ضلالات ألف ليلة وليلة

رضا البطاوى البطاوى في الخميس ٠٧ - يناير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

ضلالات ألف ليلة وليلة
تقوم حكايات ألف ليلة وليلة على ثلاثة أسس رئيسية وهى :
1- نشر ضلالات السحر
2- نشر ضلالات الجان
3- نشر الفاحشة

والمقال مخصص لضلالات السحر والجان وهى :
أول الضلالات التى نشرتها الحكايات هى وجود من يعرف ألسن الحيوانات والطيور ففى حكاية الحمار والثور مع صاحب الزرع قال المؤلف :
"قال: اعلمي يا ابنتي أنه كان لبعض التجار أموال ومواش وكان له زوجة وأولاد وكان الله تعالى أعطاه معرفة ألسن الحيوانات والطير"
وهو ما يخالف الوحى الإلهى فى أن هذه المعرفة كانت معرفة بعض الأنبياء كداود(ص) وسليمان (ص) وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ :
" وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ" وقال بسورة النمل :
"وحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18).
ثانى الضلالات معرفة موعد الموت ففى حكاية الحمار والثور مع صاحب الزرع قال المؤلف :
"ثم أنه أرسل وأحضر جميع أهلها وأهل جارته وقال لهم حكايته وأنه متى قال لأحد على سره مات، فقال لها جميع الناس ممن حضر: بالله عليك اتركي هذا الأمر لئلا يموت زوجك أبو أولادك، فقالت لهم: لا أرجع عنه حتى يقول لي ولو يموت. فسكتوا عنها. ثم أن التاجر قام من عندهم وتوجه إلى دار الدواب ليتوضأ ثم يرجع يقول لهم ويموت"
وبالقطع موعد الموت من ضمن علم الغيب وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
ثالث الضلالات ظهور العفاريت:
ففى حكاية الملك شهريار قال المؤلف :
"فلما كان بعد ساعة مضت من النهار وإذا هم بالبحر قد هاج وطلع منه عمود أسود صاعد إلى السماء وهو قاصد تلك المرجة. فلما رأيا ذلك خافا وطلعا إلى أعلى الشجرة وكانت عالية وصارا ينظران ماذا يكون الخبر، وإذا بجني طويل القامة عريض الهامة واسع الصدر على رأسه صندوق فطلع إلى البر وأتى الشجرة التي هما فوقها وجلس تحتها وفتح الصندوق وأخرج منه علبة ثم فتحها فخرجت منها صبية بهية كأنها الشمس المضيئة"
وتكرر الأمر فى حكاية التاجر والعفريت حيث قال المؤلف :
فلما فرغ من أكل التمرة رمى النواة وإذا هو بعفريت طويل القامة وبيده سيف، فدنا من ذلك التاجر وقال له: قم حتى أقتلك مثل ما قتلت ولدي، فقال له التاجر: كيف قتلت ولدك? قال له: لما أكلت التمرة ورميت نواتها جاءت النواة في صدر ولدي فقضي عليه ومات من ساعته
. فسألهما بعد السلام عليهما عن سبب جلوسهما في هذا المكان وهو مأوى الجان فأخبراه بالقصة من أولها إلى آخرها"
ومن المعلوم أن الجان لم يكن يظهر سوى فى عهد سليمان (ص) حيث سخرهم الله له وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ "وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ"
رابع الضلالات سحر تحويل الناس :
ففى حكاية التاجر مع العفريت قال المؤلف :
"اعلم يا أيها العفريت أن هذه الغزالة هي بنت عمي ومن لحمي ودمي وكنت تزوجت بها وهي صغيرة السن وأقمت معها نحو ثلاثين سنة فلم أرزق منها بولد فأخذت لي سرية فرزقت منها بولد ذكر كأنه البدر إذا بدا بعينين مليحتين وحاجبين مزججين وأعضاء كاملة فكبر شيئاً فشيئاً إلى أن صار ابن خمس عشرة سنة فطرأت لي سفرة إلى بعض المدائن فسافرت بمتجر عظيم وكانت بنت عمي هذه الغزالة تعلمت السحر والكهانة من صغرها فسحرت ذلك الولد عجلاً وسحرت الجارية أمه بقرة وسلمتها إلى الراعي"
"فقال الشيخ أيها السلطان ورئيس الجان إن هذه البغلة كانت زوجتي سافرت وغبت عنها سنة كاملة، ثم قضيت سفري وجئت إليها في الليل فرأيت عبد أسود راقد معها في الفراش وهما في كلام وغنج وضحك وتقبيل وهراش فلما رأتني عجلت وقامت إلي بكوز فيه ماء فتكلمت عليه ورشتني، وقالت اخرج من هذه الصورة إلى صورة كلب فصرت في الحال كلباً فطردتني من البيت فخرجت من الباب ولم أزل سائراً، حتى وصلت دكان جزار فتقدمت وصرت آكل من العظام"
"فلما كان الليل، دخلت داري فوجدت هاتين الكلبتين مربوطتين فيها، فلما رأياني قاما إلي وبكيا وتعلقا بي، فلم أشعر إلا وزوجتي قالت هؤلاء إخوتك فقلت من فعل بهم هذا الفعل قالت أنا أرسلت إلى أختي ففعلت بهم ذلك وما يتخلصون إلا بعد عشر سنوات"
"وقالت إذا رأيتها نائمة فرش هذا الماء عليها فإنها تصير كما أنت طالب فوجدتها نائمة فرششت عليها الماء، وقلت اخرجي من هذه الصورة إلى صورة بغلة فصارت في الحال بغلة وهي هذه التي تنظرها بعينك أيها السلطان ورئيس ملوك الجان،"
فى تلك النصوص نجد الناس تحولوا لصور كلب وبقرة وبغلة وغزالة
وفى حكاية الصياد والعفريت نجد نصوص أخرى :
"وأخذت طاسة ملأتها ماء ثم تكلمت عليها فصار الماء يغلي بالقدر ثم رشته منها وقالت: بحق ما تلوته أن تخرج من هذه الصورة إلى صورتك الأولى: فانتفض الشاب وقام على قدميه،
وفى حكاية عبد الله فاضل قال المؤلف :
ثم أخرجت طاسةً وحطت فيها ماءً من ماء البحر وتكلمت عليها بكلامٍ لا يفهم وقالت أخرجا من الصورة البشرية إلى الصورة الكلبية ثم رشتهما بالماء فانقلبا كلبين كما تراهما يا خليفة الله ثم التفت إليهما وقال أحقاً ما قلته يا أخواي فنكسا رؤوسهما كأنهما يقولان له صدقت ثم قال يا أمير المؤمنين"
وفى حكاية الملك بدر باسم تم تحويل الناس لطيور حيث قال المؤلف:
وكذلك الطير الأسود كان من مماليكها وسحرته في صورة طائر اسود، وكلما اشتاقت إليه تسحر نفسها طيرة ليجامعها لأنها تحبه محبة عظيمة، ولما علمت أنك علمت بحالها أضمرت لك السوء ولا تصفو لك ولكن ما عليك بأس منها ما دمت أراعيك أنا فلا تخف فإني رجل مسلم واسمي عبد الله وما في زماني أسحر مني، ولكني لا أستعمل السحر إلا عند اضطراري إليه، وكثير ما أبطل سحر هذه الملعونة وأخلص الناس منها ولا أبالي بها لأنها ليس لها علي سبيل بل هي تخاف مني خوفاً شديداً
وفى حكاية الملك بدر باسم قال المؤلف :
"وإنما هو رجل مثلك وهو الملك بدر باسم ابن الملك شهرمان وأمه جلنار البحرية قال لها: وكيف صار على هذا الشكل? قالت له: إنه قد سحرته الملكة جوهرة بنت الملك السمندل ثم حدثته بما جرى له من أوله إلى آخره وأنه قد خطب جوهرة من أبيها فلم يرض أبوها بذلك وأن خاله صالحاً اقتتل هو والملك السمندل وانتصر صالح عليه وأسره، فلما سمع كلام زوجته تعجب غاية العجب وكانت هذه الملكة زوجته أسحر أهل زمانها فقال الملك: بحياتي عليك تحليه من السحر ولا تخليه معذباً قطع الله يد جوهرة ما أقبحها وما أقل دينها وأكثر خداعها ومكرها، قالت له زوجته: قل له يا بدر باسم ادخل هذه الخزانة فأمره الملك أن يدخل الخزانة، فلما سمع كلام الملك دخل الخزانة، فقامت زوجة الملك وسترت وجهها وأخذت في يدها طاسة ماء ودخلت الخزانة وتكلمت على الماء بكلام لا يفهم وقالت له: بحق هذه الأسماء العظام والآيات الكرام، وبحق الله تعالى خالق السماوات والأرض ومحيي الأموات وقاسم الأرزاق والآجال، أن تخرج من هذه الصورة التي أنت فيها وترجع إلى الصورة التي خلقك الله عليها،
والمتفق عليه هو أن السحر يتم برش الماء من طاسة أو كوز يتم قراءة بعض الكلام عليه وهو كلام لا وجود له فى الواقع حيث أن الله منع تحويل أجسام نوع لنوع أخر إلا من غضب الله عليهم كبعض بنى إسرائيل حيث حولهم لصور قردة وخنازير وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة " قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ"
ولو أعطى الله بعض خلقه تلك القدرة لكانوا هم حكام الكون ولكننا لا نجد أن الحكام لديهم تلك القدرة وإنما قدرتهم على التجبر وتعذيب الخلق أو الكذب عليهم وخداعهم بالكلام المعسول والقليل منهم من يحكم بالعدل وهم أتباع الله
-خامس الضلالات قماقم سليمان (ص) كما فى حكاية الصياد مع العفريت حيث قال المؤلف :
"وفتحها فوجد فيها قمقما من نحاس أصفر ملآن وفمه مختوم برصاص عليه طبع خاتم سيدنا سليمان."
وفى حكاية التاجر مع العفريت حيث قال المؤلف :
"قال اعلم أني من الجن المارقين، وقد عصيت سليمان بن داود وأنا صخر الجني فأرسل لي وزيره آصف ابن برخيا فأتى بي مكرهاً وقادني إليه وأنا ذليل على رغم أنفي وأوقفني بين يديه فلما رآني سليمان استعاذ مني وعرض علي الإيمان والدخول تحت طاعته فأبيت فطلب هذا القمقم وحبسني فيه وختم علي بالرصاص وطبعه بالاسم الأعظم، وأمر الجن فاحتملوني وألقوني في وسط البحر فأقمت مائة عام وقلت في قلبي كل من خلصني أغنيته إلى الأبد فمرت المائة عام"
ولا يوجد فى الوحى الإلهى شىء عن حبس الجن فى قماقم وإنما المذكور هو العذاب الأليم أى عذاب السعير وهو العذاب الأخروى وهو ما يعنى اهلاك الجنى المخالف على الفور وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ :
"وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ"
سادس الضلالات صفات العفاريت كما فى حكاية الصياح مع العفريت حيث قال المؤلف :
"انتفض فصار عفريتاً رأسه في السحاب ورجلاه في التراب برأس كالقبة وأيدي كالمداري ورجلين كالصواري، وفم كالمغارة، وأسنان كالحجارة، ومناخير كالإبريق، وعينين كالسراجين، أشعث أغبر."
فلا يوجد مخلوق بهذا الطول الكبير عدة أميال ولا برأس كقبة المسجد أو الكنيسة أو المعابد ..فهى اوصاف خرافية غرضها إخافة الناس مما لا وجود له
سابع الضلالات ضلالة الاسم الأعظم ففى حكاية الصياد مع العفريت قال المؤلف :
"قال اعلم أني من الجن المارقين، وقد عصيت سليمان بن داود وأنا صخر الجني فأرسل لي وزيره آصف ابن برخيا فأتى بي مكرهاً وقادني إليه وأنا ذليل على رغم أنفي وأوقفني بين يديه فلما رآني سليمان استعاذ مني وعرض علي الإيمان والدخول تحت طاعته فأبيت فطلب هذا القمقم وحبسني فيه وختم علي بالرصاص وطبعه بالاسم الأعظم، وأمر الجن فاحتملوني وألقوني في وسط البحر فأقمت مائة عام وقلت في قلبي كل من خلصني أغنيته إلى الأبد فمرت المائة عام
ثم قال للعفريت: هل صممت على قتلي قال نعم، فقال له بالاسم الأعظم المنقوش على خاتم سليمان أسألك عن شيء وتصدقني فيه، قال نعم، ثم إن العفريت لما سمع ذكر الاسم الأعظم اضطرب واهتز وقال: اسأل وأوجز، فقال له: كيف كنت في هذا القمقم،"
فلا يوجد فى الإسلام شىء اسمه الاسم الأعظم لله الذى تتحقق به كل الأمور أو حتى بعضها وهو يخالف أن الله لم يذكر شىء عن وجود اسم أعظم له فى الوحى ولو كان له وجود فعلى فما هى حاجتنا للجد والإجتهاد فى أمور الحياة إذا كان الدعاء بالاسم سيجلب لنا الرزق والصحة والنصر وكل ما نتمناه ونحن قعود فى بيوتنا أليس هذا جنونا ؟ثم لماذا لم يدعو النبى والمسلمون بهذا الاسم لينتصروا مثلا فى أحد أو فى أول حنين أو ليرفعوا الجوع والنقص فى الأنفس والأموال والثمرات الذى أخبرهم به الله فى سورة البقرة ؟قطعا لمعرفتهم بعدم وجوده .
ثامن الضلالات :ضلالة الشفاء بلا علاج ففى حكاية الملك يونان ووزيره رويان قال المؤلف :
فلما سمع الملك يونان كلامه تعجب وقال له: كيف تفعل، فو الله لو برأتني أغنيك لولد الولد وأنعم عليك، ما تتمناه فهو لك وتكون نديمي وحبيبي. ثم أنه خلع عليه وأحسن إليه وقال له أبرئني من هذا المرض بلا دواء ولا دهان? قال نعم أبرئك بلا مشقة في جسدك"
وبالقطع هذه دعاية للدجالين والمشعوذين الذين يريدون كسب المال من خلف اشاعة وجود شفاء بلا علاج مادى وتخالف الأمر بالبحث عن الدواء والذهاب للأطباء والحكماء
تاسع الضلالات :ضلالة الغولة والغول ففى حكاية الملك يونان قال المؤلف :
"فقالت له الجارية: يا سيد أريد أن أزيل ضرورة فأنزلها إلى الجزيرة ثم تعوقت فاستبطأها فدخل خلفها وهي لا تعلم به، فإذا هي غولة وهي تقول لأولادها يا أولادي قد أتيتكم اليوم بغلام سمين"
فالغولة وأولادها يأكلون البشر
وفى حكاية السندباد قال المؤلف :
"وقد صار عندي هم عظيم من شدة الخوف على نفسي من هؤلاء العرايا وقد تأملتهم فإذا هم قوم مجوس وملك مدينتهم غول وكل من وصل إلى بلادهم أو رأوه في الوادي أو الطرقات يجيئون به إلى ملكهم، ويطعمونه من ذلك الطعام ويدهنونه بذلك الدهن فيتسع جوفه لأجل أن يأكل كثيراً ويذهل عقله وتنطمس فكرته ويصير مثل الإبل فيزيدون له الأكل والشرب من ذلك الطعام والدهن حتى يسمن ويغلظ فيذبحونه ويشوونه ويطعمونه لملكهم. وأما أصحاب الملك فيأكلون من لحم الإنسان بلا شوي ولا طبخ."
"ثم إنه قام وجاء عندنا، ثم قبض على يدي من بين أصحابي التجار ورفعني بيده عن الأرض وحبسني وقلبني فصرت في يده مثل اللقمة الصغيرة وصار يحبسني مثل ما يحبس الجزار ذبيحة الغنم فوجدني ضعيفاً من كثرة القهر، هزيلاً من كثرة التعب والسفر، وليس في شيء من اللحم فأطلقني من يده، وأخذ واحداً غيري من رفاقي وقلبه كما قلبني وحبسه كما حبسني وأطلقه، ولم يزل يحبسنا ويقلبنا واحداً بعد واحد إلى أن وصل إلى ريس المركب الذي كنا فيه وكان رجلاً سميناً غليظاً عريض الأكتاف صاحب قوة وشدة فأعجبه وقبض عليه مثل ما يقبض الجزار على ذبيحته، ورماه على الأرض ووضع رجله على رقبته، وجاء بسيخ طويل فأدخله في حلقه حتى أخرجه من دبره، وأوقد ناراً شديدة وركب عليها ذلك السيخ المشكوك فيه الريس، ولم يزل يقلبه على الجمر حتى استوى لحمه وأطلعه من النار وحطه أمامه وفسخه كما يفسخ الرجل الفرخة. وصار يقطع لحمه بأظافره ويأكل منه ولم يزل على هذه الحالة حتى أكل لحمه ونهش عظمه. ولم يبق منه شيئاً ورمى باقي العظام في جنب القصر"
الغول هنا يشوى الناس ويأكلهم ويرمى عظامهم ولا يوجد شىء فى حياتنا الواقعية ولا فيما سبق يسمى الغول فهو حيوان او شخص خرافى أريد من ذكره إدخال الخوف فى قلوب العامة
وفى حكاية سيف الملوك قال المؤلف " قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن ساعداً قال لما أوقدت النار في الحطب أنا ومن معي من المماليك وصارت الغيلان في وسطها، وقفنا من بعيد لننظر ما يكون منهم ثم قدمنا إليهم بعد أن خمدت النار فرأيناهم صاروا كوم رماد فحمدنا الله تعالى الذي خلصنا منهم وخرجنا من تلك الجزيرة وطلبنا ساحل البحر، ثم افترقنا عن بعضنا فأما أنا واثنان من المماليك فمشينا حتى وصلنا إلى غابة كثيرة الأشجار فاشتغلنا بالأكلّ"
هنا الغيلان تهلك بالنار
عاشر الضلالات :ضلالة الرأس المتكلم ففى حكاية الملك يونان قال المؤلف :
وقال له أيها الحكيم: وهل إذا قطعت رأسك تكلمت فقال نعم أيها الملك وهذا أمر عجيب،"
والغريب أن خرافة الرأس المتكلم موجودة فى مقدمة ابن خلدون حيث يغمس الانسان فى برميل أو اسطوانة بها تين يذيب جلده وأعضائه ولا يتبقى سوى العظام والرأس المتكلم ومن المعروف أن رأس المخلوق عندما يقطع يموت
ضلالة الخروج من الحائط ففى حكاية الملك يونان قال المؤلف :
"وإذا بالحائط قد انشقت، والصبية قد ظهرت وهي لابسة ملبسها وفي يدها القضيب فغرزته في الطاجن وقالت: يا سمك هل أنت على العهد القديم مقيم، فرفعت السمكات رؤوسها" وتكرر الكلام فى قوله :
"وإذا بالحائط قد انشق وخرج منه عبد أسود كأنه ثور من الثيران أو من قوم عاد وفي يده قرع من شجرة خضراء وقال بكلام فصيح مزعج: يا سمك يا سمك هل أنت على العهد القديم مقيم? فرفع السمك رأسه "
وفى حكاية معروف قال المؤلف :
"فبينما هو جالس يبكي وإذا بالحائط قد انشقت وخرج منها شخصٌ طويل القامة رؤيته تقشعر منها الأبدان"
وبالقطع لا يمكن خروج أحد من حائط سليما وإنما لابد أن تكون هناك آلة تهدم الحائط كى يدخل من الجزء المتهدم
جبل قاف ففى حكاية يونان قال المؤلف :
ولولا أني أخشى على خاطرك لكنت جعلت المدينة خراباً يصبح فيها البوم والغراب وأنقل حجارتها إلى جبل قاف."
أسطورة يقال إنها اسرائيلية تسربت حتى لتفاسير القرآن ويقال أنه جبل محيط بالأرض ولم ير أحدا هذا الجبل المزعوم فى أرضنا
ضلالة عفريت الخاتم ففى حكاية معروف الاسكافى قال المؤلف :
"قال: أنا خادم هذا الخاتم القائم بخدمة مالكه فمهما طلبه من الأغراض قضيته له ولا عذرٌ لي فيه يأمرني به فأني سلطانٌ على أعوانٍ من الجان وعدة عسكري اثنتان وسبعون قبيلةً كل قبيلةٍ عدتها اثنتان وسبعون ألفاً وكل واحدٍ من الألف يحكم ألف ماردٍ وكل ماردٍ يحكم على ألف عونٍ ولك عون يحكم على ألف شيطان وكل شيطان يحكم على ألف جني وكلهم من تحت طاعتي ولا يقدرون على مخالفتي وأنا مرصوداً لهذا الخاتم لا أقدر على مخالفة من ملكه وه أنت من ملكته وصرت أنا خادمك فأطلب ما شئت فأني سميعٌ لقولك مطيعٌ لأمرك وإذا احتجت إلي في أي وقتٍ في البر والبحر فادعك الخاتم تجدني عندك وإياك أن تدعكه ماريتن متواليتين فتحرقني بنار الأسماء وتعدمني وتندم علي بعد ذلك وقد عرفتك بحالي والسلام."
"قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن خادم هذا الخاتم لما أخبر معروفاً بأحواله قال معروف: ما اسمك? قال: اسمي أبو السعادات فقال له: يا أبا السعادات ما هذا المكان ومن أرصد في هذه العلبة? قال له: يا سيدي هذا المكان كنزٌ يقال له كنز شداد بن عاد الذي عمر أرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وأنا كنت خادمه في حياته وهذا خاتمه وقد وضعه في كنزه ولكنه نصيبك"
"فالتفت الوزير بالغضب وبصق في وجهه وقال له: يا قليل العقل كيف أعطيه لك وأبقى خدامك بعد أن صرت سيدك، ولكن أنا ما بقيت أبقيك، ثم دعك الخاتم فحضر الخادم فقال له: احمل هذا القليل الأدب وارمه في المكان الذي رميت فيه نسيبه النصاب"
بالقطع لا يمكن أن يكون لخاتم ما عفريت يجيب طلبات من يدعكه فهذا يخالف أمر الله الناس بالسعى لتحصيل الرزق والمعاش فى قوله تعالى بسورة الملك " هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ"
تحولات الجن من نوعهم لأنواع أخرى ففى حكاية معروف قال المؤلف :
"ثم أنه زعق زعقةً عظيمةً فحضر أولاده بين يديه وكانوا ثمانمائة فقال لهم: لينقلب بعضكم في صورة البغال وبعضكم في صورة المماليك الحسان الذين أقل من فيهم لا يوجد مثله عند ملك الملوك وبعضكم في صورة المكارية وبعضكم في صورة الخدامين ففعلوا كما أمرهم ثم صاح على الأعوان فحضروا بين يديه فأمرهم أن ينقلب بعضهم في صورة الخيل المسرجة بسروج الذهب المرصع بالجواهر."
وفى حكاية عبد الله فاضل قال المؤلف :
"فقالت أنا التي كنت حية بيضاء ولكن أنا بنت الملك الأحمر ملك الجان واسمي سعيدة وهذه الجالسة هي أمي واسمها مباركة زوجة الملك الأحمر والثعبان الذي كان يقاتلني ويريد هتك عرضي هو وزير الملك الأسود واسمه درفيل وهو قبيح الخلقة واتفق أنه لما رآني عشقني ثم أنه خطبني من أبي فأرسل إليه أبي يقول له وما مقدارك يا قطاعة الوزراء حتى تتزوج بنات الملوك فاغتاظ من ذلك وحلف يميناً أنه لا بد أن يفضح عرضي كيداً في أبي وصار يقفوا أثري، ويتبعني أينما رحت ومراده أن يفضح عرضي وقد وقع بينه وبين أبي حروبٌ عظيمةٌ ومشقاتٍ جسيمةٍ ولم يقدر عليه أبي لكونه جباراً مكاراً، ثم أن أبي كلما ضايقه وأراد أن يظفر به يهرب منه وقد عجز أبي وصرت أنا في كل يومٍ انقلب أشكالاً وألواناً وكلما انقلبت في صفةٍ ينقلب هو في صفةٍ ضدها وكلما هربت إلى أرض يشم رائحتي يلحقني في تلك الأرض حتى قاسيت منه مشقةً عظيمةً، ثم انقلبت في صفة حية وذهبت إلى ذلك الجبل فانقلب هو في صفة ثعبان وتبعني فيه فرقعت في يده وعالجني وعالجته حتى اتبعني وركب علي وصعدت أنا إلى أعلى الجبل، فبينما أنا سائرٌ إذا رأيت حيةً بيضاء تسعى هاربةً ووراءها ثعبانٌ أسود يسعى وراءها وهو مشوه الخلقة هائل المنظر، ثم أن الثعبان لحقها وضايقها ومسكها من رأسها ولف ذيله على ذيلها فصاحت فعرفت أنه مفترٍ عليها فأخذتني الشفقة عليها وتناولت حجراً من الصوان قدر خمسة أرطالٍ وضربت به الثعبان فجاء على رأسه فدقه، فلم أشعر إلا والحية انقلبت وصارت بنتاً شابةً ذات حسنٍ وجمالٍ وكمالٍ وقدٍ واعتدالٍ كأنها البدر المنير.
فأقبلت علي وقبلت يدي ثم قالت لي استرني الله يسترك ستراً من العار في الدنيا وسترٌ من النار في الآخرة يوم الموقف العظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ، ثم قالت: يا إنسي أنت سترت عرضي وصار لك الجميل ووجب الجزاء لك"
هنا البنت حية والحية بنت
بالقطع لم يعطى الله الجن القدرة على التحول من صورتهم لصور أخرى والفصيل الوحيد منهم الذى أعطاه القدرة على التحول هم الملائكة كجبريل الذى تمثل لمريم (ص) بشرا سويا وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "فتمثل لها بشرا سويا "
السفر عبر الزمن ففى حكاية معروف قال المؤلف :
"وقالوا: يا رجل أأنت مجنون حتى تقول هذا الكلام? كيف تزعم أنك فارقت مصر بالأمس في وقت العصر وأصبحت هنا والحال أن بين مدينتنا وبين مصر مسافة سنةٍ كاملةٍ فقال لهم: ما مجنونٌ إلا أنتم وأما أنا فأني صادقٌ في قولي وهذا عيش مصر لم يزل معي طرياً وأراهم العيش فصاروا يتفرجون عليه ويتعجبون منه لأنه لا يشبه عيش بلادهم، وكثرت الخلائق عليه وصاروا يقولون لبعضهم: هذا عيش مصر تفرجوا عليه وصارت له شهرةٌ في تلك المدينة"
وبالقطع لا يمكن السفر من بلد لبلد أخر فى زمن قصير جدا من قبل البشر وكان هذا فى أيام سليمان (ص) فقط حيث أعطاه ما يسمونه بساط الريح وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ " ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر"ومن هذا نقل عفريت الجن ومن لديه علم الكتاب نقل كرسى ملكة سبأ فى مدة قيام سليمان(ص) من كرسيه أو فى غمضة عين وفتحها
ض لالة عامر المكان ففى حكاية معروف قال المؤلف :
"فبينما هو جالس يبكي وإذا بالحائط قد انشقت وخرج منها شخصٌ طويل القامة رؤيته تقشعر منها الأبدان، وقال له: يا رجل ما لك أقلقتني في هذا الليل أنا ساكنٌ في هذا المكان منذ مائتي عامٍ فما رأيت أحداً دخل هذا المكان وعمل مثل ما عملت أنت أخبرني بمقصودك وأنا أقضي حاجتك فأن قلبي أخذته الشفقة عليك فقال له: من أنت وما تكون? فقال له: أنا عامر هذا المكان"
لا يوجد شىء اسمه عامر المكان وإنما خرافة قصد من خلفها استرزاق الدجالين والمشعوذين الذين يقولون أنهم يطردونهم من المكان وبالقطع الجن سمى جنيا لأنه مختفى لا يظهر لأحد ومن ثم فلا يوجد هذا العامر المزعوم لأن الله لو جعل عالم الجن والإنس متداخل لكانت حياة البشر جحيما لا يطاق
ضلالة الخضر ففى حكاية عبد الله فاضل قال المؤلف :
"فاتفق أنه كان يوماً من الأيام جالساً على كرسي مملكته وحوله أكابر دولته فلم يشعر إلا وقد دخل عليه شخص فأضاء الديوان من نور وجهه فنظر إليه أبي فرآه لابساً حلة خضراء وهو طويل القامة وأياديه نازلةٌ إلى تحت ركبتيه وعليه هيبةٌ ووقارٌ والنور يلوح من وجهه فقال لأبي يا باغي يا مفتري إلى متى وأنت مغرور بعبادة الأصنام وتترك عبادة الملك العلام، قل أشهد أن لا إله إلا الله أن محمداً عبده ورسوله وأسلم أنت وقوعك ودع عنك عبادة الأصنام فأنها لا تنفع ولا تشفع ولا يعبد بحق إلا الله رافع السموات بغير عماد وباسط الأرضين رحمة للعباد فقال من أنت أيها الرجل الجاحد لعبادة الأصنام حتى تتكلم بهذا الكلام? أما تخشى أن تغضب عليك الأصنام? فقال له أن الأصنام حجار لا يضرني غضبها ولا ينفعني رضاها فأحضر لي صنمك الذي أنت تعبده وأمر كل واحدٍ من قومك يحضر صنمه فإذا حضر جميع أصنامكم فادعوهم ليغضبوا علي وأنا أدعوا ربي أن يغضب عليكم وتنظرون غضب الخالق من غضب المخلوق فأن أصنامكم قد صنعتموها أنتم وتلبست بها الشياطين وهم الذين يكلمونكم من داخل بطون الأصنام فأصنامكم مصنوعةٌ وإلهي صانع ولا يعجزه شيءٌ فأن ظهر لكم الحق فأتبعوه وأن ظهر لكم الباطل فاتركوه فقالوا له ائتنا ببرهان ربك حتى نراه، فقال ائتوني ببراهين أربابكم فأمر الملك كل من كان يعبد ربا من الأصنام أن يأتي به فأحضر جميع العساكر أصنامهم في الديوان هذا ما كان من أمرهم
وقال إلهي وسيدي أنت ثقتي ورجائي فاستجب دعائي على هؤلاء القوم الفجار الذين يأكلون خيرك ويعبدون غيرك يا حق يا جبار يا خالق الليل والنهار أسألك أن تقلب هؤلاء القوم أحجاراً فأنك قادرٌ ولا يعجزك شيءٌ وأنت أعلى كل شيءٍ قديرٍ فمسخ الله أهل هذه المدينة أحجاراً وأما أنا فأني حين رأيت برهانه أسلمت وجهي لله فسلمت مما أصابهم ثم أن ذلك الشخص دنا مني وقال لي سبقت لك من الله السعادة ولله في ذلك إرادةٌ وصار يعلمني وأخذت عليه العهد والميثاق وكان عمري سبع سنين في ذلك الوقت وفي هذا الوقت صار عمري ثلاثين عاماً ثم أني قلت له يا سيدي جميع ما في هذه المدينة وجميع أهلها صاروا أحجاراً بدعوتك الصالحة وقد نجوت أنا حين أسلمت على يديك فأنت شيخي فأخبرني باسمك ومدني بمددك وتصرف لي في شيء أقتات منه فقال لي اسمي أبو العباس الخضر ثم غرس لي شجرةً من الرمان بيده فكبرت وأورقت وأزهرت وأثمرت مائة واحدة في الحال فقال كلي مما رزقك الله تعالى وأعبديه حق عبادته.
ثم علمني شروط الإسلام وشروط الصلاة وطريق العبادة وعلمني تلاوة القرآن وصار لي ثلاثة وعشرون عاماً وأنا أعبد الله في هذا المكان وفي كل يومٍ تطرح لي هذه الشجرة رمانةٌ فأكلها وأقتات بها من وقتٍ إلى وقتٍ والخضر عليه السلام يأتني كل جمعةٍ وهذا الذي عرفني باسمك وبشرني بأنك سوف تأتيني في هذا المكان وقد قال لي إذا أتاك فأكرميه وأطيعي أمره ولا تخالفيه وكوني له أهلاً ويكون لك بعلاً واذهبي معه حيث شاء فلما رأيتك عرفتك وهذا هو خبر هذه المدينة وأهلها والسلام ثم أنها أرتني شجرة الرمان
فقالت له: لما رأيت أخويك رمياك في البحر وتخاصما علي رميت نفسي في البحر فتناولني شيخي الخضر أبو العباس وأتى بي إلى هذه الزاوية وأعطاني الأذن بشفاء المرضى ونادى في المدينة: كل من كان له داءٌ فعليه بالشيخة راجحة
ثم أنها كبست الرجل المريض فشفي بقدرة الله تعالى وكان الخضر عليه الصلاة والسلام يحضر عندها في كل ليلةِ جمعةِ وكانت تلك الليلة التي اجتمع فيها ليلة الجمعة"
الخضر شخصية خرافية دخلت حتى فى الأحاديث المنسوبة للنبى (ص) ولا ذكر له فى القرآن وإنما هى حكايات تحكى فحتى حكاية موسى(ص) وخادمه فى سورة الكهف لم يسم الله الرجل الخضر وإنما سماه العبد الصالح (ص) وقد حكيت عنه خرافات كثيرة تبين طول عمره ومعجزاته وظهوره للمسلمين فى المعارك بعد موت النبى (ص) ومساعدته لهم وكلها امور لا وجود لها فلا وجود لتلك الشخصية
الشيخة الشافية ففى حكاية عبدالله فاضل قال المؤلف :
"فقال: هذا رأيته في الطريق على جانب البحر غريقاً فعالجته وعجزت ولم يشف، فقال له: أعرضه على الشيخة راجحة، فقال: ومن تكون الشيخة راجحة? فقال: عندنا بنتٌ بكرٌ شيخةٌ وهي عذراء جميلة اسمها الشيخة راجحة كل من به داءٌ يذهبون به إليها فيبيت عندها ليلةً واحدةً فيصبح معافى كأنه لم يكن فيه شيءٌ يضره"
نلاحظ هنا الجنون وهو شفاء المريض بمجرد المبيت ليلة عند الشيخة راجحة التى هى بكر عذراءجميلة وبالقطع الشفاء لا يكون إلا بعلاج من طبيب متخصص وليس بالمبيت عند امرأة
الانسى الذى يحرق كل الجان ففى حكاية عبدالله فاضل قال المؤلف
"فقالت هاته فناولتها المرسوم ففتحته وقرأته وقرأت مكتوباً بسم الله الرحمن الرحيم من ملك الأنس هارون الرشيد إلى بنت الملك الأحمر سعيدة أما بعد فأن هذا الرجل قد سامح أخويه وأسقط حقه عنهما وقد حكمت عليهما بالصلح وإذا وقع الصلح ارتفع العقاب فأن اعترضتمونا في أحكامنا اعترضناكم في أحكامكم وخرقنا قانونكم وأن امتثلتم أمرنا ونفذتم أحكامنا فأننا ننفذ أحكامكم وقد حكمت عليك بعدم التعرض لهما فأن كنت تؤمنين بالله ورسوله فعليك بطاعة ولي الأمر وأن عفوت عنهما فأنا أجازيك بما يقدرني عليه ربي وعلامة الطاعة ترفعي سحرك عن هذين الرجلين حتى يقبلاني علي خالصين وأن لم تخلصيهما فأنا أخلصهما قهراً عنك بعون الله تعالى.
فلما ذهبت صار قلب عبد الله فرحاً وقال أعز الله أمير المؤمنين ثم أن سعيدة دخلت على أبيها وأخبرته بالخبر وعرضت عليه مرسوم أمير المؤمنين فقبله ووضعه على رأسه ثم قرأه وفهم ما فيه وقال يا بنتي أن أمر ملك الأنس علينا ماضٍ وحكمه فينا نافذٌ ولا نقدر أن نخالفه فأمضي إلى الرجلين وخلصيهما في هذه الساعة وقولي لهما أنتما في شفاعة ملك الأنس فأنه أن غضب علينا أهلكنا عن آخرنا فلا تحملينا ما لا نطيق فقالت له يا أبت إذا غضب علينا ملك الأنس ماذا يصنع بنا فقال لها يا بنتي أنه يقدر علينا من وجوه الأول لله من البشر فهو مفضلٌ علينا والثاني أنه خليفة الله والثالث أنه مصرٌ على ركعتي الفجر فلو اجتمعت عليه طوائف الجن من السبع أرضين لا يقدرون أن يصنعوا به مكروهاً فأن غضب علينا يصلي ركعتي الفجر ويصيح علينا صيحةً واحدةً فنجتمع بين يديه طائعين ونصير كالغنم بين يدي الجزار أن شاء فأمرنا بالرحيل من أوطاننا إلى أرضٍ موحشةٍ لا نستطيع المكث فيها وأن شاء هلاكنا أمر بهلاك نفسنا فيهلك بعضنا بعضاً فنحن لا نقدر على مخالفة أمره فأن خالفنا أمره أحرقنا جميعاً وليس لنا مفرٌ من بين يديه وكذلك كل عبدٍ داوم على ركعتي الفجر فأن حكمه نافذٌ فينا فلا تتسببي في هلاكنا من أجل رجلين بل أمضي وخلصيهما قبل أن يحيق بنا غضب أمير المؤمنين فرجعت إلى عبد الله بن فاضل وأخبرته بما قال أبوها وقالت له قبل لنا أيادي أمير المؤمنين وأطلب لنا رضاه ثم أنها أخرجت الطاسة ووضعت فيها الماء وعزمت عليها وتكلمت بكلماتٍ لا تفهم ثم رشتهما بالماء وقالت أخرجا من الصورة الكلبية إلى الصورة البشرية فعادا بشرين كما كانا وأنفك عنهما السحر"
نلاحظ الجنون وهو تسلط هارون الرشيد الخليفة المزعوم فى الحكايات على الجن حيث يستطيع حرقهم جميعا وهو ما يخالف أن هذا شىء اختص به الله سليمان (ص) فقط وهو من طلب منه ذلك فى قوله تعالى بسورة ص " ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى إنك أنت الوهاب"
ضلالة نقش خاتم سليمان ففى حكاية عبد الله فاضل قال المؤلف :
"وقالت يا عبد الله لأي شيءٍ مما ضربتهما في هذه الليلة ولأي شيءٍ نزلت الأغلال من أعناقهما هل فعلت ذلك عناداً لي أو استخفافاً بأمري ولكن أنا الآن أضربك وأسحرك كلباً مثلهما فقال لها يا سيدتي أقسمت عليك بالنقش الذي على خاتم سليمان بن داود عليهما السلام أن تحملي علي حتى أخبرك بالسبب ومهما أردتيه بي فأفعليه فقالت له أخبرني"
نلاحظ هنا ان النقش الذى على خاتم سليمان (ص) له مفعول سحرى وبالطبع لا وجود لما يسمى بالخاتم السليمانى فهو خرافة الغرض من خلفها أن يبحث بعض البشر عن الخاتم ويتركوا عبادة الله
خطابات متبادلة بين الانس والجن ففى حكاية عبد الله فاضل قال المؤلف :
"فقال له يا سيدي وحياة رأسك أن تركتهما ليلةً واحدة من غير ضرب تأتيني سعيدة وتضربني وأنا ما لي جسدٌ يتحمل ضرباً فقال لا تخف فأنا أعطيك خط يدي فإذا أتتك فأعطها الورقة فإذا قرأتها عفت عنك كان الفضل لها وأن لم تطع أمري كان أمرك إلى الله ودعها تضربك علقةً وقدر أنك نسيتهما من الضرب وضربتك بهذا السبب وإذا حصل ذلك وخالفتني فأن كنت أنا أمير المؤمنين فأني أعمل خلاصي معها، ثم أن الخليفة كتب لها ورقة مقدار إصبعين وبعدما كتبها ختمها وقال يا عبد الله إذا أتتك سعيدة فقل لها أن الخليفة ملك الأنس أمرني بعدم ضربهما وكتب لي هذه الورقة وهو يقرئك السلام وأعطها المرسوم ولا تخش بأساً."
وبالقطع لا توجد خطابات متبادلة بين الإنس والجن ولا حتى حوار بينهم وبين رسول العصر فمحمد (ص) لم يتكلم معهم وإنما سمعوه وهو يبلغ رسالته القرآن وفى هذا قال تعالى بسورة الجن " الرحيم قد أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به"وقال بسورة الأحقاف ""وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم" ومن ثم فما أقدرهم الله عليه للنبى (ص) هو سماع الوحى ولم ياتقوا به وجها لوجه أو يظهروا له أو يتبادلوا معه الرسائل أو الوفود
العلم بالغيب فقد قال المؤلف فى حكاية عبد الله فاضل :
"ثم أنه قال يا أمير المؤمنين لما رأيت تلك البنت شغفت بها حباً وتقدمت إليها فرأيتها جالسةً على مرتبةٍ عاليةٍ وهي تتلو كتاب الله عز وجل حفظاً عن ظهر قلبٍ وصوتها كأنه صرير أبواب الجنان إذا فتحها رضوان والكلام خارجٌ من بين شفتيها يتناثر كالجواهر ووجهها ببديع المحاسن زاه وزاهر.
فلما سمعت نغماتها في تلاوة القرآن العظيم وقد قرأ قلبي من فاتك لحاظها سلام قولا من رب رحيم، تلجلجت في الكلام ولم أحسن السلام واندهش مني العقل والنظر.
ثم تجلدت على هول الغرام وقلت لها: السلام عليك أيتها السيدة المصونة والجوهرة المكنونة آدام الله قوائم سعدك ورفع دعائم مجدك، فقالت وعليك السلام والتحية والإكرام يا عبد الله يا ابن فاضل أهلاً وسهلاً ومرحباً بك يا حبيبي وقرة عيني. فقلت لها: يا سيدتي من أين علمت اسمي ومن تكوني أنت وما شأن أهل هذه المدينة حتى صاروا أحجار فمرادي أن تخبريني بحقيقة الأمر فأني تعجبت من هذه المدينة ومن أهلها ومن كونها لم يوجد فيها أحد إلا أنت فبالله عليك أن تخبريني بحقيقة ذلك على وجه الصدق"
هنا علمت المرأة الغيب ممثلا فى اسمه وكونه حبيبها وهو ما يخالف أن الغيب لله وحده كما قال تعالى بسورة هود " ولله غيب السموات والأرض"
الأربعين فقد قال المؤلف فى حكاية عبد الله فاضل :
"فلما مات أبونا غسلناه وعملنا له مشهداً عظيماً ودفناه وذهب لرحمة مولاه وعملنا له عتاقةً وختمات وتصدقنا عليه إلى تمام الأربعين يوماً"
والأربعين هو عادة من عادات الكفر فليس لها فى الإسلام أساس ويقول البعض أنها عادة من عادات المصريين القدماء فى مصر الحالية وليس مصر الحقيقية فالميت لا يفيده عتقات ولا ختمات قرآن ولا صدقات لأنه ليس للإنسان سوى عمله فقط وما بعد موته ليس من سعيه وهو عمله مصداق لقوله تعالى بسورة النجم "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "
ضلالة التعويذة ففى حكاية الشاب العمانى قال المؤلف :
"ومضيت به إلى سوق الجواهر وقعدت أبيع واشتري وكان من جملة هذه المعادن قرص تعويذ صنعه المعلمين وزنته نصف رطلٍ وكان أحمر شديد الحمرة وعليه أسطر مثل دبيب النمل من الجانبين ولم أعرف منفعته فبعت واشتريت مدة سنةٍ كاملةٍ ثم أخذت قرص التعويذ وقلت: هذا له عندي مدة لا أعرفه ولا أعرف منفعته فدفعته إلى الدلال فأخذه ودرا به ثم عاد وقال: ما دفع واحدٌ من التجار سوى عشرة دراهمٍ فقلت له: ما أبيعه بهذا القدر فرماه في وجهي وانصرف."
