بسم الله الرحمن الرحيم .
بداية هذا البحث لا يُناقش العقيدة المسيحية للإخوة المسيحيين ،ولا يسعى لإثبات خطئها أو صحتها أو قبولها أو رفضها منهم عندى . وإنما هو إجتهاد وتدبر ومُدارسة لما جاء فى أحسن القصص ،القرآن الكريم من آيات عن مريم إبنة عمران ،وميلاد إبنها عبدالله ورسوله المسيح عيسى إبن مريم ، وبشريته ، ومكانته ومكانتها ، وموقفه من قومه يوم القيامة.ويُقارن ما جاء عنهما مع ما جاء مُشابها له من قصص لأنبياء آخرين فى القرآن و عن تجسد الملائكة لهم ولها فى صورة بشرية اثناء تنفيذهم لأمره جل جلاله (كن فيكون ) على بشر ممن خلق.
فلا علاقة لنا ولا ذنب لنا ولا تعمُد منا إذا جاء محتوى البحث ومضمونه مخالفا لعقيدة الكثير من الإخوة المسيحيين سواء فى مُجمله أو بعضا منه . فنحن نسير وراء حقائق القرآن الكريم الذى نؤمن به ،ونؤمن بقوله سبحانه وتعالى فى تعاملنا فى حرية عقيدتنا وعقيدتهم تطبيقا لقوله تعالى (لكم دينكم ولى دين ) .فأنا هُنا أتحدث عن عقيدة ،وليس عن تعامل مدنى بيننا وبينهم .
وأخترت أن يكون البحث على صورة سؤال وجواب لكى لا تتداخل معلوماته ،ويتيه منى طرف الخيط ،ولأستطيع تقديمه فى صورة مُحببة للقارىء الكريم ولكى لا يمل منى اثناء قراءته .
فاهلا بكم .
س. من هى مريم ؟؟
ج- مريم ابنت عمران.
س- من هو عمران ،ومن أى سُلالة ؟؟
ج- من سلالة انبياء بنى إسرائيل ،ولكنه لم يكُ نبيا ،وكان ممن إصطفاهم رب العالمين على العالمين .حيث يقول رب العزة (((إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ))) ال عمران 33.
س- ماذا عن إسم أمها ؟؟
ج- لم يذكر لنا القرآن الكريم إسم أمها ،ولكنه ذكر إشارة عن إيمانها ((إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) آل عمران 35- فكانت مؤمنة بربها ،ونذرت جنينها لطاعته وخدمة المحراب ،والقيام بأعباء العمل فيه ،وسألته سبحانه أن يتقبله منها .
س- وهل كانت تعلم نوع الجنين ، وماذا كان موقفها بعد الولادة ؟؟
ج- لم تكن تعلم ، وعلمت بأنها فتاة بعد الولادة ،وكانت تتمنى أن يكون ولدا ليكون قادرا على اعباء خدمة المحراب ،ورضيت بأمر الله ووفت بوعدها ونذرها ووهبتها لطاعة الله ،وهى التى سمتها مريم، ودعت ربها أن يحفظها وذريتها من الشيطان . ((فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم))ِ 36
س- هل تقبل الله دعاء أم مريم ؟؟
ج- نعم .وقد ورد ذلك فى قوله سبحانه فى قرآنه (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا)) .37
س- هل كان ابوها حيا وحضر يوم مولدها ؟؟
ج- لا .فقد ولدت يتيمة .
س- كيف عرفت ذلك ، ومن الذى تكفل بها ،ورباها وعلمها ؟؟
ج – نبى الله زكريا ؟؟
س-كيف عرفت ذلك ؟؟
ج- من قول الله جل جلاله عن هذا لمحمد عليه السلام ((ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ)) آل عمران 44 ..ثم بالعودة للآية 37 من نفس السورة التى تقول ((وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ))..فتسابق أهلها الأبرار من آل عمران على كفالتها وتربيتها ،حتى إنهم إختصموا ،وتوصلوا إلى طريقة تُشبه ما نُسميه (اليانصيب أو القُرعة ) ورموا أقلامهم بشكل ما ،او إلى مكان ما ،ومن يستقر قلمُه على الشكل ،او على ابعد مكان فسيفوز بكفالتها وتربيتها ..وهذا ليس غريبا عليهم فقد مدحهم رب العزة على تنافسهم فى فعل الخيرات بقوله تعالى .((( ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا۟ يُسَـٰرِعُونَ فِى ٱلْخَيْرَ ٰتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًۭا وَرَهَبًۭا ۖ وَكَانُوا۟ لَنَا خَـٰشِعِينَ))الأنبياء ﴿٩٠﴾
فأين كفالة اليتيم اليوم ،بل أين كفالة الطفل فى بلاد المُسلمين فى عصرنا هذا ؟؟
س- هل تخلى عنها أهلها الذين لم يفوزوا بكفالتها ؟؟
ج- لالالا. بل كانوا على عناية بها ، ويُطعمونها مما يأكلون حتى صار لديها مزيد وفائض من الطعام والشراب .
