أكانت السرقة للسقاية أم للصواع ؟
تغريبة بني إسرائيل 4 - استبقاء الشقيق الأصغر

محمد خليفة في الجمعة ١٩ - فبراير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

رحلة الثالثة :  مرحلة إستبقاء الشقيق الأصغر

 

{ وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69) فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70) قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71) قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73) قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (74) قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75) فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77) قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79)}

 

الآية 69

{ وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

بدأ تزامن الآية " وَلَمَّا " أى أنه لابد من مضى وقت بين زمن بداية الآية وهي لحظات الوصو ل والدخول على يوسف، وبين موقف الإيواء، من الطبيعى أن يتريث يوسف قليلاً بعد أن تكحلت عيناهبرؤية أخوه، واطمأن إلي وجوده وقدومه معهم ، و لم يكن من السهل عليه ذلك فقد تمالك أعصابه حتى لا يقوم باحتضانه مثلاً أو يبدى له من حرارة اللقاء ما يجعل المشاهدون يتساءلون عن السبب وقد ينكشف ستره أو تعرف شخصيته وقد حرص ألا يحدث ذلك حاليا وليس هذا هو وقته  ولا ما قد خطط له، المهم أنه هدأ إلىأن استتبت الأمور واستقروا فى أماكن مبيتهم، هنا فقط بعيداً عن العيون رحب بأخوه وعرفه بنفسه.

ولفظة آوى إليه أخاه يعنى رحب به أيما ترحيب، وأخذه فى أحضانه وصار يحتضنه ليس فقط بالأزرعوإنما بالعين والنفس وبالجوانح كلها فقد طال الأمر وبعدت الشقة، وناء القلب بالبعاد فطبعا كان منالطبيعى أن يتسامرا ويتبادلا الأخبار ويشكو الأخ القادم ما لاقاه من أخوته طوال السنين فهو الأخالحظوة عند أبيه بعد رحيل يوسف

" لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا "

ويوسف قد ذهب، فليس أمامهم إلا هذا الأخالمسكين وكان من المستحيل التخلص منه كما فعلوا مع يوسف واستبدلوا ذلك بالمعاملة السيئة التىتولد حسرة فى القلب وألما فى الوجدان و تثير البؤس فى النفس لذا طيب يوسف نفس أخوه بكلماتطيبات مطمئنات بإنتهاء البؤس وأيامه وبداية النعيم والهناء حيث قال

" إِنِّي أَخُوكَ "

وهذا تعريفالأخ بأن من يضايفه هو أخوه، وليفسر له حرارة هذا اللقاء وحميميته، ثم بعد أن تسامعا الأشجان أضافيوسف " فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ "

أى إن كانوا يعملون من الأشياء التى تجلب البؤس والشقاء إلىالنفس فهون عليك فقد إنقضت تلك الأزمان.

 

الآية 70

{ فَلَمَّا جَهَّزَهُمبِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَمُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ }

سوف نلاحظ علي الفور أن هذه الآية بدأت بحرف الفاء مما يعنى التعجيل فى الآداء الزمني، فهل مرجعذلك إلي عملية التجهيز أي أن جهزهم بجهازهم سريعاً وعلي عجل أو تنصرف العجالة إلي

" جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ "

يعني تم تجهيزهم بطريقة طبيعية عادية، ولما تم لهم ذلك أمر أحد عماله بدسالسقاية فى رحل أخيه، دون أن يشعر أحد بذلك، وقبل أن يحكموا وثاقها ويتم تقفيلها وقد جاءت

" وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ "في الآية 59  لكنها بدأت بالواو بمعني التراخي الزمني وقد عرضنا له في حينه، ولم تشر الآيات إلى معرفة شقيق يوسف لهذه المكيدة، وأغلب الظن أن يوسف لم يخبره بما سيفعل حتى تكونإنفعالاته طبيعية، فطالما هو فى معية أخوه وهو كبير قومه فى ذلك الحين فلن يكون إلا الخير.

