أخطاء وتناقضات كتاب دعوة للفلسفة لأرسطو

رضا البطاوى البطاوى في الجمعة ١٥ - أبريل - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

أخطاء وتناقضات كتاب دعوة للفلسفة أو بروتريبتيقوس لأرسطو
هذا الكتاب هو أحد كتب أرسطو المفقودة والنسخة التى نقلنا منها ترجمة عبد الغفار مكاوى صادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 1987والآن إلى بيان الأخطاء والتناقضات :
قال أرسطو "ونعلم أن السعادة فى الحياة لا تقوم على امتلاك الثروة الكبيرة وإنما تعتمد على الحالة النفسية الطيبة وكذلك الأمر فيما يتعلق بالجسم "ص30
نلاحظ هنا أن السعادة تقوم على الحالة النفسية الطيبة وهو ما يناقض قيامها على الثقافة وهو ما يناقض أيضا قيامها على التهذيب فى قوله:
"وبالمثل لا يصف المرء نفسا بأنها سعيدة إلا إذا كانت نفسا مثقفة ولا إنسانا بالسعادة إلا إذا كان مهذبا "ص30
والحالة النفسية الطيبة غير الثقافة غير التهذيب فالحالة الطيبة تعنى حالة روقان أو هدوء وهى حالة تنتج إما من طاعة الله أو رضا عن الحال وإما من عصيان الله كشرب الخمر والثقافة وهى التعلم بالقراءة وغيرها غير التهذيب الذى يعنى الخضوع لأحكام التربية الحسنة
الخطأ هنا هو أن كلما توافرت الثروة والقوة والجمال ازداد ضررها على صاحبها وهى قوله :
"وأولئك الذين ساءت نفوسهم لن ينفعهم الثراء ولا القوة ولا الجمال شيئا بل كلما توافرت هذه الأمور ازداد ضررها على صاحبها عمقا وتنوعا " ص31
وهو ما يناقض وجود أغنياء أو أقوياء لم تضرهم الثروة أو القوة حيث استخدموها فى الحق والخير وحتى لا نتهم بأننا نستشهد بمسلمين نستشهد ببيل جيتس الذى خصص أكثر من نصف ثروته للأعمال الخيرية
الخطأ وجوب أن نكون فلاسفة لتصريف شئون الدولة بصورة صحيحة وهو قوله " يجب علينا أن نصبح فلاسفة إذا أردنا أن نصرف شئون الدولة بصورة صحيحة ونشكل حياتنا الخاصة بطريقة نافعة "ص32
تصريف الدولة لا يحتاج لفلاسفة بل يحتاج لمنفذى القوانين بصدق وهؤلاء لا يتعاطون الفلسفة بدراسة وإنما المهم هو خلوص النية والقدرة على التنفيذ وحتى لا نستشهد بمثل من تاريخ المسلمين نستشهد بالفلاح الذى تولى الامبراطورية الرومانية وبعد أن رسخ العدل فيها عاد إلى عمله بالفلاحة مرة أخرى دون أن يتمسك بالحكم
الخطأ هو تقسيم المعرفة لمعرفة تنتج الخير ومعرفة مستخدمة والتقسيم الأخر معرفة خادمة مطيعة ومعرفة آمرة وهو قوله "فهناك المعرفة التى تنتج خيرات الحياة وهناك المعرفة التى تستخدمها وثمة تقسيم أخر فهناك أنواع المعرفة التى تخدم وتطيع وهناك الأنواع التى تأمر "ص33
تقسيم المعرفة منتجة للخير ومستخدمة خاطىء لوجود معرفة فى النفس لا تنتج خير ولا تستخدم وهى ما يسمى الاعتقاد مثل الايمان بوجود الله أو الملائكة فهذه معرفة قلبية تصديقية لا تنتج الخير ولا تستخدم فى شىء
والتقسيم لمعرفة خادمة ومعرفة آمرة يظهر الخطأ من وجود معرفة ناهية فى مقابل الآمرة