س- كيف عرفت هذا ؟؟
ج- من قول الله جل جلاله عن سؤال زكريا لها وإجابتها له .(( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ)) . آل عمران 37. فهذه ردود من يؤمن بالله ويُرجع الفضل له فى الرزق وحده سبحانه قبل أن يُرجعه للبشر . فكان رد زكريا أن شكر ربه سبحانه .لأنه شعر بأنه نجح فى أن تكون مريم التى يعتبرها من ذريته عابدة لربها شكرة لأنعمه وقال ((هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء)) 38.
س- هل هُناك أقوال تُراثية حول هذه النقطة ؟؟
ج- نعم . المُفسرون لم يفهموا منطقها الإيمانى ،وإرجاعها الفضل لله جل جلاله فى سعة رزقها وكفالتها من أهلها .وقالوا أن زكريا كان يجد عندها فاكهة الصيف فى الشتاء ،وفاكهة الشتاء فى الصيف !!!!!! ونحن نعذرهم لأنهم لا يعرفون منطق الإيمان ،وكيف يفهمون القرآن من مدلولات القرآن . ولكن لا نعذرهم حين أفتوا بقتل كل من يُخالف منطقهم وفهمهم المغلوط .
س- على المستوى العائلى والأُسرى لمريم ماذا حدث لعائلتها بعد ذلك ؟؟
ج- عائلة مريم الكبيرة ،او المُحيطة بها ،أو التى تُعتبر هى فرد منها . لم يكن بها رجال تعولهم سوى نبى الله زكريا عليه السلام ،والباقى نساء . وكان قد كبُر وطعن فى السن . وجلس مع نفسه يتحدث إليها ، ويُفكر فى مصير عائلته ومُستقبلهم من بعده ويشكو همه إلى الله ،وهذا من طبيعة البشر . فدعا ربه مُتأدبا بأدب الخشوع مع الله قائلا.(( كٓهيعٓصٓ ﴿١﴾ ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُۥ زَكَرِيَّآ ﴿٢﴾ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُۥ نِدَآءً خَفِيًّۭا ﴿٣﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّى وَهَنَ ٱلْعَظْمُ مِنِّى وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ شَيْبًۭا وَلَمْ أَكُنۢ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيًّۭا ﴿٤﴾ وَإِنِّى خِفْتُ ٱلْمَوَ ٰلِىَ مِن وَرَآءِى وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِى عَاقِرًۭا فَهَبْ لِى مِن لَّدُنكَ وَلِيًّۭا ﴿٥﴾ يَرِثُنِى وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ ۖ وَٱجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّۭا)) 6. مريم 1-6
وقد تكرر دُعاء زكريا ربه ،فقال القرآن عن هذا ((وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُۥ رَبِّ لَا تَذَرْنِى فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوَٰرِثِينَ ﴿٨٩﴾ الأنبياء . وفى قوله بعد سؤاله لمريم عما وجده عندها من رزق حين شكر الله وقال ((هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء)) 38 آل عمران .
س- ماذا حدث لزكريا بعد ذلك ؟؟
ج- إستجاب الله لدعاءه وجاءته الملائكة بالبُشرى .(( فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ))آل عمران .39
((يَـٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَـٰمٍ ٱسْمُهُۥ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُۥ مِن قَبْلُ سَمِيًّۭا ﴿٧﴾)) مريم .
فكافئه ربه سبحانه وتعالى بولد ،مؤمن مُصدق لكلمات الله .سيدا ، وحاكما ، ونبيا من الصالحين ،وقد سماه رب العالمين بيحيى ،ولم يكن إسمه معروفا من قبل للبشرية كلها . فأى تكريم هذا لزكريا ،وليحيى عليهما السلام !!!. ما أعظمه من تكريم . وهنا نسأل هل نادته الملائكة دون أن يراها ، أم تجسدت له على صورة بشر ودار بينهما حوار الُشرى بيحيى ؟؟؟ الله اعلم .
س- وماذا كان رد فعل زكريا من البُشرى ؟؟
ج- تعجب منها ومن إمكانية تحقيقها ،وخاصة انها تسير عكس قانون الحياة .وقال (( قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ))آل عمران 40 . وكرر قوله مُتعجبا ((قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِى غُلَـٰمٌۭ وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِى عَاقِرًۭا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ ٱلْكِبَرِ عِتِيًّۭا ﴿٨﴾ مريم . فكأن لسان حاله وحواره مع الملائكة يقول كيف لرجل قد بلغ من التقدم فى السن والعمر مبلغه ،وفقد كل القدرة على المُباشرة مع زوجه ، والأصعب أن إمرأته عاقر .فكيف له أن يكسر كل هذه القوانين ،ويُرزق بطفل من هذه السيدة العاقر وفى هذا السن ؟؟ والعاقر لا يُمكن أن تُنجب ابدا ،فإذا كانت العقيم لديها فرصة ضئيلة فى تحسين وإصلاح خلل الهرمونات الأنثوية والبويضات فى جسدها إلا أن العاقر لا تخضع لهذه الظروف ولا يصلح معها هذا العلاج ابدا ابدا .
