاسبوع الماضي. وأوقفت لفترة قصيرة امدادات الوقود المخصصة لمحطة الكهرباء الرئيسية في غزة وقطعت الامدادات عن محطات الوقود ومنعت وصول المساعدات الغذائية وغيرها من المساعدات الانسانية.
ويقدر الجيش الاسرائيلي أن نحو 250 صاروخا وقذيفة مورتر أطلقت على اسرائيل منذ الاسبوع الماضي. وقتلت القوات الاسرائيلية أكثر من 30 فلسطينيا خلال الفترة ذاتها.
وانتقدت لويز اربور مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان في كلمة يوم الأربعاء اسرائيل بسبب "الاستخدام المفرط للقوة والقتل المستهدف" كما انتقدت اطلاق النشطاء الفلسطينيين للصواريخ على اسرائيل.
وقالت اربور التي كانت تعمل من قبل مدعية في محكمة جرائم الحرب التابعة للامم المتحدة للمجلس ان القانون الدولي يحظر العقاب الجماعي وطالبت اسرائيل برفع كل القيود على المساعدات المخصصة لغزة.
وحذرت قائلة "يجب أن تضع كل الاطراف المعنية نهاية لهذه الحلقة المفرغة من العنف قبل أن يصبح وقفها مستحيلا."
وقاطع وفدا الولايات المتحدة واسرائيل ولهما وضع مراقب في المجلس الجلسة التي استغرقت يومين.
وكانت أغلب الدول الممتنعة عن التصويت من الدول الغربية بما في ذلك فرنسا وألمانيا وبريطانيا. وأيدت الصين وروسيا العضوان الدائمان في مجلس الامن الدولي القرار في حين كانت كندا الدولة الوحيدة التي عارضته.
واتهم فيصل الخباز الحموي السفير السوري متحدثا باسم الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي اسرائيل بتحويل غزة الى "سجن كبير".
وقال "الهدف الحقيقي لاسرائيل من وراء هذه الاعتداءات والجرائم هو تعمد اجهاض المساعي العربية والدولية لاحياء عملية السلام."
وحث سامح شكري مندوب مصر متحدثا باسم الدول الافريقية مكتب اربور على القيام بمزيد من الزيارات المنتظمة للاراضي الفلسطينية واعداد تقارير أكثر تفصيلا "عن كل الانتهاكات التي تصدر من الاحتلال الاسرائيلي."
ورفض المندوب الاسرائيلي اسحق ليفانون الاتهامات قائلا انها تجيء في اطار "تاريخ طويل من الهجمات اللاذعة" ضد بلاده.
وقال في بيان "التحدي الرئيسي الذي تواجهه اسرائيل هو الدفاع عن نفسها في مواجهة منظمات ارهابية تستغل المناطق المأهولة كستار لاطلاق الصواريخ وقذائف المورتر على اسرائيل." وقال ان اسرائيل "تفعل كل ما هو ممكن" للحفاظ على أرواح المدنيين.