وفى موضع أخر قال المؤلف "فقال: اعلم أن ملك الهند له بنت لم ير أحسن منها وبها داء الصداع فأحضر الملك أرباب الأقلام وأهل العلوم والكهان فلم يرفعوا عنها ذلك فقلت له وكنت حاضراً بالمجلس: أيها الملك أنا أعرف رجلاً يسمى سعد الله البابلي ما على وجه الأرض أعرف منه بهذه الأمور فإن رأيت أن ترسلني إليه فأفعل فقال: اذهب إليه فقلت له: أحضر إلي قطعةً كبيرةً من العقيق ومعها ألف دينارٍ وهديةٍ فأخذت ذلك وتوجهت إلى بلاد بابلٍ فسألت عن الشيخ فدلوني عليه ودفعت له المائة ألف دينارٍ والهدية فأخذ ذلك مني ثم أخذ قطعة العقيق وأحضر حكاكاً فعملها هذا التعويذ ومكث الشيخ سبعة أشهرٍ يرصد النجم حتى اختار وقتاً لكتابته وكتب عليه هذه الطلاسم التي تنظرها ثم جئت به إلى الملك
قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب قال لأمير المؤمنين: إن الرجل قال لي: أخذت هذا التعويذ وجلت به إلى الملك فلما وضعه على ابنته برئت من ساعتها وكانت مربوطةً في أربع سلاسلٍ وكل ليلةٍ تبيت عندها جاريةٌ فتصبح مذبوحةً فمن حين وضع عليها هذا التعويذ برئت لوقتها ففرح الملك فرحاً شديداً وخلع علي وتصدق بمالٍ كثيرٍ ثم وضعه في عقدها فاتفق أنها نزلت يوماً في مركب هي وجواريها تتنزه في البحر فمدت جاريةٌ يدها إليها لتلاعبها فانقطع العقد وسقط في البحر فعاد من ذلك الوقت العارض لابنة الملك فحصل ما حصل للملك من الحزن فأعطاني مالاً كثيراً"
نجد هنا أن التعاويذ مفيدة للناس حيث تشفى من المرض مثلا وهو كلام مجانين فالمرضى دواءهم العلاج وليس مجرد شىء مكتوب فى معدن أو غيره والشفاء يطلب من الله وليس من أحجار أو أوراق كما قال إبراهيم (ص) "وإذا مرضت فهو يشفين "


السجود لملوك يدعون الاسلام فقد ورد فى حكاية ورد خان قول المؤلف:
"فقال له الملك: ما لي أراك لا تفرح فرحي ولا ترد لي جواباً يا ترى هل أنت كارهٌ لهذا الأمر يا شماس? فسجد عند ذلك الوزير شماس بين أيادي الملك وقال: أطال الله عمرك "
ولا يوجد ملك أى حاكم فى الإسلام يترك الناس يسجدون له و لا نجد فى الإسلام مسلمون يسجدون لأحد غير الله وكل هذا دعاية للجبابرة الكفار الذين يحكمون باسم الإسلام ولكنهم فعليا يحكمون بالكفر من الملوك والأمراء والسلاطين حتى تخضع لهم العامة والخاصة فلا تقوم لدولة الإسلام الحقيقى قائمة بسبب هذا الاستسلام المهين لأقاويل الكفر
تفسير الأحلام فقد ذكر المؤلف فى حكاية ورد خان التالى :
"فلما سمع الوزير شماس كلام الغلام قام من وقته وساعته وتوجه إلى الملك ودخل عليه فرآه قاعداً على فراشه فسجد بين يديه داعياً له بدوام العز والنعم وقال له: لا أحزنك الله أيها الملك ما الذي أقلقك في هذه الليلة وما سبب طلبك إياي بسرعةٍ? فأذن الملك بالجلوس فجلس وصار الملك يقص عليه ما رأى قائلاً: إني رأيت في ليلتي هذه مناماً هالني وهو كأني أصب ماء في أصل شجرة وحول تلك الشجرة أشجار كثيرة فبينما أنا في هذه الحالة وإذا بنارٍ خرجت من أصل تلك الشجرة وأحرقت جميع ما حولها الأشجار ففزعت من ذلك وأخذني الرعب فانتبهت عند ذلك وأرسلت دعوتك لكثرة معرفتك ولما أعلمه من اتساع علمك وغزارة فهمك
فأجابه الوزير شماس وقال له: أيها الملك إن الله تعالى خولك وأقر عينك وأمر هذه الرؤيا يؤول إلى كل خير وهو أن الله تعالى يرزقك ولداً ذكراً يكون وارثاً للملك عنك من بعد طول عمرك غير أنه يكون فيه شيء لا أحب تفسيره في هذا الوقت لأنه غير موافق لتفسيره ففرح الملك بذلك فرحاً عظيماً وزاد سروره وذهب عنه فزعه وطابت نفسه وقال: إن كان الملك كذلك من حسن تأويل المنام فكمل لي تأويله إذا جاء الوقت الموافق لكمال تأويله فالذي لا ينبغي تأويله الآن ينبغي أن تؤوله لي إذا آن أوانه لأجل أن يكمل فرحي لأني لا أبتغي بذلك غير رضا الله سبحانه وتعالى."
فهنا يوجد من الناس العاديين من يفسر الأحلام تفسيرا سليما وهى مقولة خاطئة فلا أحد يقدر على تفسير الأحلام من الناس تفسيرا صحيحا وإنما التفسير يأتى خبط عشواء فتفسير الأحلام الصحيح كان معجزة من معجزات الله ليوسف (ص) حيث قال تعالى بسورة يوسف " ويعلمك من تأويل الأحاديث "
تقبيل النعال ففى حكاية سيف الملوك ذكر المؤلف الآتى :
"فقالت بديعة الجمال يا ابن الملك إذا دخلت بستان ارم ترى خيمة كبيرة منصوبة وهي من أطلس أحمر وبطانتها من حرير أخضر فادخل الخيمة وقو قلبك فإنك ترى عجوزاً جالسة على تخت من الذهب الأحمر مرصع بالدر والجواهر فإذا دخلت فسلم عليها بأدب واحتشام وانظر إلى جهة التخت تجد تحته نعالاً منسوجة بقضبان الذهب مزركشة بالمعادن فخذ تلك النعل وقبلها وضعها على رأسك، ثم حطها تحت إبطك اليمين وقف قدام العجوز وأنت ساكت مطرق الرأس فإذا سألتك وقالت لك من أين جئت، وكيف وصلت إلى هنا ومن عرفك هذا المكان? ومن شأن أي شيء أخذت هذه النعال فاسكت أنت حتى تدخل جاريتي هذه"
وهو كلام مجانين فالنعال وهى الأحذيةمهما بلغت من الجمال والغلاء تلبس فى الأقدام ولا تقبل ولا توضع تحت الآباط إلا فى المساجد حتى توضع على الأرض
سليمان والنسوان ففى حكاية سيف الملوك قال المؤلف :
"أن السيد سليمان بن داود عليهما السلام أخذ بلقيس بالمحبة، فلما رأى غيرها أحسن منها أعرض عنها فقال لها سيف الملوك يا عيني ويا روحي ما خلق الله كل الانس سواء وأنا إن شاء الله أفي بالعهد وأموت تحت أقدامك وسوف تبصرين ما أفعل موافقاً لما أقول والله على ما أقول وكيل، فقالت له بديعة الجمال اقعد واطمئن واحلف لي على قدر دينك ونتعاهد على أننا لا نخون بعضنا ومن خان صاحبه ينتقم الله تعالى منه فلما سمع سيف الملوك منها ذلك الكلام قعد ووضع كل منهما يده في يد صاحبه وتحالفا أن كلاً منهما لا يختار على احبه أحد من الانس ولا من الجن ثم إنهما تعانقا ساعة زمانية وتباكيا من شدة فرحهما."
فهنا نجد اتهام لسليمان(ص) باتباع شهواته فى امر النسوان وأنه كان يكذب عليهن وهو ما اتبع فيه المؤلف العهد القديم فى سليمان حيث قال سفر الملوك الأول فى الاصحاح 11" 1 وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون: موآبيات وعمونيات وأدوميات وصيدونيات وحثيات
2 من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني إسرائيل: لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم، لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم. فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة
3 وكانت له سبع مئة من النساء السيدات، وثلاث مئة من السراري، فأمالت نساؤه قلبه
4 وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى، ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه
الخاتم المسحور ففى حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال ذكر المؤلف التالى :
"ووقفت دولة خاتون على جانب البحر ودخل سيف الملوك في الماء إلى وسطه وقال: بحق ما في هذا الخاتم من الأسماء والطلاسم وبحق سليمان عليه الصلاة والسلام أن تخرج روح فلان ابن الملك الأزرق الجني فعند ذلك هاج البحر وطلع التابوت فأخذه سيف الملوك وضربه على الحجر فكسره وكسر الصناديق والعلب وأخرج العصفور من الحق وتوجها إلى القصر وطلعا فوق التخت وإذا بغبرة هائلة وشيء عظيم طائر وهو يقول: ابقني يا ابن الملك ولا تقتلني واجعلني عتيقك وأنا أبلغك مقصودك."
مقولة الخاتم المسحور القادر على تلبية بعض الطلبات والأمور أسطورة الغرض منها صرف الناس للبحث عن تلك الخواتم المزعومة بدى من المشى فى مناكب الأرض للبحث عن الرزق ولا يوجد خاتم له قوى اعجازية لأن الله منع الآيات المعجزات منذ عهد محمد (ص) فقال ّ بسورة الإسراء " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون
مكان روح الجنى فقد ذكر المؤلف فى حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال:
"فقال سيف الملوك: أنا أختفي في موضع وإذا جاز علي أضربه بالسيف فأقتله، فقالت له: ما تقدر أن تقتله إلا إن قتلت روحه، فقال لها سيف الملوك وروحه في أي مكان? فقالت: أنا سألته عنها مرات عديدة فلم يقر لي بمكانها، فاتفق أني ألححت عليه يوماً من الأيام، فاغتاظ مني وقال لي: كم تسألينني عن روحي ما سبب سؤالك عن روحي? فقلت له: يا حاتم أنا ما بقي لي أحد غيرك إلا الله وأنا مادمت بالحياة لم أزل معانقة لروحك وإن كنت أنا ما أحفظ لروحك وأحطها في وسط عيني فكيف تكون حياتي بعدك، وإذا عرفت روحك حفظتها مثل عيني اليمين فعند ذلك قال لي: حين ولدت أخبر المنجمون أن هلاك روحي يكون على يد أحد من أولاد الملوك الإنسية فأخذت روحي ووضعتها في حوصلة عصفور وحبست العصفور في حق ووضعت الحق في علبة ووضعت العلبة داخل سبع علب في سبع صناديق ووضعت الصناديق في طابق من رخام في جانب هذا البحر المحيط لأن هذا الجانب بعيد عن بلاد الإنس وما يقدر أحد من الإنس أن يصل إليه وها أنا قلت لك ولا تقولي لأحد على هذا فإنه سر بيني وبينك."
هنا جنون وهو أن روح الجنى ليست فى جسده وهو كلام جنونى فنفس وهى روح المخلوق تكون فى جسده فى الدنيا تفارقه عند النوم ثم تعود إليه كما قال تعالى بسورة الزمر " "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون"
ضلالة رضاعة الجن والإنس فقد أورد المؤلف فى حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال الآتى :
"فقال لها سيف الملوك: يا دولة خاتون إنك إنسية وهي جنية فمن أين تكون هذه أختك? فقالت له: إنها أختي من الرضاع وسبب ذلك أن أمي نزلت تتفرج في البستان فجاءها الطلق، فولدتني في البستان وكانت أم بديعة الجمال في البستان هي وأعوانها، فجاءها الطلق فنزلت في طرف البستان وولدت بديعة الجمال،"
نلاحظ الجنون وهو رضاعة بنت الإنس من الجان ومن المعلوم أن الجن خفى والإنس ظاهر وهما عالمين منفصلين فكيف تتم الرضاعة ؟
الضلالة هدفها هو اشاعة الخرافات بين الناس حتى يظل الخوف مسيطر عليهم من ألاعيب الجن المزعومة والتى يقوم بها بعض من البشر الأخرين
ضلالة رضاعة الجن والإنس فقد أورد المؤلف فى حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال الآتى :
"فقال لها سيف الملوك: يا دولة خاتون إنك إنسية وهي جنية فمن أين تكون هذه أختك? فقالت له: إنها أختي من الرضاع وسبب ذلك أن أمي نزلت تتفرج في البستان فجاءها الطلق، فولدتني في البستان وكانت أم بديعة الجمال في البستان هي وأعوانها، فجاءها الطلق فنزلت في طرف البستان وولدت بديعة الجمال،"
نلاحظ الجنون وهو رضاعة بنت الإنس من الجان ومن المعلوم أن الجن خفى والإنس ظاهر وهما عالمين منفصلين فكيف تتم الرضاعة ؟
الضلالة هدفها هو اشاعة الخرافات بين الناس حتى يظل الخوف مسيطر عليهم من ألاعيب الجن المزعومة والتى يقوم بها بعض من البشر الأخرين
ضلالة خطف الجن للانس فقد ذكرت حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال ما يلى :
"فقالت البنت: أنا اسمي دولة خاتون بنت ملك الهند، وأبي ساكن في مدينة سرنديب ولي بستان مليح كبير في بلاد الهند وأقطارها أحسن منه، فيه حوض كبير، فدخلت في ذلك البستان يوماً من الأيام مع جواري وتعريت أنا وجواري ونزلنا في ذلك الحوض وصرنا نلعب وننشرح فلم اشعر إلا وشيء مثل السحاب نزل علي وخطفني من بين الجواري وطار بي بين الأرض والسماء وهو يقول: دولة خاتون لاتخافي وكوني مطمئنة القلب"
فى هذه الحكاية نلاحظ اختطاف الجن لإنسية وهو كلام لا صحة له فالجن خفى فى عالم الباطن أى الغيب ونحن فى عالم الظاهر ولا يوجد اتصال بين العالمين إلا من خلال الوحى الذى انقطع بموت محمد (ص) واكتمال الدين قبل موته ومن ثم لا يمكن أن يحدث تداخل بين العالمين لأنه سيتسبب فى فوضى عارمة حيث يكون الجن هم حكام البشر لقدرتهم المزعومة أو لكونها مختفين بينما البشر لا يقدرون على الاختفاء
قصر يافج بن نوح ففى حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال قال المؤلف :
"فلما قرب منه رآه قصراً عالي البنيان وكان الذي بناه يافج بن نوح عليه السلام وهو القصر الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز وبقوله وبئر معطلة وقصر مشيد. ثم إن سيف الملوك جلس على باب القصر"
فنوح (ص) لم يكن له أولاد ذكور سوى الولد الذى هلك فى الطوفان وهو لم يبن قصرا ولا شىء لكون أبيه وهو نوح (ص) من متوسطى الحال أو الفقراء كحال الرسل ونلاحظ أن المؤلف يدعى ذكر القصر فى القرآن ولا يوجد فى قصة نوح (ص) كلها فى المصحف ذكر لأى قصر
الطعام وانجاب الذكور فقد أورد المؤلف التالى فى حكاية سيف الملوك وبديعة الجمال:
"فقال له سليمان: قد قبلت منك الجميع ولكني وهبتها لك فاسترح أنت ومن معك في المكان الذي نزلتم فيه حتى يزول عنكم تعب السفر، وفي غد إن شاء الله تقضي حاجتك على أتم ما يكون بمشيئة الله تعالى رب السماء والأرض وخالق الخلق أجمعين، ثم إن الوزير فارساً ذهب إلى موضعه وتوجه إلى السيد سليمان ثاني يوم، فقال له نبي الله سليمان: إذا وصلت إلى الملك عاصم بن صفوان واجتمعت أنت وإياه فاطلعنا فوق الشجرة الفلانية واقعدا ساكتين فإذا كان بين الصلاتين وقد برد حر القائلة فانزلا إلى أسفل الشجرة وانظرا هناك تجدا ثعبانين يخرجان، رأس أحدهما كراس القرود ورأس الآخر كرأس العفريت فإذا رأيتماهما فارمياهما بالنشاب واقتلاهما، ثم ارميا من جهة رؤوسهما قدر شبر واحد من جهة أذيالهما كذلك فتبقى لحومهما، فاطبخاهما وأتقنا طبخهما وأطعماهما زوجتيكما وناما معهما تلك الليلة فإنهما يحملان بإذن الله تعالى بأولاد ذكور."
الخرافة هنا هو أن طعام معين يجعل الإنسان ينجب ذكورا وطعام أخر يجعله ينجب إناث وهو كلام لا أصل له فالذكورة والأنوثة فى الأولاد بيد الله وحده كما قال تعالى بسورة الشورى "لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما"
القضيب والطاقية ففى حكاية حسن الصائغ البصري نجد المؤلف يقول :
"فوجد ولدين صغيرين من أولاد السحرة والكهان وبين أيديهما قضيب من النحاس منقوش بالطلاسم وبجانب القضيب طاقية من الآدم بثلاثة تروك منقوش عليها بالبولاد أسماء وخواتم القضيب والطاقية مرميان على الأرض والولدان يختصمان ويتضاربان عليهما حتى سال الدم بينهما، وهذا يقول: ما يأخذ القضيب إلا أنا وآخر يقول: ما يأخذ القضيب إلا أنا فدخل حسن بينهما وخلصهما من بعضهما وقال لهما: ما سبب هذه المخاصمة? فقالا له: يا عم أحكم بيننا فإن الله تعالى ساقك إلينا بالحق فقال لهما: قصا علي حكايتكما وأنا أحكم بينكما، فقالا له: نحن الاثنان أخوان شقيقان وكان أبونا من السحرة الكبار وكان مقيماً في مغارة في هذا الجبل ثم مات وخلف لنا هذه الطاقية وهذا القضيب وأخي يقول: ما يأخذ القضيب إلا أنا وأنا أقول: ما يأخذه إلا أنا، فاحكم بيننا وخلصنا من بعضنا، فلما سمع حسن كلامهما قال لهما: ما الفرق بين القضيب والطاقية وما مقدارهما فإن القضيب بحسب الظاهر يساوي ستة جدد، والطاقية تساوي ثلاثة جدد فقالا له: أنت ما تعرف فضلهما فقال لهما: أي شيء فضلهما فقالا له في كل منهما سر عجيب، وهو أن القضيب يساوي خراج جزائر واق الواق بأقطارها والطاقية كذلك، فقال لهما حسن: يا ولدي بالله اكشفا لي عن سرهما فقالا له: يا عم أن سرهما عظيم إن أبانا عاش مائة وخمساً وثلاثين سنة يعالج تدبيرهما حتى أحكمهما غاية الأحكام وركب فيهما السر المكنون واستخدمهما الاستخدامات الغريبة ونقشهما على مثل الفلك الدائر وحل بهما جميع الطلاسم، وعندما فرغ من تدبيرهما أدركه الموت الذي لا بد لكل أحد منه، فأما الطاقية فإن سرها أن كل من وضعها على رأسه اختفى عن أعين الناس جميعاً فلا ينظره أحد ما دامت على رأسه، وأما القضيب فإن سره أن كل من ملكه يحكم على سبع طوائف من الجن والجميع يخدمون ذلك القضيب فكلهم تحت أمره وحكمه وكل من ملكه وصار في يده إذا ضرب به الأرض خضعت له ملوكها وتكون جميع الجن في خدمته."
وقال "وقالت له سبحان من يحيي العظام وهي رميم والله ما كنت أنت وزوجتك إلا من الهالكين والآن يا ولدي قد نجوت أنت وزوجتك وأولادك لأني أعرف القضيب وأعرف صاحبه فإنه كان شيخي الذي علمني السحر وكان ساحراً عظيماً مكث مائة وخمساً وثلاثين سنة حتى كان أتقن هذا القضيب وهذه الطاقية فلما انتهى من إتقانهما أدركه الموت الذي لا بد منه وسمعته يقول لولديه يا ولدي هذان ما هما من نصيبكما وإنما يأتي شخص غريب الديار يأخذهما منكما قهراً ولا تعرفان كيف يأخذهما: فقالا يا أبانا عرفنا كيف يصل إلى أخذهما فقال لا أعرف ذلك
فأخذ حسن القضيب بيده وضرب به الأرض وقوي جنانه وقال يا خدام هذه الأسماء احضروا إلي وأطلعوني على إخوانكم وإذا بالأرض قد انشقت وخرج منها عشر عفاريت كل عفريت منهم رجلاً في تخوم الأرض ورأسه في السحاب فقلبوا الأرض بين يدي حسن ثلاث مرات، وقالوا كلهم بلسان واحد لبيك يا سيدنا والحاكم علينا بأي شيء تأمرنا فنحن لأمرك سامعون ومطيعون أن شئت نيبس لك البحار وننقل لك الجبال من أماكنها
وكشف الطاقية فلما راوه عرفوه وصاحوا بقولهم يا أبانا فبكت أمهم حين سمعتهم يذكرون أباهم وقالت: لا حيلة في قدرة الله وقالت في نفسها يا للعجب ما سبب ذكرهم لأبيهم في هذا الوقت وندائهم له فلم يطق حسن الصبر حتى كشف الطاقية عن رأسه فنظرته زوجته، فلما عرفته زعقت زعقة أزعجت جميع من في القصر ثم قالت له: كيف وصلت إلى هنا? هل من السماء نزلت أو من الأرض طلعت ثم تغرغرت عيونها بالدموع فبكى حسن.
