إعجاز القرآن الكريم أو ( آية ) القرآن الكريم ليست فقط فى محتواه ومضمونه من حقائق تاريخية و تشريعية وعلمية وليست فقط فى بنائه اللغوى ولكن أيضا فى طريقته الفريدة فى كتابته ، والتى لا تزال غير معروفة قواعدها لنا ، والتى على أساسها يقوم الاعجاز الرقمى أو العددى .
واعجازات أو آيات القرآن الكريم التى يتحدى بها الله جل وعلا البشر ـ ممتدة ومستمرة الى قيام الساعة . ومعناه أن من آيات القرآن الكريم ما سيخاطب الأجيال القادمة ، ولعل منها ما يخص الأرقام التى تتحول فى عصر الانترنت لتكون اللغة الانسانية الموحدة للبشر جميعا.
الاعجاز فى كتابة القرآن لم ينتبه له الناس من قبل ، والسبب أن سادت أكذوبة أن النبى محمدا كان لا يقرأ ولا يكتب وأن هناك من كتب له القرآن ، وأسموهم كتبة الوحى .
وقد أوضحنا كذب تلك الدعوى فى بحث خاص منشور فى موقعنا.
وفى مقدمة لكتاب المستشرق جاك بيرك ( إعادة قراءة القرآن ) ـ لم تنشر بعد ـ أثبتنا أن النبى محمدا كان يكتب ويقرأ وأنه الذى كتب القرآن بيده ، وكان تحت إمرته مجموعة من أصحابه تساعده . كانوا يملون عليه وهو يكتب بيده .
وقلنا إن هذه الكتابة القرآنية لها قواعد مختلفة عن الكتابة العربية المعروفة ، وقد أشار لذلك رب العزة وأسماه بالسّر ( وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ) ( الفرقان 5 : 6).
وفى نفس هذا البحث جئنا بكلمات قرآنية اختلفت كيفية كتابتها منها كلمتا ( الأيكة ) و( سعوا ). وغيرهما ، يمكن فهم بعض ذلك فى إطار الاعجاز العددى و الرقمى،ولا زلنا فى بداية البحث فى هذا الميدان ، وبالتالى فان العثور على مفتاح لفهم كل قواعد الاعجاز العددى لا يزال بعيدا ، وأبعد منه وأشق العثور على قواعد الكتابة القرآنية .
وقلت أن ما قام به أبو بكر ليس جمعا للقرآن ، فقد اكتمل جمع القرآن فى حياة خاتم المرسلين ، وتلك مهمة ربانية تشمل الحفظ والجمع والترتيب الذى نقرأ به القرآن الكريم حاليا : (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) ( القيامة 17 : 19 ). وبالتالى فإن ما قام به أبوبكر هو ( نسخ ) صحف من القرآن الذى كتبه النبى قبل موته ، وأطلقوا على تلك الصحف ( مصاحف ) . ثم بعد هدوء حركة الفتوحات بدأ بعض الصحابة فى البلاد المفتوحة ينسخون لأنفسهم مصاحف دون الالتزام برسم الكتابة الذى كتب به النبى القرآن ، وترتب على اختلاف الكتابة اختلاف النطق والقراءة ، ووصلت المشكلة الى الخليفة عثمان فأمر بقصر الكتابة على النسخة الأصلية التى كتبها النبى ، وأمر بحرق كل ما يخالفها من نسخ . ومن هنا أطلقوا عليه ( الرسم العثمانى ) نسبة لعثمان بن عفان.
وظلت هذه الكتابة مرعية فى نسخ المصحف يلتزم بها الجميع . وحين ظهرت الطباعة روعي الالتزام بالرسم العثمانى ، حيث كانت الطباعة حرفة .
وجاء عصر الانترنت ، وأصبحت الكتابة و النشر متاحة للجميع ، منهم من حاول الالتزام بالرسم العثمانى ومنهم من لم يحاول ، ومن هنا ظهرت كتابات مخافة للقرآن الكريم ، لا نعتبرها كتابة قرآنية صحيحة .