القرآن وكفى ! لكن ماذا بعد؟

نهاد حداد في الأحد ٣١ - يناير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

 
لم نعد وحدنا من نعيد قراءة التراث وانتقاده ، وإن كنّا نحاول استقراء الماضي داخل دائرة الإيمان بالقرآن ، فالكثيرون اليوم ينتقدون القرآن ذاته ! لهذا لايمكننا التقوقع داخل ثوابتنا الجنينية - فنحن مازلنا في البداية - دون أن نرى ما يدور حولنا ! فبغض النظر عن القنوات المسيحية التي لم يعد لها هم سوى الإسلام ، فإن الخارجين من الإسلام هم أشد ضراوة وذكاء في انتقاد هذا الدين من غيرهم ! ففي حين لم يعد يرى الغرب في الدين الإسلامي غير دين عنيف دموي دون سابق معرفة ، فإن من يدافعون عن الإسلام هم أيضا يدافعون عنه بدون سابق معرفة ! وللأسف ، لا يمكنني هنا إلا أن أتفق تماما مع الدكتورة وفاء سلطان عندما قالت ،" أن داخل كل مسلم داعشي نائم " . قد يغضب البعض من كلام كهذا ، ولكنه كلام واقعي ! لا يمكن المرور عليه مرور الكرام ! فالمسلم حين يقرر تطبيق دينه بحذافره لا يجد أمامه إلا مايقدمه له التراث من مفسرين وكهنة ! 
ولنعد بذاكرتنا للوراء، إلى أعوام قليلة مضت لنستمع إلى صوت الوهابية الشحروري " عمر خالد " . ولنر كيف ضغط على الوتر الحساس وجر المرأة إلى فخ كبير غطاها من رأسها إلى أخمص قدميها ثم أدخلها إلى دين يحرمها حتى من حقها في الكفن ،ذلك الغطاء الأبدي الذي يستر سوءتها إلى يوم الدين ! 
فانظر كيف وقعت المرأة في المصيدة ؟ تلك المرأة الأم التي قال عنها الشاعر :" الأم مدرسة إن أعددتها /// أعددت شعبا طيب الأعراق ! 
للأسف ، أعدت لنا السلفية أمهات يربين جيلا من الضائعين والانتحاريين والعاقين ! نعم لقد أنتجوا لنا جيلا عاقا لا يحترم صلة رحم ولا تأخذه بوالديه رحمة ولا رأفة ! 
ولنبدأ من البداية ، لا يهمني الرجال هنا فتدينهم لم يكن أبدا ظاهريا قبل السبعينات ! كان لكل شعب من الشعوب العربية هويته وتاريخه وتقاليده ، وطبعا داخل دين واحد أو حتى مع اختلاف الأديان ! حيث كان للسوري لباسه وهويته تعرفها من خلال لباسه كما تتعرف على الفلسطيني بلباسه وعلى المصري بجلبيته بالنسبة للبدوي والصعيدي وتعرف الحضري بطربوشه الأحمر الذي لا يكاد يفارق رأسه إلا مع أصدقاءه وعائلته ! كما كنت تتعرف على المرأة المغربية بجلبابها ولثامها وعلى المغربي بجلبابه وقبعته الحمراء ! بل إنك في بلد مثل المغرب أو الجزائر لا تكاد تفرق بين المرأة اليهودية والمرأة المسلمة ! كان لكل دينه ، ولكن الجميع كان يحمل نفس الهوية العربية ! ولقد عانى اليهود العرب والأفارقة الأمرين إبان الهجرة إلى إسرائيل لأنهم اعتبروا مواطنون من درجة ثالثة بعد يهود أوروبا الغربية ، ويهود أوروبا الشرقية ! ( على أي ليس هذا موضوعنا ) ولكن كان للجميع نفس الهوية وكان لكل دينه ولكن لباسهم كان واحدا داخل الوطن الواحد ولغتهم واحدة وتقاليدهم واحدة لافرق فيها إلا تقاليد كل دين على حدة ! هكذا كانت المجتمعات العربية قبل أن ينخرها سوس الوهابية ! 
لنبدأ من التسعينات حين كان الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا قبل صلاة الفجر ليستجدي توبة التائبات ! وأقول التائبات لأنني هنا بصدد الحديث عن النساء ! 
قبل أن أستطرد في الكلام ، أذكر بأن المرأة العربية ، مسيحية كانت أو يهودية أو مسلمة كانت دائما تحكمها تقاليد أخلاقية عريقة ! لذلك سهل على الوهابية استقطاب المسلمة والتقطت الطعم بسرعة البرق ! 
