المركز العالمى يستنكر القبض على 25 شخصا من القرآنيين فى السودان

آحمد صبحي منصور في السبت ١٢ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

1 ـ جاءت الأنباء يوم الخميس العاشر من ديسمبر 2015 بأن نظام البشير قد إعتقل 25 شابا بتهمة الانتماء للفكر القرآنى واتهمهم بالردة عن الاسلام والتى يعاقب عليها القانون السودانى بالاعدام بموجب المادة 126 من قانونهم الجنائى وفق قوانين الشريعة الوهابية المطبقة فى السودان منذ عام 1983 .  وصدر الاتهام بعد عدة جلسات في الأسبوعين الماضيين ، مثل خلالها سبعة وعشرون رجلا من طائفة القرآنيين ، وقرر القاضي في جلسة الأربعاء شطب الاتهام عن اثنين من المجموعة التي اعتقلتها الشرطة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي

وقال القاضي مخاطبا المتهمين "أتهمكم بأنكم تعتقدون بأفكار مخالفة للمعتقدات الإسلامية وتجاهرون بها في الساحات العامة (...) لقد خالفتم القانون الجنائي السوداني .".!.هذا بينما يؤكد الدفاع أن المتهمين "غير مذنبين " وأنهم يمارسون حقهم في حرية الاعتقاد والعبادة المكفولة بموجب الدستور والمواثيق الدولية والإقليمية التي وقع عليها السودان " . وتقول الأنباء أن غالبية المتهمين من صغار السن، وظلوا هادئين أثناء جلسة المحكمة التي انعقدت وسط إجراءات أمنية مشددة . وقد وقف أفراد من شرطة مكافحة الشغب خارج قاعة المحكمة حاملين هراوات بينما قام ضباط بتفتيش الداخلين إلى قاعة المحكمة . وأنه ستعاود المحكمة الانعقاد الإثنين المقبل حيث سيقدم الدفاع عن المتهمين مرافعته .

2 ــ والمركز العالمى للقرآن الكريم الذى يدافع عن حقوق الانسان ويدعو للإصلاح والديمقراطية والحرية المطلقة فى الدين للجميع ـ وإن كان يستنكر هذا الاجراء المتعسف من نظام البشير إلا إنه لا يستغرب حدوثة من البشر المطلوب جنائيا أمام المحكمة الدولية والذى اضاع نصف السودان وأقام لأهله المذابح فى دارفور وغيرها ، هذا بالاضافة الى تنامى الدعوة الاصلاحية داخل المجتمع السودانى بدرجة اقلقت هذا الطاغية فسارع بهذا الإجراء لارهاب القرآنيين المصلحين المسالمين .

3 ــ إن مطاردة وإرهاب القرآنيين عادة سيئة فى مصر والسودان والسعودية والجزائر وأفغانستان وباكستان وبقية دول الاستبداد فى الشرق الأوسط  التى تدين بالوهابية السنية المتشددة . وهو نفس الدين الأرضى الذى تطبقه داعش . ولقد قامت داعش بقتل ثلاثة من القرآنيين كانوا على تواصل بنا ، ولا يزال داعش يتتبع القرآنيين فى مناطقه . الفارق بين تلك النظم السياسية الوهابية وداعش أن داعش يقتل بلا قانون وبلا محاكمة بينما تقيم تلك الأنظة الاستبدادية محاكم صورية لتقتل إصلاحيين مسالمين يمارسون حقهم الاسلامى الأصيل فى الدعوة الى الحرية السياسية والحرية الدينية والعدل للجميع .

4 ــ إن من سوء حظ القرآنيين الاصلاحيين المسالمين أنهم يواجهون سلميا قوتين طاغيتين : النظم الارهابية الديكتاتورية والمنظمات الارهابية الوهابية المعادية لتلك النظم المستبدة ، وهما معا يختلفان فى كل شىء ولكن يتحدون معا ضد القرآنيين . والقرآنيون المضطهدون المسالمون المصلحون لا يجدون عونا من العالم الحُرّ . هذا بينما يظل الخلاص من داعش وثقافتها الدينية مرتبطا بالفكر القرآنى الذى يحارب الوهابية من داخل الاسلام .  

اجمالي القراءات 10872