سوف نلاحظ أن الكلمات وصفت الشئ المفقود بالسقاية، وهو ما يعني أنه يستعمل للسقى والشربوالسقى جاء فى أول السورة فى تأويل رؤيا السجينين صاحبى يوسف فى السجن حيث قال

" السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا "

إذن كان هذا المفقود إناء لشرب الجعة أو النبيذ، وهو ما درج عليه المصريون فىذلك الزمان وهو لم يكن محرماً فى شريعة بنى اسرائيل، ونظن إنه لو كان المقصود شرب الماءلأشارت الآية إلى إناء لشرب الماء فنحن لو نظرنا إلي الآية 60  سورة البقرة

" فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ "

فإذا إستقر الذهن إلى أن الإناء المفتقد كان مخصصاً لشرب الخمر فلابدوأنه أكبر قليلاً من آنية شرب الماء أو يكون ضعفها حجما على الأقل، ومن الطبيعى أن لهذا الإناءصفة خاصة، أو مصنوع بصنعة معينة كأن يكون مصنوعاً من الذهب مثلاً أو مطعم بالأحجار الكريمة فإن له صفة مميزة عن غيره من الآنية.

لكن يتبادر إلى الذهن السؤال التالى ما الذى أحضره إلى موقع التعبئة والكيل وليس هذا وقت شرب أوإحتساء خمر؟

ويجيب على هذا السؤال ، التساؤل عن الشئ المفتقد حيث جاءت فى الآية 72 التالية نفقد صواع الملك، أى أنهصواع وهو كيل أو مقياس الكيل وأغلب الظن أنه ليس بالمقياس العادى المستخدم فى الأيام العادية أيامالخصب والنماء لكنه مقياس حجمى أصغر نظراً لندرة الشئ المكال ونظراً لعدالة التوزيع فقد استقررأى يوسف على إستعمال مقياس حجمى ليس بالعادى إنما هو أصغر منه بالتأكيد حتى يعطى كل فرد حصته التموينية الثابتة وهذا يعني ترشيد الإستهلاك فى زمن الندرة وأظن أن هذا المقياس كان إناءًمميزاً لا يمكن تبديله أو تغييره حرصاً على ثباته وثبات حجم التوزيع.

وبعد هذه المقدمة الطويلة التى أَبَنَا فيها طبيعة الشئ المفتقد وهو السقاية وقد دست فى رحل أخيه وتم إخفاءها تماماً وسط حبوب القمح، ثم تم بعد ذلك شد وثاقها وإحكام رباطها حتى لا ينفك عقدها وتتساقط حبوب القمح من الرحال، وحين إطمأن الجميع إلى رحالهم تأهبوا للرحيل واصطفت الجمال فى شكلالقافلة المعتاد، فإذ بمنينادى عليهم ويخصهم بالنداء

 " أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ "

أى أيتها القافلةالمستعدة للمغادرة قفوا ولا تتحركوا من مكانكم، فقد ثبتت عليكم تهمة السرقة ونحن متأكدون تماما منكونكم أنتم من قمتم بالسرقة.

هنا حدث هرج ومرج، فهذه تهمة مزرية وعلى رؤوس الأشهاد، وأمام جميع الخلائق، فصارت قضيةعامة علم بها القاصى والدانى، فقد كانت الفضحية على عينك يا تاجر بعد أن " أَذَّنَمُؤَذِّنٌ "يعنى سمعبهذا القول كل الموجودين وكان من الطبيعي أن يلتهى الموصومون بالتهمة وجاءوا يتسارعون وجاءوا يستبينون وعلى عجل يستوضحون.

 

الآية 71

{ قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ }

 

لم تبدأ هذه الآية لا بحرف " و" الإسترخاء ولا بحرف فاء التعجيل، وإنما خلت بداياتها منهما ويعنىالتزامن هنا التريث، فالمفاجأة صادمة، والخطب كبير، والتهمة قاصمة، والإشارة لهم أنهم هم المقصودونبهذا الإتهام صريحة، انحبست الأصوات فى أفواههم ولم تعد أرجلهم تحملهم بل إستصعبت الخطو،إنتابهم الذهول وصاروا يتخاطبون، ويتخبطون، ويدل بناء الجملة على ذلك فكان الطبيعى أن تجئالجملة (قالوا ماذا تفقدون واقبلوا عليهم) أو تجيء على الصورة (واقبلوا عليهم  وقالوا ماذا تفقدون) لكنالعبارة لم ترد بأى من النصين بل جاءت

" قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ "

وهذا يعطى إنطباعاً فورياًبالحيرة والتخبط فقد أضفت على الجملة نبض الحركة، وأعطت حياة للكلمات وإنتقـل إلى وجدانالقارىء إحساس اللخبطة التى كانوا عليها فلا هم يقولون شيئا ويتمونه ولا هم يتحركون للتجمع إظهاراللهلع و تكريساً للشعور بالمهانة والخزى من مجرد الإتهام، ثم وفى أصوات مبحوحة متراجعة لا تكادتبين جاء التساؤل ماذا تفقدون...!!؟

التساؤل جاء بمعنى التأكد من ضياع شئ، وإلا لو كان هنال شك ولو قليل فى هذا الإتهام لجاء التساؤلماذا تفتقدون؟

بمعنى أن القوة فى توجيه الإتهام وتخصيصه بهم لم تدع لهم فرصة أن يتصوروا أن هناك شئ ضاعمنهم وأنهم يبحثون عنه وإلا كان الأمر يهون عليهم ويساعدوهم فى البحث عن المفتقد لكن الشكلالذى جاء عليه الإتهام كان مؤكداً أن هناك شئ ما فقد، وأنهم متهمون بسرقة هذا الشئ ،     فجاء القول على الصورة... ماذاتفقدون؟

 

الآية 72

{ قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ }

 

جاءت الإجابة على سؤال إخوة يوسف " مَّاذَا تَفْقِدُونَ " فى هذه الآية ونلاحظ أن الآية بدأت " قَالُواْ " أىأن هناك جمع غفير من قوات الأمن يتكلموا فى نفس الوقت

" قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ "

 

أى أننا فقدناالصواع الذى يخص الملك، لكن المفروض أن الشئ المفتقد هو السقاية التي يشرب بها والمميزة عن غيرها من آنية الشرب، فما الذي دفع سلطة التحقيق إلى التصريح باسم شئ غير الذي ضاع بالفعل ؟

تدرج هذه الوسيلة كأحد وسائل وحيل البحث الجنائي، فهو يدعي ضياع شئ كبير محسوس ألا وهو ( صواع الملك ) ، ثم بالبحث الدقيق يتضح أن الشئ الذي عثر عليه هو شئ آخر تماما، لكي يبدو الأمر وكأنه مصادفة، فمن تثبت عليه تهمة سرق السقاية يمكن أن يكون هو بذاته سارق الصواع، ويبقى بعد تثبيت التهمة على كيان ما، أنه لا يزال صواع الملك مفتقدا، لكن مع ما في إثبات تهمة السرقة من هرج ومرج، يختفي السؤال عن وجود الصواع من عدمه.

بدأت الآية بصيغة الجمع " قَالُواْ نَفْقِدُ..." ،لكن عجز الآية تحول فيه الأسلوب إلى الإفراد، لأن فى الكلمات عقد كفالة وعقد الكفالة يشترط أن يكونهناك ضامن له، ولا يصح أن يكون جموع المتكلمين طرفاً فى العقد، إذن لابد أن يكون هذا الكفيل واحدفقط فإما أن يكون رئيس ضباط الأمن، أو يكون يوسف بنفسه، لأن الجائزة حمل بعير ولم يكن من سلطةأحد سوى يوسف بنفسه أن يعد بمثل هذه الجائزة التى يسيل لها لعاب الكثيرين فيجدون فى البحث عنالشئ المفتقد أو الشئ المسروق (يشترط في إنفاذ عقد الكفالة أنه لا بد من وجود ضامن وكفيل موثوقفيه).

 

أما منتصف الكلمات " وَلِمَن جَاءَ بِهِ "  فهذا يسمى عقد جعالة وفيه يكون الجعل معلوما ولو كان العملمجهولا (عقد الجعالة إنما يشترط تبيان الجائزة - الجعل -  في حالة النجاح بغض النظر عن الوسيلة أوالزمن) فالجعل هنا هو حمل بعير فعجز الآية يحتوى على نوعين من العقود

" وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ "

والآن اتضحت الأمور فالمفقود عرف (صواع الملك) وهو شئ مميز بمميزات وسماتمعروفة للجميع وفى الآية إستحثاث على طلب إظهار المسروق بعقدى جعالة وكفالة.