فلما حكى لها فرحت بذلك وقالت له: يا ولدي كما ملكت زوجتك وأولادك أسمع مني ما أقول لك عليه أنا ما بقي لي عند هذه الفاجرة إقامة بعدما تجاسرت علي ونقلتني وأنا راحلة من عندها إلى مغارة السحرة لأقيم عندهم وأعيش معهم إلى أن أموت وأنت يا ولدي البس الطاقية وخذ القضيب في يدك وأدخل على زوجتك وأولادك في المكان الذي هم فيه وأضرب الأرض بالقضيب وقل يا خدام هذه الأسماء تطلع إليك خدامه فإن طلع لك أحد من رؤوس القبائل فأمره بما تريد وتختار ثم أنه ودعها وخرج ولبس الطاقية وأخذ القضيب معه ودخل المكان الذي فيه زوجته فرآها في حالة العدم مصلوبة على السلم وشعرها مربوط فيه وهي باكية العين حزينة القلب في أسوأ حال لا تدري طريقة لخلاصها وأولادها تحت السلم يلعبون وهي تنظرهم وتبكي عليهم وعلى نفسها بسبب ما جرى لها مما أصابها، وهي تقاسي من العذاب والضرب المؤلم أشد النكال،"
نجد هنا طاقية الاخفاء التى تخفى المخلوق عن أنظار غيره والقضيب الذى يجلب من ينفذون أمور من يمسك القضيب وهو كلام كله يصرف الناس عن السعى فى مناكب الأرض بحثا عن الرزق ويجعلهم يبحثون عما لا وجود له فيضيعون ويضيعون من خلفهم
التسبيح هلاك فى السماء فقد ورد فى حكاية حسن الصائغ البصرى قول المؤلف :
"ثم قال الشيخ لحسن: يا ولدي قم اركب على كتف هذا العفريت دهنش الطيار، فإذا رفعك إلى السماء، وسمعت تسبيح الملائكة في الجو فلا تسبح فتهلك أنت وهو فقال حسن لا أتكلم أبداً ثم قال له الشيخ يا حسن إذا سار بك فإنه يضعك ثاني يوم في وقت السحر على أرض بيضاء نقية مثل الكافور، فإذا وضعك هناك فامشي عشرة أيام وحدك حتى تصل إلى باب المدينة، فإذا وصلت إليها فادخل واسأل على ملكها، فإذا اجتمعت به فسلم عليه وقبل يده وأعطه هذا الكتاب، ومهما أشار إليك فافهمه."
هنا أصبح تسبيح الله محرم لأنه سبب لهلاك المسبح مع أن الله ذكر أن من فى السموات والأرض يسبحونه فى قوله بسورة الحديد " سبح لله ما فى السموات والأرض" وبالقطع الغرض من هذا نشر الكفر بين الناس غذا طاروا فى الأجواء
جزر واق الواق ففى حكاية حسن الصائغ البصرى قال المؤلف :
"فقال له يا ولدي اترك عنك هذا العذاب الشديد فإنك لا تقدر أن تصل إلى جزائر واق الواق ولو معك الجن الطيارة والنجوم السيارة لأن بينك وبين الجزائر سبع أودية وسبع بحار وسبع جبال عظام وكيف أن تصل إلى هذا المكان ومن يصلك إليه بالله عليك أن ترجع من قريب ولا تتعب نفسك
فقال: اعلم يا ولدي أن جزائر واق الواق سبع جزائر فيها عسكر عظيم وذلك العسكر كله بنات أبكار وسكان الجزائر الجوانية شياطين ومردة وسحرة وأرهاط مختلفة وكل من دخل أرضهم لا يرجع وما حصل إليهم أحد قط ورجع، فبالله عليك أن ترجع إلى أهلك من قريب وأعلم أن البنت التي قصدتها بنت ملك هذه الجزائر كلها وكيف تقدر أن تصل إليها، فاسمع مني يا ولدي ولعل الله يعوضك خيراً منها.
واعلم يا ولدي أن هنا عسكراً من الديلم يريدون الدخول في جزائر واق الواق مهيئين بالسلاح والخيل والعدد وما قدروا على الدخول ولكن يا ولدي لأجل شيخ الشيوخ أبي الريش أبي بلقيس بن معن ما أقدر أن أردك إليه إلا مقضي الحاجة، وعن قريب تأتي إلينا مراكب من جزائر واق الواق وما بقي لها إلا القليل فإذا حضرت واحدة منها أنزلتك فيها وأوصي البحرية عليك ليحفظوك ويرسلوك إلى جزائر واق الواق
ولكن اعلم يا ولدي أن زوجتك في الجزيرة السابعة من جزائر واق الواق ومسافة ما بيننا وبينها سبعة أشهر ليلاً ونهاراً فإننا نسير من هنا حتى نصل إلى أرض يقال لها أرض الطيور ومن شدة صياح الطيور وخفقان أجنحتها لا يسمع بعضنا كلام بعض
وكانت تلك البنت ملكة الجزيرة التي هم نازلون فيها وكان اسمها نور الهدى وكان لهذه الملكة سبع أخوات بنات أبكار مقيمات عند أبيهن الملك الأكبر الذي هو حاكم على السبع جزائر وأقطار واق الواق
، وهذه أول جزيرة من جزائر واق الواق وأنا مسلم موحد بالله وسمعت بكم وعرفت قدومكم ولما أطلعت على حالكم اشتهيت أن أرحل من بلاد السحرة إلى أرض غيرها تكون خالية من السكان بعيدة عن الأنس والجان أعيش فيها منفردا وحدي وأعبد الله حتى يدركني أجلي فأردت أن أرافقكم وأكون دليلكم حتى تخرجوا من هذه الجزائر وأنا ما أظهر إلا بالليل فطيبوا قلوبكم من جهتي فإنني مسلم مثل ما أنتم مسلمون"
هذه الأقوال تبين لنا أن جزر واق الواق سبعة وأنها تبعد مسيرة سبعة شهور من السير وهو كلام خرافى فلا وجود لتلك الجزائر السبع والأرض كلها مسيرة شهرين بالوسائل التى خلقها الله من خيل وبغال وحمير أو المشى ومن ثم فهذا الكلام خرافة .
ضلالة أنواع أشكال الجن ففى حكاية حسن الصائغ البصرى ورد الآتى :
"قال حسن للجان: أريد منكم أن تطلعوني على أرهاطكم وجنودكم وأعوانهم فقالوا: يا سيدنا إذا أطلعناك على رهطنا نخاف عليك وعلى من معك لأنهم جنود كثيرة مختلفة الصور والخلق والألوان والوجوه والأبدان فمنا روسي بلا أبدان ومنا أبدان بلا روسي ومنا من هو على صفة السباع، ولكن أن شئت ذلك فلا بد لنا من أن نعرض عليك أولا من هو على صفة الوحوش ولكن يا سيدي ما تريد منا في هذا الوقت
ففرح حسن بكلامهم وبسرعة جوابهم وشجع قلبه وقوى جنانه وعزمه وقال لهم من أنتم وما أسمكم ولمن تنسبون من القبائل ومن أي طائفة أنتم ومن أي قبيلة ومن أي رهط فقبلوا الأرض ثانيا وقالوا بلسان واحد: نحن سبع ملوك كل ملك منا يحكم على سبع قبائل من الجن والشياطين والمردة والأرهاط والأعوان الطيارة والغواصة وسكان الجبل والبراري والقفار وعمار البحار"
بالقطع ما ذكر من أشكال الجن هنا مثل روسي بلا أبدان ومنا أبدان بلا روسي الغرض منه اشاعة الخوف فى نفوس البشر وهو كلام غرضه اخافة الناس من حكامهم الذين هم قادرين على استجلاب الجن المخيف هذا
أبوالريش الذى يخضع له الانس والجن ففى حكاية حسن الصائغ البصرى ذكر المؤلف ما يلى :
"فلما فرغ من شعره علم الشيخ أنه لا يرجع عما هو فيه ولو ذهبت روحه فناوله الكتاب ودعا له وأوصاه بالذي يفعله وقال له قد أكدت لك في الكتاب على أبي الريش ابن بلقيس بنت معين فهو شيخي ومعلمي وجميع الإنس والجن يخضعون له ويخافون منه ثم قال له توجه على بركة الله تعالى فتوجه وقد أرخى عنان الحصان فطار به أسرع من البرق ولم يزل حسن مسرعاً بالحصان مدة عشرة أيام حتى نظر أمامه شبحاً عظيماً أسود من الليل قد سد ما بين المشرق والمغرب فلما قرب حسن منه صهل الحصان تحته فاجتمعت خيول كثيرة مثل المطر لا يحصى لها عدد ولا يعرف لها مدد وصارت تتمسح في الحصان فخاف حسن وفزع."
اليقينى عند أى مسلم أن من يخضع له كل الخلق هو الله وحده وأما المخلوق الخرافى أبو الريش الذى لا وجود به فلا يخضع له شىء وهو ما يخالف قوله تعالى بسورة آل عمران " وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون"
احضار الجان بالبخور ففى حكاية حسن الصائغ البصرى نجد التالى
"وكان اسمه عبد القدوس وكان يحب البنت الكبيرة محبة كثيرة وكان في كل سنة يزورها مرة واحدة ويقضي حوائجها وكانت البنات قد حدثته بحديث حسن وما وقع له مع المجوس وكيف قدر على قتله ففرح عمهن بذلك ودفع للبنت الكبيرة صرة فيها بخور وقال لها يا بنت أخي إذا أهمك أمراً ونالك مكروه أو عرضت لك حاجة فألق هذا البخور في النار واذكريني فأنا أحضر لك بسرعة وأقضي حاجتك وكان هذا الكلام في أول يوم من السنة."
هنا البخور وسيلة من وسائل استدعاء الجن وهو أمر نجده عند معظم الدجالين والمشعوذين وبالقطع البخور لا يجلب أحد من الجن أو غيرهم وإنما الغرض منه هو اخفاء من يتكلم من البشر من خلال الدخان أو إسكار الجالسين من خلال بعض الاضافات للبخور حتى يتخيل لهم ما لا وجود له
ثوب الجنية الريش ففى حكاية حسن الصائغ البصرى قال المؤلف :
"وأما البنات اللاتي معها فهن أرباب دولتها وأعوانها وخواصها من ملكها وهذه الجلود الريش التي يطرن بها إنما هي صنعة سحرة الجان وإذا أردت أن تملك هذه الصبية وتتزوج بها فاقعد هنا وانتظرها لأنهن يحضرن على رأس كل شهر إلى هذا المكان فإذا رأيتهن قد حضرن فاختف وإياك أن تظهر فتروح أرواحنا جميعاً فاعرف الذي أقوله لك واحفظه في ذهنك واقعد في مكان يكون قريباً منهن بحيث إنك تراهن ولا يرونك فإذا قلعن ثيابهن فألق نظرك على الثوب الريش الذي هو للكبيرة التي في مرادك وخذه ولا تأخذ شيئاً غيره فإنه هو الذي يوصلها إلى بلادها فإنك إذا ملكته ملكتها وإياك أن تخدعك وتقول يا من سرق ثوبي رده علي وها أنا عندك وبين يديك وفي حوزتك فإنك إن أعطيتها إياه قتلتك" وقال :
"تكونين مع زوجتي وهذا ثوبها الريش مدفون في الأرض فاحرصي عليه لئلا تقع عليه فتأخذه وتطير هي وأولادها ويروحون وأبقى لا أقع لهم على خبر فأموت كمداً من أجلهم، واعلمي يا أمي أني أحذرك من أن تذكري لها"
لا يوجد ثوب ريش يتم الطيران به سواء كان سحرى أو غيره وهذه الحكاية مستوحاة إما من التراث الاغريقى أو من حكاية عباس بن فرناس
عقد زواج بولية أمر أنثى ففى حكاية حسن الصائغ البصرى قال المؤلف :
"ثم أن واحدة من البنات اتفقت هي وإياها وتوكلت في العقد وعقدت عقدها على حسن وصافحها ووضع يده في يدها وزوجنها له بإذنها وعملن في فرحها ما يصلح لبنات الملوك وأدخلنه عليها فقام حسن وفتح الباب وكشف الحجاب وفض ختمها وتزايدت محبته فيها وتعاظم وجده شغفاً بها وحيث حصل مطلوبه هنأ نفسه" وقال :
"وقال لها: يا سيدة الملاح وحياة الأرواح ونزهة الناظرين كوني مطمئنة القلب أنا ما أخذتك إلا لأجل أن أكون عبدك إلى يوم القيامة وأختي هذه جاريتك وأنا يا سيدتي ما قصدي إلا أن أتزوجك بسنة الله ورسوله وأسافر إلى بلادي وأكون أنا وأنت في مدينة بغداد وأشتري لك الجواري والعبيد ولي والدة من خيار النساء تكون في خدمتك وليس هناك بلاد أحسن من بلادنا وكل ما فيها أحسن مما في غيره من سائر البلاد وأهلها وناسها ناس طيبون بوجوه صباح."
من المعلوم أنه لا يجوز أن تكون ولية عقد الزواج امرأة غير المتزوجة فإما رجل وإما الزوجة نفسها كما قال تعالى بسورة البقرة " إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ"
ومن ثم فالحكاية تدعو لمخالفة حكم الله
طبل الجان وفى حكاية حسن الصائغ البصرى قال المؤلف :
"فلما سمع والدنا بذلك أرسلنا إلى هذا القصر وأرسل معنا العساكر والجنود وجمع لنا ما نحتاج إليه وكان إذا أراد الركوب يضرب الطبل فيحضر له جميع الجنود فيختار ما يركبه منهم وينصرف الباقون، فإذا أراد والدنا نحضر عنده أمر أتباعه من السحرة بإحضارنا فيأتوننا ويأخذوننا بين يديه حتى يأتنس بنا ونقضي أغراضنا منه، ثم يرجعوننا إلى مكاننا ونحن لنا خمس أخوات ذهبن يتصيدن في هذه الفلاة فإن فيها من الوحوش ما لا يعد ولا يحصى وكل اثنين منا عليهما نوبة في القعود لتسوية الطعام فجاءت النوبة علينا أنا وأختي هذه، فقعدن لنسوي لهن الطعام وكنا نسأل الله فقال السمع الطاعة ثم إن الأعجمي فتح جراباً وأخرج منه طاحوناً وأخرج منه أيضاً مقداراً من القمح وطحنه على ذلك الطاحون وعجن منه ثلاثة أقراص، وأوقد النار وخبز الأقراص ثم أخرج منه أيضاً الطبل النحاس والزخمة المنقوشة ودق الطبل فحضرت النجائب فاختار منها نجيباً وذبحه وسلخ جلده ثم التفت إلى حسن وقال له اسمع يا ولدي يا حسن ما أوصيك به قال له نعم قال ادخل في هذا وأخيط عليك وأطرحك على الأرض فتأتي طيور الرخ فتحملك وتطير بك إلى أعلى الجبل "
هنا الطبل يحضر كل الجنود ويحضر النجائب وهو كلام جنونى فلا يوجد شىء يستدعى الجنود والنجائب وغيرها فى الحال فلا يوجد مثل هذا الكلام
الاكسير وفى الخرافة قال المؤلف فى حكاية حسن الصائغ البصرى:
"لولا أنت أعز من ولدي ما أطلعتك على هذه الصنعة وما بقي شيء من الإكسير إلا في هذا القرطاس، ولكن تأمل حين أركب العقاقير وأضعها قدامك واعلم يا ولدي يا حسن أنك تضع على كل عشرة أرطال نحاساً نصف درهم من هذا الذي في الورقة فتصير العشرة أرطال ذهباً خالصاً إبريزاً ثم قال يا ولدي يا حسن إن في هذه الورقة ثلاثة أوراق بالوزن المصري وبعد أن يفرغ ما في هذه الورقة اعمل لك غيره فأخذ حسن الورقة فرأى شيئاً أصفر أنعم من الأول فقال يا سيدي ما اسم هذا وأين يوجد وفي أي شيء يعمل فضحك الأعجمي من طمع حسن وقال له عن أي شيء تسأل وأنت ساكت، وأخرج طاسة من البيت واخرج طاسة من البيت اقطعها وألقاها في البودقة ورمى عليها قليل من الذي في الورقة فصارت سبيكة من الذهب الخالص"
خرافة الاكسير الذى يحول النحاس ذهب خرافة منتشرة منذ القدم وهنا الحكاية تنشرها وتعممها وبسبب تصديقها هلك العديد من الناس وقد ثبت علميا استحالة تحويل النحاس أو غيره لذهب
الكحل الحامى من الموت فقد قال المؤلف فى حكاية بدر باسم :
"فقال الملك: نعم يا سيدي خفت عليه وما ظننت أنه يسلم منه قط، فقال له: يا ملك البر إنا كحلناه بكحل نعرفه وقرأنا عليه بالأسماء المكتوبة على خاتم سليمان بن داود عليه السلام فإن المولود إذا ولد عندنا صنعنا به ما ذكرت لك فلا تخف عليه من الغرق ولا الخنق ولا من سائر البحار إذا نزل فيها ومثل ما تمشون أنتم في البر نمشي نحن في البحر ثم أخرج من جيبه محفظة مكتوبة ومختومة ففض ختامها ونثرها فنزل منها جواهر منظومة من سائر أنواع اليواقيت والجواهر، وثلاثمائة قضيب من الزمرد، قصبة من الجواهر الكبار التي هي قدر بيض النعام نورها أضوأ من نور الشمس والقمر"
هنا كحل يحمى من الموت وهو ما يخالف قوله تعالى " كل نفس ذائقة الموت "
الرؤية على البعد ففى حكاية بدر باسم قال المؤلف :
"فتعجب الملك من كلامها ثم إن الجارية أخرجت من كتفها قطعتين من العود القماري، وأخذت منه جزءاً وأوقدت مجمرة النار وألقت ذلك الجزء فيها وصفرت صفرة عظيمة وجعلت تتكلم بكلام لا يفهمه أحد فطلع دخان عظيم والملك ينظر، ثم قالت للملك: يا مولاي قم واختف في مخدع حتى أريك أخي وأمي وأهلي من حيث لا يرونك فإني أريد أن أحضرهم وتنظر في هذا المكان في هذا الوقت فقام الملك من وقته وساعته ودخل مخدعاً وصار ينظر ما تفعل، فصارت تبخر وتعزم إلى أن أزبد البحر واضطرب وخرج منه شاب مليح الصورة بهي المنظر كأنه البدر في تمامه بجبين أزهر وخد أجمر وشعر كأنه الدر والجوهر، وهو أشبه بأخته"
حكاية الرؤية على البعد من غير وسيلة علمية مستحيلة فالبخور لا يمكن أن يرى الناس على البعد وهو يعيدنا لمهن الدجل والشعوذة المستخدم فيها البخور
الدعاية لشيوخ الدجل ففى حكاية أحمد الدنف وحسن شومان ذكر المؤلف :
"وقال لي لما أرجع من السفر أتزوج عليك، وأنا خائفة يا أمي أن يطلقني ويتزوج غيري فإن له بلاداً وزروعاً وجامكية واسعة، فإذ جاء أولاد من غيري يملكون المال والبلاد مني فقالت لها يا بنتي هل أنت عمياء عن شيخي أبي الحملات، فكل من كان مديوناً وزاره قضى الله دينه، وإن زارته عاقر فإنها تحبل فقالت يا أمي أنا من يوم دخلت ما خرجت لا معزية ولا مهنية، فقالت لها العجوز: يا بنتي أنا آخذك معي وأورك أبا الحملات وأرمي حملتك عليه وانذري له نذراً عسى أن يجيء زوجك من السفر ويجامعك فتحبلي منه ببنت أو ولد وكل شيء ولدتيه إن كان أنثى أو ذكر يبقى درويش الشيخ أبي الحملات فقامت الصبية ولبست مصاغها جميعه ولبست أفخر ما كان عندها من الثياب وقالت للجارية ألقي نظرك على البيت فقالت سمعاً وطاعة يا سيدتي.
فرأت الصبية هذه العجوز وهي لابسة من الثياب البيض ما يشبه قبة من نور متهيئة بهيئة الصوفية وهي تقول: أحضروا يا أولياء الله، فطلت النساء من النوافذ وقالت شيء لله من المدد هذه شيخة طالع من وجهها النور، فبكت خاتون زوجة الأمير حسن وقالت لجاريتها: انزلي قبلي يد الشيخ أبو علي البواب، وقولي له خليه يدخل الشيخة لنتبرك بها، فنزلت وقبلت يده وقالت: سيدتي تقول لك خل هذه الشيخة تدخل إلى سيدتي لنتبرك بها.
نلاحظ هنا أن المؤلف يدعو بذكر حكاية ابى الحملات والبواب والشيخة إلى تصديق قدرة الدجالين على تحبيل النسوة وهو أمر يسمونه الحمل عن طريق صوفة حيث يقوم الدجال بقذف منيه أو منى رجل قد انجب من أتباعه فى خرقة ويوصى المرأة بوضعها فى قبلها ومن ثم يحدث الحمل أحيانا ويكون من رجل غير الزوج
العلم بموعد الموت ففى حكاية جميل بن معمر قال المؤلف :
"ثم قال: يا ابن العم سألتك بالله وبحق القرابة والرحم التي بيني وبينك أن تحفظ وصيتي فستراني الساعة ميتاً بين يديك فإذا كان ذلك فغسلني وكفني أنا وهذا الفاضل من عظام ابنة عمي في هذا الثوب وادفنا جميعاً في قبر"
وبالقطع لا يعلم موعد الموت سوى الله وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان " إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ"
البغلة المسافرة سنة فى يوم ففى حكاية جودر قال المؤلف :
"قال يا جودر هل تعلم ما قطعنا من مصر إلى هنا، قال له والله لا أدري فقال له قطعنا مسيرة شهر كامل قال وكيف ذلك قال له يا جودر اعلم أن البغلة التي تحتنا ماردة من مردة الجن تسافر في اليوم مسافة سنة ولكن من شأن خاطرك مشت على مهلها ثم ركبا وسافرا إلى المغرب."