الخطأ أن المعرفة الآمرة هى أعلى أنواع المعرفة وهى الفلسفة وهو قوله "وهناك الأنواع التى تأمر والأنواع الأخيرة أعلى درجة وفيها يكمن الخير بمعناه الحقيقى ولما كان هذا النوع الوحيد من المعرفة الذى يتوصل للحكم الصحيح ويستخدم العقل ويضع الخير فى مجموعه نصب عينيه ونعنى به الفلسفة هو الذى يستطيع الانتفاع بسائر أنواع المعرفة وتوجيهها وفق قوانين الطبيعة "ص33
والدليل على الخطأ هو أن الفلسفة تعمل وفق الطبيعة كما يقول ولكن الطبيعة ليست توافق الإنسان فى قوانينها فالطبيعة لا تدل على الصدق والكذب من حيث الحل والحرمة من خلال ملاحظة القوانين فى أنواع الطبيعة والطبيعة لا تدل على كيفية اتخاذ القرار فى الحكم فمثلا هناك أنواع فى الطبيعة يحكمها الذكور وهناك أنواع تحكمها النساء كما لا تدلنا على الأحكام الصحيحة فمثلا عندما يفترس الأسد الغزال لا يكون حكم الطبيعة قتل الأسد وإنما حكمها أن تأكل الأسود الغزلان ومن ثم فليست الفلسفة وفق الطبيعة أعلى أنواع المعرفة لأنها فى تلك الحال لا تعطينا الحكم الصحيح وإنما تعطينا خيارات متناقضة فى كثير من الأحيان
الخطأ هو قوله "أن الفلسفة وحدها تنطوى على الحكم الصحيح والتبصر المعصوم من الخطأ الذى يملك القدرة على تحديد ما ينبغى علينا أن نأتى من الأفعال وأن ندع "ص33
الدليل على أن الفلسفة الإنسانية لا تدل على الحكم الصحيح دوما وإنما كما قلنا تدل على التناقض فأرسطو نفسه ناقض نفسه فى سبب السعادة ولم يقدر على إصدار الحكم الصحيح فقال مرة أنها الحالة النفسية الطيبة ومرة الثقافة ومرة التهذيب وذلك فى أقواله "ونعلم أن السعادة فى الحياة لا تقوم على امتلاك الثروة الكبيرة وإنما تعتمد على الحالة النفسية الطيبة وكذلك الأمر فيما يتعلق بالجسم "ص30
"وبالمثل لا يصف المرء نفسا بأنها سعيدة إلا إذا كانت نفسا مثقفة ولا إنسانا بالسعادة إلا إذا كان مهذبا "ص30
وأيضا لم يستطع أرسطو كفيلسوف أن يحكم حكما صحيحا فى تقسيم المعرفة فقسمها عدة تقسيمات بدلا من تقسيم واحد صحيح فقال " فهناك المعرفة التى تنتج خيرات الحياة وهناك المعرفة التى تستخدمها وثمة تقسيم أخر فهناك أنواع المعرفة التى تخدم وتطيع وهناك الأنواع التى تأمر "ص33
"ولكن هناك أيضا أشياء تنشأ عن طريق الصدفة" ص34
الخطأ أن ما ينشأ عن طريق الصدفة ليس هدف ولا غاية وهو قوله "وليس فيما ينشأ عن الصدفة شىء له هدف أو غاية من كونه ونشوئه "ص34"ولكن هناك أيضا أشياء تنشأ عن طريق الصدفة" ص34
لا نجد شىء فى الحياة يخلق عن طريق الصدفة لأن المخلوقات تنشأ من أشياء موجودة فى الكون والصدفة يتم خلقها من العدم ولا يوجد أمامنا عدم حتى نقول بوجوده
يبين أرسطو أن هناك تخلق بالصدفة وهو قوله "ولكن هناك أيضا أشياء تنشأ عن طريق الصدفة" ص34وهو ما يناقض عدم وجود شىء بالصدفة وهو قوله " لما كان النظام يسود الطبيعة كلها فإنها لا تفعل شيئا بالصدفة"ص38
الخطأ أن الأشياء التى يصنعها الإنسان الهدف منها أفضل من الشىء الذى نشأ من أجله وهو قوله "أما الأشياء التى تنشأ عن المقدرة البشرية فلها غاية وهدف وهذا الهدف أفضل من الشىء الذى نشأ من أجله "ص34