 

الآية 73

{ قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ }

 

 

قالوا هنا هي ترديد لما قاله أخوة يوسف في الرد علي هذا الإتهام الشائن المشين وأغلب الظن أنهمكانوا جميعا فى حضرة يوسف وهو كبير قومه وهو الذي أكرم وفادتهم وأحسن ضيافتهم وتقرب إليهم وكانوا هم كالغريق الذي يتعلق بقشة الأمل في أن يقوم هذا العزيز بإنقاذهم مما هم فيه الذي ظنوابه أنه قريب من نفوسهم فهم فى موقف المستنجد فما بال هذا المستنجد به هو الذي يقدم لهم عريضةالإتهام وهو الذي يفند إدعاءاتهم وكان من المنتظر منه أن يكون فى غاية الود والتودد وقالوا فىمحاولة يائسة بإسترقاق قلب هذا المسؤول قائلين:

 

تالله

وهو قسم مؤكد بالله

لقد علمتم

التوجه هنا للجموع المجتمعة حولهم وحول يوسف

ما جئنا لنفسد في الأرض

أي أن قدومنا كان من أجل الطعام والقمح وما جئنا لنصنع ما يوصف بأنه فساد في الأرض سرقة كانت أو أي نوع من أنواع الإفساد

وما كنا سارقين

أي أننا لم نكن في يوم من الأيام سارقين فهذا عار علي مرتكبه وعلي ذويه

 

 

وبداية القول " لَقَدْ عَلِمْتُم " تعني أنهم تجاذبوا أطراف الأحاديث مع يوسف وغيره، و أيضا يوجد بين الحضور من هم من أهلهم و أقاربهم، وسواء أكان يوسف أو أقاربهم  فإنه إستنجاد به وبهم  لدرأ هذه التهمة عنهم.

 

الآية 74

{ قَالُواْ فَمَا جَزَاءُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ }

 

عاد الحديث إلى الجموع المجتمعة، أو قيادات هذه الجموع، أو يوسف بنفسه وجاء السؤال واضحاًصريحاً قاطعاً، ما هو الجزاء وما هو العقاب الذي ترتضونه علي من يسرق من ذويكم، مع الوضع فىالإعتبار أن هذا العقاب سوف يطبق عليكم أوعلى السارق منكم، إذا إتضح كذبكم بإدعاء البراءة وثبوت تهمة السرقة عليكم أو علي أحدكم وجاء الجواب.

 

الآية 75

{ قَالُواْ جَزَاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ }

 

لم تجئ الإجابة عامة بل جاءت مخصصة لمن قام بالسرقة فعليه فقط يكون العقاب لذلك

" قَالُواْ جَزَاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ "

أي خصصوا لذلك الشخص الذي سيقوم عليه العقاب فهو من وجد الشيء المسروقعنده أقاموا عليه الجزاء أي عوقب بالعقاب المناسب للجرم.

" فَهُوَ جَزَاؤُهُ "قد ينصرف ذهن القاريء إلي أن الكلمات إنما تشير إلي أن أي جزاء يراه القائم بالحكم فسيكون هو المناسب للجرم لكن الحقيقة أو المعني الحقيقي هو أن المراد هنا أن العقاب عند العبرانيين أو عند بني إسرائيل إنه من ثبتت عليه سرقة شيء من شخص، فإن الجزاء هو أن يصير هو نفسه عبداً للشخص الذي سرقه، أي أنه هو وعليه وحده يقع العقاب، هو أن يفقد حريته ويصير عبداً مملوكاً ولمدة عام شمسي وزيلوا الآية بالتأكيد أن ذلك حكمهم وقانونهم الذي يطبقون واعتبروا أن السرقة هي ظلم للمسروق منه ومن يقوم بالسرقة هو ظالم لهذا المظلوم لذا جاءت الكلمات  " كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ "

وهكذا نطقوا بالجزاء الذي يوافق مطلوب يوسف وتحقيقاً لمرادات الله فيه.