بالقطع هذا أمر لا أساس فلا توجد دابة تقطع مسافة سنة فى يوم فحتى بساط الريح السليمانى كان سرعته شهر غدوة وشهر روحة كما قال تعالى بسورة سبأ " ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر"
الخرج المرصود حيث قال المؤلف فى حكاية جودر :
"وما زال يخرج من الخرج حتى أخرج الأربعة والعشرين لوناً التي ذكرها بالتمام والكمال فبهت جودر فقال كل يا مسكين فقال: يا سيدي أنت جاعل في هذا الخرج مطبخاً وناساً تطبخ فضحك المغربي، وقال هذا مرصود له خادم لو نطلب في كل ساعة ألف لون يجيء بها الخادم ويحضرها في الوقت فقال نعم هذا الخرج."
الخرج المرصود الذى يخرج ألف لون كلام غير واقعى وهو كلام قصد من خلفه بحث الناس عن السحر وعملهم به رغم أن هذا النوع من السحر محال ككثير مما فى ألف ليلة وهو ما يخالف وجوب المشى فى مناكب الأرض بحثا عن الرزق
الكنز المرصود باسم واحد ففى حكاية جودر قال المؤلف :
"قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الكهين الأبطن لما أخبر الأولاد بذلك الخبر، قال لهم ثم إنه رجع مغلوباً ولم يقدر على فتح كنز الشمردل من أولاد الملك الأحمر، فلما عجز أبوكم عنهم جاءني وشكا إلي فضربت له تقويماً فرأيت هذا الكنز لا يفتح إلا على وجه غلام من أبناء مصر اسمه جودر بن عمر فإنه يكون سبباً في قبض أولاد الملك الأحمر وذلك الغلام يكون صياداً والاجتماع به يكون على بركة ولا ينفعك ذلك الرصد إلا إذا كان جودر يكتشف صاحب النصيب ويرميه في البركة، فيتحارب مع أولاد الملك الأحمر والذي يسلم تظهر يداه فيحتاج إلى جودر ليرمي عليه الشبكة ويخرجه من البركة فقال إخواتي نحن نروح ولو هلكنا وأنا قلت أروح أيضاً وأما أخونا الذي في هيئة يهودي فإنه قال أنا ليس لي غرض فاتفقنا"
بالقطع الكنوز ليست مرصودة باسم أحد معين وإنما من وجدها تفتح لها لو وجد الطريقة المناسبة
البركة المرصودة وفى حكاية جودر قال المؤلف :
فقال لنا يا أولادي اعلموا أن كنز الشمردل تحت حكم أولاد الملك الأحمر، وأبوكم أخبرني أنه كان عالج فتح ذلك الكنز فلم يقدر ولكن هربوا منه أولاد الملك الأحمر إلى بركة في أرض مصر تسمى بركة قارون وغاصوا في البركة، فلحقهم إلى مصر ولم يقدر عليهم بسبب انسيابهم في تلك البركة لأنها مرصودة."
بالقطع لا يوجد برك مرصودة وبركة قارون ليست بركة وإنما بحيرة مساحتها عدة أميال من المياه ومن ثم فالكلام عن الرصد السحرى هو كلام غير واقعى
مارد الخاتم ففى حكاية جودر بن عمر قال المؤلف :
"بينما حضر مجلسنا شيخ أبينا الذي كان رباه وعلمه السحر والكهانة وكان اسمه الكهين الأبطن فقال لنا هاتوا الكتاب فأعطيناه الكتاب فقال أنتم أولاد ولدي، ولا يمكن أن أظلم منكم أحداً، فليذهب من أراد أن يأخذ هذا الكتاب إلى معالجة فتح الشمردل ويأتيني بدائر الفلك والمكحلة والخاتم والسف، فإن الخاتم له مارد يخدمه اسمه الرعد يملك به الأرض بالطول والعرض يقدر على ذلك،"
فلا يوجد مارد لخاتم وإنما هو كلام قصد من خلال نشره بين العامة أن يضلوا عن العمل النافع لجلب الرزق بالبحث عن الأشياء السحرية التى تجلب الغنى والقوة وهى أشياء محالة لأن الغنى والفقر بيد الله "يرزق من يشاء ويقدر "
- سيف يهزم الجيوش ففى حكاية جودر قال المؤلف :
"وأما السيف فإنه لو جرد على جيش وهزه حامله لهزم الجيش وإن قال له وقت هزه اقتل هذا الجيش فإنه يخرج من ذلك السيف برق من نار فيقتل جميع الجيوش."
وهذا السيف الجنونى والتحدث عنه ضرب من الهبل فلو كان موجودا ما انهزم هؤلاء الذين ينتمون للإسلام بالاسم فوجود هذا السيف المحال هو مخالفة لفرض الله القتال أى الجهاد على المؤمنين فى قوله تعالى " فرض عليكم القتال
دائرة الفلك ورؤية كل ما فى البلاد من شرقها لغربها ففى حكاية جودر قال المؤلف :
"وأما دائر الفلك فإن الذي يملكها إن شاء أن ينظر جميع البلاد من المشرق إلى المغرب، فإنه ينظرها ويتفرج عليها وهو جالس فأي جهة أرادها يوجه الدائرة إليها وينظر في الدائرة، فإنه يرى تلك الجهة وأهلها كأن الجميع بين يديه، وإذا غضب على مدينة ووجه الدائرة إلى الشمس وأراد احتراق تلك المدينة فإنها تحترق"
فلو كانت تلك الدائرة لها وجود ما استطاع أحد تغيير الحكام الذين يملكونها لأنهم يرون كل ما يفعله الناس وما احتاج الحكام لشرطة ولا مخابرات ولا شىء فهم قادرون من خلال تلك الدائرة على معرفة اللصوص والقتلة والزناة ...ومن ثم معاقبتهم
المكحلة التى ترى الكنوز ففى حكاية جودر قال المؤلف :
"وأما المكحلة فإن كل من اكتحل منها يرى كنوز الأرض"
وهى شىء محال فالكنوز مخفاة أو اختفت ولا يمكن أن توجد إلا بالبحث عن طريق الحفر أو المصادفة وأما رؤية الكنوز عن طريق مكحلة فلو وجدت لملك من يملكها كنوز الدنيا وتحكم فى اقتصاد العالم وغير الحكام
الآلات المرقصة ففى حكاية في شأن الجن والشياطين المسجونين في القماقم قال المؤلف :
"وفي كل حجرة عشر جوار وكل جارية معها آلة من آلات الطرب إذا ضربت واحدة منهن ترقص من نغمتها ذلك القصر وحواليه نهر جار مزروع شاطئه بجميع الفواكه والمشمومات "
الجنون الذى تنشره الحكاية هنا أن آلة الموسيقى ترقص من نغمتها ذلك القصر وحواليه نهر جار مزروع شاطئه بجميع الفواكه والمشمومات وبالقطع هذا محال فالشىء الوحيد الذى يمكنه فعل هذا هو الزلزال
الدمرياط الوزير ففى حكاية في شأن الجن والشياطين المسجونين في القماقم قال المؤلف :
"وأما أنا فطرت من بين أيادي الدمرياط فتبعني مسيرة ثلاثة أشهر حتى لحقني ووقعت كما ترون."
"وأمر وزيره الدمرياط ملك الجن أن يجمع مردة الجن من كل مكان، فجمع له من الشياطين ستمائة ألف وأمر آصف بن برخيا أن يجمع عساكره من الإنس فكانت عدتهم ألف أو يزيدون وأعدوا العدة والسلاح، وركب هو وجنوده من الجن والإنس على البساط والطير فوق رأسه طائرة والوحوش من تحت البساط سائرة حتى نزل بساحتك وأحاط بجزيرتك وقد ملأ الأرض بالجنود.
قال الأمير موسى يا شيخ عبد الصمد اسأله ما سبب سجنه في هذا العمود فسأله عن ذلك فقال له العفريت إن حديثي عجيب وذلك أنه كان لبعض أولاد إبليس صنم من العقيق الأحمر وكنت موكلاً به وكان يعبده ملك من ملوك البحر جليل القدر عظيم الخطر يقود من عساكر الجان ألف ألف يضربون بين يديه بالسيوف ويجيبون دعوته في الشدائد وكان الجان الذي يطعيونه تحت أمري وطاعتي يتبعون قولي إذا أمرتهم وكانوا كلهم عصاة عن سليمان بن داود عليهما السلام"
بالقطع لا يوجد وزير اسمه الدمرياط يجمع لسليمان (ص) الجنود فالله هو من جمع الجنود من الجن والإنس والطير ولا يوجد وحوش كما تقول ألف ليلة وإنما حكايات مفتراة على سليمان(ص) الغرض منها تخويف الناس مما ليس له وجود فى عالم الظاهر
المخلوقات المخلطة ففى حكاية في شأن الجن والشياطين المسجونين في القماقم قال المؤلف :
"فبينما هم سائرون يوماً من الأيام وإذا هم بعمود من الحجر الأسود وفيه شخص غائص في الأرض إلى إبطيه وله جنان عظيمان وأربع أيادي يدان منها كأيدي الآدميين ويدان كأيدي السباع فيهما مخالب وله شعر في رأسه كأنه أذناب الخيل وله عينان كأنهما مرآتان وله عين ثالثة في جبهته كعين فهد يلوح منها شرار النار وهو أسود طويل وينادي سبحان رب حكم النبلاء العظيم والعذاب الأليم إلى يوم القيامة"
بالقطع فصل الله بين الأنواع فلا يوجد أنواع مخلطة تجمع بين أربعة أو ثلاثة أو اثنين من الأنواع أجنحة وأيدى بشرية وّأيدى سباع وشعر كالخيل وذلك حتى لا يكون التوازن والاستقرار الأرضى متحول لفوضى
أقوام لم تبلغهم رسالة محمد(ص) ففى حكاية شأن الجن قال المؤلف :
"فلما أشرق النهار خرج إليهم من مغارات تلك الأرض أقوام سود الألوان عراة الأجساد كأنهم وحوش، لا يفقهون خطاباً لهم ملك من جنسهم وليس منهم أحد يعرف العربية غير ملكهم فلما رأوا المركب ومن فيها خرج إليهم في جماعة من أصحابه فسلم عليهم ورحب بهم وسألهم عن دينهم، فأخبروه بحالهم فقال لهم لا بأس عليكم، وحين سألهم عن دينهم كان كل منهم على دين من الأديان، سألهم عن دين الإسلام وعن بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
فقال أهل المركب نحن لا نعرف ما تقول ولا نعرف شيئاً من هذا الدين فقال لهم الملك إنه لم يصل إلينا أحد من بني آدم قبلكم ثم إنه ضيفهم بلحم الطيور "
بالقطع كل من فى الأرض وصلت لهم رسالة محمد(ص)عبر الوسائل المختلفة الدعاة والكتب والتجار وحتى عن طريق الحرب ولا يمكن أن يخفى أمر الدين فى عهد النبى(ص) الخاتم على أحد من البشر فى أى مكان من العالم
اختطاف الجن للإنس كما فى حكاية الحمال مع البنات حيث قال المؤلف :
"فصعب عليها حالي وبكت وقالت أنا الأخرى أعلمك بقصتي فاعلم أني بنت ملك أقصى الهند صاحب جزيرة الآبنوس وكان قد زوجني بابن عمي فاختطفني ليلة زفافي عفريت اسمه جرجريس بن رجوس بن إبليس فطار بي إلى هذا المكان ونقل فيه كل ما أحتاج إليه من الحلى والحلل والقماش والمتاع والطعام والشراب"
وقد سبق أن بينا استحالة اختلاط العالمين الإنس والجن لكون ذلك يخل بالتوازن فى الأرض وأيضا لأن هؤلاء فى عالم الباطن الخفى لذا سموا جنا لكونهم مستترين ونحن فى عالم الظاهر ومن ثم لا يمكن أن يكون هناك اتصال بين العالمين إلا فى حالة واحدة وهى إبلاغ وحى الله حيث يسمع الجن الوحى من نبى العصر ويبلغوه لقومهم ثم ينقطع بعد هذا سماعهم
التدخل فى شئون البشر بإيقاف الزواج والتزويج كما فى حكاية الوزير نور الدين مع شمس الدين أخيه حيق قال المؤلف :
"فتدحرجت رأسه عن القبر ونام على ظهره وصار يلمع وجهه في القمر وكانت المقابر عامرة بالجن المؤمنين، فخرجت جنية فنظرت وجه حسن وهو نائم فلما رأته تعجبت من حسنه وجماله وقالت سبحان الله ما هذا الشاب إلا كأنه من الحور
قالت بلغني أيها الملك السعيد أن الجني لما حكي للجنية حكاية بنت وزير مصر وأن الملك قد أقسم أن يزوجها رغم أنف أبيها، بأقل منه وكان عند الملك سائس أحدب بحدبة من قدام وحدبة من وراء فأمر السلطان بإحضاره وكتب كتابه على بنت الوزير بالنهار وأمر أن يدخل عليها في هذه الليلة، ويعمل له زفافا وقد تركه وهو بين مماليك السلطان، وهم حوله في أيديهم الشموع موقدة يضحكون ويسخرون منه على باب الحمام، وأما بنت الوزير فإنها جالسة تبكي بين المنقشات والمواشط وهي أشبه الناس بهذا الشاب
، فقال بسم الله ثم قام وخرج من الباب فلقيه العفريت. فقال له قف يا بدر الدين فإذا خرج الأحدب إلى بيت للراحة، فادخل أنت واجلس في المخدع فإذا أقبلت العروسة فقل لها أنا زوجك والملك ما عمل تلك الحيلة إلا لأنه يخاف عليك من العين، وهذا الذي رأيته سائس من سياسنا، ثم أقبل عليها واكشف وجهها ولا تخشى بأسا من أحد، فبينما بدر الدين يتحدث مع العفريت وإذا بالسائس دخل بيت الراحة وقعد على الكرسي فطلع لله العفريت من الحوض الذي فيه الماء في صورة فأر، وقال زيق فقال الأحدب ما جاء بك هنا فكبر الفأر، وصار كالقط ثم كبر حتى صار كلبا وقال عوه عوه. فلما نظر السائس ذلك فزع وقا لإخسأ يا مشؤوم فكبر الكلب، وانتفخ حتى صار جحشا ونهق هاق هاق فانزعج السائس وقال إلحقوني يا أهل البيت، وإذا بالجحش قد كبر وصار قدر الجاموسة وسد عليه المكان وتكلم بكلام إبن آدم وقال: ويلك يا أحدب يا أنتن السياس فلحق السائس البطن وقعد على الملاقي بأثوابه واشتبكت أسنانه ببعضها فقال له العفريت: هل ضاقت عليك الأرض فلا تتزوج إلا بمعشوقتي فسكت السائس، فقال له: رد الجواب وإلا اسكنتك التراب فقال له: والله مالي ذنب إلا إنهم غصبوني وما عرفت أن لها عشاقا
فإنه قال للعفريتة قومي وادخلي تحت الشاب ودعينا نوديه مكانه لئلا يدركنا الصبح فإن الوقت قريب فعند ذلك تقدمت العفريتة ودخلت تحت ذيله وهو نائم وأخذته وطارت به وهو على حاله بالقميص وهو بلا لباس وما زالت العفريتة طائرة به والعفريت يحاذيها فأذن الله الملائكة أن ترمي العفريت بشهاب من نار فأحترق وسلمت العفريتة فانزلت بدر الدين في موضع ما أحرق الشهاب العفريت ولم تتجاوزه به خوفا عليه وكان بالأمر المقدر ذلك الموضع في دمشق الشام فوضعته العفريتة على باب من أبوابها وطارت. فلما طلع النهار وفتحت أبواب المدينة خرج الناس فنظروا شابا مليحا بالقميص والطاقية بلا عمامة ولا لباس وهو مما قاسى من السهر"
بالقطع لا يمكن أن يتدخل الجن فى حياة الناس فحتى كبير الجن الشياطين الشيطان اعترف بأنه كل سلطانه على البشر هو الدعوة أى الكلام الذى يزين الذنوب وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم " وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى "
الاصطرلاب والأحداث والفلك ففى حكاية مزين بغداد قال المؤلف:
فقال: أبشر يا سيدي فقد جاءتك العافية أتريد تقصير شعرك أو إخراج دم فإنه ورد عن ابن عباس أنه قال: من قصر شعره يوم الجمعة صرف الله عنه سبعين داء وروي أيضاً أنه قال: من أحتجم يوم الجمعة، فإنه يأمن ذهاب البصر وكثرة المرض.
فقلت له: دع عنك هذا الهذيان وقم في هذه الساعة احلق لي رأسي، فإني رجل ضعيف فقام ومد يده وأخرج منديلاً وفتحه، وإذا فيه اصطرلاب وهو سبع صفائح فأخذه ومضى إلى وسط الدار ورفع رأسه إلى شعاع الشمس ونظر ملياً وقال لي: اعلم أنه مضى من يومنا هذا وهو يوم الجمعة، وهو عاشر صفر سنة ثلاث وسبعمائة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وطالعه بمقتضى ما أوجبه علم الحساب المريخ سبع درج وستة دقائق واتفق أنه يدل على أن حلق الشعر جيد جداً، ودل عندي على أنك تريد الإقبال على شخص وهو مسعود لكن بعده كلام يقع وشيء لا أذكره لك فقلت له وقد أضجرتني وأزهقت روحي وفولت علي، وأنا ما طلبتك إلا لتحلق رأسي ولا تطل علي الكلام
قراءة الختمات على قبر الميت ففى حكاية غانم بن أيوب قال المؤلف:
"فتوضأ ثم مشى مع التجار إلى أن وصلوا المصلى وصلوا على الميت ثم مشى التجار جميعهم قدام الجنازة إلى المقبرة فتبعهم غانم إلى أن وصلوا بالجنازة خارج المدينة ومشوا بين المقابر حتى وصلوا إلى المدفن فوجدوا أهل الميت نصبوا على القبر خيمة وأحضر الشموع والقناديل، ثم دفنوا الميت وجلس القراء يقرؤون على ذلك القبر فجلس التجار ومعهم غانم بن أيوب وهو غالب عليه الحياء فقال في نفسه: أنا لم أقدر أن أفارقهم حتى أنصرف معهم ثم إنهم جلسوا يسمعون القرآن إلى وقت العشاء فقدموا لهم العشاء والحلوى، فأكلوا حتى اكتفوا وغسلوا أيديهم ثم جلسوا مكانهم فاشتغل خاطر غانم ببضاعته،..
ثم إن الخليفة أمر في الحال بإحضار الفقهاء والمقرئين، وقرؤوا الختمات على قبرها وجلس بجانب القبر يبكي إلى أن غشي عليه ولم يزل قاعداً على قبرها شهراً كاملاً" وفى حكاية العاشق والمعشوق قال المؤلف :
" فما صدقت أنها رأتني فبادرت إلي وتعلقت برقبتي وسألتني عن بنت عمي فقلت لها: إنها ماتت وعملنا لها الذكر والختمات "وفى حكاية الملك عمر النعمان " قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الملك قال للوزير دندان: إني أريد أن أترك هذا الحزن وأعمل لأخي ختمات وأموراً من الخيرات، فقال الوزير نعم ما أردت ثم أمر بنصب الخيام على قبر أخيه، فنصبوها وجمعوا من العسكر من يقرأ القرآن فصار بعضهم يذكر الله إلى الصباح"
يروج هنا المؤلف للختمات على القبور عند الدفن وبعده وهو كلام يخالف أن المطلوب هو القيام عند القبر والصلاة على الميت وليس القراءة وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة " ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره " كما أن تلك الختمات لا تفيد الميت لكونها ليست من سعى الميت وهو الذى يفيده إن كان صالحا كما فى قوله تعالى بسورة النجم " وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "
التزويج بلا رؤية ففى حكاية العاشق والمعشوق قال المؤلف :
"ثم إنه أحضر القضاة والشهود شهدوا أن الملك سليمان شاه وكل وزيره في الزواج وتولى الملك زهر شاه عقد ابنته بابتهاج، ثم إن القضاة أحكموا عقد النكاح ودعوا لهما بالفوز والنجاح، فعند ذلك قام الوزير وأحضر ما جاء به من الهدايا ونفائس التحف والعطايا وقدم الجميع للملك زهر شاه، ثم إن الملك أخذ في تجهيز ابنته وإكرام الوزير وعم بولائمه العظيم والحقير واستمر في إقامة الفرح مدة شهرين ولم يترك فيه شيئاً مما يسر القلب والعين، ولما تم ما تحتاج إليه العروس أمر بإخراج الخيام فضربت بظاهر المدينة وعبوا القماش في الصناديق وهيأوا الجواري الروميات والوصائف التركيات."
