كتابة القرآن الكريم

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠٩ - أكتوبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
( هل يمكن كتابة القرآن بأكثر من صورة حرفية مختلفة؟ اي هل يمكن ان يكون شكل الكلمة الواحدة مختلف من مصحف لآخر؟ . و الدليل على ذلك فى موقع http://quran.muslim-web.com/sura.htm?aya=014021 فى سورة ابراهيم الاية 21 تقول ( وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21) وفى باقى المواقع القرآنية و المصاحف المكتوبة عندي في المنزل فنفس الآية مكتوبة بالشكل التالى : وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعً۬ا فَقَالَ ٱلضُّعَفَـٰٓؤُاْ لِلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا ڪُنَّا لَكُمۡ تَبَعً۬ا فَهَلۡ أَنتُم مُّغۡنُونَ عَنَّا مِنۡ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَىۡءٍ۬‌ۚسَوَآءٌ عَلَيۡنَآ أَجَزِعۡنَآ أَمۡ صَبَرۡنَا مَا لَنَا قَالُواْ لَوۡ هَدَٮٰنَا ٱللَّهُ لَهَدَيۡنَـٰڪُمۡ‌ۖ مِن مَّحِيصٍ۬ (21) نفس الموقف يتكرر فى سورة غافر: ( وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47) اما فى باقى المواقع القرآنية و المصاحف المكتوبة عندى فى المنزل فنجدها مكتوبة على الشكل التالى وَإِذۡ يَتَحَآجُّونَ فِى ٱلنَّارِ فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَـٰٓؤُاْ لِلَّذِينَ ٱسۡتَڪۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمۡ تَبَعً۬ا فَهَلۡ أَنتُم مُّغۡنُونَ عَنَّا نَصِيبً۬ا مِّنَ ٱلنَّارِ (47) فلماذا الاختلاف فى شكل كلمة الضعفاء ولو تدبرنا هذه الكلمة فى القرآن لوجدناها ذكرت اربع مرات فقط ، مرتان مكتوبة الضعفاء عندما كان يتحدث الله عن ضعفاء الدنيا , ومرتان مكتوبة الضعفؤا عندما كان الله يتحدث عن ضعفاؤا الآخرة وهذا الاختلاف فى شكل الكلمة يدل على ان القرآن ليس من عند البشر ولم يوكل للبشر ان يجمعوه وإلا لوجدنا اختلافات فى جمعه كما هو الحال فى اختالافاتهم في جمع الحديث وأيضاً يدحض ان الرسول كان لا يعرف القراءة و الكتابة حيث انه كان يقول لكتبة الوحى ان يكتبوا الكلمة على شكلها الذى وصله من الله أتمنى ان يكون السؤال واضحاً و الحجة واضحة أيضاً السلام عليكم
آحمد صبحي منصور

 

إعجاز القرآن الكريم أو ( آية ) القرآن الكريم ليست فقط فى محتواه ومضمونه من حقائق تاريخية و تشريعية وعلمية وليست فقط فى بنائه اللغوى ولكن أيضا فى طريقته الفريدة فى كتابته ، والتى لا تزال غير معروفة قواعدها لنا ، والتى على أساسها يقوم الاعجاز الرقمى أو العددى .

واعجازات أو آيات القرآن الكريم التى يتحدى بها الله جل وعلا البشر ـ ممتدة ومستمرة الى قيام الساعة . ومعناه أن من آيات القرآن الكريم ما سيخاطب الأجيال القادمة ، ولعل منها ما يخص الأرقام التى تتحول فى عصر الانترنت لتكون اللغة الانسانية الموحدة للبشر جميعا.

الاعجاز فى كتابة القرآن لم ينتبه له الناس من قبل ، والسبب أن سادت أكذوبة أن النبى محمدا كان لا يقرأ ولا يكتب وأن هناك من كتب له القرآن ، وأسموهم كتبة الوحى .

وقد أوضحنا كذب تلك الدعوى فى بحث خاص منشور فى موقعنا.

وفى مقدمة لكتاب المستشرق جاك بيرك ( إعادة قراءة القرآن ) ـ لم تنشر بعد ـ أثبتنا أن النبى محمدا كان يكتب ويقرأ وأنه الذى كتب القرآن بيده ، وكان تحت إمرته مجموعة من أصحابه تساعده . كانوا يملون عليه وهو يكتب بيده .

وقلنا إن هذه الكتابة القرآنية لها قواعد مختلفة عن الكتابة العربية المعروفة ، وقد أشار لذلك رب العزة وأسماه بالسّر (  وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا  ) ( الفرقان  5 : 6).

وفى نفس هذا البحث جئنا بكلمات قرآنية اختلفت كيفية كتابتها منها كلمتا ( الأيكة ) و( سعوا ). وغيرهما ، يمكن فهم بعض ذلك فى إطار الاعجاز العددى و الرقمى،ولا زلنا فى بداية البحث فى هذا الميدان ، وبالتالى فان العثور على مفتاح لفهم كل قواعد الاعجاز العددى لا يزال بعيدا ، وأبعد منه وأشق العثور على قواعد الكتابة القرآنية .

وقلت أن ما قام به أبو بكر ليس جمعا للقرآن ، فقد اكتمل جمع القرآن فى حياة خاتم المرسلين ، وتلك مهمة ربانية تشمل الحفظ والجمع والترتيب الذى نقرأ به القرآن الكريم حاليا : (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) ( القيامة 17 : 19 ). وبالتالى فإن ما قام به أبوبكر هو ( نسخ ) صحف من القرآن الذى كتبه النبى قبل موته ، وأطلقوا على تلك الصحف ( مصاحف ) . ثم بعد هدوء حركة الفتوحات بدأ بعض الصحابة فى البلاد المفتوحة ينسخون لأنفسهم مصاحف دون الالتزام برسم الكتابة الذى كتب به النبى القرآن ، وترتب على اختلاف الكتابة اختلاف النطق والقراءة ، ووصلت المشكلة الى الخليفة عثمان فأمر بقصر الكتابة على النسخة الأصلية التى كتبها النبى ، وأمر بحرق كل ما يخالفها من نسخ . ومن هنا أطلقوا عليه ( الرسم العثمانى ) نسبة لعثمان بن عفان.

وظلت هذه الكتابة مرعية فى نسخ المصحف يلتزم بها الجميع . وحين ظهرت الطباعة روعي الالتزام بالرسم العثمانى ، حيث كانت الطباعة حرفة .

وجاء عصر الانترنت ، وأصبحت الكتابة و النشر متاحة للجميع ، منهم من حاول الالتزام بالرسم العثمانى ومنهم من لم يحاول ، ومن هنا ظهرت كتابات مخافة للقرآن الكريم ، لا نعتبرها كتابة قرآنية صحيحة .    

اجمالي القراءات 9860