المجلس الملي يرفض استقبال المسلمين في قداس الميلاد.. ومطالب بمحاكمة العوا وعمارة
اتساع مظاهرات الاقباط وهتافات ضد مبارك والعادلي والبابا شنودة يطالب الدولة بالعدالة في قضية بناء الكنائس
2011-01-04
|
القاهرة ـ 'القدس العربي' من حسام أبوطالب: اتسعت مظاهرات الاقباط الغاضبين في مصر امس احتجاجا على مجزرة الاسكندرية التي راح ضحيتها 23 قتيلا، وامتدت الى محافظات عديدة في انحاء البلاد. وتخللت المظاهرات مواجهات عنيفة مع قوات الشرطة اسفرت عن وقوع العديد من الجرحى.
وقالت مصادر في مديرية الصحة بمدينة الإسكندرية المصرية امس الثلاثاء، إن عدد ضحايا تفجير كنيسة قبطية بالمدينة في أول أيام العام الجديد ارتفع إلى 23 قتيلا بعد وفاة مصاب. وقال مصدر كنسي في الإسكندرية إن المتوفى يدعى صبري فوزي ويصا (43 عاما) وكان يعمل صيدليا. جاء ذلك فيما أعلن الملياردير المصري نجيب ساويرس، عن رصده لمبلغ مليون جنيه مصري نقداً مكافأة لمن يدلي بمعلومات تقود الأجهزة الأمنية لإلقاء القبض على مرتكبي أو مدبري حادث كنيسة القديسين بالاسكندرية. وقال المحققون ان الاعتداء كان يمكن ان يكون اكثر دموية لو كان الانتحاري قد تمكن من دخول الكنيسة، كما كان ينوي على الارجح، وقت قداس رأس السنة. واكد المحققون الثلاثاء ان الجاني كان يريد دخول الكنيسة قرب نهاية القداس، الا ان وجود رجال الشرطة امام بابها حال دون ذلك. وفي النهاية فجر الانتحاري نفسه بحزام ناسف، يحوي ما بين 10 الى 15 كلغ من المواد الناسفة، بينها مسامير وكرات حديدية، بعد منتصف الليل بقليل مع بدء خروج المصلين من الكنسية. ولم تعلن اي جهة بعد مسؤوليتها عن التفجير، الا ان النظام يرى 'اصابع خارجية' وراء هذا الاعتداء، حتى وان كانت العناصر الاولى للتحقيق تقول ان العبوة محلية الصنع. وقد اثار هذا الحادث عدة مظاهرات غاضبة للاقباط في القاهرة والاسكندرية تخللتها احيانا صدامات مع الشرطة اوقعت عشرات الجرحى. وفي إطار المواجهات والمظاهرات اليومية التي يطلقها الأقباط الغاضبون أصيب ضابطان و12 شرطياً في ميدان شبرا، وتجمع ما يزيد على خمسة آلاف قبطي محملين بالحجارة في مواجهة أفراد الشرطة الذين يلتزمون التعليمات الموجهة إليهم بمنع التعرض للمتظاهرين الأقباط الذين حطمواعدداً من سيارات الشرطة وسيارات خاصة تصادف وجودها في المكان، فضلاً عن الهجوم على عدد من المؤسسات والأبنية. غير أن صمت قوات مكافحة الشغب لم يدم طويلاً، خاصة مع انطلاق الهتافات الداعية لإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي ومحافظ الإسكندرية. واشتعل الموقف حينما طالت الهتافات الرئيس مبارك ونجله، منها 'يا جمال قول لأبوك.. الأقباط بيكرهوك'، 'يامبارك يا طيار.. قلب القبطي مولع نار'. وفي وسط القاهرة اعتدت قوات الأمن على عدد من المتظاهرين، من بينهم الأديب بهاء طاهر أثناء مشاركتهم في وقفة احتجاجية بالشموع دعا إليها المثقفون والفنانون بمشاركة حزب التجمع في ميدان طلعت حرب ضد تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية. وطالب رئيس الكنيسة القبطية المصرية البابا شنودة الثالث الدولة المصرية بتلبية مطالب الأقباط، خصوصا بناء الكنائس، في وقت شددت فيه السلطات الإجراءات الأمنية حول الكنائس مع