السفير الكندى نشجع الأقباط على الهجرة.. و"البرادعى" يقود قطارًا لا يعلم إلى أين يتجه.. وشددنا الإجر

في السبت ٠٨ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

السفير الكندى فى ندوة بـ"اليوم السابع": لا نشجع الأقباط على الهجرة.. و"البرادعى" يقود قطارًا لا يعلم إلى أين يتجه.. وشددنا الإجراءات الأمنية حول الكنائس فى كندا بعد تهديدات القاعدة

السبت، 8 يناير 2011 - 13:11

السفير الكندى خلال الندوة السفير الكندى خلال الندوة

أدارها محمد ثروت - أعدها للنشر– ميريت إبراهيم وإبراهيم بدوى - تصوير عصام الشامى

 
 
 

لا نشجع أقباط مصر على الهجرة إلى كندا فليس لدينا تمييز على أساس الدين
وحادث كنيسة الإسكندرية "مأساة كبيرة" ستدفع المصريين إلى الالتفاف مسلمين
وأقباط حول تأكيد وحدة وطنهم، شرط الاعتراف بوجود مشكلة واتباع آليات جديدة للحوار بعيدا عن القمع والعقوبات.. هكذا بدأ السفير فيرى دى كركوف سفير كندا لدى القاهرة حديثه فى زيارة خاصة قام بها لمقر "اليوم السابع" تحدث خلالها عن التوترات الأخيرة التى شهدها الشارع المصرى بعد حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية وتنامى هجرة الأقباط إلى كندا ومستقبل الرئاسة فى مصر وغيرها من الأسئلة التى أجاب عنها فى حوار لا تنقصه الجرأة والصراحة

وصف السفير كركوف حادث كنيسة الإسكندرية بأنه عمل إرهابى وليس طائفيا إلا أنه من الممكن أن يكون فرصة وبداية جديدة لتوحيد المسلمين والأقباط فى مصر لمواجهة الإرهاب والمتطرفين، خاصة لما يتمتع به المجتمع المصرى من تسامح بالغ لا يوجد فى دول مثل باكستان، لأن مصر دولة معتدلة، متدينة وعلمانية
ولديها قاعدة من التسامح يجب تأكيدها واستمرارها وقد عبرنا عن إدانتنا لهذا الحادث الأليم وأرسلنا تعازينا للسيد أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، والشعب المصرى ونتمنى أن تؤتى الجهود التى تبذلها الحكومة المصرية لتفادى أعمال العنف ثمارها فى القريب العاجل.

وشدد السفير الكندى على ضرورة تفهم السلطات الأمنية لردود الأفعال الغاضبة بعد حادث الكنيسة حيث تؤكد باستمرار أن مثل هذه الأحداث لن تتكرر وأتمنى أن يتحقق هدفها ولكن باتباع أساليب الحوار والاحتواء بدلا من القمع وفرض العقوبات.

لافتا إلى أن أولى خطوات مكافحة حالة التوتر الحالية الاعتراف بوجود مشكلة
وأن لأقباط مصر مطالب أعتقد أن الحكومة المصرية تسعى بشكل كبير لتلبيتها إلا أنها لم تصل بعد إلى طموحاتهم نتيجة عدد من الأحداث بينها رغبتهم فى صدور حكم نهائى فى قضية حادث نجع حمادى الذى ربما يساعد كثيرا فى تهدئة الوضع الحالى إضافة إلى ضرورة تحسين العلاقة بين المسجد والكنيسة والفيصل فى النهاية يكمن فى مدى استعداد الشعب المصرى لبذل مزيد من الجهد لمواجهة المتطرفين من أى جانب.

ونفى السفير كركوف تنامى هجرة أقباط مصر إلى كندا كمحاولة من الحكومة الكندية لمساعدتهم على الهروب من الاضطهاد كما يزعم البعض، لافتا إلى أن أكثر فترة شهدت تدفقا ضخمًا لأقباط مصر إلى كندا كان فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر بعد ثورة 1952 كما أن الأقلية المسيحية بكندا تشهد بالفعل نموا مستمرا إلا أننا فى النهاية وكقاعدة أساسية لدى الحكومة الكندية لا نحكم على الناس بحسب ديانتهم والفيصل هو مستوى التعليم ومن الملاحظ لدينا أن مستوى تعليم الأقباط فى مصر أعلى نسبيا مما يؤهلهم إلى الحصول على عدد أكبر من النقاط التى ترفع من فرصهم فى الهجرة.

