الإعلام الإسرائيلى فى لهجة تهكمية وساخرة: المصريون والعرب يحملون الموساد كل مشاكلهم للتغطية على فشلهم.. ويصف "قرش شرم الشيخ" و"نسر السعودية" بـ "حكايات ألف ليلة وليلة"
الخميس، 6 يناير 2011 - 14:21
كتب محمود محيى
استنكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ مساء أمس وحتى اليوم الخميس، الاتهامات المصرية والعربية بوسائل الإعلام المختلفة لتل أبيب بأنها تقف وراء أى أزمة فى العالم العربى، وخاصة فى الفترة الأخيرة بعد الاتهامات المصرية لإسرائيل بالتسبب فى هجمات أسماك القرش الأخيرة بمنتجع شرم الشيخ بسيناء، وأخيرا بالتجسس على السعودية عن طريق طائر "النسر".
وأشارت الإذاعة العامة الإسرائيلية إلى أن قوات الأمن السعودية احتجزت منذ عدة أيام نسرا، وصفته الإذاعة بـ "البائس"، وأن كل خطيئته أنه كان يحمل جهاز بث من نوع GpS وخاتما منقوشا عليه عبارة "جامعة تل أبيب" بالعبرية، مضيفة أن جهات رسمية سعودية اشتبهت بأن النسر البائس ليس إلا جاسوسا يعمل لحساب الموساد الإسرائيلى لا أكثر ولا أقل.
ووصفت الإذاعة العبرية القصة التى تداولتها وسائل الإعلام السعودية والمصرية فى الفترة الأخيرة بأنها ليست إلا حكاية أخرى من حكايات "ألف ليلة وليلة" لتشكل دليلا آخر على الخيال الخصب لدى قوات الأمن فى الدول العربية، النابع من الخوف من الذراع الطويل لأجهزة المخابرات الإسرائيلية "الموساد" على حد زعمها.
وأضافت الإذاعة العبرية بجانب القناة العاشرة من التلفزيون الإسرائيلى بأن هذه القصة تأتى بعد مضى نحو شهر منذ نشر المصريين نبأ يفيد بأن ظهور أسماك القرش المفترسة فى شرم الشيخ بجنوب سيناء هو مؤامرة من "الموساد" الإسرائيلى أيضا.
وقالت وسائل الإعلام العبرية إن الجهات والدوائر الأمنية السعودية تتجاهل حقيقة بسيطة، وهى أن النسر المسكين ليس إلا طيرا "محجّلا" أى خضع لعملية تحجيل الطيور لغرض البحث العلمى، موضحة بأن عملية "التحجيل" هى عبارة عن وضع حلقة معدنية أو خاتم على ساق الطير بعد الإمساك به ونقش رمز خاص ورقم تسلسلى، وكذلك اسم المؤسسة التى تجرى البحث العلمى، ومن ثم إعادة إطلاق سراح الطير إلى الطبيعة.
وأضاف الإعلام الإسرائيلى أن عملية "تحجيل الطيور" تأتى للأغراض العلمية والبحثية، والتى تهدف إلى التعرف على هجرة الطيور وتتبّع مساراتها، وذلك بتقنية التعقب بنظام تحديد الموقع بالقمر الصناعى من خلال تركيب جهاز تعقب وبثّ خاص على الطير المعروف باسم الـ "GpS".
وعن طائر النسر الذى وصفته الإذاعة العبرية بالبائس ورقمه R65 قالت عنه إنه جرى تحجيله فى إسرائيل لأغراض البحث وركب عليه لهذا الغرض جهاز تعقب وإرسال، وتم الإمساك به بالقرب من "بيت شيخ" فى بلدة "حايل" فى السعودية، مضيفة بأنه قد أصيب الأشخاص الذين أمسكوا بالنسر بذهول عندما اكتشفوا أن على الخاتم حول ساقه منقوش باللغة الإنجليزية اسم جامعة "تل أبيب"، وأن مصدر الشارة التى ألصقت به يعود إلى إسرائيل، زاعمة بأن الضجة المفتعلة أثارها جهاز البث الذى بسببه اشتبه السعوديون بأنه جهاز تجسس، ولهذا فقد سارعوا إلى نقل النسر المسكين إلى أجهزة الأمن السعودية.
ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن مراقب عربى فى سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية قرأ فى موقع سعودى على الإنترنت نبأ القبض على النسر فرفع تقريراً عن ذلك للمسئولين عنه، ورد عليه، أوهيد هتسوفيه خبير الطيور فى سلطة الطبيعة الإسرائيلية قائلا: "لقد أصبت بذهول حين اكتشفت التقارير فى وسائل الإعلام السعودية، إن الشخص الذى قام بتركيب جهاز البث على النسر هو، أور شبيجل، الذى يعكف على رسالة للدكتوراه من الجامعة العبرية فى القدس، وهذا الجهاز لا يقوم إلا بالتقاط وتخزين معلومات أساسية عن مكان وارتفاع وسرعة طيران النسر.
وأضاف عالم الطيور الإسرائيلى أن هذه المعلومات تستهدف دراسة تصرف النسور المهددة بخطر الانقراض بشكل أكثر نجاحا، والآن يدفع هذا النسر البائس الثمن لا لشىء إلا لأنه كتب على خاتمه "تل أبيب يونفيرستى"، مضيفاً "أن هذا شىء محزن، فضلاً عن ذلك يحتمل أن يكون هذا النسر أردنيا أو تركيا، ولم يقض إلا جانبا من حياته عندنا فى إسرائيل، ويحدونى الأمل فى أن يتم الإفراج عنه لأنه مسكين هناك"، على حد قوله.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنه قبل حوالى شهر ذهب محافظ جنوب سيناء اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، بجانب دوائر شعبية ورسمية مصرية بهم الخيال إلى حد طرح فرضية وقوف جهاز المخابرات الإسرائيلى "الموساد" وراء حوادث هجمات أسماك القرش المتوحشة والمفترسة على السياح الأجانب فى منتجع شرم الشيخ وسواحل البحر الأحمر، وقيام الموساد بزرع مجموعة من أسماك القرش المهجنة جينيا فى مياه الشواطئ البحرية المصرية فى مؤامرة لضرب السياحة المصرية.