وربما يتعين علينا-من جهة أخرى- طرح بعض التساؤلات التي تكشف في يُسر قصور العقل البشري , وهي تساؤلات بحث فيها علماء من عالم (الكَفَرَة!) , ووهبوا حياتهم للإجابة عنها : لماذا يوجد الكون ؟وهل ما نراه حولنا لا يتواجد فعلا إلا داخل عقولنا وليس له أي واقع آخر خارجها؟ وهل الواقع الذي ندركه بحواسنا التقليدية هو الواقع الحقيقي فعلا؟ إن ما نراه قد لا يكون الحقيقة,وربما كان واقعنا مجرد وهم. وليس بالضرورة أن يكون الفكر السائد صحيحا,فكم هو ضخم ذلك الميراث الذي آل إلينا من أسلافنا الجهلاء, كما أن أكثر ما نعرفه مفروض علينا من قِبل بيروقراطية علمية متسلطة لا تقبل الأفكار الجديدة. فهل يمكن , مثلا , للكل - وليس البعض - تصور بعض ما جاء في النظرية النسبية الخاصة "لآينشتين" من أنه لو تحرك جسم بسرعة الضوء فسيكون طوله صفرا, وزمنه صفرا , وكتلته ما لا نهاية ؟ وإذا تحرك قضيب طوله مترا بسرعة 50% من سرعة الضوء, فسيصبح طوله 86 سنتيمترا فقط , وإذا تحرك بسرعة 99% من سرعة الضوء , يصبح طوله 14 سنتيمترا فقط . كذلك كان " آينشتين" قد وحَّد بين الزمان والمكان , وأنه لا زمان بلا مكان , ولا مكان بلا زمان , وسمى المُدْمَج الجديد (بالزمان - مكان) , أو متصل (الزمكان), ووصفه بأنه –أي الزمكان- منحن , وتم التحقق من ذلك عمليا من واقع ملاحظة مدارات كوكب عطارد. كذلك وحَّد بين المادة والطاقة وأثبت أن أيهما هو صورة للآخر, وانتهى إلى التوصل إلى شفرة تحويل أحدهما إلى الآخر, الأمر الذي أدى إلى اختراع الأسلحة الذرية والنووية.وهل الكون منحن شأنه في ذلك شأن الزمان والمكان؟ وهل الفضاء الكوني نسيج من الخطوط المقوسة المنحنية التي لا تعرف الاستقامة؟ وما موقف القرآن الكريم من مثل هذا الكلام الذي قد يعتبره الجاهل مجرد كلام فارغ؟ ولماذا نعتقد أن ما نعرفه هو الأفضل؟ فالناس عادة ينزعون إلى الإيمان بحقائق يظنونها أبدية , ويجدون صعوبة بالغة في التحول عنها أو تجاوزها. ولما كان من الصواب عدم جواز الاعتقاد بصحة أمر ما , ما لم يتح فحصه والاستيثاق منه بالتجربة والبرهان , فإننا نورد الأدلة العقلية والعلمية والعملية على ما ذهب إليه العلماء "الكفار". كانت هذه قراءة أولية لما سنورده بالتفصيل لاحقا ,على نحو مشفوع بالدليل والبرهان حتى نشد وثاق المعاني إلى عقلك فلا تنسى , وعلى الله تعالى قصد السبيل .