علي الظفيري يهاجم من توعدوا محمد البوعزيزي بنار جهنم ويصفهم بالكفار

في الأربعاء ٢٦ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

علي الظفيري يهاجم من توعدوا محمد البوعزيزي بنار جهنم ويصفهم بالكفار
1

علي الظفيري

1

واشنطن- منصور الحاج - خاص

1

انتقد مذيع سعودي بقناة الجزيرة القطرية بشدة رجال الدين الذين أفتى الكثيرون منهم بحرمة ما قام به بائع الخضار التونسي محمد البوعزيزي من إحراقه لنفسه بعد تعرضه للظلم على يد شرطية. ووصف علي الظفيري كل من يدينون البوعزيزي بـ"الكفار" كما انتقد الزعيم الليبي معمر القذافي على إدانته لثورة الياسمين التي أطاحت بالنظام في تونس.

وعلى عكس ما أفتى به رجال الدين من أن مصير البوعزيزي سيكون نار جهنم لأنه ارتكب جريمة الإنتحار، بشّره الظفيري بطيب مقام، واستدل في مقدمة برنامج "في العمق" الذي يقدمه أسبوعيا من العاصمة القطرية الدوحة بآية تقول "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".

 

وأضاف "كيف وقد نفخت الروح في قلب أمة هامدة وأيقظت الكرامات الكامنة في الأعماق، أيقظت الشوارع والمدارس والمطاعم والبرلمانات وفي كل بيت عربي يسأل الناس من بعدك عن الطين الذي خُلقت منه عربتك المباركة، عن النار المقدسة التي أحرقت الأرض من تحت الطغاة الهاربين ... يسألون كيف استطاع البوعزيزي بين ليلة وضحاها أن يعيد انتاج الألوان لتزدان تونس بالأخضر الزاهي كما كان يجب أن تكون دائما وأن يُكتب لها من دمائه الزاكية عمر جديد".

 

وخاطب الظفيري البوعزيزي قائلا "يا محمد لقد أزهرت شعلتك في الوطن العربي (..) كافر من يدين موتك ويصمت عن الموت الذي غرسته الأنظمة في أرضنا منذ عقود .. أوليس في الموت حياة؟".

 

وانتقد في وقت سابق العديد من رجال الدين والكتاب إحراق البوعزيزي لنفسه ومن أبرزهم المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز آل شيخ الذي أقتى بحرمة إحراق النفس "حتى وإن كانت الظروف المعيشية صعبة" في إشارة للبوعزيزي. ووصف آل شيخ بحسب النسخة السعودية لصحيفة "الحياة" قتل النفس بالإحراق بأنها "جريمة نكراء".

 

وقال آل شيخ "قتل النفس جريمة نكرة ومصيبة عظمى لا يجوز انتشارها بين المسلمين، ولا ينبغي للمسلم اللجوء لمثل هذا العمل الذي يعد انتحاراً، وهو من الجرائم النكرة، وهذه الأعمال تشوّه صورة المسلمين، وعلى المسلم التحمل والصبر".

 

كما أفتى أبو المنذر الشنقيطي وهو عضو باللجنة الشرعية لمنبر "التوحيد والجهاد" الالكتروني الذي يشرف عليه رجل الدين المتشدد أبو محمد المقدسي بأن قتل النفس كبيرة من الكبائر وصاحبه عرض نفسه لسخط الله وخاتم عمره بمعصية الله. وقال الشنقيطي في إجابته على سؤال عن حكم الشرع في المنتحر "من الفتنة في الدين أن يظن المسلمون بأن معصية الله تفتح أبواب الخيرات أو تجلب على المسلمين المسرات !فالنصر والرخاء والعدل نعم من نعم الله .. وما عند الله لا ينال إلا بطاعة الله".

 

رجل الدين السعودي المتشدد والمشرف العام على موقع "المسلم" ناصر العمر جاءت فتواه أيضا مطابقة لفتاوى آل شيخ والشنقيطي حيث أفتى بأن إحراق النفس من أكبر الذنوب وأنه لا يجوز قتل النفس تعبيراً عن الغضب، أو طلباً لرفع الظلم. وقال العمر "إزالة الظلم يجب أن تكون بالطرق والأساليب الشرعية التي لا يترتب عليها مفاسد أعظم مما يراد زواله".

 

وعلق العمر على ما تناقلته وسائل الإعلام من محاولات للموت حرقا في كل من اليمن ومصر والجزائر وموريتانيا قائلا "إن هذا يعد من أكبر الذنوب (..) وأن نفس الإنسان ليست ملكاً له؛ بل هو مؤتمن عليها ومطالب بالمحافظة عليها حتى يلقى ربه".

 

ولم تقتصر الإدانات على رجال الدين فقط، فقد انتقدت الكاتبة السعودية هيام المفلح محاولات الموت حرقا في عدد من الدول العربية، كما انتقدت أيضا من يبجلون المحترقين ويصفونهم بالأبطال قائلة "مهما تكالبت الخطوب والرزايا على المسلم السوي، ومهما قسى عليه ظُلاّمه وجلادوه، فلا يجب أن يلجأ للانتحار، لأنه يعلم أنه سيخسر الآخرة بفعلته هذه حين يقابل ربه كما خسر دنياه، فلا طال الدنيا ولا طال الآخرة".

 

وأضافت في مقال بعنوان :الأجساد المحترقة ليست قدوة !" نشرته صحيفة "الرياض" السعودية "ومن يحاول أن يبجّل هذا المنتحر ويجعل منه بطلاً شهيداً فقد أخطأ خطأ عظيماً لأنه بهذا، ليس فقط جاهلاً بالحلال والحرام، وإنما هو مضلل عظيم لمن يستمع إليه فيصدقه، أو يقرأ كلماته التي تبجل فعلة المنتحر فيزيّن له شيطانه قدوة مزعومة تستفزه على التقليد من باب الشهرة ولفت نظر الإعلام".

 

أما رجل الدين المصري المقيم في قطر يوسف القرضاوي فقد جاء رأيه مخالفا لآراء الكثير من رجال الدين فقد أثنى ضمنيا على البوعزيزي ووصفه بأنه "تسبب في إيقاظ الأمة وإشعال الثورة"، وسأل الله له العفو والمغفرة.

اجمالي القراءات 5829