وقال سفير كندا "ليس لدينا إحصائيات عند المهاجرين من الأقباط أو المسلمين من مصر إلى كندا لأننا لا نحكم على الناس من منطلق ديانتهم مؤكدا أن الإسلام من أكثر الديانات نموا فى كندا فى الفترة الحالية وظاهرة الإسلاموفوبيا لا وجود لها بيننا" لافتا إلى الدور الكبير الذى يقوم به السفير وائل أبو المجد سفير مصر بكندا لتحقيق الانسجام اللازم بين أبناء الجالية المصرية وتحقيق اندماجهم بشكل جيد داخل المجتمع الكندى.

وحول ما يتردد من محاولة إصدار قانون يمنع النقاب فى كندا أكد السفير أنه رغم إيمانه بالحرية الشخصية فإنه من المهم أن يتعرف الناس على من يتعاملون معه فإذا ذهبت لاستخراج أى أوراق يجب أن تكشف عن هويتك.

وأكد دى كركوف أن الحكومة الكندية تولى التهديدات الأخيرة من قبل تنظيم القاعدة تجاه الأقباط اهتماما كبيرا، لافتا إلى أن المجتمع القبطى فى كندا يحظى باحتياطات أمنية عالية وهناك اهتمام كبير بتأمين الكنائس ودور العبادة بعد إعلان القاعدة عن إمكانية استهدافها لبعض الكنائس حول العالم.

واشار السفير إلى وجود تعاون وثيق بين الحكومتين المصرية والكندية فيما يتعلق ببحث سبل التعاون المشترك من أجل مكافحة الإرهاب ونتبادل المعلومات
والمشورة من منطلق الالتزام الدولى من حكومات المقرر أن نعقد مباحثات حول هذه القضية فبراير القادم بالعاصمة أوتوا، كما أن لدينا مجموعات تعمل على مكافحة الإرهاب بالتعاون مع الأمم المتحدة وسوف تزور تلك المجموعات القاهرة فى نفس الشهر.

وعن العلاقات الثنائية بين البلدين أكد السفير الكندى لدى القاهرة على تمتع البلدين بعلاقات وطيدة تهدف إلى تعزيز سبل التعاون والاستثمار من منطلق تقديم الخدمات على كل المستويات بما يتناسب ودور مصر الهام بالمنطقة إلا أننا نركز بشكل أساسى على المشاريع التنموية، خاصة فيما يتعلق بتطوير وتحسين نظم التعليم فهناك ما يقرب من 1500 طالب مصرى يدرسون فى كندا إلى جانب 8 آلاف طالب يدرسون بمؤسسات تعليمية كندية فى مصر، إضافة إلى العديد من الأنشطة الثقافية التى لا تتوقف وتهدف إلى توطيد العلاقات المصرية الكندية وعلى المستوى التجارى والاقتصادى وصل حجم التجارة المتبادل إلى 2 مليار دولار إلا أنه غير متوازن ونأمل فى زيادته خلال الأعوام القادمة وتتركز واردات مصر فى قطاع الزراعة والغذاء بينما تتركز استثمارتنا فى قطاع الأسمدة والغاز والتعدين كما حققنا تطورًا ملحوظًا فى قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
واعتبر القرية الذكية إنجازا كبيرًا للحكومة المصرية كما أن الشركات متعددة الجنسيات مثل شركة أوراسكوم تليكوم حققت نجاحا ملحوظا باستثمارها ما يقرب من 750 مليون دولار فى كندا.

وكشف السفير الكندى بالقاهرة عن استعادته اثنين من المومياوات الفرعونية قال إنها كانت موجودة فى كندا وتمكن من إعادتها إلى الجانب المصرى بالتعاون مع الدكتور زاهى حواس رئيس المجلس الأعلى للآثار الذى تربطنى به علاقة صداقة قوية قائلا " عندما تكون صديقًا لزاهى حواس فأنت صديق للعالم"مضيفا" نشجع الكنديين على زيارة مصر لما تتمتع به من ثروة فى معالمها السياحية التى ربما لا يعرفها المصريون أنفسهم والتى تجتذب الكثير من السياح الكنديين.