الهدف ليس دوما أفضل من الشىء الذى نشأ من أجله فالهدف قد يكون سيئا ومع هذا ينتج عنه شىء مفيد مثل من يضرب إنسان ظلما فيرد هذا الإنسان الظلم وهو الفائدة ويعلم غيره الوقوف فى وجه الظلم وهى فائدة أخرى فيتعلم المجتمع العدل
الخطأ أن المقدرة البشرية تكمل ما تركته الطبيعة ناقصا وهو قوله "كما أن المقدرة البشرية على الصنعة قد وجدت لمساندة الطبيعة واكمال ما تركته ناقصا "ص35 واستشهد على ذلك بالنباتات التى تنبت ويكتمل نموها دون تدخل الإنسان والنباتات التى لا يكتمل نموها إلا بتدخله عن طريق الزراعة
بالقطع الطبيعة وهى خلق الله ليس فيها شىء ناقص يكمله الإنسان فالنباتات التى قال أنها لا تنمو دون تدخل الإنسان كانت تنمو قبل وجود الإنسان وما زالت تنمو بريا فى مواضع من العالم دون تدخل الإنسان فهناك قمح برى وهناك قمح إنسانى وهكذا
الخطأ أن الحيوانات قد نشأت ضد الطبيعة بمعنى تلحق الضرر والذى بها وهو قوله "ولا معنى للإعتراض على هذا بأن أغلب الحيوانات قد نشأ ضد الطبيعة أى للإفساد والحاق الأذى والضرر " ص36 وهو ما يناقض كون كل الكائنات الحية كلها تطابق مع الطبيعة وهو قوله "إن جميع الكائنات الحية أو على الأقل أفضلها وأرفعها قدرا قد نشأ عن الطبيعة وفى تطابق مع الطبيعة"ص 36
بالقطع الحيوانات لا تلحق الضرر بالطبيعى لأنها تتبع كما يقول العلم السلسلة الغذائية فلابد أن تأكل حيوانات أو نباتات أخرى بل إن بعض النباتات تلحق الضرر حسب التعبير الأرسطى هنا بالحيوانات حيث تأكل بعض النباتات الحشرات
إذا الحيوانات والنباتات كلها تتبع قوانين الطبيعة
الخطأ هو أن ملكة العقل هى الخير الوحيد الذى تطمح الشيخوخة لامتلاكه وهو قوله "النفس هو ملكة العقل إذ أننا نلاحظ أن هذه الملكة هى بطبيعتها أخر ما يتكون عند الإنسان ولهذا كانت هى الخير الوحيد الذى تطمح الشيخوخة إلى امتلاكه "ص36
بالقطع الشيخوخة لا تطمح للعقل لأن كلما تقدما فى سن العجز فقدنا العقل بالتدريج فكما حصلنا على العقل بالتدريج منذ ولادتنا نفقده بالتدريج لو بلغنا أرذل العمر وهو ما يسمونه حاليا مرض إلزهايمر
هنا النفس هى العقل "النفس هو ملكة العقل "ص38
وهو ما يناقض أن وجود قسم عاقل وقسم غير عاقل فى النفس فى قوله :"ونحن نعلم أن النفس تكون في جزء منها عاقلة وفى جزء أخر غير عاقلة "ص38
ويناقض قوله "أن الجزء العاقل يحتوى على العقل "ص38
الخطأ أن ملكة العقل هى هدف الإنسان واستخدامها هو الغاية التى من أجلها نشأنا وهو قوله "تبين لنا أن ملكة العقل بحسب طبيعتها هى هدفنا وأن استخدامها هو الغاية الأخيرة التى من اجلها نشأنا "ص36
الخطأ أن هدف الإنسان هى ملكة العقل والحق أن الهدف الإنسانى إما الحصول على اللذات بالخير وإما الحصول عليها بالشر سواء كان هذا لمن يؤمن بالدنيا فقط ولمن يؤمن بالدنيا والأخرة
الخطأ أن الصنعة البشرية كما نعلم محاكاة الطبيعة وهو قوله "إذ أن الصنعة البشرية كما نعلم محاكاة للطبيعة "ص39
