بالأمس أصدر محكمة الجنح حكما قضائيا بحبس المحامي خالد الشطي بتهمة ازدراء مذهب ديني (داعش) !! وبعد هذا الحكم وردود الفعل التي انبثقت على الساحة الكويتية -وبالأخص الشيعية- ارتأيت الكتابة حول بعض الأمور قاصدا التوضيح والتنبيه لعلنا نستفيد..
خالد الشطي ومنذ ظهوره على الساحة السياسية ونهوضه بأتعاب التصدي للتيارات الإقصائية وتجفيف المنابع الإرهابية استخدم مصطلحات اعتبرها السذج والجهلاء جديدة وغريبة، كالاضطهاد والمنهج التكفيري، وشحذت الاحزاب همم قطعانها للاستخفاف بمثل هذه المفردات وإلباسها ثياب "المبالغة" ، وسخروا الجهود بمختلف الطرق لضرب المحامي خالد الشطي!! هم يعلمون صدقه ويدركون إخلاصه!! ولكن خوفهم من تنامي فكره مستقبلا وانتشار منهجه بين الناس، الأمر الذي يعري قيادات الأحزاب ويسحب البساط من تحت أرجلهم!! ويهدم أهدافهم ويمزق مصالحهم!!فكانوا يروجون بأنها كلماتٌ خاوية وضربٌ من الجنون و (تطرفٌ طائفية) حتى لا يلتفت له احد!! وتظل الساحة بأغلبيتها رهينةً لهم وكعكةً يتقاسمونها بينهم!!..
تتبعي لهذا المنهج بعيدا عن ضوضاء الماكينات الاعلامية للأحزاب والتيارات أثبت لي بما يقطع الشك باليقين بأن هذا الرجل محارب بشكل كبير و (غريب) حيث انني بهذا العمر لم اجد شخص يتعرض لكل هذا الهجوم وبشكل واضح من قبل تيارات (سلفية ؛شيعية؛اخوانية؛حكومية) حتى ينحسر فكره بين مؤيديه وخاصته ولا ينتشر!! بل انهم سعوا مرارا وتكرارا لتجريد المحامي من المؤيدين والمؤمنين بهذا المشروع الخالص لوجه الله تعالى..
ومع تنامي الفكر (رغم ما تكبده من مشقة وواجه من صعوبات) وانتشاره بشكل أكبر بعد ازدياد مواقع التواصل الاجتماعي..وبعد أن كتب له النجاح والدخول لمجلس الأمة والمواجهة تحت قبة البرلمان، بدأت مرحلة جديدة من التسقيط وجولة أخرى من الحرب حتى اصبح الضرب اعنف واكبر!! ورغم نجاحه في الفترة القصيرة من عمر المجلس المبطل (اغلاق الجمعيات المساندة للارهاب .. وذكر .. منفذ العبدلي ..الخ) إلا ان السلطة استطاعت اخفاء دوره بعزله اعلاميا والتقليل من دوره وجهده، عبر عملائها من مختلف التوجهات والمذاهب!! وبالتعاول مع عملاء استخباراتٍ خارجية كالوا له التهم الكيدية ووصل بهم الأمر إلى المطالبة (بإعدامه)!! هذا لم يحدث لاي ناشط سياسي منذ استقلال الكويت مرورا بتحريرها ووصولوا إلى تغلغل التكفيريين في الأماكن الحساسة في مؤسساتها!! إن القادم أمر وأدهى واكثر ترويعا وقمعا!! ولكم ان تتابعوا لتعرفوا كيف تدار الامور ضده في المحاكم ..
في النهاية هذه دعوة الى الاستقامه والوعي من مواطن كويتي لم تجرفه أمواج الاعلام الموجهة ولم يخدع بسراب الاحزاب الخاوية بل نظر بعين العقل الى ما يحاك ضد هذا الرجل الذي دافع عن خصومه السياسيين قبل اصدقائه قاصدا وجه الولاية الحقة التي جمعتنا.. إنه رجلٌ بحثت السلطة عن (مفتاحه) فوجدته حرا لا يتبع الا دينه وعقله فهي اليوم تراهن على عزله اجتماعيا ومن ثم عزله سياسيا حتى لا يسمع هذا الصوت الذي لطالما كان نشازا لها عندما يصدح بالحق ويطالب بالحقوق والمكتسبات المشروعة..