لافتا إلى أن الشعب المصرى يتمتع بحميمية عالية قائلا، عملت بسفارات باكستان وأندونيسيا وغيرها من الدول إلا أننى لم أجد هذه الحميمية التى ألقاها من المصريين".


وحول شكوى بعض المصريين من صعوبة الحصول على تأشيرات الزيارة أو الهجرة إلى كندا اعترف السفير دكركوف بوجود مشكلة قائلا "ربما تأخذ الإجراءات وقتا طويلا بسبب قلقنا من بعض من يزورون كندا بهدف الهروب
والإقامة بها بشكل غير شرعى مما يعرض الزائرين الآخرين من ذوى المهارات لبعض الصعوبات فى الحصول على التأشيرة لحين التأكد من نواياهم فى العودة
ويستغرق هذا وقتا ليس قصيرًا وأوضح السفير الكندى أنه على المتقدمين مراعاة عدة أمور بتوضيح سبب الزيارة ومدتها وإثبات نية المتقدم فى الرجوع إلى وطنه وملء الاستمارات بشكل سليم.

وبخصوص طلبات الهجرة، أكد سفير كندا بالقاهرة، لدينا ما يقرب من 3500 مهاجر مصرى سنويا ورغم أننا نرحب بالمهاجرين ونستهدف استقدامهم إلى كندا إلا أن البعض يشكو من طول الإجراءات فربما تحصل على الرد على طلبك بعد ما يقرب من سنتين إلى 4 سنوات، ومازال لدينا طلبات نبحثها منذ عام 2007 وهى فترة طويلة وأعلم أن هذا محبط ونحاول تيسير تلك الإجراءات من خلال موقع الحكومة الكندية والاطلاع على الاشتراطات اللازمة والوظائف والمهارات المطلوبة من خلال نظام يعتمد على رصيد من النقاط حتى يوفر المتقدم الجهد والوقت، لأن لدينا فرص للهجرة كبيرة ونحتاج المزيد من المهاجرين وكلما توافرت المهارات المطلوبة كلما زادت فرص الهجرة.


وحول تقارير جمعيات ومنظمات حقوق الإنسان عن مصر ودعم الحكومة الكندية لها بما يعرضها لاتهامات بالتدخل فى الشأن الداخلى المصرى أكد السفير الكندى أن جمعيات حقوق الإنسان غالبا ما تنظر إلى نصف الكوب الفارغ ويجب أن يدركوا أن لكل مجتمع مشكلات خاصة بحقوق الإنسان وقد حققنا مع السفير وائل أبو المجد الكثير من التقدم فى هذا الملف ولدينا آراء واضحة لا نخشى الإفصاح عنها أبرزها ما أعلن عنه وزير خارجيتنا من تصريح واضح حول ما أصابنا من إحباط بعد الإعلان عن استمرار العمل بقانون الطوارئ وما قيل عن تعديلات فى تطبيقه وقلنا إننا نعتقد أن مصر ستكون أفضل بدونه والقرار فى النهاية يعود للحكومة المصرية.

وأضاف السفير كركوف استطاعت كندا أن تحقق الكثير فى مجال حقوق الإنسان ومصر أمامها طريق طويل لأننا بدأنا ذلك منذ فترة طويلة قبل مصر وجمعيات حقوق الإنسان هامة وحيوية لتبقى الحكومات منتبهة.

وقال كركوف " أعتقد أن "ختان الإناث" أسوأ مظاهر انتهاك حقوق الإنسان فى مصر والذى تكافحه السيدة الأولى سوزان مبارك ود. مشيرة خطاب وزيرة الأسرة بقوة واعتبره أسوأ من قانون الطوارئ لأنه يطبق على 50% من السكان بانتهاكه أبسط حقوق المرأة".

و قال كركوف أعتقد أن ختان الإناث" أسوأ مظاهر انتهاك حقوق الإنسان فى مصر والذى تكافحه السيدة الأولى سوزان مبارك ود. مشيرة خطاب وزيرة الأسرة بقوة،
واعتبره أسوأ من قانون الطوارئ لأنه يطبق على 50% من السكان بانتهاكه أبسط حقوق المرأة".