 

الآية 76

{ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْقَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَكِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِإِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَكُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }

بدأ عمال يوسف بالتفتيش الدقيق بحثاً عن صواع الملك الضائع، وكان من دواعي ومقتضيات عملية البحث ولإبعاد الشك عن نفوسهم أنه لم يقم بالتفتيش في وعاء أخية أول ما بدأ، لكنه بدأ بأوعيتهم أولاً ولما إنتهي من الإخوة العشرة أي بعدما إنتهي من تفتيش عشرة رجال وإنصرف عنهم مدعياً أنه قد إكتفي بالتفتيش وأنه لا داعي للبحث في الوعاء الحادي عشر وهو وعاء أخيه زاعماً أنهم براء من التهمة وأنه إكتفي بما أجراه من بحث وأنه إقتنع ببرائتهم لكنهم وفي صوت واحد وبإصرار غير مسبوق، أنه لابد من تفتيش الجوال الحادي عشر حتي لا يكون هناك أدني شك في برائتهم، ويذهبون بيض الصفحة دون شائبة تشوبهم من تهمة أو ظلم ويدل علي ذلك لفظ " ثُمَّ " أي أنه هناك فارق زمني ليس بالقصير بين تفتيش أوعيتهم ثم القيام بتفتيش وعاء أخيه.

 

وكانت المفاجأة التي إنعقد لها لسان الإخوة أنه إستخرجها من وعاء أخيه هكذا ثبتت التهمة وثبتت السرقة وتثبتوا الفاعل- وهو الأخ الأصغر - ألجمت المفاجأة أفواههم، وخارت قواهم وشخصت أبصارهم، لكن كان قد تم إقتياد هذا المتهم إلي مصيره (العبودية) وذلك كحكمهم بأنفسهم علي أنفسهم وتطبيقاً لشريعتهم وقانونهم ونظامهم.

 

وتستطرد الكلمات وكذلك " كِدْنَا لِيُوسُفَ " المتكلم هنا هو الحق والكلمات يتضح منها أن هذه الخطة كلها كانت بوحي من الله، فإن يوسف كان من الممكن أن يطبق نظام وقوانين الملك وهي مثلاً أن يسجن أو أن يجلد وهذه فيها ظلم للمتهم البريء، والأوفق أن يتم أخذه عبداً أي أن هناك ضرورة ملحة في تطبيق نظام العبرانيين في توقيع جزاء السرقة وهذا ما إستنطقه يوسف منهم في الآية السابقة وعليه تم إسترقاق أخوه طبعاً تم هذا أمام الجميع لكن ما بين يوسف وأخوه لم يكن هناك شيء من ذلك.

 

ونود لو نعلق علي لفظة ( دين الملك )  وهنا كلمة الدين لا تعني صلاة ولا صوم لكنها تعني هنا نظام وشريعة وقانون الملك،  والناس يذهبون فيما يطبقون من شرائع إلي فريقين إما أنهم يطبقون دين الله وشريعته وإما أنهم يطبقون دين الملك أي ملك كائنا من كان أو سيكون، فالخروج بالشرائع والنظم عن دين الله يدخلنا لا محالة في الدين الدنيوي، والنظام العرفي، والقانون الوضعي البشري أي دين الملك.

 

وأيضاً كدنا ليوسف أي نتيجة الكيد إنما تعود بالنفع والفائدة علي يوسف وهذه تذكرنا بأول السورة  في الآية 5 منها حين قال يعقوب ناصحاً يوسف

" لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ[1] عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا "

أي أن الكيد هنا سوف يعود بالنفع علي يوسف، وكل الذي حدث إنما حدث بمشيئة الله وتدبيره، ولم يكن للكيد الذي كان من غرض سوي الرفعة ليوسف ومعه أخوه، وليس لينزل بهذا الأخ عذاباً أو ضياعاً إو إسترقاقاً أو عبودية وكأن الكثير من المصائب التي تحدث للناس فيها من الخير لهم أكثر بكثير مما يرونه بقصور عقولهم وقلة فهمهم، فالناس لا تدري ما في المحنة من المنح،

" ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ " ،أي صاحب علم والصاحب هو لابد من البشر فلابد أن يوجد أولاً ثم يطرأ عليه منحة العلم أو يرزق العلم فيصبح ذي علم ، أما العليم فالعلم ذاتي فيه وهو الحق سبحانه وتعالي فمهما كان ذي العلم فإنه يفوقه من هو أعلم منه وهكذا نتدرج لنصل إلي عالم العلماء وأعلي ما في مراتب العلم من وجود ولا فوقيه بشرية بعده فنرقي إلي العليم المعبود بحق وهو الله سبحانه وتعالي.