اقتراب الاحتفالات بعيد الميلاد القبطي. وفي مقابلة مع التلفزيزن المصري الحكومي دعا البابا شنودة الحكومة إلى أن تأخذ في الاعتبار مطالب الأقباط الذين قال إنهم يتعرضون إلى العنف ويعانون التمييز، ولا سيما بالنسبة لبناء الكنائس. ودعا الأقباط إلى الهدوء وقال 'ليس معنى أننا نحزن على أولادنا الذين استشهدوا ألا نتصرف بحكمة'. وأعرب شنودة عن أسفه لبعض المظاهر التي واكبت مظاهرات الاحتجاج إثر اعتداء الإسكندرية، وقال إن الشعارات التي استخدمها البعض انتهكت كافة القيم، 'وحاول البعض استخدام العنف الذي هو ليس من أساليبنا بتاتا'. واتهم بعض الأشخاص الذين قال إنهم لا ينتمون إلى الطائفة القبطية بالضلوع في هذه السلوكيات، من دون أن يحددهم. وطالب البابا الدولة بالعدالة في تطبيق القوانين حتى يتمكن من تهدئة الاقباط الغاضبين. والى ذلك اعلن المجلس الملي قرارا بعدم السماح للمسلمين بالمشاركة في قداس عيد الميلاد مساء الخميس المقبل. واشار الى ان الكنائس لن تقيم احتفالات وستكتفي بالصلاة. وكان عدد من الناشطين والاعلاميين المسلمين اعلنوا عزمهم المشاركة في قداس عيد الميلاد تضامنا مع الاقباط واستنكارا لمجزرة الاسكندرية. في سياق متصل دعا نجيب جبرائيل مستشار البابا شنودة للشؤون القانونية الرئيس مبارك بتقديم الدكتور محمد سليم العوا والدكتور محمد عمارة والدكتور زغلول النجار لمحاكمة عاجلة بتهمة التحريض على العنف وزرع مناخ معاد للوحدة الوطنية والعداء ضد المسيحيين. وقال جبرائيل خلال مؤتمر صحافي 'اننا نطالب الرئيس مبارك بتقديم الذين خلقوا مناخ الفتنة والعداء ضد المسيحيين للمحاكمة، من أمثال سليم العوا ومحمد عمارة وزغلول النجار، فمنهم من اتهم الكنيسة بأنها تستقوي بالخارج وتستجلب أسلحة من إسرائيل، ومنهم من أحل دماء الأقباط فخلق مناخا مشحونا بالطائفية ومليئا بالكراهية ضد البابا والكنيسة، من دون اتخاذ أي إجراء من الحكومة وتبرأ العوا من الاتهامات الأخيرة له بأنه سبب في الشحن الطائفي، مؤكدا أنه يبرأ من أن يشارك فى إشعال الفتنة وأنه رجل سلاحه القلم واللسان وليس له غيره. من جانبه رفض العوا الاتهامات الموجهة ضده، مشدداً على أنه دائم الحرص على حسن العلاقة بين عنصري الأمة، غير انه رفض مبادرة أن يحمي المسلمون الكنائس ليلة قداس عيد الميلاد، موضحا أن ذلك من عمل الأمن معرباً عن خشيته من أن يستغل البعض تلك الدعوة لإشعال فتنة جديدة، ومؤكدا على ضرورة مشاركة جميع المصريين في تقديم التهنئة بعيد الميلاد للإخوة الأقباط، متمنيا لو أن البابا يرسل من ينوب عنه لإقامة قداس عيد الميلاد بكنيسة القديسين وأن يذهب شيخ الأزهر والمفتي ووزير الأوقاف للصلاة يوم الجمعة المقبل في المسجد المقابل للكنيسة. واتهم العوا الموساد الإسرائيلي بالتورط في هذه الجريمة، خاصة بعد تفكيك شبكة اتصالات التجسس لصالح إسرائيل، وهو ما يؤكد وجود مخططات تدعو للتخريب واستهداف مصر، مشدداً على أن توقيت العملية والموقع المستهدف يوحي برغبة إسرائيلية في العمل على اندلاع حرب طائفية في مصر. وفي مسعى لحصار نار الفتنة نظم العديد من الأقباط والمسلمين بالاشتراك مع شباب القوى السياسية وقفة احتجاجية أمام كنيسة العذراء مريم بحي'مسرة' بشبرا للتنديد بالحادث الاليم. |