وعندما سألناه هل ترى أن منظمات المجتمع المدنى تعمل فى مناخ حر فى مصر؟ تحدث السفير الكندى قائلا: أعتقد أن أحد أهم الأمور التى أناقشها غالبا مع الوزير على مصيلحى وزير التضامن الاجتماعى، وجود مخاوف مشروعة لدى الحكومة المصرية حول تمويل المنظمات غير الحكومية، وأعتقد أنه قلق مشروع تماما، ولكن يجب ألا يتم استخدامه، كأداة لمنع تلك المنظمات من أداء عملها، ومازلت أؤكد أن مجتمع المنظمات غير الحكومية لا غنى عنه، ولكن فى بعض الأحيان تلك المنظمات تتجاوز مهام عملها ويصبح لها أيديولوجية معينة، لقد عملت مع تلك المنظمات وغالبًا تكون تلك البيانات العامة التى تصدرها المنظمات تكون مدعومة بكم هائل من المعلومات، لذلك أرى أن المنظمات غير الحكومية مهمة جدا، ويجب على الحكومات أن تساعدهم فى أداء عملهم قدر المستطاع، ولكن مع وجود خطوط إرشادية تحدد ذلك، وأرى أنه ما أن يتم تحديد تلك ذلك يجب أن يفسح لهم المجال لأداء عملهم.

وحول توقعاته لمرحلة ما بعد انفصال السودان، قال دى كركوف: لابد من إيضاح بعض الأمور: أولا انفصال السودان من المرجح أن يحدث، وثانيا: كل الحكومات بما فيها حكومتا الشمال والجنوب فى السودان، والحكومة المصرية وغيرها من الحكومات لديها مصالح رئيسية فى ضمان انتقال السلطة بشكل سلس وألا تسوء الأوضاع خاصة بآبيى ودارفور والجنوب الذى يمثل علامة استفهام كبيرة وحدة، هل ستتمكن (جوبا) من جمع العناصر القبلية وغيرها معا، أم سيفشل تكوين الدولة من البداية أم ماذا؟ لذلك المخاطرة كبيرة، ونضيف إلى ذلك مسألة إدارة موضوع مياه النيل، فهناك ما يمكن إن نعتبره العناصر التى تصنع "وصفة الكارثة" ما لم تتدخل كل الدول المحيطة وتلتزم بدورها، ومصر تعد لاعبا رئيسيا ولديها مصلحة كبيرة فى ذلك، لا يوجد لدى ما أقوله بشأن "تدخل إسرائيل" لأننى رأيت ناسًا يقولون إن أسماك القرش فى شرم الشيخ موجودة بتخطيط إسرائيلى.

واستطرد السفير الكندى قائلا: حساسية مصر إزاء حصتها من مياه النيل أمر نتفهمه تماما، ولا يوجد لدينا أى تساؤل أو تشكيك فى حق الدول الموجودة عند المنبع فى لتطوير بلادهم، ولكن المسألة الحقيقية هنا لها علاقة بالحفاظ على المياه واستخدامها بشكل أفضل، ولو كل دول حوض النيل نفذت أفكارها أو مشاريعها الخاصة بالاستخدام الأفضل للمياه، فصدقونى ستواصل المياه تدفقها على دول حوض النيل، وأنا آسف ولكنى أشجع الدول الموجودة فى حوض النيل، للتطوير فى روح تعاونية، ولا ننسى أن مصر تستثمر بقوة فى السودان فى القطاع الزراعى، فهل يمكن أن تقول إسرائيل وقتها إن المصريين يبتزون السودانيين ولا يجب عليهم فهل ذلك!

يجب أن نكون حساسين تجاه ذلك الأمر، فكل بيان تصدره إسرائيل من الممكن أن يتم تفسيره بشكل مختلف لأن الوضع فى منطقة الشرق الأوسط وعلمية السلام مريع، ولكن لابد أن ننظر له بشكل يعكس وجهة نظر الآخر، لأنه لو تلك المشروعات تتيح استخدام أفضل للموارد المائية على المدى الطويل، حيث يجب أن يطور كل جانب من الطريقة التى تتيح له استخدام أفضل لموارده.