بالقطع الصنعة البشرية لا تحاكى الطبيعة فى كل شىء فهناك صنع أى فعل بشرى خارج على قوانين الطبيعة مثل ممارسة السحاق بين النساء واللواط بين الرجال ومثل صناعة التليفزيون فلا يوجد مثيل لها فى الطبيعة ومثل الفأس لا يوجد مثيل لها فى الطبيعة
الخطأ وجود أفعال عقلية حرة تماما لذاتها وأفعال عقلية تنتح المعارف لأجل أى شىء أخر وهو قوله "وتكون بعض الأفعال العقلية حرة حرية كاملة وهى الأفعال التى تتحقق لذاتها أما الأفعال العقلية التى تنتج المعارف لأجل أى شىء أخر فهى تشبه الخدم "ص39
تقسيم الأفعال العقلية لحرة تفعل لذاتها وأخرى تنتج المعارف تقسيم خاطىء فلا يوجد فعل لذاته وإنما الأفعال تفعل لسبب قد يكون سبب خاص أو عام كما أن العقل ليس حرا حرية كاملة عندما يقرر فعلا كالزواج أو الزنى أو السرقة أو عدم السرقة وإنما هو عند صاحبه قواعد وأسس يسير عليها
الخطأ أن التفكير الخالص من الهدف أشرف من التفكير الخادم ليصل به لشىء أخر وهو قوله "وهكذا نرى التفكير المحض الخالص من الهدف أشرف وأقيم من التفكير الذى يكون مجرد خادم يتوسل به لبلوغ شىء أخر "ص39
لا يوجد تفكير دون هدف مهما كان فالخطأ إنما هو يكون بمعرفتنا بالهدف من عدمه فالتفكير فى أى موضوع يكون له هدف نفعل أو لا نفعل أو نفهم الحقيقة أو نفند الخرافة فالتفكير المحض الخالص هو عدم وهراء غير موجود فى الواقع
الخطأ أن الخير والشرف ملازمان للتفكير الفلسفى قبل كل شىء فى قوله "وإذا فالخير والشرف ملازمان للتفكير الفلسفى قبل كل شىء أخر "ص40
بالقطع سبق أن قال الرجل أن رجل الدولة لابد أن يكون من الفلاسفة لكى يدير الدولة ورجل الدولة ليس تفكيره الفلسفى دائما متجه للخير عندما يأمر بقتل أو جرح إنسان او عندما يهدم بيت أو يحرق سفينة فإدارة الدولة تتطلب القيام فى الأنظمة الإنسانية بأفعال محرمة قد يكون الغرض منها خير وقد يكون شر ومن ثم فالتفكير الفلسفى الإنسانى ليس دوما خير فبعض الفلاسفة يحرمون بتفكيرهم قتل القاتل وبعضهم يحلل قتل القاتل وهذا التناقض يعنى أن طرف منهم تفكيره ليس شريفا لأن الحكم الصحيح كما قال الرجل فى الفكر الفلسفى واحد لا يتعدد ولكن تعدد آراء الفلاسفة فى كثير من المسائل هو دليل على أن التفكير الفلسفى ليس دوما يسعى للخير
الخطأ أن الإنسان المحروم من الإداراك الحسى والعقل يشبه النبات والمحروم من العقل وحده شبيه بالحيوان وإذا تمسك بالعقل أشبه الإله وهو قوله "إن الإنسان إذا حرم الإدراك الحسى والعقل صار شبيها بالنبات وإذا حرم العقل وحده تحول إلى حيوان أما إذا تحرر من غير المعقول وتمسك بالعقل فقد صار شبيها بالإله "ص40
بالقطع الرجل هنا ينفى العقل عن النبات والحيوان والعقل موجود فى كل كائنات الكون ولكن العقل يختلف من نوع لأخر فمن يشاهد الحيوان المفترس وهو يترقب الحيوانات التى يفترسها يعلم أن لديه عقل يميز به الحيوان الذى سيأكله فهو ينتقى الحيوان الضعيف والصغير إذا كان أمامه جمع من الحيوانات والنبات المفترس مثله مثل الحيوان المفترس عندما يفتح فمه ويفرز مادة تجذب الحيوان ممثلا فى الحيوانات ثم يقفل فمه عندما تدخل فيه ليأكله
