من المسؤول ايديولوجيا و سياسيا على اغتيال الطالب الامازيغي عمر خالق
مقدمة مطولة الى النهاية
لا حديث الان في ساحة الحركة الامازيغية ببعدها الثقافي و السياسي الا عن جريمة اغتيال سياسي في حق الطالب الجامعي الامازيغي عمر خالق داخل اسوار جامعة القاضي عياض بمدينة مراكش على ايادي شباب صحراويين ذو الولاء و الاخلاص الى جبهة البوليساريو الانفصالية بالتام و الكمال غير ان اعلامنا الرسمي حاول تقديم صورة اخرى من قبيل العنف داخل الفصائل الطلابية فقط .
غير ان الحقيقة حسب اعتقادي المتواضع هي الصراع العميق بين المشروع الامازيغي الوطني و المشروع الانفصالي العروبي الذي دعمته الدولة المغربية منذ سنة 1956 الى الان دون ادنى شك او مبالغة مني بحكم ان المغرب هو عضو في جامعة الدول العربية و يستعد الان لاحتضان القمة العربية في مارس القادم بمدينة مراكش .
ان اغتيال عمر خالق ينبغي ان يكون محطة فارقة في تاريخ حركتنا الامازيغية بالرغم من فاجعة الحدث و هول هذا المصاب الجلال من اجل استحضار ابعاد الصراع الايديولوجي و السياسي بين الحركة الامازيغية و مرجعية جبهة البوليساريو العروبية حيث عندما ظهرت الحركة الثقافية الامازيغية سنة 1967 على شكل جمعية وحيدة انذاك وجدت هذه الاخيرة ان العروبة كانت في احلى الايام باعتبارها ايديولوجية الدولة الرسمية اي بمعنى واضح انها لم تجد هذه المرجعية العرقية في الهامش او في بعض الجمعيات التي تعمل في السرية التامة بل وجدتها في اعلى مراكز السلطة السياسية و السلطة الدينية تفعل ما تريد دون حسيب او رقيب في مسخ شخصيتنا الوطنية الاصيلة بعد الاستقلال الشكلي بالتعاون مع احزاب الحركة الوطنية بغية تنفيذ سياسة التعريب الشاملة.
و بينما كانت الامازيغية وقتها بالضبط تعيش في الهامش بما يحمل هذا المصطلح من الابعاد السياسية و الاقتصادية و الدينية الخ من هذه الابعاد المتعددة بمعنى ان الحركة الثقافية الامازيغية وجدت نفسها انذاك امام السيطرة التامة للعروبة على مختلف مناحي الحياة العامة الى جانب الفرنسة بشكل قوي استجابة لبعض النخب التي تدعي الدفاع عن اللغة العربية ظاهريا ..
ينبغي عدم نسيان ان العروبة ببلادنا تحالفت مع اسلام المخزن المعتمد على ايديولوجية الظهير البربري اي العروبة و الاسلام حتى اصبحت نخبتنا الدينية الرسمية الان و ليس في اواخر ستينات القرن الماضي لا تفرق بين العروبة و الاسلام و تعتبر الامازيغية جاهلية قائمة الذات..
عندما كانت الحركة الثقافية الامازيغية في اواسط السبعينات توصف بانها حركة انفصالية تسعى الى احياء ما يسمى بالظهير البربري لمجرد دفاعها السلمي عن الثقافة الامازيغية بينما ان دعاة العروبة العرقية داخل اسوار الجامعة المغربية قرروا الذهاب بعيدا في خلق حركة انفصالية الا و هي جبهة البوليساريو سنة 1973 لتحرير الصحراء الغربية كما تسمى عندهم من الاستعمار الاسباني و بعد المسيرة الخضراء قروا الانفصال عن المغرب بوصفه دولة الاحتلال للصحراء الغربية كما تسمى عندهم بمعنى ان الحركة الامازيغية انذاك كانت تخطو على طريق السلمية و الدفاع عن الوحدة الوطنية بمفهومها الايجابي حيث لم اسمع يوما ان الحركة الامازيغية وقتها طالبت بالانفصال و تاسيس الجمهورية الامازيغية لان الامازيغيين هم السكان الاصليين لهذه الارض منذ مئات القرون بالرغم من ان المخزن في منتصف السبعينات كان ظالما تجاه الامازيغيين و الامازيغية من خلال الاحداث المعروفة تاريخيا اي كل الشروط كانت متوفرة وقتها للانفصال عن المغرب لكن المشروع الامازيغي في شموليته كان و سيبقى وطنيا الى قيام الساعة لاننا وطنيين اكثر من دعاة العروبة و الاسلام الدخيل من المشرق المقدس ..