وأضاف: أعتقد أن هناك فرص وجود مهاجرين جنوبيين يعيشون بالشمال سينتقلون إلى الجنوب، ومصر لديها حوالى 2 مليون سودانى، ومصر كريمة فى هذا الشأن فالسودانيون لا يحتاجون لتأشيرة دخول، أعتقد أن الأمر يتعلق بعدم الاستقرار أكثر من كونه يتعلق بالأمن، فالمنطقة تعانى عدم الاستقرار بسبب عملية السلام بالشرق الأوسط، وغيرها، ومصر لاعب قوى، وأعتقد أن السلطات المصرية تدرك أن قطار الانفصال قد غادر محطة السودان بالفعل، وأن الأمر الآن يدور حول كيفية التعامل مع انتقال السلطة، ولونظرنا إلى الصور التى تجمع الرئيس مبارك، والرئيس البشير، والرئيس القذافى، فهى تعبر عن كون هؤلاء ملتزمين بجعل عملية انتقال السلطة تتم بشكل سلس؟

وحول الدور الكندى فى دولة الجنوب القادمة أوضح دى كركوف أن بلاده تستثمر 700.50 مليون دولار، فى السودان بشكل عام، فى عملية السلام بالسودان، وغالبا يتم ذلك من خلال مؤسسات دولية، فهناك التزام قوى من جانبنا للتأكيد أنه فى حدوث انتقال سلس للسلطة هناك فى حالة تم ذلك، وهذا يتضمن أيضا دول حوض النيل والمشاورات التى ستتم فى العاصمة الكندية أوتاوا فى فبراير القادم ستتضمن مناقشة مع المصريين حول مصالحهم، فنحن نتفهم موقف مصر من مياه حوض النيل، ولو نظرنا إلى المصالح الإستراتيجية لمصر سنجد أن النيل هو رقم (1) فى تلك المصالح فعملية السلام بالشرق الأوسط مهمة وحرجة وكل هذا ولكن مصر وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل قد لا تكون العلاقات عظيمة بسبب عدم قيام إسرائيل بالتحرك تجاه دفع عملية السلام ولكن ما تريده مصر هو أن تضمن أن التطرف الموجود فى غزة لا يصل إلى الأراضى المصرية، وهذا أهم شىء فى الموضوع، ولكن هذا لا يعد شيئا مقارنة بما يحدث فى السودان التى تعد قضية النيل جزءا منها، نحن دورنا مختلف وكوننا جزءًا من مبادرة حوض النيل، فنحرص على تعزيز مناهج مختلفة للحفاظ على المياه وترشيد الاستهلاك تكون بشكل تعاونى.

- شهدت مصر حراكاً سياسياً كبيرًا فى الفترة الماضية، ولكن العديد من منظمات المجتمع المدنى العاملة فى هذا المجال تلقت اتهامات بأنها تنفذ أجندة خارجية وفقا للتمويلات التى تتلقاها من الخارج، وقد طالبت الحكومة المصرية دوما الدول المانحة بعدم التدخل فى الشأن الداخلى المصرى، عن طريق منظمات المجتمع المدنى، كيف ترد على تلك الاتهامات؟

وحول تمويل كندا لمنظمات حقوق الإنسان أوضح السفير الكندى أن التمويل الذى نوجهه لمنظمات المجتمع المدنى يركز على التطوير، وقد أنفقنا 15 مليون دولار فى مجال التعليم، طورنا عددًا من المدارس لتعزيز قوى المجتمع والقدرات لدى الطلبة وإدارة المدارس فلو تلك الأمور تعد أمورا ثورية، فأننى سعيد بكونى ثورياً، فنحن نركز على التطوير، وعملنا بقوة مع المنظمات غير الحكومية فى مجال المساواة بين الجنسين وسأكافح ضد أى حكومة تناهض تلك المساواة، وأعتقد فى رأيى الشخصى أن هذه القضية تعد هى الأهم، حتى أنها أهم من قانون الطوارئ، لأنى أعتقد أن تمكين الأشخاص هو الأساس لكل شىء، ويثار موضوع تمويل تلك المنظمات عندما يكون هناك تمويل لأحد المنظمات التى لا تقبلها الحكومة، وفى تلك الحالة لا نقوم بتمويلها بما أن الحكومة المصرية لا تقبل ذلك، حيث هناك تمويلات صغيرة نخصصها للمنظمات والمشروعات الصغيرة.