ولنعد إلى شحرور المرأة عمر خالد : " أختي المسلمة ، إن الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا وينتظر توبتك "! طبعا  المرأة المسلمة كانت دائما مسلمة تؤدي شعائرها وتصلي صلاتها وتصوم صومها وتحج حجها ولكن ذلك لم يكن كافيا ، كان لابد للوهابية أن تستقطبها إلى معسكراتها السلفية، وتلبسها عباءة سوداء لتنضم إلى جماهير الأكياس السوداء المتناثرة هنا وهناك في كل البلاد العربية الإسلامية لتعبر بصوت واحد ، أن ابن تيمية صار نبي هذه الأمة ونسخ بسنته سنة الله وسنة رسوله ! منذرة بعودة منجانيق الحجاج وجيش اخوان  بن عبد الوهاب ! 
لم تكذب المرأة العربية خبرا فراحت تتابع حلقاته المعسولة ، لكن ذلك لم يكن كافيا البتة ، فجماهير النساء الغفيرة في حاجة إلى أمثلة عليا ونساء "إثمهن " أكبر من إثمها ! بدأت القنوات الدينية الوهابية تستقطب الممثلات " الساقطات " بمفهومها طبعا ، وبعد أن كانت أستاذة عادل إمام المحترمة جدا في مسرحية" مدرسة المشاغبين " من بين أحب الممثلات وأكثرها التزاما بالأخلاق الفنية أصبحت تنظر لنفسها على أنها عورة ناقصة مذنبة وأن حجابها سيـجُبُّ ما قبله من المعاصي ، فأصبحت بوقا لتجار غطاء الرأس فتحجبت وتبعتها في ذلك مجموعة من الممثلات اللائي أثرن بدورهن على نساء الطبقة المتوسطة ، اللائي بعد أن درسن في جامعات سنوات السبعينات المتحررة ، أصبحن لا يأملن في هذه الحياة إلا الخلاص الأخروي بارتداء حجاب أو نقاب والانضمام  إلى حلقات حفظ وتجويد القرآن ، وكأن مايهم الله هو المد والغنة والصوت الشجي دون النظر إلى الكلام الإلاهي ولا إلى تدبره ! وبما أن الممثلات قد ارتكبن من المعاصي ما ارتكبن ، ومع ذلك فتحت لهن قنوات السلفية أذرعها وأبواقها معلنة قبول توبتهن ، ( فقد اتخذوا عند الله عهدا لا نعرفه ) فإن  المرأة، أي امرأة - ولأنها كانت بعيدة عن الأضواء والمراقص والرذيلة ، أصبحت تظن بأن شعار ، الإسلام يجًُبُّ ما قبله ، يمكن أن ينطبق على الحجاب ! بالله عليك ياامرأة ؟ كيف للخمار أن يمحو سنوات ضياعك وإلاهك أبدا لم تهمه صورتك ، فهو القائل أنه لا ينظر إلى صوركم وإنما إلى قلوبكم ، وهو الذي لا يقبل إلا من جاءه بقلب سليم ! فهل عملتِ صالحا أم أنك حولت حياتك إلى طقوس وأذكار ! أذكار الصباح وأذكار المساء والرقية الشرعية ، وأصبح كل همك أن تجدي مكانا لنفسك مع حور عين يتقاسمن معك رجلا نكد عيشك في الدنيا لتلعنك في الدنيا كل ليلة إذا أغضبته ! ناهيك عن الملائكة التي تترك العرش لتشتغل عند زوجك لعَّانةٓ حتى تصبحي إذا ما وزتك نفسك الامتناع عنه ! 
من هنا ومن هنا فقط ، دخلت المرأة إلى غار الأفعى الوهابية لتنفث فيها سمومها ، حيث أصبحت تتقبل أي شيء وكل شيء ، مادام الشيوخ يؤكدون لها بأنه من القرآن وصحيح السنة البخارية ! ومن تفسير الطبري وابن كثير والجلالين ، أصبحت المرأة نعجة " مركوبة " ، لاهم لها في هذه الدنيا إلا رضى زوجها ، برضاه ترضى عنها الملائكة ، وبسخطه تسخط عليها، وأصبح الضرب فرضا والاهانة تأديبا . وكل هذا من دين الله ! ولو كان فقط من سنة رسوله الكتابية التي نهى عن كتابتها لسكتنا، ولكن وهذا هو المؤلم ، أصبح القرآن عصا يشهرها الرجال في وجه نسائهن ! واستغلت القنوات المعادية للدين معتقدات المسلمين الخاطئة بخصوص القرآن متذرعة بسورة النور وآية السيف والميراث لتلخيص دين سماوي يحمل من المعاني السامية الكثير ، إلى دين عنيف دموي كل همه هو تحقيق نزوات نبي كان همه الاستمتاع أكثر من أي شيء آخر ! 