- فكانت قدرة الله جل جلاله فى إصلاح عيوب زوجه الفسيولوجية والتشريحية فقال القرآن ((فَٱسْتَجَبْنَا لَهُۥ وَوَهَبْنَا لَهُۥ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُۥ زَوْجَهُۥٓ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا۟ يُسَـٰرِعُونَ فِى ٱلْخَيْرَ ٰتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًۭا وَرَهَبًۭا ۖ وَكَانُوا۟ لَنَا خَـٰشِعِينَ ﴿٩٠﴾ الأنبياء ..و جاءه الرد الحاسم والقاطع على قدرة الخلاق العليم فقال له ((قَالَ كَذَ ٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَىَّ هَيِّنٌۭ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْـًۭٔا ﴿٩﴾)) مريم . ووو (قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء ))) آل عمران 40. إذن فلماذا التعجب و الإستغراب والذهول؟ هذا هو أمر الله ،وقدرته ، وكيف تتعجب أن يرزقك بيحى فى هذا السن وفى هذه الظروف الصحية لك ولزوجك وقد خلقك أنت يا زكريا من قبل ولم تكُ شيئا ؟؟. إذن هى قدرة الله التى يقول للشىء كن فيكون .
س- ماذا قال زكريا للملائكة بعد هذا ،وماذا طلب منهم ؟؟
ج- قال (((قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً ))) آل عمران 40. (((قَالَ رَبِّ ٱجْعَل لِّىٓ ءَايَةًۭ ۚ))) مريم 10 .
س- بماذا ردت عليه الملائكة فى أن يكون له آية من ربه ؟؟
ج- ((قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ )) آل عمران 41...و((قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلَـٰثَ لَيَالٍۢ سَوِيًّۭا ﴿١٠)) مريم .
س- فماذا قال لقومه ؟؟
ج- ((فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِۦ مِنَ ٱلْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰٓ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا۟ بُكْرَةًۭ وَعَشِيًّۭا ﴿١١﴾ مريم
. طالبهم بعدم الكلام و الحديث لمدة ثلاثة ايام عن أى شىء ،،ولا يكون حديثه معهم إلا تسبيحا وذكرا لرب العالمين .
س- هل هُناك حالات مُشابهة فى البشرى بغلام بعد فقدان الأمل لمن سبق من الأنبياء والمُرسلين ؟؟
ج- نعم . مع ابو الأنبياء الخليل إبراهيم عليه السلام .
س- كيف ؟؟
ج- بعد أن رزقه الله بإسماعيل من زوجته هاجر .جاءته الملائكة وهم فى طريقهم لإهلاك قرية لوط فبشروه بإسحاق من زوجته الأخرى ،وكانت عجوز عقيم . فقال القرآن الكريم عن هذه الحادثة ،وهذه وهذا الحوار ، وموقف زوجته من هول المفاجئة ،ورد الملائكة عليه وعليها (((هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَ ٰهِيمَ ٱلْمُكْرَمِينَ ﴿٢٤﴾ إِذْ دَخَلُوا۟ عَلَيْهِ فَقَالُوا۟ سَلَـٰمًۭا ۖ قَالَ سَلَـٰمٌۭ قَوْمٌۭ مُّنكَرُونَ ﴿٢٥﴾ فَرَاغَ إِلَىٰٓ أَهْلِهِۦ فَجَآءَ بِعِجْلٍۢ سَمِينٍۢ ﴿٢٦﴾ فَقَرَّبَهُۥٓ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴿٢٧﴾ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةًۭ ۖ قَالُوا۟ لَا تَخَفْ ۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَـٰمٍ عَلِيمٍۢ ﴿٢٨﴾ فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُۥ فِى صَرَّةٍۢ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌۭ ﴿٢٩﴾ قَالُوا۟ كَذَ ٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ ۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ ﴿٣٠﴾ الذاريات . وفى قوله تعالى فى سورة هود .((( وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَ ٰهِيمَ بِٱلْبُشْرَىٰ قَالُوا۟ سَلَـٰمًۭا ۖ قَالَ سَلَـٰمٌۭ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍۢ ﴿٦٩﴾ فَلَمَّا رَءَآ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةًۭ ۚ قَالُوا۟ لَا تَخَفْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍۢ ﴿٧٠﴾ وَٱمْرَأَتُهُۥ قَآئِمَةٌۭ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَـٰهَا بِإِسْحَـٰقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَـٰقَ يَعْقُوبَ ﴿٧١﴾ قَالَتْ يَـٰوَيْلَتَىٰٓ ءَأَلِدُ وَأَنَا۠ عَجُوزٌۭ وَهَـٰذَا بَعْلِى شَيْخًا ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْءٌ عَجِيبٌۭ ﴿٧٢﴾ قَالُوٓا۟ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ ۖ رَحْمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُۥ عَلَيْكُمْ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ ۚ إِنَّهُۥ حَمِيدٌۭ مَّجِيدٌۭ ﴿٧٣﴾..