 

الآية 77

" قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْسَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْيُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمْ بِمَاتَصِفُونَ"

 

بعد هنيهة أفاقوا من ذهولهم على حقيقة وضعهم، وهى أن أخوهم غير الشقيق صار سارقا، وكانت ردة الفعلعندهم - بعدما ثبتت التهمة عليهم جميعا وتلك التي كانوا ينكرونها بشدة -  أن حاولوا أن يلصقوا التهمة بذلكالفرع من العائلة، وأن هذا الفرع دون باقى الفروع قد إختص بداء السرقة فهو إن سرق الآن فقد سبقهأخوه الشقيق الذى يكبره  - وهم يقصدون يوسف - بالطبع إلى السرقة وهذه تهمة ألصقت ليوسف ظلماً وغدراً حيث روت الإسرائيليات المروية أن يوسف ذهب مع أبوه يعقوب لزيارة عمته الأكبر من أبوه وأحبته تلك العمة لما كان عليه من جمال وبراءة ولما سألت أبوه أن يبقيه معها رفض يعقوب ذلك فما كان من العمة إلا أن ألبست يوسف منطقة اسحق أى حزام له كان مصنوعا من الذهب وأدعت أن يوسف سرقه منها ولبسه تحت ثيابه فصار يوسف عبداً لها إلى أن ماتت ثم عاد إلى أبيه.

هذا ما روته الإسرائيليات، ولم يشر القرآن لهذه القصة من قريب ولا بعيد، فمن الجائز ألا تكون قد وقعتفي الأصل، وأنهم بإدعائهم هذا الذى ساقوه إنما كان نوع من الإفتراء والإفتئات على يوسف، حيث أنه غير موجود ولا يستطيع أن يدفع الإدعاء عنه وفى هذا غيبة له بل هو بهتان لا أصل له، وهذا ما أحزنيوسف وملأ نفسه بالإستياء ليس لأنهم رموه بما ليس فيه، ولكن لإغتيابهم هذا الأخ الغائب لذا جاءتالكلمات

"..فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ.."

وانسحبت تلك السرية إلى تعليق يوسف على هذه الغيبة بهمس فىنفسه

" قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمْ بِمَاتَصِفُونَ"

وتصفون دائما تحتمل الصدق وتحتمل غيره وقد جاءتعلى لسان يعقوب فى أول السورة وفي الآية 18  منها

  " وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ "

 

الآية 78

{ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }

ما زال التزامن فى التعامل القولى يأخذ شكل التريث، وحين ثبتت التهمة على أخيهم وتم القبض عليهتشاوروا سريعاً فى الأمر، ووجدوا أنه لا مناص لهم إلا التسيلم بالأمر الواقع، لكنهم تذكروا أباهم وتذكروا ما لهذا الإبـن من أهمية قصوى لديه بعد ضياع يوسف قديما، بدليل أنه لم يسمح لهم بإصطحابه إلابعد أن أعطوه موثقا من الله أن يعيدوه إلا أن يحاط بهم، وهل فيما حدث إلا مصيبة كبرى وإحاطة بهمعظمى .

 

 و تفتقت أذهانهم عن مخرج قد يكون فيه الحل الذى يرضى جميع الأطراف، وهو أن يأخذالعزيز شخصاً أخر بدلاً من هذا الأخ الأثير عند أبيه فتقدموا بإقتراحهم بادئين بالإسترقاق النفسى بأن لهأبا أى أن أباه لا يزال على قيد الحياة وهذا الأب شيخا ولفظ الشيخ لا يطلق إلا على من تعدى سنينعديدة تزيد على الستين ثم جاءوا بصفة ذلك الشيخ وأنه " كَبِيرًا " وكبيراً هنا إما أن تعني أنه كبر في السنفصار شيخا فانيا وإما أن تعنى كبيراً من كبـر أى أنه كبيـر قومه وزعيمهم ، وأن هذا لإبـن يشكل أهمية خاصة لدى هذا الأب ، فإستعطافا منك ورحمة به أطلقه ليعود إلى أبوه وخذ واحدا منا بدلا عنه.