وقد بين الرجل أن العقل للإنسان وحده وهو قوله" ذلك أن العقل الذى نتميز به عن سائر الكائنات الحية " ص40
وهو يناقض وجود بعض العقل فى الحيوان فى قوله "إن ادى الحيوانات ومضات ضئيلة من الفطنة والعقل ص40
الخطأ أن الحكمة وهى الفلسفة لا تتصف بها سوى الآلهة ولا تنسب إلا لعقل الإنسان وهو قوله "فهذه الحكمة لا يوصف بها غير الآلهة ولا تنسب إلا للعقل الإنسانى "ص40
وهو تناقض فإذا كانت الفلسفة يتصف بها الله كيف نسبها لمخلوق هو الإنسان ؟
وإذا كان يعنى أن العقل الإنسانى هو الإله فهو يناقض نفسه فى كتابه هذا وفى كتبه الأخرى التى يعترف فيها بوجود الله
واتصاف الإله بالحكمة يناقض أن الإنسان الحكيم هو مصدر معيار الخير وهو قوله" من ذا الذى يمكنه أن يمثل المعيار الدقيق لنا ويكون لنا بمثابة الدليل الهادى إلى الخير غير الإنسان الحكيم "ص44
كما أنه يناقض وجود الدليل فى قوانين الطبيعة فى قوله " ونعنى به الفلسفة هو الذى يستطيع الانتفاع بسائر أنواع المعرفة وتوجيهها وفق قوانين الطبيعة "ص33 فقوانين الطبيعة هى الدليل الذى يوجه وليس الإنسان الحكيم
قول الرجل أن ملكة التعقل هى أسمى الخيرات جميعا وهو قوله "ومن هذا الحكم الصادر بأقصى درجة من اليقين أن ملكة التعقل هى أسمى الخيرات جميعا ص44
يناقض كون الفلسفة أسمى الخيرات فى قوله :"هكذا نكون قد أثبتنا أن فى الإمكان أن يهب الإنسان حياته للفلسفة وأنها أعظم الخيرات جميعها "ص52
الخطأ هو عدم تعريف السعادة تعريفا واضحا وإنما جعلها إما البهجة وإما الفضيلة وإما التعقل وفى هذا قال "وسواء أكانت الحياة السعيدة تكمن فى البهجة والهناء أم فى الفضيلة والسمو الخلقى أم فى التعقل وممارسة العقل "ص44
الرجل هنا لا يقدر على تحديد الحكم الصحيح بتعريف سبب السعادة فيحيلنا لعدة احتمالات وهو ما يناقض كون الفلسفة اصدار حكم صحيح محدد معصوم من الخطأ فى قوله " أن الفلسفة وحدها تنطوى على الحكم الصحيح والتبصر المعصوم من الخطأ الذى يملك القدرة على تحديد ما ينبغى علينا أن نأتى من الأفعال وأن ندع "ص33
قال الرجل أن رجل الدولة معاييره إما يستمدها من الطبيعة وإما من الحقيقة وهو قوله "وبهذه الطريقة نفسها يتحتم على رجل الدولة أن تكون لديه معايير معينة يستمدها من الطبيعة نفسها ومن الحقيقة ويستعين بها فى الحكم على ما هو عادل ونافع وجميل "ص48
وهو ما يناقض كون كل الأفعال البشرية محاكاة للطبيعة وليس للحقيقة فى قوله "إذ أن الصنعة البشرية كما نعلم محاكاة للطبيعة "ص39
كما نلاحظ أن الخير يستمده رجل الدولة من معايير الطبيعة ومن الحقيقة وهو ما يناقض قوله أن المعيار هو الرجل الحكيم فى قوله " من ذا الذى يمكنه أن يمثل المعيار الدقيق لنا ويكون لنا بمثابة الدليل الهادى إلى الخير غير الإنسان الحكيم "ص44