س- وماذا عن مريم إبنت عمران ، وما علاقتها بالموضوع ؟؟
ج- مريم إبنت عمران تشترك معهم فى إصطفاء الله لها فى مولدها ،و طهارتها ،وفى إصطفائها على نساء العالمين .وفى بُشراها بأن تكون هى وإبنها المسيح إبن مريم آية من آيات الله للعالمين .وفى ذلك يقول القرآن ((وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ 42يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ 43 )) آل عمران . وفى قوله تعالى ((وَجَعَلْنَا ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُۥٓ ءَايَةًۭ ))المؤمنون 50
س- كيف هذا ؟؟
ج- جاءتها الملائكة بالبُشرى بالمسيح فى قوله تعالى ((إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ 45. وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ 46)) آل عمران.
س- وبماذا أجابت على البُشرى بالمسيح ؟؟
ج- (( قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ)) آل عمران 47 .
س . بماذا أجابت عليها الملائكة ؟؟
ج—اجابت بقوله تعالى ((قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ 47وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ 48وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ 49)) آل عمران .
س- فماذا فعلت ؟؟
ج- بالتصرف البشرى ،وترقُب حدوث أمرا لم يتحمله عقلها .تركت مكانها وذهبت إلى مكان ابعد يكون أكثر هدوءا وبُعدا عن الناس .وحكى عن هذا القرآن الكريم حين قال .(( وَٱذْكُرْ فِى ٱلْكِتَـٰبِ مَرْيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًۭا شَرْقِيًّۭا ﴿١٦﴾ فَٱتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًۭا )) 17 .مريم
س- ثم ماذا ؟؟
ج- ارسل الله لها جبريل حاملا أمر الله جل جلاله (كن فيكون ) لتنفيذه على ارض الواقع والإذن بالحمل ،وبميلاد المسيح عيسى إبن مريم .
س – هل هناك تفاصيل لهذا الموضوع ؟؟
ج- نعم .وأوردتها سورة مريم فى هذا الحوار القرآنى ((فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًۭا سَوِيًّۭا ﴿١٧﴾))
قالت (((قَالَتْ إِنِّىٓ أَعُوذُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّۭا ﴿١٨))
قال ..(( قَالَ إِنَّمَآ أَنَا۠ رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَـٰمًۭا زَكِيًّۭا ﴿١٩﴾))
قالت ((قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِى غُلَـٰمٌۭ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌۭ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّۭا ﴿٢٠﴾))
قال – ((قَالَ كَذَ ٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَىَّ هَيِّنٌۭ ۖ وَلِنَجْعَلَهُۥٓ ءَايَةًۭ لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةًۭ مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًۭا مَّقْضِيًّۭا ﴿٢١﴾ ۞))
ولنناقش الموضوع لنفهمه . جاءها جبريل فى عُزلتها عن الناس مُتجسدا فى صورة بشرية ، فإستنكرت دخوله عليها خلوتها وإستاعذت بربها سبحانه وتعالى أن يُنجيها ويحفظها ،وكأنها قالت له إتق الله . فرد عليها لا تخافى إنما ان رسول رب العالمين جئت حاملا أمر الله بميلاد المسيح عيسى إبن مريم بكلمة من الله وأمره وهى (كُن فيكون ) . فقالت له كيف احمل وألد وانا غير متزوجة ،بل إننى لم يمسنى بشر من قبل لا كزوجة ،ولك لكن ابدا من صاحبات الرزيلة والفحشاء ؟؟ فرد عليها بما معناه أن هذا أمر الله وقضاءه ،وهو أبسط مما تتخيلين ، وأن هذا الموضوع هو آية ومعجزة من الله للناس ورحمة ،وسيُنفذ سيُنفذ ولا راد لأمر الله وقضاءه .
