محمد أركون: "قبليّة" العرب أخضعتهم للغرب المتقدم والديمقراطي

في الجمعة ١٨ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

قال المفكر الجزائري البارز، محمد أركون، إن انقطاع العرب عن التقدم والعلم والديمقراطية مرده إلى أنهم "مجتمعات تعيش على أساس النظام القبلي وهذا ما أدى إلى استعمارهم من قبل الغرب المتقدم والمتعلم".

وجاء حديثه، في الجزء الثاني من حواره الذي أدلى به لبرنامج "إضاءات" الذي يقدمه الزميل تركي الدخيل على قناة "العربية"، ويبث الجمعة 18-1-2008 ويعاد السبت عند منتصف الليل.


وأوضح محمد أركون رأيه قائلا إن "المجتمعات العربية والاسلامية خضعت للاستعمار لأنها كانت منفصلة عن العلم والتقدم والديمقراطية التي كانت منتشرة في أوروبا، وذلك لأنها كانت تعيش على أساس النظام القبلي".

وأضاف "واليوم يعمل بنا الغرب ما يعمل إلا أن ظاهرة الإرهاب موجودة داخل مجتمعاتنا، وهذه ظاهرة يجب أن نعالجها".

ويرى أركون أن ما يحتاجه المسلم للتواصل مع الغرب المسيحي ليس الحوار أو إقامة المؤتمرات وإنما إطلاق نظام تربوي تعليمي متقدم .

وقال "من ناحية اللغة على سبيل المثال يجب أن يخضع الدين عندنا للتحليل والبحوث كما أخضع لهما في اللغات الأوروبية وبعد ذلك يمكن أن نحاورهم كون مفهوم الدين مختلف بيننا وبينهم".

وفي سياق حديثه عن "نقد العقل الاسلامي"، شدد أركون على أنه لا يقول أن شرط دخول العرب إلى الحداثة هو نقد العقل الاسلامي، وإنما أكثر من ذلك لأن "الحداثة صارت من الماضي والمطلوب من العرب الآن هو دخول ما بعد الحداثة والتواصل مع كل جديد في الغرب من خلال العقل المنبعث والمتجدد كل يوم".



سيادة الشعب .. وسيادة الله

وكان أركون دعا في الجزء الأول من حواره لــ"إضاءات" المسلمين إلى التنبه إلى ما اسماه "المشكل الكبير" القائم الآن في هذا القرن وهو "استمداد النظام الديمقراطي لمشروعيته من سيادة الشعب وليس من سيادة الله".

وقال أركون "هناك مشكل الآن وهو التساؤل عن مصدر التشريع للمجتمعات البشرية في القرن الحادي والعشرين.. وأنا أريد أن أنبّه المسلمين إلى هذا المشكل وهو الذي يحصل التصارع من أجله".

وأضاف "المشكل هو عندما نتكلم عن النظام الديمقراطي الذي يستمد مشروعية الدولة من سيادة الشعب وليس من سيادة وجلال الله". وتابع " لا أريد أن أفرض شيئا وإنما أحث الناس على الاستيعاب".

ورفض محمد أركون الكلام الذي يشير إلى أن الاندماج في الغرب يفقد المسلم التراث والأصول، وأوضح "الكاثوليكي اليوم يدخل الكنسية ويطبق شريعته المعروفة ومع ذلك فهو يخضع لقانون الشعب".

وقال أركون "من خلال دراستي للعقل الاسلامي خلال 50 سنة، اردت أن اساعد المسلمين لفهم القرآن، من خلال مساهمة العقل الاسلامي بممارسته لجميع المسائل التي تطرح في الميدان الاسلامي".

وأشار إلى أن العقل الاسلامي وبعد نجاحه في استغلال التراث العلمي والفكري توقف عن هذا الازدهار بعد القرن الثالث عشر وانسحب من هذه الساحات العلمية التي ازدهر فيها الفكر الأوروبي.

اجمالي القراءات 3788