ويناقض ذلك استمداده القوانين من الطبيعة ومن الإله فى قوله "إن الفيلسوف وحده من بين العاملين جميعا هو الذى يتصف بثبات قوانينه ونبلها ذلك لأنه هوالوحيد الذى يحيه مثبت على الطبيعة وعلى كل ما هو إلهى "ص49
52
قال الرجل أن العقل فى النفس يسود ويحكم فى كل شئونها وهو قوله "فى النفس يوجد العقل من ناحية وهو الذى يسيطر ويسود بحكم طبيعته ويقرر شئوننا "ص52
وتناقض سيطرة العقل سيطرة النفس فى قوله "كذلك تزيد النفس فى قيمتها على الجسد لأنها أعلى منه درجة فى السيطرة والسيادة "ص53 ووجه التناقض أن العقل جزء من النفس وليس كلها وسيطرة النفس ككل غير سيطرة جزء منها هو العقل كما قال
الخطأ أن جزء من النفس هو ذاتنا الحقيقية وهو قوله "وأيا ما كانت فضيلة هذا الجزء من أجزاء النفس فلابد أن يكون الأجدر بالاختيار بالنسبة للجميع على وجه الإجمال وبالنسبة لنا إذ يصح فيما أرى أن نقول إن هذا الجزء سواء وحده أو بالدرجة الأولى هو ذاتنا الحقيقية "ص53
الرجل هنا يجعل ذاتنا الحقيقية جزء من النفس وكأن بقية نفسنا خارجة عن ذاتنا وليست هى التى تفعل وتحاسب كلها فمثلا لو قامت الذات الحقيقية عنده بفعل قتل إنسان فإن هذا الجزء لا يحاسب وحده لأن النفس كلها وهى ذاتنا مع الجسد يتم قتلها وهو هنا بهذه الكلمة يعفى من العقوبة الإنسان إذا ارتكب جريمة لأن الجسد وهو الفاعل ليس جزء من ذاتنا الحقيقية
الخطأ هو "فالصحة مثلا هى فعل الطبيب والسفر المأمون هو فعل ربان السفينة "ص54
كلنا يعلم أن الصحة ليست فعل الطبيب وإنما توافق الأسباب النافعة من عند الإله فكثير من الأطباء عندما يعالجون المرضى يتسببون فى زيادة المرض أو استمراره نتيجة ما يقررونه من أدوية خاطئة ومن ثم فهم ليسوا فعلة الصحة وإنما توافق الأسباب مع الجسم وأيضا السفر المأمون ليس فعل الربان وإنما هى توافق الأسباب النافعة فقد يكون الربان ماهرا ولكن الطبيعة تهاجم السفينة بالأمواج العالية فتغرقها
وتوافق الأسباب نعنى بها المشيئة الإلهية التى تجعل الأسباب النافعة أو المؤذية تعمل
قال الرجل "أقيم أفعال الفكر أو الجزء المفكر من النفس إلا أنه البحث عن الحقيقة والحقيقة هى أسمى فعل يقوم به هذا الجزء من النفس"ص54 فهنا البحث عن الحقيقة أسمى شىء وهو يناقض كونها المعرفة الفلسفية فى قوله"وإن أسمى غاية للعلم لهى المعرفة الفلسفية "ص54 والبحث عن الحقيقة ليس هو المعرفة فهو الطريق إلبى المعرفة
قال الرجل "ومع ذلك فليست كل فضيلة من فضائل النفس نتيجة مترتبة على البصيرة الفلسفية ولا كذلك الحياة السعيدة "ص55
هنا بعض الفضائل مترتبة على البصيرة الفلسفية والحياة السعيدة وهو ما يناقض كون البصيرة نفسها جزء من فضيلة النفس ومن الحياة السعيدة فى قوله "أما البصيرة الفلسفية فهى على العكس من ذلك جزء من فضيلة النفس ومن الحياة السعيدة لأننى أزعم أن الحياة السعيدة إما أن تنشأ عنها أو أنها أى البصيرة الفلسفية هى نفسها الحياة السعيدة"ص55