س- كيف تمت عملية الحمل فى عيسى إبن مريم ؟؟
ج- يقول القرآن الكريم عن مريم إبنة عمران ((وَٱلَّتِىٓ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَـٰهَا وَٱبْنَهَآ ءَايَةًۭ لِّلْعَـٰلَمِينَ ﴿٩١﴾)) الأنبياء ..ويقول سبحانه فى سورة التحريم ...(( وَمَرْيَمَ ٱبْنَتَ عِمْرَ ٰنَ ٱلَّتِىٓ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَـٰتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِۦ وَكَانَتْ مِنَ ٱلْقَـٰنِتِين ﴿١٢﴾))...وبالإجتهاد فى تدبر هاتين الآيتين نرى .أن مريم عليها السلام كانت مُحصنة أى طاهرة عفيفة شريفة ،لم تقع فى الرزيلة ابدا وشهد لها القرآن الكريم بهذا . وأن الإحصان يعنى الطهارة وعدم وقوع الأنثى فى الفحشاء سواء كانت ثيبا او بكرا . وليس كما اطلقه الفقهاء وحصروه تعريفا ووصفا للمتزوجات فقط . فقد خالفوا القرآن فى التعريف ، وفى تقسيمهم وإختراعهم عقوبة الرجم حتى الموت للمتزوجة التى تقع فى الزنا على اساسه . وفى هذا قال القرآن الكريم ((اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم اذا اتيتموهن اجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي اخدان.)) المائدة 5 . وعن عقوبة الزنا يقول القرآن (( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة.)) النور 2 إذن العقوبة 100 جلدة للزانية المتزوجة أو غير المتزوجة على حد سواء ،وليس الرجم حتى الموت للمتزوجة .والغريب انهم بنوا فقههم على حديث موضوع مفضوح عن أة شخصا رأى قردة(قرود) يرجمون قردة متزوجة حتى الموت ،وقد شاركهم هو ايضا فى الرجم .فقهاء جبلاية القرود .ههههههه
ثم يقول القرآن فى القضية المهمة قضية (اين كان مكان النفخ بالإذن بالحمل ودخول النفس إيذانا بالحمل فى عيسى ) ؟؟
، (فنفخنا فيها \ فيه\من روحنا )) وبالسير وراء كلمات القرآن فى الآيتين الكريمتين . يكون إلقاء الأمر ب(كن فيكون ) للبدء بخلق عيسى إبن مريم عليه السلام قد كان عن طريق الفرج ، وليس هُناك خجل أو عيب أو حساسية أو محاولة للإنكار فى هذا . فكلنا نعلم أنه إستحالة أن يكون هُناك تعاملا جسديا بشريا بين الملائكة والبشر ،اوتلامسا بينهم ، وبالتالى فلم تكن هُناك عملية (مُباشرة ،او ملامسة ،او تماس ) بين جبريل عليه السلام ،وبين مريم إبنة عمران .وأننا لا نعرف تحديدا فى خلق آدم ، ولا فى خلق أنفسنا كيف ومن أين تتم عملية دخول النفس إلى الجسد ،ولا كيف ولا من أين يتم خروجها منه عند الموت .فهل تكون عن إخترق الصدر وصولا للقلب مباشرة ، ام عن طريق البطن ، ام عن طريق العين أم عن طريق مكان آخر؟؟؟ الله أعلم . ما نعلمه ونتأكد منه . أن الملائكة لها مستويات فى التعامل ـمع أعضاء الجسم البشرى والتواجد معه اينما كان لا نعلمها ولا نشعر بها . وفى هذا يقول القرآن الكريم ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) فأين يجلس هذان الملكان منا ؟؟ الله أعلم .فإذا القرآن الكريم اشار لنا فى قصصه عن خلق عيسى أن النفخ بالإذن بحمل عيسى إبن مريم كان عن طريق الفرج ،فما هو الضير أو الضرر ،او العيب ،او الخجل فى هذا ؟؟؟؟فنحن أمام أمر الله لا فرق بين القلب والذراع والصدر والأرجل والفرج .. هذه الفروق بيننا وبين أنفسنا نحن معشر البشر .ونلتزم بستر العورة وحفظ الفروج بيننا وبين انفسنا نحن البشر ....وكمثال بسيط تخيل أن أَضطر رجُل فلاح أن يستحم فى حظيرة الحيوان ـأو فى مزرعة للدواجن ،فهل سيستر عورته أمام الحيوانات أو أمام الدواجن ؟؟؟؟ بالتأكيد لا .. وهل نحن لا نوقن أن ملائكة (رقيب وعتيد ) معنا دائما ،بل إن الشيطان والجن معنا فى هذا الكون .فهل هناك أحد منذ آدم وحتى اليوم قال لن أرفع ملابسى عن عورتى لأن الملائكة أو الجن أو الشياطين سيرونها ،وهذا مخالف لحفظ الفروج وكسوتها ؟؟؟ اكيد لا .. إلا إذا كان من خريج العباسية هههه .. فالفروج عورة لنا نحن . فكون القرآن حكى أن النفخ بإعطاء الأمر (كن فيكون فى خلق عيسى ) عن طريقه فسمعا وطاعة وصدق ربنا سبحانه فيما قال ...وقد سبق وأن نفخ جبريل فى جسد آدم بالنفس تنفيذا لأمر الله .فبقول سبحانه وتعالى بصفته صاحب الحكم والأمر والخلق (((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّى خَـٰلِقٌۢ بَشَرًۭا مِّن صَلْصَـٰلٍۢ مِّنْ حَمَإٍۢ مَّسْنُونٍۢ ﴿٢٨﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُۥ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى فَقَعُوا۟ لَهُۥ سَـٰجِدِينَ)) الحجر .. فالروح هنا نسبة إلى الروح الأمين جبريل بوصفه مُنفذ الأمر كن فيكون بالنفخ بدخول النفس إلى جسد آدم .