 

بدأو الحديث بإضفاء صفة ليست فى يوسف أو مكانة عالية لم يصل إليها بعد، تعظيما له أو تفخيما مثلاً أن تنادى أحد أفراد الشرطة من ذوات الرتبة الدنيا بنداء لا ينادى به إلا من بلغ أعلى الرتب وهى لفظ (الباشا) فهو لا يطلق إلا على رتبة اللواء فالتخاطب مع يوسف وإن كان كبير قومه أو كبير المكانالمتواجدين فيه فهو لم يصل بعد إلي مرتبة العزيز لكنهم إستعملوا تلك الصفة تقرباً منه ومداهنة له وإنتهت الآية بتوصيف آخر وهي صفة

" إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ "

وقد سبق وأوضحنا أن " نَرَاكَ " هنا إنما تجمع بين الرؤية البصرية والرؤية الوجدانية فهم يبصرون سمته وكرمه وحسن خلقه وأيضاً حكمهم علي هذه التصرفات أنها لا تصدر إلا من المحسنين.

 

ونلاحظ هنا أن أنهم إستخدموا " إِنَّ لَهُ أَبًا " ولم يقولوا إن أبانا شيخ كبير، وفيها التبرأ من قرابتهم لهذا المتهم الذي قام بالسرقة وأقدم عليها دون علمهم، لكي يلقوا التهمة كلها عليه ولكي يتحمل الوزر وحده بالإضافة إلي خاصية أخري تضاف إلي خواص بني إسرائيل وهي الفصال فهم يعرضون أن يكون واحداً منهم بدلاً من هذا الإبن المتهم والذي تعهدوا بالحفاظ عليه وإرجاعه إلي أبيه سالماً معافا.

وقد تكون تلك الفكرة في حد ذاتها مكرسة لحفظهم التعهد الذي تعهدوا به أمام الوالد لكن الأمر لا يخلو من الشعور بالذنب الكامن في أعماقهم من تسببهم في ضياع يوسف، فلا يكون من اللائق أن يظهروا بمظهر المتسبب في ضياع الأخ الثاني الأثير عند الأب لذا بدأت عملية فصال مستميتة لإبداله بكيان آخر.

 

الآية 79

{ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّا[2] إِذًا لَّظَالِمُونَ }

بدأت الآية تزامنا بالتريث الطبيعي في المحادثات وكان فيه القول الفصل علي ما سأله إخوته بأن يأخذ واحداً منهم بدل من أخيهم الذي أتهم بالسرقة، واستهل الكلمات بالإستعاذة بالله وهي تأتي كثانى مرة في سورة يوسف الأولي كانت في الآية 23  حين عرضت إمراة العزيز عليه نفسها وراودته علي فعل الفاحشة حينها

" قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ "

وقد تعرضنا لشرحها في حينها، المقصود أنه عندما ينتهك أحد حدود الله ينطلق اللسان أعوذ بالله بأي صورة من صورها فقوله " مَعَاذَ اللَّهِ " كي ينتقل إلي نفس المستمع هول ما يطلب أو عظيم ما يفعل أو فداحة ما تريد وحيـن بادرهم يوسف بعبارة " مَعَاذَ اللَّهِ " كان قد وصل إلي نفوسهم ورسخ في عقولهم إستحالة تنفيذ ما يطلبون ولكي يوضح لهم سبب ذلك أضاف أن في أخذ أحد مكان أحد فيه ظلم لكلا الطرفين ففيها إفلات متهم من العقاب وهذا ظلم له وتقويته علي معاودة الفعلة وتشجيعه علي الإستمرار فيها وأما من سيؤخذ بدلاً منه وفيه ظلم لأنه فيه عقاب بريء علي ذنب لم يقترفه وكلا الإثنين ظلم لهما، وسوف نلاحظ أن يوسف قال