والأدهى أن هذا ما تفرزه أحاديثهم الشيطانية حتى حين تريد مدح القرآن والدفاع عن النبي ! فلنتأمل هذا الحديث الذي يتشدقون به لمدح القرآن والذي فيه الكثير من البهتان والإفك والتجني ولكنه يلخص نظرتهم الضيقة والملغومة إلى دين يتشدقون ليل نهار بالانتماء إليه! 
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، " أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ ، جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ ، فَكَأَنَّ رَقَّ لَهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَهْلٍ ، فَذَكَرَ مَا جَرَى بَيْنَهُمَا ، إِلَى أَنْ قَالَ الْوَلِيدُ : وَاللَّهِ مَا فِيكُمْ رَجُلٌ أَعْلَمُ بِالأَشْعَارِ مِنِّي ، وَلا أَعْلَمُ بِرَجَزِهِ وَلا بِقَصِيدَتِهِ مِنِّي ، وَلا بِأَشْعَارِ الْجِنِّ ، وَاللَّهِ مَا يُشْبِهُ الَّذِي يَقُولُ شَيْئًا مِنْ هَذَا ، وَاللَّهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي يَقُولُ حَلاوَةً ، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلاوَةً ، وَإِنَّهُ لَمُثْمِرٌ أَعْلاهُ مُغْدِقٌ أَسْفَلَهُ ، وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَمَا يَعْلَى ، وَإِنَّهُ لَيُحَطِّمُ مَا تَحْتَهُ! 
إلى هنا تبدو الأشياء عادية وجميلة تماما ، ولكن المشكلة تبدأ حين توعز قريش الوليد ابن المغيرة لتغيير رأيه في القرآن !!!!
[ ثم ما لبث ان التقى كفار مكة ]: 
حِينَ اجْتَمَعَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، وَنَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَقَدْ حَضَرَ الْمَوْسِمُ لِيَجْتَمِعُوا عَلَى رَأْيٍ وَاحِدٍ فِيمَا يَقُولُونَ : فِي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوُفُودِ الْعَرَبِ ، فَقَالُوا : فَأَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ شَمْسٍ ! فَقُلْ وَأَقِمْ رَأَيًا نَقُومُ بِهِ ، فَقَالَ : بَلْ أَنْتُمْ ، فَقُولُوا : أَسْمَعُ ، فَقَالُوا : نَقُولُ كَاهِنٌ ، فَقَالَ : مَا هُوَ بِكَاهِنٍ ، لَقَدْ رَأَيْتُ الْكُهَّانَ ، فَمَا هُوَ بِزَمْزَمَةِ الْكَاهِنِ وَسِحْرِهِ ، فَقَالُوا : نَقُولُ : هُوَ مَجْنُونٌ ، فَقَالَ : مَا هُوَ بِمَجْنُونٍ ، وَلَقَدْ رَأَيْنَا الْجُنُونَ ، وَعَرَفْنَاهُ ، فَمَا هُوَ بِخَنْقِهِ ، وَلا تَخَالُجِهِ ، وَلا وَسْوَسَتِهِ ، فَقَالُوا : نَقُولُ : شَاعِرٌ ، قَالَ : مَا هُوَ بِشَاعِرٍ ، وَلَقَدْ عَرَفْنَا الشِّعْرَ بِرَجَزِهِ وَهَزَجِهِ ، وَقَرِيضِهِ ، وَمَقْبُوضِهِ ، وَمَبْسُوطِهِ ، فَمَا هُوَ بِالشِّعْرِ ، قَالُوا : فَنَقُولُ : هُوَ سَاحِرٌ ، قَالَ : فَمَا هُوَ بِسَاحِرٍ لَقَدْ رَأَيْنَا السُّحَّارَ وَسِحْرَهُمْ ، فَمَا هُوَ بِنَفْثِهِ وَلا عَقْدِهِ ، فَقَالُوا : فَمَا نَقُولُ يَا أَبَا عَبْدِ شَمْسٍ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ لَحَلاوَةً ، وَإِنَّ أَصْلَهُ لَمُغْدِقٌ ، وَإِنَّ فَرْعَهُ لَجَنًى ، فَمَا أَنْتُمْ بِقَائِلِينَ مِنْ هَذَا شَيْئًا إِلا عُرِفَ أَنَّهُ بَاطِلٌ ، وَإِنَّ أَقْرَبَ الْقَوْلِ أَنْ تَقُولُوا : سَاحِرٌ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْمَرْءِ ، وَبَيْنَ أَبِيهِ ، وَبَيْنَ الْمَرْءِ ، وَبَيْنَ أَخِيهِ وَبَيْنَ الْمَرْءِ وَبَيْنَ زَوْجِهِ ، وَبَيْنَ الْمَرْءِ وَبَيْنَ عَشِيرَتِهِ ، فَتُفَرِّقُوا عَنْهُ بِذَلِكَ " .