س- هل هُناك تصور لكيف كانت بدايات خُلق جسد عيسى قبل أن يُنفخ فيه بالنفس ؟؟
ج- بالتأكيد لا . ولكن فلنسمح للخيال الغير مُخل بالإيمان بأن العملية كلها مُعجزة وآية ربانية للعالمين بأن يتصور الآتى . ربما كان الأمر لزيادة إفراز هرمون الذكورة (التستيستيرون الموجود عند مريم ، وبالمناسبة هو موجود داخل الدورة الدموية عند كل السيدات ،فهو المسئول عن نمو الشعر والأظافر ، والصوت عند النساء .)) حتى أصبح قادرا على التحول إلى حيوانات منوية ،تقابلت مع بويضة نشطة من بويضات مريم إبنت عمران ، فتم تلقيحها ،وتخصيبها . وبهذا يكون تلقيحا ذاتيا (من مريم إلى مريم ) ولا وجود لذكر خارجى فيه ..وهذا مجرد تصور .وليس رجما بالغيب والعياذ بالله .
س- بمناسبة أن تمثل جبريل لمريم على صورة بشر ،فهل تجسدت الملائكة قبل ذلك على صور بشرية لأحد من العالمين ؟؟؟
ج- نعم . فقد تجسدت لأبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام حينما جاءته تُبشره بإسحاق ،وقد أعد لهم طعاما ولكنهم لم يأكلوا منه ،ولم يتعاملوا جسديا مع إبراهيم (بالسلام اليدوى ) وقد ذكرنا هذا اعلاه .و تجسدوا للوط عليه السلام حينما جاءوه ليأمروه بالخروج من قريته لأنهم سيدمرونها ويُهلكوا أهلها . وربما تجسدوا لزكريا عندما بشروه بيحيى ... وربما تجسدوا لأُم موسى عندما أوحى الله إليها بأن تُلقى رضيعها فى اليم (النهر ) فالقرآن لم يذكر هذا صراحة هل كان تجسيدا أم وحيا عن طريق الإلهام ..وفى هذا يقول القرآن الكريم ..(( واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه فاذا خفت عليه فالقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين)) القصص –.7
.س- وماذا فعلت بعد الإذن بالحمل بعيسى ؟
تركت المكان ،وبعدت أكثر وجلست تنتظر لحظة الميلاد وحيدة عند جزع نخلة .وفى هذا يقول القرآن الكريم ((فَحَمَلَتْهُ فَٱنتَبَذَتْ بِهِۦ مَكَانًۭا قَصِيًّۭا ﴿٢٢﴾ فَأَجَآءَهَا ٱلْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ )) مريم 23.
س- وما كان رد فعلها وشعورها الإنسانى رغم وعد الله وبشارته لها ؟؟
ج- تملكها الإحساس بالخوف ،والخوف من الفضيحة ،ولأنه شىء لايُصدقه بشر ولا يتخيله احد ولكن جاءها الوحى بالطمأنينة وطريقة التصرف ،والا تُكلم أحدا من البشر فى أيامها الأولى أو أن تقول أنها نذرت أن تصوم للرحمن والا تنطق إلا بذكر الله كما حدث مع زكريا عليه السلام من قبل عند بشارته بيحيى.وفى هذا يقول القرآن الكريم.(( قَالَتْ يَـٰلَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسْيًۭا مَّنسِيًّۭا ﴿٢٣﴾ فَنَادَىٰهَا مِن تَحْتِهَآ أَلَّا تَحْزَنِى قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّۭا ﴿٢٤﴾ وَهُزِّىٓ إِلَيْكِ بِجِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ تُسَـٰقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًۭا جَنِيًّۭا ﴿٢٥﴾ فَكُلِى وَٱشْرَبِى وَقَرِّى عَيْنًۭا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلْبَشَرِ أَحَدًۭا فَقُولِىٓ إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْمًۭا فَلَنْ أُكَلِّمَ ٱلْيَوْمَ إِنسِيًّۭا ﴿٢٦﴾)) مريم ..
س- وماذا حدث بعد ذلك ؟؟
ج- ((فَأَتَتْ بِهِۦ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُۥ ۖ))
س- وماذا كان رد فعلهم معها وقولهم لها ؟؟
ج- لاموها وعنفوها وذّكروها بحسن سيرة ابوها ،وروعة خُلق أمها ،فكيف لها ، وبأنها هى (مريم ) كانت على خُلق حميد ،ويُشبهونها بأنها أخت نبى الله هارون أخو موسى عليهما السلام فى الإيمان وحُسن الخلق ،فكيف لها بعد كل هذه السيرة العطرة أن تحمل سفاح!!!!!!!
وبالمناسبة بعض المفسرين يقفون فى تفسيرهم حرفيا على انها اخت بيولوجية لهارون ،وهذا خطا ،لأن الفترة الزمنية بينهما أكثر من 500 سنة تقريبا ، وأن هارون بحسن أخلاقه وحلمه وتواضعه كان مضرب المثل لبنى إسرائيل .