بالقطع لا يجوز أن تزوج فتاة من رجل وهم لم يروا بعضهم البعض ولا جلسوا مع بعضهم البعض لأن ذلك يخالف أحد شروط الزواج وهو المعرفة حيث لا يجوز أن جهل الزوجان بعضهما لامكانية التغرير بأحدهم بتزويجه بأخر أو بأخرى نتيجو عدم معرفة الشكل
اباحة زواج الأطفال ففى حكاية العاشق والمعشوق ورد على لسان المؤلف التالى :
"فلما بلغ مبلغ الرجال وبلغت هي مبلغ النساء لم يحجبوها عني ولم يحجبوني عنها، ثم تحدث والدي مع أمي وقال لها: في هذه السنة نكتب كتاب عزيز على عزيزة واتفق مع أمي على هذا الأمر ثم شرع أبي في تجهيز مؤن الولائم هذا كله وأنا وبنت عمي ننام مع بعضنا في فراش واحد ولم ندر كيف الحال وكانت هي أشعر مني، وأعرف وأدرى، فلما جهز أبي أدوات الفرح ولم يبق غير كتب الكتاب، والدخول على بنت عمي أراد أبي أن يكتب الكتاب بعد صلاة الجمعة، ثم توجه إلى أصحابه من التجار وغيرهم وأعلمهم بذلك ومضت أمي عزمت صواحباتها من النساء ودعت أقاربها"
الصدقات والأموات ففى حكاية العاشق والمعشوق ذكر المؤلف التالى
"فوجدت الصبية جالسة على مقالي النار من كثرة الانتظار فما صدقت أنها رأتني فبادرت إلي وتعلقت برقبتي وسألتني عن بنت عمي فقلت لها: إنها ماتت وعملنا لها الذكر والختمات ومضى لها أربع ليالي وهذه الخامسة
فلما أصبح الصباح قامت وأخذت كيساً فيه دنانير وقالت لي: قم وأرني قبرها حتى أزوره وأكتب عليه أبياتاً وأعمل عليه قبة وأترحم عليها وأصرف هذه الدنانير صدقة على روحها فقلت لها سمعاً وطاعة، ثم مشيت قدامها ومشت خلفي وصارت تتصدق وهي ماشية في الطريق وكلما تصدقت صدقة تقول: هذه الصدقة على روح عزيزة التي كتمت سرها حتى شربت كأس مناياها ولم تبح بسر هواها. ولم تزل تتصدق من الكيس وتقول: على روح عزيزة حتى وصلنا القبر ونفذ ما في الكيس، فلما عاينت القبر رمت روحها عليه وبكت بكاء شديداً، ثم إنها أخرجت بكاراً من الفولاذ ومطرقة لطيفة وخطب بالبيكار على الحجر الذي على رأس القبر خطاً لطيفاً "
الصدقات على الأموات هى ترويج لبضاعة فاسدة فالميت لايفيده سوى عمله الصالح وأما عمل غيره حتى ولو وهبه له فإنه لا يفيد لقوله تعالى بسورة السجدة " من شكر فإنما يشكر لنفسه " وهو سعيه وحده كما قال تعالى بسورة النجم "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "
كرامات الأولياء ومعجزاتهم المزعومة ففى حكاية الملك عمر النعمان قال المؤلف :
"فقال بهرام: سبحان الذي طوى لك الأرض البعيدة وأنت ماشي على قدميك متكئاً على جريدة لكنك من الأولياء الطيارة المهمين وحي الإشارة ثم ركب على ظهر جواده وهو مدهوش وحيران بما سمعه من ذات الإفك والبهتان،
وها أنا أخبركم بسبب أسري: اعلموا أنني كنت في القدس مع بعض الأبدال وأرباب الأحوال وكنت لا أتكبر عليهم لأن الله سبحانه وتعالى أنعم علي بالتواضع والزهد فاتفق أنني توجهت إلى البحر ليلة ومشيت على الماء فداخلني العجب من حيث لا أدري وقلت في نفسي: من مثلي يمشي على الماء فقسا قلبي من ذلك الوقت وابتلاني الله تعالى بحب السفر فسافرت إلى بلاد الروم وجلت في أقطارها سنة كاملة حتى لم أترك موضعاً إلا عبدت الله فيه، فلما وصلت إلى هذا المكان صعدت إلى هذا الجبل وفيه دير راهب
وقالت: أيها الملك اعلم أني أخبرت رجال الغيب بما بيني وبينك من المحبة وأعلمتهم بأني تركت الجواري عندك، ففرحوا حيث كانت الجواري عند ملك مثلك لأنهم إذا رأوهن يبالغون في الدعاء المستجاب فأريد أن أذهب بهن إلى رجال الغيب لتحصيل نفحاتهم لهن وربما أنهن لا يرجعن إليك إلا ومعهن كنز من كنوز الأرض حتى أنك بعد تمام صومك تشتغل بكسوتهن وتستعين بالمال الذي يأتيك به على أغراضك فلما سمع والدك كلامها شكرها على ذلك وقال لها: لولا أني أخشى مخالفتي لك ما رضيت بالكنز ولا بغيره ولكن متى تخرجن بهن? فقالت له: في الليلة السابعة والعشرين فأرجع بهن إليك في رأس الشهر وتكون أنت قد أوفيت الصوم وحصل استبراؤهن وصرن لك وتحت أمرك"
الكرامات وهى المعجزات أى الآيات كالطيران والمشى على الماء والدعاء المستجاب منعها الله من عهد محمد (ص) فقال بسورة الإسراء " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
رقية الأطفال باسم محمد(ص) وعلى ففى حكاية علاء الدين ابو الشامات قال المؤلف :
، ثم إنه طلب السلطانية فأكل بقيتها وواقع زوجته فعلقت منه تلك الليلة ففات عليها الشهر الأول والثاني والثالث ولم ينزل عليها الدم فعلمت أنها ثم وفت حملها ولحقها الطلق وقامت الأفراح فقاست الداية المشقة في الخلاص ورقته باسم محمد وعلي وكبرت وأذنت في أذنه ولفته وأعطته لأمه فأعطته ثديها وأرضعته فشرب وشبع ونام، وأقامت الداية عنده ثلاثة أيام حتى عملوا الحلاوة ليفرقوها في اليوم السابع ثم رشوا ملحه ودخل التاجر وهنأ زوجته بالسلامة وقال لها: أين وديعة الله? فقدمت له مولوداً بديع الجمال صنع المدبر الموجود وهو ابن سبعة أيام ولكن الذي ينظره يقول عليه أنه ابن عام، فنظر التاجر في وجهه فرآه بدراً مشرقاً وله شامات على الخدين، فقال لها: ما سميته? فقالت له: لو كان بنتاً كنت سميتها وهذا ولد فلا يسميه إلا أنت، وكان أهل ذلك الزمن يسمون أولادهم بالفال"
فالرقية باسم محمد(ص) وعلى لا تفيد مولودا ولا غيره لكون محمد(ص) وعلى من الأموات وهم لا يفيدون أحد لأنهما لا يقدران على أى شىء
الطهور وهو الختان ففى حكاية علاء الدين ابو الشامات قال المؤلف :
"الجارية تهيء له السفرة والعبد يحملها إليه ثم إنه طاهره وعمل له وليمة عظيمة ثم بعد ذلك أحضر له فقيهاً يعلمه فعلمه الخط والقرآن والعلم إلى أن صار ماهراً وصاحب معرفة "
الختان محرم فى الإسلام للذكور والإناث على السواء لكونه تغيير لما خلق الله الناس عليه وهو استجابة لقول الشيطان " ولآمرنهم فليغيرن خلق الله " الذى حكاه الله فى سورة النساء
عمل الموالد كمولد الجيلانى ففى حكاية علاء الدين ابو الشامات قال المؤلف :
"ثم توجه بالبغال والغلمان وعملوا في تلك الليلة ختمة ومولد الشيخ عبد القادر الجيلاني"
لا يوجد فى الإسلام ما يسمى بموالد الشيوخ أو غيرهم لأن الله لو أباح هذه الموالد لكانت السنة كلها موالد ولا يوجد عمل ولا شغل للناس سوى السفر لحضور الموالد وهو ما يتعارض مع أمر الله البشر بالمشى فى مناكل الأرض للحصول على الرزق فى قوله بسورة الملك " فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه "
الاستعانة بالأموات كالسيدة نفيسة واستجابتهم كما فى حكاية علاء الدين ابو الشامات حيث قال المؤلف :
"قالوا: أنت جعلت نفسك ميتاً فنحن نكمل قتلك وسحب البدوي الحربة وأراد أن يغرزها في صدر علاء الدين فقال علاء الدين: يا بركتك يا سيدتي نفيسة هذا وقتك وإذا بعقرب لدغ البدوي في كفه"
هذا مخالف للإسلام فالموات كنفيسة وغيرها لا يقدرون على نفع أنفسهم ولا نفع غيرهم فنحن لا نحس بهم ولا نسمه لهم كلاما كما قال تعالى بسورة مريم " وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا"
الخرزة السحرية التى تحضر سريرا يطير وتنصب صيوانا به الأشياء ففى حكاية علاء الدين أبى الشامات قال المؤلف :
"فأحضرت الخرزة وحطت يدها على الوجه الذي هو منقوش عليه السرير ودعكته وإذا بسرير وضع قدامها فركبت هي وعلاء الدين وزوجته زبيدة العودية على ذلك السرير وقالت: بحق ما كتب لنا بهذه الخرزة من الأسماء والطلاسم وعلوم الأقلام أن ترتفع بنا يا سرير فارتفع بهما السرير وسارا إلى واد لا نبات فيه فأقامت الأربعة وجوه الباقية من الخرزة إلى الأسماء وقلبت الوجه المرسوم عليه السماء فنزل بهما إلى الأرض وقلبت الوجه المرسوم عليه هيئة صيوان في هذا الوادي فانتصب الصيوان وجلسوا فيه وكان ذلك الوادي أقفر لا نبات فيه ولا ماء. فقلبت الأربعة وجوه إلى السماء وقالت بحق أسماء الله تنبت هنا أشجار ويجري بجانبها بحر فنبتت الأشجار في الحال وجرى بجانبها بحر عجاج متلاطم بالأمواج فتوضأ منه وصلا وشربا وقلبت الثلاثة وجوه الباقية من الخرزة إلى الوجه الذي عليه هيئة سفرة الطعام وقالت: بحق أسماء الله يمتد السماط وإذا بسماط امتد وفيه سائر الأطعمة الفاخرة فأكلا وشربا وتلذذا وطربا. هذا ما كان من أمرهما"
بالقطع هذا كلام خرافى فلا توجد خرزات سحرية تحضر شيئا أو تجلبه فهى مجرد خرزات تستخدم فى العقود وما شابهها فقط ولو كان هناك مثلها لعمت الفوضى العالم وتحكم السحرة فى كل شىء فى الحياة ولكن السحر هو مجرد كيد أى مكر لا يغير من الحقائق شيئا كما قال تعالى بسورة طه "إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى "
صراخ ليلى ففى حكاية عن حاتم الطائى قال المؤلف :
"أما حكايات الكرام فإنها كثيرة جداً منها ما روي عن حاتم الطائي أنه لما مات دفن في رأس جبل وعملوا على قبره حوضين من حجر وصور بنات محلولات الشعر من حجر وكان تحت ذلك الجبل نهر جار فإذا نزلت الوفود يسمعون الصراخ في الليل من العشاء إلى الصباح فإذا أصبحوا لم يجدوا أحد غير البنات المصورة من الحجر فلما نزل ذو الكراع ملك حمير بذلك الوادي خارجاً من عشيرته بات تلك الليلة هناك"
بالقطع لا يوجد صراخ بلا سبب معروف فلو صح معلومة الحوضين لكن الصراخ هو نتاج صنعة الصانع فى الحوضين حيث يجعل فيهما فتحات وخروم أو آلة إذا دخل الهواء أخرجت صوتا أو ما شاكل هذا
الجراب العجيب ففى حكاية على العجمى قال المؤلف :
بلغني أيها الملك السعيد أن العجمي قال: فامتلأت غيظاً يا أمير المؤمنين وتقدمت إليه وقلت: أيد الله مولانا القاضي أنا في جرابي هذا زرد وصفاح وخزائن سلاح وألف كبش نطاح وفيه للغنم مراح وألف كلب نباح وبساتين وكروم وازهار ومشموم وتين وتفاح وصور وأشباح وقناني وأقداح وعرائس ومغاني وأفراح وهرج وصياح وأقطار فساح وأخوة نجاح ورفقة صباح ومعهم سيوف ورماح ملاح وقوس ونشاب وأصدقاء وأحباب وخلان وأصحاب ومحابس للعقاب وندماء للشراب وطنبور ونايات وأعلام ورايات وصبيان وبنات وعرائس مجليات وجوار مغنيات وخمس حبشيات وثلاث هنديات وأربع مدنيات وعشرون روميات وخمسون تركيات وسبعون عجميات وثمانون كرديات وتسعون جرجيات والدجلة والفرات وشبكة صياد وقداحة وزناد وإرم ذات العماد وألف علق وقواد وميادين واصطبلات ومساجد وحمامات وبناء وتجار وخشبة ومسمار وعبد أسود ومزمار ومقدم وركبدار ومدن وأمصار ومائة ألف دينار والكوفة مع الأنبار وعشرون صندوقاً ملآنة بالقماش وخمسون حاصلاً للمعاش وغزة وعسقلان من دمياط إلى أصوان وإيوان كسرى وأنوشروان وملك سليمان ومن وادي نعمان إلى أرض خراسان وبلخ وأصبهان ومن الهند إلى بلاد السودان وفيه أطال الله عمر مولانا القاضي غلائل وعراضي وألف موس ماض تحلق ذقن القاضي إن لم يخش عقابي ولم يحكم بأن الجراب جرابي"
بالقطع هذا تخريف فى تخريف وهو نشر متعمد للخرافة فى المجتمع لصرفه عن العمل الجاد إلى العمل بالسحر والتصديق بقدرة السحرة على تغيير حياة الناس لسعادة وصحة وغنى دائمين
خدمة السلاطين بالفتاوى ففى حكاية هارون الرشيد مع جعفر والجارية والإمام أبي يوسف قال المؤلف :
"وقال للقاضي: هل معك شيء تضعه فيه? فتذكر مخلاة البغلة فاستدعي بها فملئت ذهباً فأخذها وانصرف إلى بيته فلما أصبح الصباح قال لأصحابه: لا طريق إلى الدين والدنيا أسهل وأقرب من طريق العلم فإني أعطيت هذا المال العظيم في مسألتين أو ثلاث، فانظر أيها المتأدب إلى لطف هذه الوقعة فإنها اشتملت على محاسن منها دلال الوزير على هارون الرشيد وعلم الخليفة وزيادة علم القاضي فرحم الله أرواحهم أجمعين."
بالقطع ما حدث فى الحكاية من فتاوى أبى يوسف يبين لنا أن علماء السلطان يحرفون الدين لخدمة السلاطين ويحصلون فى المقابل على الأموال الطائلة فالمؤلف يدعو الناس لانتحال العلم لخدمة السلاطين للحصول على المال الكثير حتى يقضى السلاطين شهواتهم وحاجاتهم بما يظنوا أنه حلال وهو حرام لكونه تحايل على أحكام الله الصحيحة .
أن أصل الجن حيات ففى حكاية أبي محمد الكسلان مع الرشيد ذكر المؤلف التالى :
"ولم أزل سائراً إلى أن أمسى علي المساء ولم أعلم أين أروح فبينما أنا مشغول الفكر إذ أقبلت علي حيتان واحدة سمراء والأخرى بيضاء وهما يقتتلان فأخذت حجراً من الأرض وضربت به الحية السمراء فقتلتها فإنها كانت باغية على البيضاء فغابت ساعة وعادت ومعها عشر حيات بيض فجاؤوا إلى الحية التي ماتت وقطعوها قطعاً حتى لم يبق إلا رأسها، ثم مضوا إلى حال سبيلهم واضطجعت في مكاني من التعب
فقلت له: بحق معبودك أن تعرفني من أنت فانقلب ذلك الهاتف في صورة إنسان وقال لي: لا تخف فإن جميلك قد وصل إلينا ونحن قوم من جن المؤمنين فإن كان لك حاجة أخبرنا بها حتى نفوز بقضائها فقلت له: إن لي حاجة عظيمة لأني أصبت بمصيبة جسيمة ومن الذي حصل له مثل مصيبتي فقال: لعلك أبو محمد الكسلان، فقلت: نعم.
فقال: يا أبا محمد أنا أخو الحية البيضاء التي قتلت أنت عدوها ونحن أربع أخوة من أم وأب وكلنا شاكرون لفضلك واعلم أن الذي كان على صورة القرد وفعل معك المكيدة مارد من مردة الجن ولولا أنه تحيل بهذه الحيلة ما كان يقدر على أخذها أبداً لأن له مدة طويلة وهو يريد أخذها فيمنعه من ذلك الطلسم ولو بقي ذلك الطلسم ما كان يمكنه الوصول إليها ولكن لا تجزع من هذا الأمر فنحن نوصلك إليها ونقتل المارد فإن جميلك لا يضيع عندنا"
سار المؤلف فى هذه الحكاية على نهج الروايات التى تقول أن الشيطان دخل الجنة على شكل حية أغوت الأبوين وهو كلام يجعل الله جاهلا غير عالم بدخول الحية الخفى وبالقطع الجن ليسوا ثعابين لكون الثعابين أى الحيات غير الجن حتى وإن سمى البعض من العرب بعض أنواع الثعابين جن فالأنواع لا تتداخل خاصة أن الثعابين وهى الحيات مرئية فى عالم الظاهر بينما الجن فى عالم الباطن الخفى
الستر الذى ضم وحوش الدنيا وطيورها ففى حكاية علي شار مع زمرد الجارية قال المؤلف :
"واستمرا متعانقين إلى الصباح وقد سكنت محبة كل واحد منهما في قلب صاحبه ثم أخذت الستر وطرزته بالحرير الملون وزركشته بالقصب وجعلت فيه منطقة بصور طيور وصورت في دائرها صور الوحوش ولم تترك وحشاً في الدنيا إلا وصورت صورته فيه ومكثت تشتغل فيه ثمانية أيام فلما فرغ صقلته وطوته ثم أعطته لسيدها"
كيف يكون فى ستر كل صورة كل وحش فى الدنيا وصورة كل طائر وهو لا يتجاوز عدة أذرع فى عدة أذرع وهم بالآلاف ؟
هذا ستر سحرى لا وجود له فلا يمكن جعل صور الوحوش والطيور الدنيوية فى مكان لا يتجاوز عدة أذرع
رائحة الانسان المسك ففى حكاية الحكماء أصحاب الطاووس والبوق والفرس قال المؤلف :
"دخل الحكيم الفارسي البستان ليجمع شيئاً من الحشيش النافع فشم رائحة المسك الطيب التي عبق منها المكان وكان ذلك الطيب من رائحة ابنة الملك فقصد الحكيم تلك الرائحة حتى وصل إلى تلك المقصورة"
فلا يوجد إنسان يخرج منه ريح المسك لأن المسك له مصدر معروف هو الحيتان عند الناس أو الغزلان عند البعض
وجود جبل الثكلى وبحر الكنوز .. ففى حكاية أنس الوجود مع محبوبته الورد في الأكمام ذكر المؤلف التالى :
"قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير لما أخبر زوجته بخبر ابنته وقال لها: فما رأيك في ذلك? قالت له: اصبر علي حتى أصلي صلاة الإستخارة ثم إنها صلت ركعتين سنة الإستخارة فلما فرغت من صلاتها قالت لزوجها: في وسط بحر الكنوز جبلاً يسمى جبل الثكلى
فلما فرغت من شعرها ركبت وساروا بها يقطعون البراري والقفار والأوعار حتى وصلوا إلى بحر الكنوز"
بالقطع ما ذكره المؤلف هنا هو تجهيل للناس بسطح الأرض فلا يوجد بحر مخصوص للكنوز ولا جبل لمن مات أولادهم أو أحبائهم ومن ثم فهو دعاية للجنون
تكليم البشر للحيوانات كما فى حكاية أنس الوجود حيث قال المؤلف :
"فبينما هو سائر في البراري والقفار إذ خرج عليه سبع رقبته مختنقة بشعره ورأسه قدر القبة وفمه أوسع من الباب وأنيابه مثل أنياب الفيل فلما رآه أنس الوجود أيقن بالموت واستقبل القبلة وتشهد واستعد للموت وكان قد قرأ في الكتب أن من خادع السبع انخدع له لأنه ينخدع بالكلام الطيب وينتحي بالمديح فشرع يقول له: يا أسد الغابة يا ليث الفضاء يا ضرغام يا أبا الفتيان يا سلطان الوحوش إنني عاشق مشتاق وقد أتلفني العشق والفراق وحين فارقت الأحباب غبت عن الصواب فاسمع كلامي وارحم لوعتي وغربتي. فلما سمع الأسد مقالته تأخر عنه وجلس مقعياً على ذنبه ورفع رأسه إليه وصار يلعب ذنبه ويديه، فلما رأى أنس الوجود هذه الحركات أنشد هذه الأبيات"
وفى حكاية حاسب كريم الدين قال المؤلف"، ثم إن تلك الحية زعقت في تلك الحيات بلغاتها فخرت جميع الحيات من فوق كراسيها ودعون لها وأشارت إليهن بالجلوس فجلسن ثم إن الحية قالت لحاسب كريم الدين لا تخف منا يا أيها الشاب فإني أنا ملكة الحيات وسلطانتهن
وقام إلى المركب لينزل فيه فرأى المركب أقلع، ورأى في تلك الجزيرة حيات مثل الحمال ومثل النخل وهم يذكرون الله عز وجل، ويصلون على محمد صلى الله عليه وسلم ويصيحون بالتهليل والتسبيح، فلما رأى ذلك بلوقيا تعجب غاية العجب "
وفيها أيضا" فقال له الطير سمعاً وطاعة يا جانشاه ثم حمله وطار به ولم يزل طائراً سبع ليالي وثمانية أيام حتى وصل به إلى جبل عال ثم أنزله من فوق ظهره فنام في رأس ذلك الجبل، فلما أفاق من النوم رأى بريقاً على بعد يملأ نوره الجو فصار متحيراً في نفسه من ذلك اللمعان والبريق ولم يدر أنه أمام القلعة التي هو يفتش عليها وكان بينه وبينها مسيرة شهرين وهي مبنية من الياقوت الأحمر وبيوتها من الذهب الأصفر، ولها ألف برج مبنية من المعادن النفيسة التي تخرج من بحر الظلمات، ولهذا سميت قلعة جوهر تكني لأنها من نفيس الجواهر والمعادن، وكانت قلعة عظيمة واسم ملكها شهلان وهو أبو البنات الثلاث. هذا ما كان من أمر جانشاه.