- وعن دور كندا فى عملية السلام، وما إذا كانت بلادكم تنوى الاعتراف بدولة فلسطين، على غرار ما فعلته بوليفيا والبرازيل؟ أشار دى كركوف إلى أن موقف الحكومة الكندية واضح جدا بشأن عملية السلام، وقد قمنا بدعم كل قرارات الأمم المتحدة التى اتخذت بهذا الشأن، وندعم وجود دولتين مستقلتين تعيشان جنبا إلى جنب فى سلام وأمن، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين والحلول التى قدمت بشأن حق العودة، ونأمل أن يحدث ذلك فى أسرع وقت ممكن لنرى دولة فلسطين عضوا بالأمم المتحدة، ولدينا بعثة دبلوماسية كندية فى رام الله، ولكن ليس لدينا سفارة لأنه حتى هذه اللحظة لا يوجد ما ندعوه بدولة فلسطين، لذلك نحن فى هذه المرحلة لا نعترف بدولة فلسطين، لأنها ليست موجودة، وهذا وضع نشعر بالأسى تجاهه لأن الوضع يسوء ولكننا لا يمكن أن نعترف بدولة قبل قيامها، ولكننا ملتزمون بعملية وجود تلك الدولة، ونشدد على أن المستوطنات غير شرعية، وأكررها غير شرعية بالمرة.

- وحول الاتهامات الموجهة لكندا بأنها تتبع الولايات المتحدة خاصة فيما يتعلق بعملية السلام والقضايا المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، وحتى فى موقف كندا من الحرب على العراق؟

قال السفير الكندى: بالعكس هذا أمر خاطئ تماما فيما يتعلق بالحرب على العراق، فالضغط الذى واجهته حكومتنا لتشارك فى الحرب على العراق كان هائلا ورئيس حكومتنا قال بشكل واضح "لن نشارك"، وفيما يتعلق بالمواقف الأخرى التى قد تتطابق مع مواقف الولايات المتحدة، ففى المؤشرات الخاصة بالتصويت على قرارات الأمم المتحدة ستجد أن هناك اختلافا فى الرأى حول الكثير من القضايا التى تتعلق بالشرق الأوسط، لأنه بالنسبة للولايات المتحدة التصويت بـ"لا" هو أمر منهجى، ولكن بالنسبة لنا أحيانا نصوت بـ"لا" وأحيانا بـ"نعم"، والقضية الرئيسية بالنسبة لنا ليست فى اتباع الرأى الأمريكى لأنه نابع من الولايات المتحدة ولكن اتباع مصالح الإستراتيجية والمصالح الخاصة بسياستنا الخارجية، وقلقنا فى أغلب الأحوال أنه داخل الأمم المتحدة، بعض القرارات التى تكون متوازنة يمكن أن تتحول فجأة لتكون مناهضة لإسرائيل، ونحن نجد هذا غير عادل، لأننا ملتزمون باتباع منهج متوازن والذى يتضمن احترام حق إسرائيل فى أن تنعم بالأمن، ولذلك عندما حدث اقتحام غزة قلنا إن تلك الصواريخ التى أطلقت من غزة هى التى استفزت إسرائيل.
60 عاما من الانتظار مدة طويلة جدا، ووزير الخارجية، قال منذ 60 عاما صوتنا لإنشاء دولة فلسطين وحتى الآن لا توجد دولة فلسطينية.

وعلق دى كركوف على تسريبات ويكيليكس، قائلا: أحد الصحفيين قال تعليقا على ويكيليكس إن الدبلوماسيين يكتبون تحليلات جيدة ومتعمقة، وهذا لابد من الاعتراف به، هذا يظهر أن الدبلوماسيين والإعلاميين يقومون بنفس الوظيفة فنحن نحلل ونعرض الحقائق الموجودة لدينا من أجل تقديم صورة واضحة، لا أعتقد أن هناك ضرراً كبيراً حدث بسبب تسريب تلك الوثائق، لو نظرنا للمخطط الأكبر للأمور سنجد أنه لا يوجد ضرر كبير، ولكن الضرر الأكبر الذى نتوقع حدوثه، أنه سيكون هناك أثر سلبى على أمر واحد، حيث من الممكن أن تقوم بعض الدول بتقليل المساحة المتاحة للولوج إلى المعلومات، رغم أننا نسعى إلى أن نكون أكثر شفافية.