ونلاحظ أن الرجل لا يعرف تحديدا سبب الحياة السعيدة هل فضيلة النفس أو البصيرة الفلسفية وهو ما يناقض كونه فلسفته هى اصدار حكم صحيح معصوم من الخطأ وهو هنا لا يقدر على تحديد الحكم الصحيح
الخطأ قول الرجل"وتتميز قوة الإبصار عن سائر أعضاء الحس لأنها أشدها حدة ولهذا أيضا نقدرها تقديرا يفوق كل ما عداها"ص57 بالقطع قوة الإبصار ليست أشد أعضاء الحس لأن فاقد البصر يكون أعمى عاقل بينما فاقد السمع يكون غير عاقل لكونه لا يفهم الحرام والحلال أو الصواب والخطأ
وبالطبع الإنسان العاقل يقدر كل أعضاء الحس نفس التقدير لأن لكل منها دوره الذى لا يستغنى عنه الإنسان
قال الرجل"كما نزعم أن الفرح بالحياة يأتى من استخدام الإنسان للنفس ففاعلية النفس هى الحياة الحقة"ص62 هنا الفرح بالحياة الحقة يأتى من فاعلية النفس وهو ما يناقض أنه يأتى أى يصدر عن التفكير الفلسفى فى قوله :"فمن الثابت إذا أن الفرح الذى يصدر عن التفكير الفلسفى هو وحده أو هو على وجه التفضيل الفرح بالحياة "ص62
قال الرجل"وهكذا تكون الحياة فى فرح ويكون الإحساس الحقيقى بالفرح أمرا يختص به الفلاسفة وحدهم أو يتعلق بهم على وجه التفضيل "ص62 فهنا الفرحون بالحياة الفلسفية وحدهم هم الفلاسفة بسبب فلسفتهم وهو ما يناقض كون الحياة السعيدة أفضل من الحياة الفلسفية فى قوله "ولكن ليس هناك ما هو أسمى من الحياة الفلسفية إلا أن يكون أحد الأشياء التى ذكرناها قبل قليل أى فضيلة النفس والحياة السعيدة "ص55
الخطأ أيضا قوله"لأن جميع الأحلام إنما هى صور وأوهام "ص65
فالأحلام ليست كلها أوهام ففى تراث حتى الإغريق نجد أحلام أبطالهم يتم تحقيقها فى الواقع وعندنا فى القرآن الأحلام أحداث تتحقق فى المستقبل كما فى قصة يوسف (ص) حيث تحقق حلم يوسف (ص)وحلم الملك وحلم الساقى وحلم الخباز
الخطأ أيضا قول الرجل"إن أولئك الذين ندين لهم برؤية الشمس والنور هم أجدر الناس منا بالتكريم وأن علينا أن نشعر نحو الأب والأم بالخشوع والإجلال لأنهما السبب فيما ننعم به من أعظم الخيرات إنهما كما يبدو لى علة معرفتنا بشىء ورؤيته "ص65 فالأبوان هنا علة معرفتنا ورؤيتنا وكأن الأبوين هم من خلقوا لنا العقول والأبصار وهو هنا يتناسى المعلمين الأخرين ويتناسى التجارب والخبرات
بالقطع الإله الخالق هو الذى علة المعرفة فلو لم يخلق لنا مثلا الحواس فكيف كانت معارفنا تدخل فى النفس ومداخلها ليست موجودة ؟
قال الرجل"فكذلك يبدو أن النفس منتشرة فى الجسد وملتصقة بكل أعضائه الحاسة وإذا فليس عند البشر ما هو إلهى أو مبارك سوى هذا الشىء الواحد الذى يستحق وحده أن يبذلوا الجهد من اجله "ص68
الخطأ "ذلك أن الشعراء يقولون بحق أن العقل هو الإله الكامن فينا "ص68
الرجل هنا يعتبر العقل هو الإله أو هو الجزء الإلهى الوحيد فينا وهى أقوال مجنونة فالعقل ليس الإله وليس جزء من الله لأن كل شىء فينا وخارجنا فى هذا الكون هو من خلقه ولو كان العقل هو الإله ما قدر أحد على إماتة صاحبه أو إضراره لأن الإله لا يمكن إضراره أو إماتته

اجمالي القراءات 7672