س- وماذا كان ردها عليهم ؟؟
ج- ((فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ )) اى إلى عيسى عليه السلام .
س- وبماذا ردوا عليها ؟؟
ج- ((قَالُوا۟ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِى ٱلْمَهْدِ صَبِيًّۭا ﴿٢٩﴾ مريم . كيف سنوجه كلامنا لطفل رضيع ؟؟
س- وماذا حدث ؟؟
ج- نطق عيسى بن مريم ببراءة أُمه ،وببيان معجزة خلقه ،وحاضره ومستقبله ،و بوصيته بإمه خيرا ، وبنبوته ،وتكليفه بالرسالة لبنى إسرائيل ، ولإتباعه للتوراة ،وتلقيه الإنجيل فى المُستقبل ..وفى هذا حكى القرآن العظيم قائلا (((قَالَ إِنِّى عَبْدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِىَ ٱلْكِتَـٰبَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّۭا ﴿٣٠﴾ وَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَـٰنِى بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمْتُ حَيًّۭا ﴿٣١﴾ وَبَرًّۢا بِوَ ٰلِدَتِى وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًۭا شَقِيًّۭا ﴿٣٢﴾ وَٱلسَّلَـٰمُ عَلَىَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّۭا ﴿٣٣﴾)) مريم ..,فى قوله تعالى ((وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ 46)) وفى قوله تعالى ..
((وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ))48 آل عمران .وفى هذا شهد الله لعيسى إبن مريم فقال ((ذَ ٰلِكَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ ٱلْحَقِّ ٱلَّذِى فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿٣٤﴾ . مريم
س- وماذا كان موقفهم من مريم وإبنها المسيح عيسى إبن مريم بعد ذلك ؟؟
ج- بعضهم رماها بالبهتان العظيم ولم يُصدق ويؤمن بآية الله فى خلق المسيح ((وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا)) النساء 156. وكثير منهم غالى فى تقديسهما حتى عبدوهما ،وقالوا وآمنوا ولا زالوا يؤمنون بأن مريم هى زوجة لله ،والمسيح إبن له .مع أن المسيح نفسه قال لهم ((إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ 51)) آل عمران .وتكررت نفس الجملة فى سورة مريم فى قوله تعالى ((وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ ۚ هَـٰذَا صِرَ ٰطٌۭ مُّسْتَقِيمٌۭ ﴿٣٦﴾)). وأن القرآن الكريم وكل الكُتب السماوية نفت نفيا قطعيا بأن يكون لله زوجة أو ولد إلا أنهم ذهبوا وراء شياطينهم يعمهون .فيقول ربى العزة جل جلاله .(( مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍۢ ۖ سُبْحَـٰنَهُۥٓ ۚ إِذَا قَضَىٰٓ أَمْرًۭا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ﴿٣٥﴾ مريم . وفى قوله تعالى ((وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا)) الجن 3.
وأنه تعالى قال عن عيسى وأمه ((مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ)) الأنعام 75.
س- هل إنتهوا عن قولهم بأن لله صاحبة وولدا ،وعن عبادتهم للمسيح وأمه مع الخالق جل جلاله ؟؟
ج—لا لم ينتهوا رغم تحذيرات المولى عزّ وجل لهم اكثر من مرة فى قوله تعالى ((يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً 171لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا )) النساء .172
س-وماذا بعد ؟؟
ج- إلى هُنا إنتهى دور مريم إبنة عمران وقصصها فى القرآن الكريم وبدأ القصص عن إبنها عيسى إبن مريم ، وسنُتذكر معا سريعا أهم ما يتعلق بالعقيدة فى قصص القرآن عنه .
س- مثل ماذا ؟؟
ج- قضية عبادة عيسى ،وقضية التثليث .فقد رفضها القرآن الكريم ،وتوعد بالكُفر من يؤمنون بها ،ويموتون بإيمانهم هذا وبإشراكهم بالله الواحد الأحد .
س- هل هُناك آيات قرآنية تُذكرنا بهذا ؟؟
ج- نعم ..فى قوله تعالى (((َلقد كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))) ....وقوله سبحانه وتعالى ((لَقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓا۟ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ ٱلْمَسِيحُ يَـٰبَنِىٓ إِسْرَ ٰٓءِيلَ ٱعْبُدُوا۟ ٱللَّهَ رَبِّى وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُۥ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَىٰهُ ٱلنَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍۢ ﴿72)المائدة وفى قوله تعالى ((لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓا۟ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَـٰثَةٍۢ ۘ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّآ إِلَـٰهٌۭ وَ ٰحِدٌۭ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا۟ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٣﴾ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى ٱللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُۥ ۚ وَٱللَّهُ غَفُورٌۭ رَّحِيمٌۭ ﴿٧٤﴾ مَّا ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌۭ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُۥ صِدِّيقَةٌۭ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ ٱلطَّعَامَ ۗ ٱنظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ ٱلْءَايَـٰتِ ثُمَّ ٱنظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٧٥﴾ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّۭا وَلَا نَفْعًۭا ۚ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ ﴿٧٦﴾ المائدة .