وأما ما كان من أمر السيدة شمسة فإنها لما هربت من عند جانشاه وراحت عند أبيها وأمها وأهلها أخبرتهم بما جرى لها مع جانشاه وحكت لهم حكايته" وقال "وسار وكل هذا الكلام تحكيه ملكة الحيات لحاسب كريم الدين.
فقال لها حاسب يا ملكة الحيات أخبريني بما جرى لبلوقيا حين عاد إلى مصر، فقالت له اعلم يا حاسب أن بلوقيا لما فارق جانشاه سار ليالي وأياماً"
بالقطع هذه معجزة فتكليم الحيوانات آية معجزة وقد انتهى زمن المعجزات من عهد محمد(ص) حيث قال تعالى بسورة الإسراء " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون " ولم تعط تلك المعجزة إلا لعدد قليل من الرسل كداود (ص) وسليمان (ص)
الرجم عقوبة الزنى ففى حكاية أنس الوجود قال المؤلف "وقالوا: ما خبركما? فقالا: إنا وجدنا هذه الجارية مع شاب يفجر بها وانفلت الشاب من أيدينا وكان الناس في ذلك الوقت ينادون بفضيحة الزاني ثلاثة أيام، ثم يرجمونه فنادوا عليها ثلاثة أيام من أجل الفضيحة وكان الشيخان في كل يوم يدانون منها ويضعان أيديهما على رأسها ويقولان لها: الحمد لله الذي أنزل بك نقمته. فلما أرادوا رجمها تبعهم دانيال وهو ابن اثنتي عشرة سنة وهذه أول معجزة على نبينا عليه الصلاة والسلام ولم يزل تابعاً لهم حتى لحقهم وقال: لا تعجلوا عليها بالرجم حتى أقضي بينهم فوضعوا له كرسياً.
ثم جلس وفرق الشيخين وهو أول من فرق بين الشهود فقال لأحدهما: ما رأيت? فذكر له ما جرى فقال له: حصل ذلك في أي مكان في البستان? فقال: في الجانب الشرقي تحت شجرة كمثري ثم سأل الثاني عما رأى، فأخبره بما جرى فقال له: في أي مكان في البستان? فقال: في الجانب الغربي تحت شجرة تفاح هذا والجارية واقفة رافعة رأسها ويديها إلى السماء، وهي تدعو الله بالخلاص فأنزل الله تعالى صاعقة من العذاب فأحرقت الشيخين وأظهر الله تعالى براءة الجارية."
ينشر المؤلف غالبا الأحكام المخالفة لكلام الله فمن المعروف أن الزنى فى القرآن عقوبته الجلد وليس الرجم حيث قال تعالى " الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة " ونظرا لوجود كلمتى الجارية والشاب فإنه حتى الأحاديث المنسوبة للنبى(ص) فى غير المتزوجين تشير لجلدهم وليس لرجمهم
جنة دنيوية أرضية ففى حكاية أنس الوجود قال المؤلف :
"فقالت: بينما أنا إذ دخل علي هذا الرجل المسلم فأخذ بيدي وانطلق بي إلى الجنة فلما صار بي إلى بابها منعني خازنها من دخولها وقال: إنها محرمة على الكافرين فأسلمت على يديه ودخلت معه فرأيت فيها من القصور والأشجار ما لم يمكن أناصفه لكم، ثم إنه أخذني إلى قصر من الجوهر وقال لي: إن هذا القصر لي ولك وانا لا أدخله إلا معك وبعد خمس ليال تكونين عندي فيه إن شاء الله، ثم مد يده إلى شجرة على باب ذلك القصر فقطف منها تفاحتين وأعطانيهما وقال: كلي هذه واخفي الأخرى حتى يراها الرهبان فأكلت واحدة فما رأيت أطيب منها."
بالقطع الجنة فى السماء كما قال تعالى فى سورة الذاريات " وفى السماء رزقكم وما توعدون " وقال فى سورة النجم "عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى " فكيف حولها المؤلف لجنة أرضية
تشويه صورة معلم الأطفال كما فى قول المؤلف :
"ومما يحكى من قلة عقل معلم الصبيان أنه كان رجل فقيه في مكتب فدخل عليه رجل ظريف، وجلس عنده ومارسه فرآه فقيهاً نحوياً لغوياً شاعراً أديباً فهيماً لطيفاً فتعجب من ذلك وقال: إن الذين يعلمون الصبيان في المكاتب ليس لهم عقل كامل فلما هم بالإنصراف من عند الفقيه قال له: أنت ضيفي في هذه الليلة فأجابه إلى الضيافة وتوجه صحبته إلى منزله فأكرمه وأتى له بالطعام فأكلا وشربا ثم جلسا بعد ذلك يتحدثان إلى ثلث الليل وبعد ذلك جهز له الفراش وطلع إلى حريمه فاضطجع الضيف وأراد النوم، وإذا بصراخ كثير ثار في حريمه فسأل: ما الخبر? فقالوا له: أن الشيخ حصل له أمر عظيم وهو في آخر رمق فقال: أطلعوني له فطلعوه له ودخل عليه فرآه مغشياً عليه ودمه سائل فرش الماء على وجهه. فلما أفاق قال له: ما هذا الحال أنت طلعت من عندي في غاية ما يكون من الحظ وأنت صحيح البدن فما أصابك? فقال له: يا أخي بعدما طلعت من عندك جلست أتذكر في مصنوعات الله تعالى وقلت في نفسي: كل شيء خلقه الله للإنسان فيه نفع لأن الله سبحانه وتعالى خلق اليدين للبطش والرجلين للمشي والعينين للنظر والأذنين للسماع والذكر للجماع وهلم جرا، إلا هاتين البيضتين ليس لهما نفع فأخذت موس كان عندي وقطعتهما فحصل لي هذا الأمر فنزل من عنده وقال: صدق من قال أن كل فقيه يعلم الصبيان ليس له عقل كامل ولو كان يعرف جميع العلوم."
بالقطع المؤلف هنا يعمم حكما فليس كل معلم للأطفال قليل العقل وإلا فلماذا يعلمهم الصواب والخطا والحلال والحرام ؟فلو كان غير مؤتمن فكيف يعلم ؟
الضامن غارم وهو ما قاله المؤلف فى الحكاية التالية :
"لم يحضر الشاب إلى مجلس عمر والصحابة حوله كالنجوم حول القمر وأبو ذر قد حضر والخصمان ينتظران فقالا: أين الغريم يا أبا ذر كيف رجوع من فر، ولكن نحن لا نبرح من مكاننا حتى تأتينا للأخذ بثأرنا به. فقال أبو ذر: وحق الملك العلام أن انقضت الثلاثة أيام ولم يحضر الغلام وفيت بالضمان وسلمت نفسي للإمام فقال عمر رضي الله عنه: والله إن تأخر الغلام لأقضين في أبي ذر ما اقتضته شريعة الإسلام فهملت عبرات الحاضرين وارتفعت زفرات الناظرين وعظم الضجيج فعرض أكابر الصحابة على الشابين أخذ الدية واغتنام الاثنية فأبيا ولم يقبلا إلا الأخذ بالثأر"
لا يوجد فى الإسلام ما يسمى ضمان المجرم او حتى المال من قبل الذى لم يأخذه لكون هذا يخالف قوله تعالى بسورة الإسراء " ولا تزر وازرة وزر اخرى " فلا أحد يعاقب بسبب جريمة أخر
صبغ الشعر ففى حكاية قال المؤلف :
"فرأينا في جانب ذلك البستان عجوزاً صبيحة الوجه غير أن شعر رأسها أبيض وهي تسرحه بمشط من العاج فوقفنا عندها، فلم تجفل منا ولم تغط رأسها فقلت لها: يا عجوز لو صبغت شعرك أسود لكنت أحسن من صبية فما منعك من ذلك"
وبالطبع هذه دعاية لكى يصبغ الشيب شعرهم وهو تغيير لخلق الله استجابة لقول الشيطان " ولآمرنهم فليغيرن خلق الله "
ظهور إبليس ونفخه فى أنف المتجبر ففى حكاية تودد قال المؤلف :
"ثم لبس الثياب وركب الجواد وسار بالموكب والطوق المرصع بالجواهر وأصناف الدرر واليواقيت، وجعل يركب الحصان في عسكره ويفتخر بتيهه وتجبره، فأتاه إبليس فوضع يده على منخره ونفخ في أنفه نفخة الكبر والعجب فزها وقال في نفسه: من في العامل مثلي وطفق يتيه بالعجب الأكبر ويظهر الأبهة ويزهو بالخيلاء ولا ينظر إلى أحد من تيهه وتكبره وعجبه وفخره"
بالقطع إبليس دخل النار بعد أن طرد من الجنة لقوله تعالى بسورة ص " فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين"
ظهور ملك الموت للناس ففى حكاية تودد قال المؤلف :
"فقال لهم الملك: قولوا له أن يأخذ بدلاً مني وعوضاً عني، فقال ملك الموت: لا آخذ بدلاً ولا أتيت إلا من أجلك، ثم أن ملك الموت قبض على روحه وهو على سريره قال الله تعالى: )حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون(." وقال فى موضع أخر :
"فقال: أمهلني حتى أتوضأ وأصلي فإذا سجدت فاقبض روحي وأنا ساجد فقال ملك الموت: إن ربي عز وجل أن لا أقبض روحك إلا باختيارك كيف أردت وأنا أفعل ما قلت فقام الرجل وتوضأ وصلى فقبض ملك الموت روحه وهو ساجد ونقله الله تعالى إلى محل الرحمة والرضوان والمغفرة
ثم بنى لها صومعة أسكنها فيها وصار يحتطب ويأتيها بقوتها، واجتهدت المرأة في العبادة حتى كان لا يأتيها مريض أو مصاب فتدعو له إلا شفي من وقته. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح."
بالطبع ملك الموت لا يظهر لأحد لكون الملائكة خفية لا يراها أحد من البشر إلا يوم القيامة كما قال تعالى " وقال الذين لا يرجون لقاءنا:لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا ! لقد استكبروا في أنفسهم , وعتوا عتوا كبيرا . يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين"
وجود ثلم أى قطع أى نقصان فى الجنة كما فى حكاية تودد حيث قال المؤلف :
"وسرا بتلك الياقوتة سروراً كثيراً وصليا ما شاء الله تعالى.
فلما كان آخر الليل ناما فرأت المرأة في منامها كأنها دخلت الجنة وشاهدت منابر كثيرة مصفوفة وكراسي كثيرة منصوبة، فقالت: ما هذه المنابر وما هذه الكراسي? فقيل لها: هذه منابر الأنبياء وهذه كراسي الصديقين والصالحين فقالت: وأين كرسي زوجي فلان? فقيل لها: هذا فنظرت إليه فإذا في جانبه ثلم فقالت: وما هذا الثلم? فقيل لها: هو ثلم الياقوتة المنزلة عليكما من سقف بيتكما."
بالقطع لا يوجد فى الجنة شىء يحزن من يدخلها كهذا الثلم وهو القطع فى الكرسى المزعوم ولذا قال تعالى "لا يمسهم السوء " وقال " فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون "

الدعاية للمنجمين فى حكاية حاسب كريم الدين قال المؤلف :
ثم إن زوجته بعد أيام قلائل وضعت ولداً مليحاً فسمته حاسبا كريم الدين كما أوصاها به، ولما ولدته أحضرت له المنجمين فحسسوا طالعه وناظره من الكواكب ثم قالوا لها: اعلمي أيتها المرأة أن هذا المولود يعيش أياماً كثيرة ولكن بعد شدة تحصل له في مبتدا عمره، فإذا نجا منها فإنه يعطى بعد ذلك علم الحكمة ثم مضى المنجمون إلى حال سبيلهم فأرضعته اللبن سنتين وفطمته."
بالقطع فى الإسلام لا يوجد منجمون ولا يحل العمل بالنجامة لأن معرفة المستقبل من علم الغيب الذى اختص به الله وحده فقال " ولله غيب السموات والأرض"
حيات جهنم وتنفس النار مرتين فى السنة ففى حكاية حاسب كريم الدنيا أو حكاية حاسب كريم الدين قال المؤلف :" فقالت له الحية اعلم يا بلوقيا أن جهنم من كثرة غليانها تتنفس في السنة مرتين مرة في الشتاء ومرة في الصيف واعلم أن كثرة الحر من شدة فيحها ولما تخرج نفسها ترمينا من بطنها ولما تسحب نفسها تردنا إليها فقال لهم بلوقيا: هل في جهنم أكبر منكم? فقالت له الحيات إننا ما نخرج إلا مع تنفسها لصغرنا فإن في جهنم كل حية لو عبر أكبر ما فينا في أنفها لم تحس به."
بالطبع لم يذكر الله وجود حيات فى المصحف فى جهنم أولا لكونها ليست معاقبة كالإنس والجن الكفار وثانيا لوجود وسائل عذاب كثيرة ذكرها الله فى المصحف وأما تنفس النار مرتين فهو كلام يخالف المصحف فهى تتنفس كثيرا بالزفير والشهيق فكلما ذابت جلودهم أعادت الأنفاس لكى يركب الجلد الجديد لتعذيبهم وفى هذا قال تعالى" فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق"
خلق الكون من أجل محمد (ص)واقتران اسمه باسم الله فى الجنة كما فى حكاية حاسب كريم الدين حيث قال المؤلف :
"فقال لهم بلوقيا: أنتم تذكرون الله وتصلون على محمد ومن أين تعرفون محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا يا بلوقيا: إن اسم محمد صلى الله عليه وسلم مكتوب على باب الجنة ولولاه ما خلق الله المخلوقات، ولا جنة ولا نار ولا سماء ولا أرضاً، لأن الله لم يخلق جميع الموجودات إلا من أجل محمد صلى الله عليه وسلم وقرن اسمه في كل مكان، ولأجل هذا نحن نحب محمداً صلى الله عليه وسلم.
فلما سمع بلوقيا هذا الكلام من الحيات زاد غرامه في حب محمد صلى الله عليه وسلم وعظيم اشتياقه إليه، ثم إن بلوقيا ودعهم وسار حتى وصل إلى شاطئ البحر فرأى مركباً راسياً في جنب الجزيرة"
بالقطع الله خلق الكون أى الموت والحياة لابتلاء الخلق أيهم أحسن عملا كما قال تعالى بسورة الملك "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا"
والله لا يقرن أحد باسمه فكل ما فى القرآن لا إله إلا الله دون أن يقترن بها اسم محمد (ص)لأنه يجوز تساوى المخلوق بالخالق .
الخلود العمرى حيث جاء فى حكاية قول المؤلف :
"وقال له: والله يا ولدي عمري ما سمعت بهذه القلعة، ولا رأيت من سمع بها أو رآها مع أني كنت موجوداً في عهد نوح نبي الله وحكمت من عهد نوح إلى زمن السيد سليمان بن داود على الوحوش والطيور والجان، وما أظن أن السيد سليمان سمع بهذه القلعة ولكن اصبر يا ولدي حتى تأتي الطيور والوحوش وأعوان الجان واسألهم لعل أحداً منهم يخبرنا بها ويأتينا بخبر عنها ويهون الله تعالى عليك"
بالقطع لا يوجد أحد استمر عمره آلاف الآلاف من السنوات لقوله تعالى " ما جعلنا لأحد من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون "
العكازة السحرية ففى حكاية قال المؤلف :
"فأنا أرسلك إليه لعله يدلك على هذه القلعة وإن لم يدلك هو عليها فما يدلك عليها أحد لأنه قد أطاعته الطيور والوحوش والجان وكلهم يأتونه من شدة سحره وقد اصطنع له عكازة ثلاث قطع فغرزها في الأرض ويتلو القسم على القطعة الأولى من العكازة فيخرج منها لحم ويخرج منها دم ويتلو القسم على القطعة الثانية، فيخرج منها قمح وشعير وبعد ذلك يخرج العكازة من الأرض ثم يذهب إلى ديره وديره يسمى دير الماس وهذا الراهب الكاهن يخرج من يده اختراع كل صنعة غريبة وهو ساحر كاهن مخادع خبيث واسمه يغموس وقد حوى جميع الأقسام والعزائم ولابد من أن أرسلك إليه مع طير عظيم له أربعة أجنحة. "
بالقطع هذا الكلام دعاية للسحر والسحرة وهو بكثرة كلامه عن هذه الأمور يدعو الناس للعمل بالسحر والبحث عن الكنوز وما شاكلها تاركين أمر الله بالسعى فى مناكب الأرض للحصول على الرزق الحلال

نمل قدر الكلاب ففى حكاية حاسب كريم الدين قال المؤلف :
"ودخلوا وادي النمل، فما مضت ساعة من الزمان، إلا والقرود قد هجمت عليهم وأرادوا أن يقتلوا جانشاه هو ومماليكه وإذا هم بنمل قد خرج من تحت الأرض مثل الجراد المنتشر كل نملة منه قدر الكلب."
فلا يوجد فى دنيانا نمل كقدر أجسام الكلاب ولا حتى القطط ولا الفيران ومن ثم فالكلام هو دعاية للخرافة والجهل

طير بأربعة اجنحة وطذول الجناح 30 ذراعا ففى حكاية حاسب كريم الدين قال المؤلف "
"قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الملك شماخ قال لجانشاه: ولابد من أن أرسلك إلى الراهب مع طير عظيم له أربعة أجنحة ثم أركبه على ظهر طير عظيم له أربعة أجنحة طول كل جناح منها ثلاثون ذراعاً بالهاشمي وله أرجل مثل أرجل الفيل لكنه لا يطير في السنة إلا مرتين وكان عند الملك شماخ عون يقال له طمشون كل يوم يخطف لهذا الطير بختيتين من بلاد العراق ويفسخهما له ليأكلهما،"
كل الطيور من المعروف أنها بجناحين وأن أعظمها طولا فى الجناحين لا يتجاوز خمسة اذرع بحال من الأحوال ومن ثم فالكلام هو تعليم الجهل والتخريف للناس
السفر فى يوم 30 شهرا ففى حكاية حاسب كريم الدين قال المؤلف :
"كنا نقطع في كل يوم مسافة ثلاثين شهراً وكنا نصل إلى القلعة في عشرة أيام ولم نزل على هذه الحالة مدة من السنين، فاتفق أننا سافرنا على عادتنا حتى وصلنا إلى هذا المكان فنزلنا فيه بالتخت لنتفرج فيه على هذه الجزيرة"
بالقطع الأرض كلها مسيرة شهرين كما فى الحديث عن بساط الريح السليمانى ففى قوله تعالى بسورة سبأ"وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ"
طائر الجنة فقد أورد المؤلف فى حكاية حاسب كريم الدين :
"فلما رأى بلوقيا ذلك الطائر العظيم قال له من أنت وما شأنك فقال له أنا من طيور الجنة"
بالقطع لا يوجد فى الارض طائر من الجنة لكون الجنة فى السماء كما قال تعالى بسورة النجم "عن سدرة المنتهى عندها جنة المأوى " فالسدرة فى السماء
أن اصل الحرير والمسك والعسل والبهار أربع ورقات من الجنة أخرجها آدم (ص) فى حكاية حاسب كريم الدين قال المؤلف :
"واعلم يا أخي أن الله تعالى أخرج آدم من الجنة وأخرج معه أربع ورقات استتر بها فسقطت في الأرض فواحدة منهن أكلها الدود فصار منها الحرير، والثانية أكلها الغزلان فصار منها المسك، والثالثة أكلها النحل فصار منها العسل، والرابعة وقعت في الهند فصار منها البهار"
بالقطع الله خلق الأنواع كلها قبل آدم (ص) ثم خلقه ومن ثم لا يمكن ان تكون الأوراق الأربعة طعام للدود والغزلان والنحل لكونها كانت تأكل قبل هذا وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر " (وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ)وذكر الله أنه كون ليفة فى الأرض قبل أن يلقه مما يعنى أن الأرض بما فيها خلقت قله وفى هذا قال الله للملائكة بسورة البقرة "إنى جاعل فى الأرض خليفة
-مكان لاجتماع كل جمعة ويومها للأولياء والأقطاب الذين في الدنيا ففى حكاية حاسب كريم الدين أورد المؤلف قوله :
"وأما أنا فإني سحت في جميع الأرض إلى أن من الله علي بهذا المكان فمكثت فيه وإنه في كل جمعة ويومها تأتي الأولياء والأقطاب الذين في الدنيا هذا المكان ويزورونه ويأكلون من هذا الطعام وهو ضيافة الله تعالى لهم يضيفهم به في كل ليلة ويومها، وبعد ذلك يرتفع السماط إلى الجنة ولا ينقص أبداً ولا يتغير فأكل بلوقيا ولما فرغ من الأكل حمد الله تعالى فإذا الخضر عليه السلام قد أقبل فقام بلوقيا وسلم عليه وأراد أن يذهب".
بالقطع هذا كلام هو دعاية للتصوف فكيف يجتمع الأقطاب فى مكان واحد وكل منهم فى بلد تبعد عن الأخر عشرات أو مئات الأميال أو أميال فى ساعات عديدة ولي معهم وسيلة سفر مثل التى فى عصرنا ؟ بالقطع إنها معجزة قد منع الله المعجزات من عهد محمد(ص) فقال بسورة الإسراء " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
ضلالة بحر الأحوات التى تاكل السفن كلها والحيات ففى حكاية السندباد ذكر المؤلف التالى :
"ثم إن الريس نزل من فوق الصاري وفتح صندوقه، وأخرج منه كيساً قطناً وفكه وأخرج منه تراباً مثل الرماد، وبله بالماء وصبر عليه قليلاً وشمه ثم إنه أخرج من ذلك الصندوق كتاباً صغيراً، وقرأ فيه وقال لنا اعلموا يا ركاب أن في هذا الكتاب أمراً عجيباً يدل على أن كل من وصل إلى هذه الأرض لم ينج منها بل يهلك، فإن هذه الأرض تسمى إقليم الملوك وفيها قبر سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام، وفيه حيات عظام الخلقة هائلة المنظر فكل مركب وصل إلى هذا الإقليم يطلع له حوت من البحر فيبتلعه بجميع ما فيه."
