احرق نفسك يا أخي المصري.. فقد أتى عهد الانتحار!!
محيط ـ عادل عبد الرحيم
حبل المشنقة أصبح موضة قديمة للانتحار |
هل تحول البرلمان المصري إلى حائط الانتحار حرقا، وهل لا يجد المصريون أمامهم سوى الانتحار لمواجهة أعباء ومشكلات الحياة، فلليوم الثاني على التوالي وفي أقل من 24 ساعة يقوم مواطنان مصريان حرق نفسيهما أمام مجلس الشعب الذي لم يمض على تشكيله سوى أيام معدودات هذا بخلاف حالة انتحار أخرى فاشلة.
وتثير هذه الحوادث البشعة حالة من الهلع بين الملايين الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة تدفعهم في كثير من الأحيان للتخلص من حياتهم بعد العجز عن إيجاد حلول لمشاكلهم، فقد كشفت التحريات المبدئية أن صاحب المطعم الذي بدأ مسلسل حرق الذات عانى من تضييقات روتينية حادة في محافظة الإسماعيلية، مسقط رأسه، وتراكمت عليه الديون وفقد الأمل في الحصول على مخرج من أزمته.
وقد بذل المسئولون بما فيهم سيادة محافظ الإسماعيلية جهودا مضنية لإقناع الرأي العام بأن عبده عبد المنعم الذي أشعل النار في نفسه مختل عقليا وأنه كان زبونا دائما على مستشفى الأمراض النفسية لكن هذا لم يقلل من حجم المأساة.
وكان عبده عبد المنعم جعفر "49 عاما" صاحب مطعم بمنطقة القنطرة غرب بمحافظة الإسماعيلية، قام صباح الاثنين بالصياح أمام مجلس الشعب بأعلى صوته، مرددا هتافات منها "منكم لله" قبل أن يقوم بسكب البنزين على نفسه وإشعال النار، إلا أن شرطة تأمين المجلس تدخلت على الفور وقامت باطفاء النيران، ونقلت المصاب إلى المستشفى للعلاج.
طفل يشنق نفسه خوفا من الرسوب |
و أكد فى أقواله أنه يعانى من التعسف فى الحصول على حصته من الأرغفة المدعمة، وتقدم بعدد كبير من الشكاوى إلى رئيس الوحدة المحلية بالقنطرة غرب، ومدير مشروع الخبز المدعم أجل الحصول على حصته إلا أنه تعرض للتعسف من جديد وحاول بشتى الطرق التفاوض معهما دون جدوى، فلم يجد حلا إلا إشعال النار فى نفسه لعل أحد يهتم بأزمته .
وأضاف أنه اشترى جركن من البنزين وتوجه إلى أمام مجلس الشعب وأشعل النار فى نفسه إلا أن أحد السائقين المارين فى شارع القصر العيني شاهده، وأسرع إليه بطفاية حريق سيارته، وأخمد النيران قبل أن تلتهمه، وفي نفس المحافظة الإسماعيلية ترددت أنباء عن محاولة ميكانيكي يعمل بإدارة الحركة ببريد الإسماعيلية إشعال النار في نفسه أمام مكتب مديره احتجاجا على إحالته للتحقيق.
وقال شهود العيان أن الميكانيكي يدعى طارق قد سكب كميات من البنزين على نفسه محاولا إشعال النار في نفسه إلا أن أصدقائه في العمل تمكنوا من إيقافه.
أما ثالث حوادث الانتحار فدلت المعلومات الأولية أنها كانت من نصيب محام شاب أضرم النار في نفسه أمام البرلمان وأن عشرات المواطنين التفوا حوله على الفور وأطفأوا الحريق وتم نقله إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج وبعدها بدقائق حاول طالب حرق نفسه أمام البرلمان أيضا.
البرلمان المصري وش السعد |
أحد الخبثاء اقترح تعيين حرس أمام مجلس الشعب لمنع المنتحرين الجدد من إشعال النار في أنفسهم على أن تتاح فرصة حرق الذات على بعد أمتار قبل البرلمان حيث يوجد مقر الحكومة الميمونة وش الخير التي جلبت الحظ للمصريين لدرجة أنهم لم يعد أمامهم سوى الانتحار.
خبيث آخر اقترح رفع الدعم الحكومي عن الكيروسين كوسيلة لمنع الانتحار حرقا بعد رفع أسعاره وهذا ربما حل أنجح من تعيين الحرس.
وأيا ما كانت الأسباب والدوافع التي تضطر إنسانا لإشعال النار في جسده للتخلص من همومه إلا أنه من المؤكد أننا بتنا أمام واقع مأساوي جديد عنوانه "اللي ما تقدرش تحله ولع فيه".. .. وربنا يستر!!