س- وهل إنتهوا عن قولهم بالتثليث ، وعبادة عيسى وأمه ؟؟
ج- لا لم ينتهوا.
س- وماذا فعلوا مع عيسى بعد ذلك ؟؟
ج- آمن معه نفر قليل لله رب العالمين وهم الحواريون . وكفر به الكثير ،وعادوه وحاولوا قتله كما كانوا كانوا يقتلون انبياء من بنى إسرائيل من قبله . وفى هذا يقول القرآن الكريم .(( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا 157)) النساء .
س- إذا كانوا لم يقتلوه ولم يصلبوه فأين ذهب ؟؟
ج- قال له رب العزة أنه متوفيه ،ورافعه إليه ، ولا نعلم هل رفعه نفسا وجسدا ،ام نفسا فقط ودُفنت نفسه فى برزخ النفوس ،وتحلل جسده فى الفضاء ،ام أن دُفن جسده مع نفسه فى نفس البرزخ .المهم ـنه توفى ومات ورُفع من على الأرض وأن من قتلوه وصلبوه لم يكن عيسى إبن مريم ،ولكن شبيها له ،وربُبما كان هذا الشبيه مجرد هيكل وليس جسدا بشريا حقيقيا . وفى هذا يقول رب العزة ..((( إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ - آل عمران . 55--- وفى قوله سبحانه (((بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا 158))النساء .
.س- وما موقف عيسى من قومه وممن عبدوه هو وأمه من دون الله يوم القيامه ؟؟
ج- القرآن الكريم ذكر لنا أن موقف عيسى إبن مريم ،ومحمد بن عبدالله من قومهما يوم القيامة سيكون كالآتى فى الآيتين الكريمتين .الأولى عن عيسى حيث قال ((وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ يَـٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ءَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِى وَأُمِّىَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَـٰنَكَ مَا يَكُونُ لِىٓ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِى بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُۥ فَقَدْ عَلِمْتَهُۥ ۚ تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى وَلَآ أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّـٰمُ ٱلْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَآ أَمَرْتَنِى بِهِۦٓ أَنِ ٱعْبُدُوا۟ ٱللَّهَ رَبِّى وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًۭا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِى كُنتَ أَنتَ ٱلرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾ وبهذا فإنه سيتبرأ منهم ومن عبادتهم له ولأمه ، وانه لم يقل لهم سوى الرسالة التى ارسله بها رب العالمين ،والتى عمادها (ان أعبدوا الله ربى وربكم ) .. وأنه لم يمت ليحمل عنهم خطاياهم كما يزعمون ،وانه لن يكون شفيعا ولا نصيرا لهم يوم القيامة ، وأن الحُكم والأمر كُله للملك القهار جل فى عُلاه ...
وأما عن موقف مُحمد بن عبدالله من قومه يوم القيامه ،وعن شهادته عليهم وليس لهم ، وعن تبرأه من هجرهم للقرآن الكريم ،وإتباع كُتب التراثيين والفقهاء والبخاريين من دونه ..يقول القرآن الكريم (((وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا))) الفرقان 30 .وعن موقفه انه سيكون خصما لهم وشهيدا عليهم وليس شفيعا لهم يقول ربنا سبحانه وتعالى . ((فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا)) النساء 41 .
س- وما هو جزاء مريم إبنت عمران يوم القيامة ؟؟
ج- مريم إبنت عمران عليها السلام أخبرعنها القرآن أنها خير نساء العالمين ، وأنها هى وإمرأة فرعون مثلا للذين أمنوا جميعا يوم القيامة.وفى هذا بشارة بالرحمة والنعيم والرضوان لها فى دار المُقامة مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ....___ اللهم إجمعنا بهم وأجعلنا منهم ___.. وفى ذلك يقول القرآن الكريم ((وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ 42)) آل عمران ...وفى قوله تعالى ((وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًۭا لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ٱبْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًۭا فِى ٱلْجَنَّةِ وَنَجِّنِى مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِۦ وَنَجِّنِى مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ ﴿١١﴾ وَمَرْيَمَ ٱبْنَتَ عِمْرَ ٰنَ ٱلَّتِىٓ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَـٰتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِۦ وَكَانَتْ مِنَ ٱلْقَـٰنِتِين ﴿١٢﴾ التحريم .
==== وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
ارجو من الله العلى القدير أن أكون قد وفقت فى إجتهادى وتدبرى هذا . مُبتغيا وجهه سبحانه وتعالى وحده .. وأن يكون عند حُسن ظنكم ولوب(51%) . وإن أخطأت فانا على إستعداد تام لتصحيح الخطأ ومُراجعة التدبر والإجتهاد ..
وآسف جدا على الإطالة فلا يُمكن الإختصار أكثر من هذا ....