مسألة النزول الثاني للمسيح
مسألة صلب المسيح

محمد خليفة في الثلاثاء ٠٨ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

موضوعات تخص نبي الله عيسى

مقدمة  :

خص الله نبيه ورسوله عيسى بن مريم بالعديد من الخصائص، وتسبب بعضها في إحداث الكثير من الخلط في أذهان تابعيه ومعارضيه، بل والمصدقين لرسالته، وفي قادم الكلمات سوف نحاوال إماطة اللثام عن الحقيقة وراء تلك الأخلاط، كما سنحاول الإجابة عن بعض الأسئلة والتي تلمس هذه المواضيع مثل

موضوع الرفع، حقيقة صلب المسيح، مسألة النزول الثاني للمسيح، وبعض المواضيع الأخرى ذات العلاقة، ونسأل الله لكم ولنا الهداية والتوفيق.

 

الموضوع  (1)   :    مناقشة موضوع رفع نبي الله عيسى

 

ومن العرض الذي ذكر آنفا يتضح لنا، أن الحق حين أشار إلى نبيه عيسى

{ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ...(55)" آل عمران

 

فقد وردت فيها " إِنِّي مُتَوَفِّيكَ  " وترجمت إلى معنى الإماتة، مع أنه من الواضح أن الله جل وعلا يعفي نبيه عيسى من المهمة المحددة الموكلة إليه، وهو كونه رسولا إلى بني إسرائيل

وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي...(49) " آل عمران

 

وطالما حاولت بني إسرائيل قتله صلبا، وقد أنجاه الله منهما، فإنها حتما لابد من أن تعيد الكرة، لو ثبت عندها أنه ما زال على قيد الحياة، ولذلك أنهى الله مهمه نبيه عيسى في إبلاغ الرسالة، لأن دعوته كانت قصرا على بني إسرائيل، وغادر نبي الله عيسي مكان الدعوة وصاحبته أمه معه إلى مكان أخر، إلى ربوة ذات قرار ومعين

 

{ وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50) } المؤمنون

وقد أوِّل البعض أن المأوى المشار إليه كان في مصر القديمة، فالمعروف أن مريم البتول قد جاءت مصر هروبا بولدها من قناصو اليهود، لكن مصر لم توصف أبدا بأنها ربوة، بل على العكس، فأرض مصر وصفت دوما بأنها وادي النيل، وأغلب الظن أنه مكان في منطقة جبلية بعيدة - هضبة التبت مثلا -  حيث لابد له من أن يستكمل بقية العمر الذي قدره الله له، ويصل إلى مرحلة الكهولة

 

{إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) } آل عمران

{ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (110) } المائدة

 

وأما ما يستتبع عملية إنهاء المهمة التي وردت في الآية الكريمة وهي عبارة

" ... وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ..." والرفع هنا هو رفع مكانة وليس - إلى مكان -، أو هو من قبيل الرفعة وتعلية المقام، وظهور "  ..إِلَيَّ ..."ليس مقصودا بها الرفع إلى  مكان، وإلا اعتبر هذا تحييز لله في مكان وجل الله سبحانه وتعالى عن ذلك، وإنما تعني أن الله يَعِدْ

نبيه عيسى بالمكانة العالية والتي قدرها وارتضاها له، ويشبه ذلك ما ارتضاه الله من مكانة لنبيه إدريس حيث قال

 {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57) أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58) } مريم

 

وقد جاء في أقوال المفسرين معنى رفعناه مكانا عليا " ورفعنا ذكره في العالمين، ومنزلته بين المقربين، فكان عالى الذكر عالى المنزلة " التفسير الميسر

وهذه رفعة معنوية وليست بحال رفعة مكانية.

 

وكما أوضحنا أن الله لا يتحيز في مكان، كما لا يوجد عند الله مكانا مخصصا لإنتظار الأنبياء، فالعندية هنا عندية اعتبارية وليست عندية مكانية بحال، والراجح أنها مكانة مرموقة، وليست مكان مُحيز.

 

ويغلب فى مثل هذه الأمور الغيبية أن نبتعد عن التجسيد، أو التمثل بما في حياتنا الدنيا من تشبيهات، ومثال ذلك تأويلا للآية الكريمة

{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)} آل عمران

 

فقد يتصور البعض أن هناك مكان ما يتجمع فيه القتلى في سبيل الله الموصوفون بالشهداء وهم في ذلك المكان أحياء مثل حياتهم في الدنيا، وفيه أيضا يرزقون طعاما وشرابا مثل رزق الدنيا، وهذا هو ما أشير إليه بالتمثل بما في الدنيا، وأحسب أن الوضع على غير ذلك،  فلو دققنا النظر في لفظ  " ..عِنْدَ رَبِّهِمْ .. "  فسوف نجد أن العندية هنا هي من باب العندية المعنوية الإعتبارية، فكأن الحق يقول أن الشهداء ومع أنهم قتلى وواروا جثامينهم التراب لكن الله يعتبرهم وكأنهم ما زالوا أحياء ويفعلون الفعلة التي استشهدوا من أجلها، ويرزقون ثواب ذلك كل يوم فيكبر رصيدهم من الحسنات، وينالوا جزاءهم من العطاءات الربانية، فيثقل ميزان أعمالهم، فيدخلون الجنة بغير حساب.

 { مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) } غافر

 

 وهو ما يؤكد حقيقة ما توصلنا إليه في مباحث ( الروح ) أنه ليس ثمة مخلوق بشري رفع إلى السماوات العلا ( مثل إدعاء حالة نبي الله إدريس، وحالة نبي الله عيسى، وحادثة المعراج المزعوم لنبي الله محمد )، كما لم يهبط مخلوق بشري من الجنة إلى الأرض ( حالة نبي الله آدم ، فقد كانت جنته جنة أرضية)، فكلها خيالات شعراء أو خبالات عمداء الدس والتحريف، أو ادعاءات قليلو التدبر، وعديمو التفكر، أو هم من يستعملون جزءا واحدا من سبع أجزاء قدرها الله للعقل حين خلق الله الأرض ومن عليها.

 

 

الموضوع  (2)      :   خصوصيات خص بها نبي الله عيسى  :

 

أولا  :  نبي الله عيسى هو روح من الله

 

{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) } النساء

 

ثانيا  : التأييد بروح القدس [3]

 

{ وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ .... (87) } البقرة

{ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ... (253) } البقرة

 { إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ... (110) } المائدة

 

ثالثا  : نفخ الروح بمعنى تغيير القانون

 

1.      لنبي الله آدم [3]

1.1.   { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) } الحجر

1.2.   { ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9) } السجدة

1.3.   { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) } ص

 

2.      للبتول مريم [2]

2.1.   { وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَاوَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) } الأنبياء

2.2.    { وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) } التحريم

2.3.   كما خصها الله باصطفائين

              { وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ

                            عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) } آل عمران

 

3.      النفخ من نبي الله عيسى وبإذن الله [2]

 

3.1.   { وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ ... (49) } آل عمران

3.2.   { ... وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي .... (110) } المائدة

 

وهكذا نرى أن نبي الله عيسى وصف أولا بأنه كلمة الله وروح منه، ثم أيده الله بروح القدس في ثلاثة مواقع قرآنية، ثم أورد الحق أن البتول مريم قد خصها الله بنفختين أي تغير قانون الخلق لها مرتين كما خصها باصطفائين على نساء العالمين، وفي خاصية تأيدية غاية في الخصوصية جعل لنبي الله عيسى معجزة إخراج الموتى ومعجزة النفخ في الطين فتكون طيرا بإذن الله.

 

 

الموضوع   (3)    : ورود متلازمة الكتاب والحكمة ووردت مرتان لنبي الله عيسى

 

{وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ(48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) } آل عمران

 

{ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (110) } المائدة

 

 لكن الملاحظ  في المرتان أن أعقبهما ذكر التوراة والأنجيل، ويتوارد سؤال على الذهن،

أليس الكتاب المرتبط بنبي الله عيسى هو الإنجيل ؟

فما بال لفظ الكتاب الذي ذكر هنا ليسبق ذكر الإنجيل في المرتين؟

والجواب على ذلك يجئ على وجهين

الأول  :  وهو الكتاب الذي سبق كتابي موسى وعيسى أي صحف إبراهيم.

الثاني :  وهو سوف يجرنا إلى التساؤل عن الكيفية التي تنزل بها كتاب الله الإنجيل..؟

والجواب على  ثاني الوجهين، أن التوراة تنزلت على نبي الله موسى مكتوبة في الألواح، أما نبي الله محمد فقد تنزل عليه القرآن منجما في آيات وسور وحيا من أمين الوحي جبريل، وكانت تدون آن نزولها في المتوافر من وسائط الكتابة، لكن لم يرد شئ عن الكيفية التي تنزل بها الإنجيل على نبي الله عيسى.

 

وأغلب الظن أن الكيفية تتضح من لفظ الكتاب الذي ورد هنا في موقعين إثنين فقط وكلاهما مرتبط بإسم نبي الله عيسى، وفيهما إشارة إلى أسلوب تنزيل الإنجيل، حيث أنه كتب في خلايا ذاكرته، أي أنه طبع في وجدانه من قبل أن يولد، وكتب هنا جاءت بمعنى التسجيل الحيوي في أحماضه الأمينية وأمشاجه البشرية، مما يعني أن المسيح عيسى بن مريم كان ينطق بالإنجيل.

 

ومما يدلل على هذا أن الله سبحانه وتعالى أوكل لرسله وأنبياءه مهمة تعليم التعاليم الواردة في الكتاب، واختلف الأمر مع نبيه ورسوله عيسى، فقد تولى الله بنفسه هذا التعليم، فقد قال " وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ..." في الآية الأولي، وقال أيضا " ... وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ..." في الآية الثانية، أي أنه تعليم فوق التعليم اللادني، وتلقين فوق التلقين، فهو أسلوب تعليم شديد الخصوصية، خص به الله سبحانه وتعالى نبيه عيسى، ولم يمنح هذا النوع من التعليم سواه.