" قَالَ مَعَاذَ اللَّهأَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا "

" قَالَ"َ  ما دام الموضوع فيه قول فلابد أن يصدقهم القول، وهو في ذلك صادق كل الصدق فلم يشير من بعيد ولا قريب إلي موضوع السرقة فلم يقل مثلاً معاذ الله أن نأخذ إلا السارق، لأنه يعلم يقينا أنه ليس بسارق ولذلك حين بدأت الآية بالفعل قال، إذن ما سوف يقوله يجب أن يكون صادقاً، وكان من المستحيل أن يرمي أخاه بالسرقة وهو منها براء، فالذي قاله وإن كان تمثيلية إلا أنه حين وصفها وصفاً صادقاً.

 

كلا المرحلتين السابقتين كانتا بمثابة تحضير لهذه المرحلة ، والتي فيها سيتم التنفيذ الفعلي لخطوات الإستبقاء، والتي سوف  نستخرج منها لقطات من الحبكة والحنكة في الوصول إلى الهدف :

1.       الهدوء الشديد وتمالك الأعصاب، وعدم التسرع بإظهار الإنفعالات عند مشاهدته لأخيه    ( إدارة ).

2.       طمأنة هذا الضيف بأنه أصبح في يد أمينة، يد أخوه وليس من بأس بعد ذلك ( علم نفس).

3.       سير الأمور طبيعية، حتى التجهز للرحيل ( خلق الصبر والأناة ).

4.       إختيار معدة متفردة، ذات مواصفات خاصة مميزة وغير متكررة ،لآداء المهمة { صواع الملك} (إدارة).

5.       إختيار معاونين مدربين جيدا لآداء المهام الخاصة ( إدارة).

6.       إنشاء جهاز إعلامي لنشر الأخبار { ثم أذن مؤذن } (إدارة).

7.       إنشاء جهاز أمني سريع الإنتشار والتواجد لإستباب الأمن وإجراء التحقيقات { قالوا نفقد ..} (أمن).

8.       إقرار أنظمة عقدي الجعالة والكفالة { ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم }    ( إدارة).

9.       حسن إدارة الحوار، وتوجيهه نحو إستيفاء الغرض المطلوب { فهو جزاءه }    ( إدارة )

10.  استخدام الذكاء الأمني، والتتبع الدقيق { فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه } ( أمن ).

11.  التنفيذ الفوري للحكم القضائي ( العدالة الناجزة )، بعد ثبوت التهمة (علم التقاضي ).

12.  عدم الإستماع أو التسمع لكلمات النفاق { يأيها العزيز } ( إدارة ).

13.   مراعاة العدل قانونا وتنفيذا وروحا وتنفيذه بصرامة {لن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده } (تقاضي).

14.  عدم السماح بإغتياب غائب، ونهر الفاعل { أنتم شر مكانا } ( خلق عدم الغيبة ).



[1]
يوسف كخبير في تأويل الرؤي التي تتعامل مع الطعام

1.      رؤياالسجينين الآية 36              تأويلها في الآية 41

2.      الآية 37         " قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا "

3.      رؤيا الملك الآية 43       التأويل جاء في الآيات:

47 (سنوات الخصب    " فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ "

48 ( سنوات الجدب)     

48 (عام الرخاء)

 

 

[2] ورود " إنا "  في سورة يوسف في إثنتي عشر موضعاً

1.      علي لسان يوسف الآية (79)      " إِنَّا إِذًا لَّظَالِمُونَ "

ومجموع تحدث الأنبياء بها 11 مرة فهي إذن 1 من 11

2.      علي لسان إخوة يوسف (تسعة آيات) 11& 12& 14& 17& 61& 63& 78& 82& 97

 

3.      علي لسان النسوة الآية (30)                   إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ

 

4.  علي لسان صاحبي السجن الآية (36)         إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
ومجموع تحدث البشر من غير الأنبياء بها 12 مرة إذن هي 11 من12 ويبقي إستخدام واحد وهو لفرعون موسي.الآية (            56) الشعراء
وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ     وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ

 

اجمالي القراءات 7548