و كما قلت في مقالي بمناسبة الذكرى 40 للمسيرة الخضراء بان اصل مشكل الصحراء المغربية بكليته راجع الى اوائل سبعينات القرن الماضي حيث ظهرت حركة انفصالية مؤمنة بالقومية العربية بمفهومها العرقي و مدعومة من طرف النظام الجزائري و تسمى بالبوليساريو حيث انذاك كان المد القومي في احلى ايامه بشمال افريقيا و الشرق الاوسط بعد انتصار العرب على اسرائيل سنة 1973 مما يعني ان المغرب كان غارقا في نادي العروبة العرقية حتى خرجت حركة انفصالية من رحم الجامعة المغربية مطالبة باقامة الجمهورية العربية الصحراوية على صحراءنا الامازيغية منذ الازل علما ان الدولة المرابطية انطلقت من الصحراء المغربية و اللهجة الحسانية نفسها هي خلط بين الامازيغية و العربية الخ من هذه المعطيات المستحقة للبحث و الدراسة من طرف المعهد الملكي للثقافة الامازيغية المسؤول على تدبير الشان الثقافي و التاريخي الامازيغي من طنجة الى الكويرة حيث لم اسمع قط بنشاط واحد نظمه هذا المعهد حول موضوع الثقافة الامازيغية في الصحراء المغربية .
انني اعتقد ان السلطة منذ 1975 الى الان مارست سياساتها التعريبية على الصحراء المغربية دون الاخذ بعين الاعتبار ان الامازيغية قد تكون الحل لهذا المشكل الذي دائم 40 سنة من تعطيل مسيرة اتحاد المغرب الكبير ...
ان القومية العربية بمفهومها العرقي لم تنج لنا الا لنا الانفصال و الولاء للشرق العربي بشكل اعمى حتى اصبحنا اقلية في بلادنا حسب الاحصاء الاخير حيث عندما يحقق اي رياضي مغربي لانجاز عالمي نسمع في اعلامنا الرسمي اول انجاز على الصعيد العربي كاننا من العرب العاربة الخ من مظاهر التعريب العرقي المتواصل مع اغتيال الطالب الامازيغي عمر بدم بارد من طرف شباب البوليساريو في ظل صمت الحكومة العنصرية حيث انني متأكد لو قتل طالب ذو خلفية عروبية او سلفية سنسمع في جميع وسائل الاعلام العمومية خبر وفاة طالب مغربي اثر تعرضه للاغتيال من طرف اعداء وحدتنا الترابية غير ان الشهيد الامازيغي ينحدر من منطقة الجنوب الشرقي التي ظلت لعقود من الزمان في خانة الاقصاء و التهميش ....
قد نظمت بالرباط وقفة احتجاجية امام البرلمان يوم 31 يناير الماضي جمعت كل الفعاليات الامازيغية للاستنكار تجاه هذا الاغتيال السياسي حيث تم احراق علم الجمهورية العربية الصحراوية الوهمية لان الصحراء مغربية امازيغية منذ مئات القرون ..
لقد حان الوقت لطرد القومية العربية بمفهومها العرقي من فكرنا السياسي المغربي حيث لا احد يطالب بتمزيغ السعودية باعتبارها بلد عربي اصلي و كذا قطر و الامارات الخ من هذه الدول العربية الاصلية لكن المغرب ليس بلد عربي اصلي على الاطلاق بل هو بلد امازيغي اصلي كما في خطاب 9 مارس 2011 التاريخي لملكنا الهمام ....
المهدي مالك