وعندما فاجأت "اليوم السابع" السفير الكندى بسؤاله: هل التقيت بمحمد البرادعى؟ أجاب دى كركوف قائلا:
نعم وقضيت معه 90 دقيقة رائعة.

وكشف دى كركوف عن أسرار لقائه البرادعى قائلا: تحدثنا حول رؤيته للدولة، والمنهج الذى يتبعه للوصول إلى تلك الرؤية، وأريد أن أكون واضحا وحريصا فى ما أقوله حول هذا الرجل الذى أعجب به كثيرا، حيث يمكننى القول إنه تم دفعه، جذبه ليقود قطارًا، لم يكن يعلم أنه موجود فى الأصل، ولا يعلم إلى أين يتجه، وأعتقد أنه أمر رائع أنه قال من قبل إنه كان ينوى إلقاء عدة خطابات فى مصر، ثم يذهب إلى فرنسا ليعيش بمنزله هناك، وأنا مقتنع أنه لم يكن ينوى الترشح للرئاسة، ولكن مجرد تحريك الساحة فى مصر، ولا أعتقد أن هناك أى شخص فى المناصب العليا فى مصر لا يكن له الاحترام، ربما لا يؤمنون بمشروعه، ولكنه شخص محترم جدا وأنا أحترمه كثيرا، ومتواضع ويريد الأفضل لبلاده، وليس لمجده الشخصى، فقد حقق الكثير بالفعل لذاته، وكان ممثلا دبلوماسيا لمصر فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى أوقات صعبة.

- ورفض السفير الكندى الإجابة عن سؤال "اليوم السابع": عن مستقبل الرئاسة فى مصر؟ قائلا:
ستعلمونه فى سبتمبر 2011

لكن دى كركوف استطرد قائلا: الديمقراطية ليست أمرا ينبع فجأة، فكندا دولة ديمقراطية دون أدنى شك، ولكنها هل هى ديمقراطية حقيقية؟ هل هى ديمقراطية مثالية؟ لا أعلم، كنت أناقش مع عدد من أعضاء الحزب الوطنى الديمقراطى البارزين، وكنا نناقش عملية التغيير فى الانتخابات الأخيرة، وفكرة اختيار أعضاء الحزب الذين سيتم ترشيحهم لخوض الانتخابات وعدم الإعلان عن النتائج حتى آخر لحظة، فالديمقراطية مصطلح نسبى وربما يكون مستوى الديمقراطية هنا قد لا يكون على نفس المستوى الكندى، وهذا أمر واضح، ولكن يبدو أن تحقيق الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط غير المستقرة أمر رئيسى فى أعين الحكومة المصرية، وهو أمر يعود للمصريين لتحديد ما إذا كان ذلك من أولوياتهم أم لا، وأستطيع القول إن هذا يعد بالفعل أحد الأولويات فى المنطقة.. مضيفا تحدثت من قبل مع السفير كارم محمود، وقد أظهر إيماناً قوياً بأن ما يفعلونه يمثل تقدما كبيرا فى العملية الديمقراطية، ومن الواضح أن هناك أشخاصًا فى مصر يعملون من الداخل وآخرون من الخارج، ولكن فى رأيى بمرور الوقت ستتطور الأمور ليصبح هناك مجتمع مفتوح بشكل أكبر، وذلك على غرار التطور الذى حدث فى القطاع الاقتصادى فى مصر، ففى النهاية العوامل الاقتصادية تقود عملية التغيير، ولكن عملية التغيير بالمنطقة والقابلية للتطوير، والخلفيات الثقافية المختلفة ربما تشكل صعوبة أكبر لتسريع عملية التغيير، وأن الاستقرار سيأتى مع التطور.




السفير الكندى يستمع إلى أسئلة "اليوم السابع" باهتمام شديد
 

 

 

اجمالي القراءات 6775