بالقطع لا توجد حيتان تأكل السفن وتبتلعها إلا المراكب الصغيرة وهى لا تأكلها وإنما تأل من فيها من البشر فى حالات نادرة وهذا القول يذكرنا بخرافة مثلث برمودا الذى يبتلع السفن كما يقال فى المحيط الأطلنطى عند البحر الكاريبى حاليا وفيما يبدو أنه تفسير خرافى لظاهرة غرق السفن فى منطقة معينة
خرافة الكركدن ففى حكاية السندباد قال المؤلف :
"وفي تلك الجزيرة صنف من الوحوش يقال له الكركدن يرعى فيها رعياً مثل ما يرعى البقر والجاموس في بلادنا ولكن جسم ذلك الوحش أكبر من جسم الجمل ويأكل العلق وهو دابة عظيمة لها قرن واحد غليظ في وسط رأسها طوله قدر عشرة أذرع وفيه صورة إنسان وفي تلك الجزيرة شيء من صنف البقر.
وقد قال لنا البحريون المسافرون وأهل السياحة في الجبال والأراضي أن هذا الوحش المسمى بالكركدن يحمل الفيل الكبيرعلى قرنه ويرعى به في الجزيرة والسواحل ولا يشعر به ويموت الفيل على قرنه ويسيح دهنه من حر الشمس على رأسه ويدخل في عينيه فيعمى فيرقد في جانب السواحل فيجيء له طير الرخ، فيحمله في مخالبه ويروح به عند أولاده ويزقهم به وبما على قرنه"
المؤلف هنا وصف الكركدن بأوصاف خرافية مثل حمل الكركدن للفيل وكونه فيه صورة إنسان وموت الفيل على قرنه وهو ما يخالف المعلومات المؤكدة التالية فى موسوعة ويكيبديا :
"حيوان ضخم وهو من أكبر الحيوانات الموجودة على سطح الأرض ويبلغ ارتفاعه 1.5 متر عند الأكتاف وطوله من 3- 3.65 متر طولاً والوزن من 455 - 1365 كلغ فالأنثى أصغر حجماً من الذكر.
يتميز وحيد القرن بقصر النظر فلذلك قد يهاجم أولاً ثم يتبين لاحقاً
يتميز بحاسة شم ممتازة تمكنه من اكتشاف أماكن الأعداء
رغم وزنه الثقيل يستطيع الجري بسرعة جيدة
جلده الكثيف غالباً ما يكون ملجأ للحشرات والآفات، ولذلك يشاهد غالباً وعليه طيور مثل فصائل أبو قردان تتغذى على تلك الحشرات.
الغذاء يأكل العشب والشجيرات والحشاش الجافه وبعض أنواع البروتين والمعادن الخاصة ويستفاد به في الكثير من الصناعات"
خرافة القرود ففى حكاية السندباد قال المؤلف :
"فما استتم قول الريس حتى جاءنا القرود وأحاطوا المركب من كل جانب، وهم شيء كثير مثل الجراد المنتشر في المركب وعلى البر فخفنا إن قتلنا منهم أحداً أو طردناه أن يقتلونا لفرط كثرتهم والكثرة تغلب الشجاعة وبقينا خائفين منهم أن ينهبوا رزقنا ومتاعنا، وهم أقبح الوحوش وعليهم شعور مثل لبد الأسود، ورؤيتهم تفزع، ولا يفهم لهم أحد كلاماً ولا خيراً وهم مستوحشون من الناس صفر العيون وسود الوجوه صغار الخلقة، طول كل واحد منهم أربعة أشبار، وقد طلعوا على حبال المرساة وقطعوها بأسنانهم وقطعوا جميع حبال المركب من كل جانب، فمال المركب من الريح ورسى على جبلهم وصار المركب في برهم وقبضوا على جميع التجار والركاب وطلعوا إلى الجزيرة وأخذوا المركب بجميع ما كان فيه وراحوا به."
والخرافة هى قدرة القرود على السيطرة على الناس واستيلاءهم على المركب وأخذهم الناس أسرى والاستيلاء على بضاعة الناس مع صغر حجمهم 4 أشبار طول الواحد
الشخص الخرافى وفى حكاية السندباد قال المؤلف :
"وقد نزل علينا من أعلى القصر شخص عظيم الخلقة في صفة إنسان، وهو أسود اللون طويل القامة كأنه نحلة عظيمة، وله عينان كأنهما شعلتان من نار، وله أنياب مثل أنياب الخنازير وله فم عظيم الخلقة مثل البئر وله مشافر مثل مشافر الجمل مرخية على صدره، وله أذنان مثل الحرامين مرخيتان على أكتافه وأظافر يديه مثل مخالب السبع فلما نظرناه على هذه الحالة غبنا عن وجودنا وقوي خوفنا واشتد فزعنا وصرنا مثل الموتى من شدة الخوف والجزع والفزع."
الشخص هنا يجمع بين صفات الحيوانات الخنازير والجمل والسبع ومعهم الإنسان وهو شكل لا وجود له فى الحياة إلا فى تماثيل عبدة الأوثان مثل تمثال أبى الهول عند أهرامات الجيزة فى مصر الحالية
خرافة شيخ البحر ففى حكاية السندباد قال المؤلف :
"وقالوا إن هذا الرجل الذي ركب على أكتافك يسمى شيخ البحر وما أحد دخل تحت أعضائه وخلص منه إلا أنت والحمد لله على سلامتك"
شيخ البحر شخصية خرافية فلا يوجد ما يركب على الأكتاف ويأكل أعضاء من ركب على أكتافه ولا يفعل هذا سوى القرود ولكنها لا تأكل أحدا وكذلك بعض الحيوانات الصغيرة الأليفة كالقطط
خرافة طائر الرخ ففى حكاية السندباد قال المؤلف :
"وإذا بالشمس قد غابت عنا والنهار أظلم وصار فوقنا غمامة أظلم الجو منها، فرفعنا رؤوسنا لننظر ما الذي حال بيننا وبين الشمس، فرأينا أجنحة الرخ هي التي حجبت عنا ضوء الشمس حتى أظلم الجو وذلك أنه لما جاء الرخ رأى بيضه انكسرت تبعنا وصاح علينا"
نلاحظ الجنون وهو أن أجنحة الرخ من طولها وعرضها الكبير أخفت ضوء الشمس عن المنطقة ولا يوجد طائر أجنحته أكبر من ثلاث أو أربع أذرع وهو ما يوازى مترين حاليا بالمقاييس المستوردة
خرافة أصل العنبر ففى حكاية السندباد قال المؤلف :
"وفي تلك الجزيرة عين نابعة من صنف العنبر الخام وهو يسيل مثل الشمع على جانب تلك من شدة حر الشمس ويمتد على ساحل البحر فتطلع الهوايش من البحر وتبتلعه وتنزل في البحر فيحمي في بطونها، فتقذفه من أفواهها في البحر فيجمد على وجه الماء فعند ذلك يتغير لونه وأحواله فتقذفه الأمواج إلى جانب البحر فيأخذه السواحون والتجار الذين يعرفونه فيبيعونه.
وأما العنبر الخالص من الابتلاع فإنه يسيل على جانب تلك العين ويتجمد بأرضه، وإذا طلعت عليه الشمس يسيح وتبقى منه رائحة ذلك الوادي كله مثل المسك، وإذا زالت عنه الشمس يجمد وذلك المكان الذي هو فيه هذا العنبر الخام لا يقدر أحد على دخوله ولا يستطيع سلوكه فإن الجبل محاط بتلك الجزيرة ولا يقدر أحد على صعود الجبل"
هنا أصل العنبر عين تجعله يتدفق من باطن الأرض وهو ما يخالف كون العنبر غدد فى بعض الحيوانات البحرية والبرية كالحيتان وهذه الخرافة موجودة أيضا فى تذكرة داود الأنطاكى حيث قال "عنبر: الصحيح أنه عيون بقعر البحرتقذف دهنية فإذا فارت على وجه الماء جمدت فيلقيها البحرإلى الساحل ، وقيل : هو طل يقع على البحر ثم يجتمع ، وقيل : روث لسمك مخصوص"
ضلالة طيران الناس بأجنحة ففى حكاية السندباد قال المؤلف:
"لما خالطت أهل تلك المدينة، وجدتهم تنقلب حالتهم في كل شهر فتظهر لهم أجنحة يطيرون بها إلى عنان السماء، ولا يبقى متخلفاً في ذلك المدينة، غير الأطفال والنساء فقلت في نفسي إذا جاء رأس الشهر أسأل أحداً منهم فلعلهم يحملوني معهم إلى أين يروحون، فلما جاء رأس ذلك الشهر تغيرت ألوانهم وانقلبت صورهم فدخلت على واحد منهم وقلت له بالله عليك أن تحملني معك حتى أتفرج وأعود معكم فقال لي هذا شيء لا يمكن فلم أزل أتداخل عليه حتى أنعم علي بذلك وقد رافقتهم وتعلقت به فطار بي في الهواء، ولم أعلم أحداً من أهل بيتي ولا من غلماني ولا من أصحابي، ولم يزل طائراً بي ذلك الرجل وأنا على أكتافه حتى علا بي في الجو، فسمعت تسبيح الأملاك في قبة الأفلاك فتعجبت من ذلك وقلت سبحان الله فلم أستتم التسبيح حتى خرجت نار من السماء كادت تحرقهم فنزلوا جميعاً وألقوني على جبل عال وقد صاروا في غلبة الغيظ مني وراحوا وخلوني فصرت وحدي في ذلك الجبل، فلمت نفسي على ما فعلت، "
نلاحظ هنا انقلاب الرجال لطيور تطير فى الجو وأن طيرانهم يكون بقوة شيطانية بدليل أن الرجل لما سبح الله أرسلت النيران عليهم وبالقطع لا يمكن أن يكون للناس أجنحة للطيران فهى خرافة
محمد بن سليمان الزينى فى حكاية الوزيرين وأنيس الجليس ومن المواطن التى ذكر فيها فى الحكاية :
"قالت: بلغني أيها الملك السعيد أنه كان بالبصرة ملك من الملوك يحب الفقراء والصعاليك ويرفق بالرعية ويهب من ماله لمن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وكان يقال لهذا الملك محمد بن سليمان الزيني وكان له وزيران أحدهما يقال له المعين ابن ساوي والثاني يقال له الفضل بن خاقان" وأيضا:
"فلما سمع نور الدين كلامه قال له: اكتب حتى أنظر فأخذ دواة وقلماً، وكتب: بعد البسملة أما بعد فإن هذا الكتاب من هارون الرشيد بن المهدي إلى حضرة محمد بن سليمان الزيني المشمول بنعمتي الذي جعلته نائباً عني في بعض مملكتي أعرفك أن الموصل إليك هذا الكتاب نور الدين بن خاقان الوزير فساعة وصوله عندكم تنزع نفسك من الملك وتجلسه مكانك"
وبالبحث وجد من يحمل الاسم لكن لا علاقة له بالسلطنة والولاية وإنما اسمه ذكر فى اسم أحد الأحفاد من قراء القرآن فى وفيات سنة 377هـ
"قرأ القرآن على أبي بكر محمد بن موسى بن محمد بن سليمان الزيني صاحب قُنْبُل"
مثل محمد الزينى وزيريه الفضل بن خاقان والمعين بن ساوى وهو فالوزير المعروف تاريخيا هو الفتح بن خاقان وبن ساوى المشهور هو المنذر بن ساوى مشهور فى تاريخ بكونه ملك البحرين فى عهد النبى (ص)
ونلاحظ أن المؤلف ناقض نفسه فمحمد الزينى فهو فى حكاية أنيس الجليس سلطان أو ملك على البصرة بينما هو فى حكاية غانم بن أيوب نائب عن الخليفة فى دمشق حيث قال :
" حكاية غانم بن أيوب
فقال:جعفر السمع والطاعة، ثم أخذ الصندوق وأمر بحمله وقوت القلوب معهم إلى دار الخلافة وهي مكرمة معززة وكان هذا بعد أن نهبوا دار غانم، ثم توجهوا إلى الخليفة فحكى له جعفر جميع ما جرى فأمر الخليفة لقوت القلوب بمكان مظلم وأسكنها فيه وألزم بها عجوزاً لقضاء حاجتها لأنه ظن أن غانماً فحش بها ثم كتب مكتوباً للأمير محمد بن سليمان الزيني وكان نائباً في دمشق ومضمونه: ساعة وصول المكتوب إلى يديك تقبض على غانم بن أيوب وترسله إلي فلما وصل المرسوم إليه قبله"
ومن الشخصيات المخترعة ولا وجود لها فى التاريخ الملك عمر النعمان والغريب أن المؤلف قال أنه كان قبل الخليفة عبد الملك بن مروان :
"قالت: بلغني أيها الملك السعيد أنه كان بمدينة دمشق قبل خلافة عبد الملك بن مروان ملك يقال له: عمر النعمان وكان من الجبابرة الكبار وقد قهر الملوك الأكاسرة والقياصرة وكان لا يصطلى له بنار ولا يجاريه أحد في مضمار وإذا غضب يخرج من منخريه لهيب النار وكان قد ملك جميع الأقطار ونفذ حكمه في سائر القرى والأمصار وأطاع له جميع العباد ووصلت عساكره إلى أقصى البلاد ودخل في حكمه المشرق والمغرب وما بينهما من الهند والسند والصين واليمن والحجاز والسودان والشام والروم وديار بكر وجزائر البحار وما في الأرض من مشاهير الأنهار كسيحون وجيحون والنيل والفرات وأرسل رسله إلى أقصى البلاد ليأتوا بحقيقة الأخبار فرجعوا وأخبروه بأن سائر الناس أذعنت لطاعته وجميع الجبابرة خضعت لهيبته وقد عمهم بالفضل والامتنان وأشاع بينهم العدل والأمان لأنه كان عظيم الشأن وحملت إليه الهدايا من الكل فكان واجبي إليه خراج الأرض في طولها وعرضها"
والمعروف تاريخيا أنه قبل عبد الملك كان الخلفاء الراشدين ومعاوية وابنه يزيد والغريب أن معاصرى عمر النعمان الملك أفريدون وهو مسيحى من الروم لا وجود له فى التاريخ الرومانى والمذكور أن الرجل كان نوحا(ص) أو ذو القرنين(ص).. أو من عهود قبل محمد(ص) وهو ما جاء فى كتاب الكامل فى التاريخ لابن الأثير :
[ ص: 77 ] ذكر ملك أفريدون وهو أفريدون بن أثغيان ، وهو من ولد جم شيد . وقد زعم بعض نسابة الفرس أن نوحا هو أفريدون الذي قهر الضحاك ، وسلبه ملكه ، وزعم بعضهم أن أفريدون هو ذو القرنين صاحب إبراهيم الذي ذكره الله في كلامه العزيز ، وإنما ذكرته في هذا الموضع لأن قصته في أولاده الثلاثة شبيهة بقصة نوح على ما سيأتي ولحسن سيرته ، وهلاك الضحاك على يديه ، ولأنه قيل إن هلاك الضحاك كان على يد نوح .
وأما باقي نسابة الفرس فإنهم ينسبون أفريدون إلى جم شيد الملك ، وكان بينهما عشرة آباء كلهم يسمى أثغيان خوفا من الضحاك ، وإنما كانوا يتميزون بألقاب لقبوها ، فكان يقال لأحدهم أثغيان صاحب البقر الحمر ، وأثغيان صاحب البقر البلق ، وأشباه ذلك ، وكان أفريدون أول من ذلل الفيلة ، وامتطاها ، ونتج البغال ، واتخذ الإوز ، والحمام ، وعمل الترياق ، ورد المظالم ، وأمر الناس بعبادة الله ، والإنصاف ، والإحسان ، ورد على الناس ما كان الضحاك غصبه من الأرض وغيرها ، إلا ما لم يجد له صاحبا فإنه وقفه على المساكين .
وقيل : إنه أول من سمي الصوفي ، وهو أول من نظر في علم الطب . ومكان له ثلاثة بنين ، اسم الأكبر شرم ، والثاني طوج ، والثالث إيرج ، فخاف أن يختلفوا بعده فقسم ملكه بينهم أثلاثا ، وجعل ذلك في سهام كتب أسماءهم عليها ، وأمر كل واحد منهم فأخذ [ ص: 78 ] سهما ، فصارت الروم ، وناحية العرب لشرم ، وصارت الترك ، والصين لطوج ، وصارت العراق ، والسند ، والهند ، والحجاز ، وغيرها لإيرج ، وهو الثالث ، وكان يحبه ، وأعطاه التاج والسرير ، ومات أفريدون ونشبت العداوة بين أولاده وأولادهم من بعدهم ، ولم يزل التحاسد ينمو بينهم إلى أن وثب طوج ، وشرم على أخيهما إيرج ، فقتلاه ، وقتلا ابنين كانا لإيرج ، وملكا الأرض بينهما ثلاثمائة سنة . ولم يزل أفريدون يتبع من بقي بالسواد من آل نمرود والنبط وغيرهم حتى أتى على وجوههم ومحا أعلامهم ، وكان ملكه خمسمائة سنة ."
وكذلك الملك حردوب فلا ذكر له فى ملوك النصارى ولا غيرهم فى التاريخ المعروف
والملاحظ ان حكاية عمر النعمان والحروب مع النصارى كانت مستوحاة من حروب هارون الرشيد مع نقفور والملكة إيرينى وزوجها وفيمن بعدهم
وفى حكاية الوزير نور الدين مع شمس الدين أخيه ورد التالى
"فقال جعفر: أعلم يا أمير المؤمنين أنه كان في مصر سلطان صاحب عدل وإحسان له وزير عاقل خبير له علم بالأمور والتدبير وكان شيخا كبيرا وله ولدان كأنهما قمران وكان الكبير شمس الدين واسم الصغير نور الدين وكان الصغير أمير من الكبير في الحسن والجمال وليس في زمانه أحسن منه حتى أنه شاع ذكره في البلاد فكان بعض أهلها يسافر من بلاده إلى بلده لأجل رؤية جماله"
ولا يوجد وزيرين أخوين كانا اسمها نور الدين وشمس الدين ويبدو ان الحكاية نسجت على منوال الوزراء أولاد الجمالى وبالقطع لا يوجد تشابه سوى فى الوزراء الاخوة
الزاوية الأخرى التى تناولتها حكايات ألف ليلة وليلة فى الحكام والملوك هى حبهم لانجاب البنين ففى حكاية العاشق والمعشوق قال المؤلف :
"وقال له يا وزير إنه ضاق صدري وعيل صبري وضعف مني الجلد لكوني بلا زوجة ولا ولد وما هذا سبيل الملوك الحكام على كل أمير وصعلوك فإنهم يفرحون بخلفة الأولاد وتتضاعف لهم بهم العدد والأعداد وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم تناكحوا وتناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة فما عندك من الرأي يا وزير فأشر علي بما فيه النصح من التدبير"
وقال "ولا زالت الأيام تجري والأعوام تمضي حتى صار له من العمر سبع سنين، فعند ذلك أحضر الملك سليمان شاه العلماء والحكماء وأمرهم أن يعلموا ولده الخط والحكمة والأدب فمكثوا على ذلك مدة سنين حتى تعلم ما يحتاج إليه الأمر، فلما عرف جميع ما طلبه منه الملك أحضره من عند الفقهاء والمعلمين واحضر له أستاذاً يعلمه الفروسية فلم يزل يعلمه حتى صار له من العمر أربعة عشر سنة، وكان إذا خرج لبعض أشغاله يفتتن به كل من رآه."
وفى حكاية الملك عمر النعمان قال المؤلف "
فلما خرج جلس على المنصة وجليت عليه العروس ثم خففوا عنها ثيابها وأوصوها بما توصى به البنات ليلة الزفاف ودخل عليها شركان وأخذ وجهها وعلقت منه في تلك الليلة وأعلمته بذلك ففرح فرحاً شديداً وأمر الحكماء أن يكتبوا تاريخ الحمل، فلما أصبح جلس على الكرسي وطلع له أرباب دولته وهنئوه وأحضر كاتب سره وأمره أن يكتب كتاباً لوالده عمر النعمان بأنه اشترى جارية ذات علم وخلق قد حوت فنون الحكمة وأنه لا بد من إرسالها إلى بغداد لتزور أخاه ضوء المكان وأخته نزهة الزمان وأنه أعتقها وكتب كتابه عليها ودخل بها وحملت منه.
وفى نفس الحكاية حكاية الملك عمر النعمان نجد فرح عمر النعمان بأولاده خاصة الابن ضوء المكان قال المؤلف :
"مولانا إن أولادك تعلموا الحكمة والأدب فعند ذلك فرح عمر النعمان فرحاً شديداً وأنعم على جميع الحكماء حيث رأى ضوء المكان كبر وترعرع وركب الخيل وصار له من العمر أربع عشر سنة وطلع مشتغلاً بالدين والعبادة محباً للفقراء وأهل العلم والقرآن، وصار أهل بغداد بحبونه نساء ورجالاً إلى أن طاف بغداد محمل العراق من أهل الحج، وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى ضوء المكان مركب المحمل اشتاق إلى الحج فدخل على والده وقال له: إني أتيت إليك لأستأذنك في أن أحج، فمنعه من ذلك، وقال له: اصبر إلى العام القابل وأنا أتوجه إلى الحج وآخذك معي

 

اجمالي القراءات 16283