يا إلاهي ، ما هذا الهراء ؛ المسلمون يريدون أن يستشهدوا بقول مشرك للثناء على القرآن ، وكأنه لم يكفهم أن يكون كلام الله ولا حاجة لبشر أن يشهد على جماليته ولا على بلاغته ! 
ما علينا ، فكل محاولة استشهاد هي في حد ذاتها تشكيك ولكن الطامة الكبرى هي الجزء الأخير من الحديث :" وَإِنَّ أَقْرَبَ الْقَوْلِ أَنْ تَقُولُوا : سَاحِرٌ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْمَرْءِ ، وَبَيْنَ أَبِيهِ ، وَبَيْنَ الْمَرْءِ ، وَبَيْنَ أَخِيهِ وَبَيْنَ الْمَرْءِ وَبَيْنَ زَوْجِهِ ، وَبَيْنَ الْمَرْءِ وَبَيْنَ عَشِيرَتِهِ ، فَتُفَرِّقُوا عَنْهُ بِذَلِكَ " .
يا للهول : 
الطامة العظمى هي أن كلام هذا الرجل ظاهريا صحيح : فالنبي فرق بين المرء وزوجه ! حيث قتل زوج صفية بنت حيي وتزوجها ، ثم إنه تزوج زوجة زيد ابنه بالتبني، والأدهى من ذلك أن " سورة المجاذلة تقول : 
لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ". 
إذن ، قرآنه يفرق فعلا بين المرء وأخيه وعشيرته !!!
تمهل أيها القارء قبل محاكمتي ، وانتظر هنيهة حتى أكمل فكرتي إلى النهاية ! 
ما أريد قوله هو أن التراثيين حتى في الدفاع عن الدين خائبون ! فالعذر هنا أقبح من الزلة ! لقد عيروا محمدا بما " يفعله فعلا "فكيف الخروج من مثل هذه المآزق ؟
أعرف أن في رأس الدكتور منصور إجابة لموقف كهذا كما أن لأي غيور على دينه محاولة للتدبر ! ولكن ما العمل حين تتشابك الخيوط ويخرج أحدهم على الفضائيات ليقول ، أن قتل أحد الدواعش مؤخرا لأمه لم يأتِ من فراغ ، وإنما هو أمر إلاهي قرآني ! 
خلاصة القول ، أن القرآن أيضا أصبح مستهدفا ، وأن تدبر واستقراء الآيات بشكل يكون أكثر إنسانية وأخلاقية مما يفعله المتطرفون هو مهمتنا اليوم ! فنحن نتقاسم قرآنا ندعو به إلى السلام ، وهم بنفس القرآن يدعون إلى سفك الدماء ! 
ولكنني تركت الأجمل للنهاية ، فمن حق القارئ أن يبتسم ويضحك على خيبة وضاع الحديث ! فالحديث أعلاه ، ودون الدفاع عن الدين والقرآن هو حديث ملغوم ويحمل بين طياته ماينسفه نسفا !  
وماينسفه هو شيء خارج عن الدين تماما ألا وهو علم العروض وبحور الشعر : 
رجاء ، لاتستعجل أيها القارئ: " لنعد إلى قطعة من الحديث أعلاه حين ينفي الوليد بن المغيرة قول الشعر عن النبي حيث يقول :" وَلَقَدْ عَرَفْنَا الشِّعْرَ بِرَجَزِهِ وَهَزَجِهِ ، وَقَرِيضِهِ ، وَمَقْبُوضِهِ ، وَمَبْسُوطِهِ ، فَمَا هُوَ بِالشِّعْرِ ." 
لم يعرف العرب علم العروض أو بحور الشعر إلا بعد أحمد الفراهدي  الذي ولد سنة 100 هجرية ، وقبل ذلك لم يكن العرب يعرفون لا " الرجز " ولا " الهجز " ولا " القريض" ولا " المقبوض" ولا المبسوط " أو البسيط . بل هو الخليل بن احمد الفراهدي من وضع هذه التصنيفات الشعرية بعد أكثر من مئة سنة بعد الهجرة ! فالعرب كانوا يحفظون أشعار سابقيهم ثم ينظمون على نفس الوزن دون أن يعرفوا أي بحر من البحور التي اخترعها ووضع أسسها وأسماءها الفراهدي ! فكيف يعرفها الوليد بن المغيرة قبل أن يأتي الفراهدي الذي صنفها ووضع لها هذه الأسماء بقرن من الزمن وأكثر ؟ ناهيك أن بحر "المتدارك" ، وهو آخر بحرمن  البحور التي اكتشفت قد وضعه أحد تلامذة سبويه ! 
لقد راهن الأفاكون وواضعوا الأحاديث على جهلنا وقلة حيلتنا وأمطرونا بوابل أكاذيبهم ! فالطف بِنَا يا الله! وأبعد عنا إفك القوم الظالمين! 
اجمالي القراءات 10324