تعود النظام المصري، على الهروب من الأزمات بإفتعال أزمات أخرى جديدة، منذ العام 1952م، وتلك أصبحت سمة أي نظام حكم جاء بعد نظام يوليو، وقد إنتبه الشعب المصري إلى هذه السياسة، فيما بعد، وكان خير مثال على صحوة الشعب وكشفه لقصة إفتعال الأزمات : فيلم الهروب الذي أخرجه الراحل/ عاطف الطيب، وقام ببطولته الراحل/ أحمد زكي، والذي كانت تدور قصته، حول تورط أجهزة الأمن في قتل العديد من المعارضين، وحتى تغض البصر عن تلك الأزمة، ساعدت على هروب أحد المتهمين بقضايا قتل، ليصنعوا منه بطلاً فينشغل الرأي العام به.
تلك هي سياسة الأزمات المفتعلة، وقد ذكرتها للربط بين الأحداث التي تمر بها مصر الآن، فما بين تنازل أو بيع جزيرتين مصريتين "تيران وصنافير"، ثم قصف وحشي من بشار الأسد وأنصاره، على مدينة حلب السورية، وبين الحرج الواقع فيه الرئيس المصري/ عبدالفتاح السيسي، فيما بين محاولاته لإرضاء النظام السعودي، وبين تعهداته للرئيس السوري/ بشار الأسد، بالسعي الدؤوب لإبقائه في السلطة، فكان لابد من إفتعال أزمة جديدة، ألا وهي "إقتحام نقابة الصحفيين" لينشغل الرأي العام الداخلي والخارجي بها، ثم في نهاية الأمر، وبعد هدوء الأوضاع الحرجة لنظام الحكم المصري، حينها فقط ستحل أزمة إقتحام نقابة الصحفيين، وبتدخل من الرئيس نفسه، ليثني عليه الصحفيون أنفسهم فيما بعد.
المحزن في الأمر، هو غياب الحقيقة عن المثقفين والنخبة، ولا أعرف هل الحقيقة غائبة عن عمد، أم عن جهل، والله أعلم.
في النهاية : أقول لكل وطني وحقوقي وسياسي، لا تنشغلوا بأمور فرعية، وإلا تاهت منكم قضيتكم الأساسية، وأخيراً الحرية لسوريا، الحرية لسوريا، الحرية لسوريا.
وعلى الله قصد السبيل
شادي طلعت