.
كتاب القرآن بين المعقول واللامعقول -المقال الرابع- ليس صحيحا أن يوم القيامة يشمل دمار الكون كله

نبيل هلال في الأحد ٢٠ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

لقد ظن الإنسان المغرور أنه خليفة الله في أرضه !( لما قال الله تعالى للملائكة :"إني جاعل في الأرض خليفة"  كان المقصود هو خلق نوع جديد معدَّل من الخلق (يخلف) النوع السائد وقتها وهو (البشر),لكن مفسري التراث زعموا أنها (خلافة )لله ذاته , وساد هذا المعنى وذاع )    ولم يعلم الإنسان أن موقعه في الفضاء لا يمنحه دورا متميزا , فنحن نعيش في "الأرياف الكونية" , ولا موقعه في  الزمن يعطيه أيضا دورا مميزا , فنحن وافدون جدد على الكون . والحقيقة هي أن الكون لم يُخلق من أجلنا- وإن كانت بعض عناصره مسخرة لنا- فالكون سَبَبُ وجودنا ولسنا سبب وجوده. والإنسان مجرد نوع واحد من حوالي 30 مليون نوعا من الكائنات الحية على الأرض (حيوانية ونباتية). لقد جرح العلمُ كبرياءَ الإنسان الموهوم بعظم أهميته في الكون .   وظن الإنسانُ مركزيةَ الأرض , ولما خاب ظنُّه ,عاد فظن   الشمس هي مركز الكون , ثم عَلِم بعد ذلك أن الشمس مجرد نجم متوسط من مئات البلايين من مثيلاتها. فعاد وظن أن مجرَّته , مجرة درب التبانة , هي  الوحيدة في الكون , ثم علم لاحقا أن مجرته واحدة من نحو مئة مليار مجرة,ذلك ما تم اكتشافه بالأجهزة  المتاحة حاليا .وربما زاد الأمر على ذلك بكثير مع استحداث آلات أكثر دقة.   إن الإنسان الذي توهم أنه مخلوق مركزي يدور الكون كله في فلكه , لم يكن ليظن غير أن دمار كوكبه هو دمار الكون بأسره , وأن يوم قيامة الأرض هو قيامة الكون بأسره! في حين أن الحقيقة والحق خلاف ذلك , فلن يكون يومُ القيامة شاملا للكون كله , هذا ما أُريد لنا تصديقه! وسنقدم الدليل لاحقا على فساد هذه الفكرة. ولا ريب أن ذلك أمر يجزع له أنصار القديم جزعا شديدا , إذ يهدم لهم جزءا عزيزا من معتقدهم . وأعلم أن من يقول قولنا يكون قد اقترب من المواضع التي إن دنا منها أصابه الرجم .لكن الله تعالى يعلم منا موقع النية وجهة القصد.  انتهى المقال الرابع ويليه الخامس -بتصرف من كتابنا (القرآن بين المعقول واللامعقول)-نبيل هلال هلال

اجمالي القراءات 11144