 

ويمكننا أيضا أن ندلل على ذلك بأنه قد ورد في سورة مريم

{ فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) } مريم

 

وذلك بإقرار نبي الله عيسى أولا بالعبودية لله الواحد "... قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ..."وهو بداءة إقرار بوحدانية الله،  ثم إقراره ثانيا بأنه أوتي الكتاب وهو لا زال " ...فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا..."، بأن استطرد " ...آَتَانِيَ الْكِتَابَ ..." إلى إقراره بتكليفة بالنبوة "...وَجَعَلَنِي نَبِيًّا..."، ذلك فضلا عن نطقه بالألفاظ  الدالة على الفروض

‎"... وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ ... " & " ... إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا ... " &

" ... وَبَرًّا بِوَالِدَتِي ... " & "  وَالسَّلَامُ عَلَيَّيَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّاً "

 

ملحوظات مهمة  :

  1.  لم يرد أنه كان ثمة كتبة آنيين لكلام نبي الله عيسى، وإنما ما تم تدوينه بعد اختفاءه من الساحة المنظورة، هو من تدوين تلاميذه وحوارييه، فظهرت الأناجيل المتعددة وكان كل منها عبارة عما سمعه الكاتب من كلام المسيح، وذلك أشبه بما دوَّنه المسلمون من روايات منسوبة للنبي، فهي في المبتدأ والمنتهى كلام بشر، وتدوين بشر،  ورؤية بشرية خالصة ولا يجب أن ندخل ذلك وتلك في نطاق قدسية كتب الله. 
  2. إشارة نبي الله عيسى وعلى لسانه إلى أن عدم البر بالوالدة، يدخله إلى حظيرة الجبروت، بل ويجلب الشقاء للإنسان

            { وَبَرًّا بِوَالِدَتِيوَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) } مريم

 

            في حين ورد في وصف الله لنبيه يحيى إلى أن عدم البر بالوالدين يدخلنا إلى

            مناطق الجبروت والمعصية، مما يستجلب غضب الرحمن

            { وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14) } مريم -  وهذه لنبي الله يحيى

 

الموضوع  (4)     :   موضوع صلب المسيح  :

 

{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِلَفيَ شكَ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) } النساء

 

ويتضح من الآية الكريمة أن نبي الله عيسى لم يمت مقتولا ولا مصلوبا ولكن شُبِّه لهم ذلك، وقد دار تأويل ذلك على نسقين  :

أولهما  :أن الشبهة في الشخص، ذلك بأن وضع الله شُبْهَة المسيح وسحنته وصوته على شخص آخر، عندها قام جلَّادوه بصلب الشبيه، وتم رفع عيسى إلى السماء، لذا فسوف يعود للنزول مرة أخرى في آخر الزمان وقبل قيام الساعة ليقتل المسيخ [1] الدجال – لم ترد أي إشارة إلى ذلك في القرآن - وليعلن إسلامه وإتباعه لرسول الله محمد...!!!!

 

ثانيهما  :أن الشبهة في العملية، أي في إتمام عملية القتل صلبا، ذلك بأن المسيح قد تم رفعه فعلا على الصليب وتمت العملية كما ينبغي لها، إلا أنه لم يمت صلبا [2] ، بل كان مغشيا عليه، وقبر في مقبرة جديدة أي لم يدخلها جثمان من قبل، وتم دحرجة الحجر الذي كان يغلق المقبرة، ثم تحرك نبي الله عيسى إلى بلدةأخرى ليصل إلى ما بعد مرحلة الكهولة ويموت مثل سائر البشر، مما يعني نفي موضوع النزول الثاني [3].

 

الموضوع  (5)     :  موضوع وإنه لعِلْمٌ للساعة

 

ورد في الآية الكريمة

{ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) ... (58) ... (59) ... (60) وَإِنَّهُلَعِلْمٌلِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) } الزخرف

 

اتخذ البعض من هذه الإشارة دليلا على العودة الثانية لنبي الله عيسى في آخر الزمان،

ونزوله مرة أخرى ليعاود الحياة على الأرض، مع أن الثابت أن بعث الله للأنبياء الداعين إلى الوحدانية، هو بمثابة عِلمٌ للساعة، أي دليل اقترابها، ووشوك وقوعها، بل أن خلق آدم نفسه كأول خلق بشري عاقل مكلف، لهو العلامة المؤكِدة لقرب وقوع الساعة،  فبالنسبة لعمر الأرض يجئ عمر تواجد الإنسان عليها،على أقصى اليمين من عدد كسرى ويليه أصفارا كثيرة قبل الوصول إلى العلامة العشرية، فلا يصح والحال كذلك أن نستدل بهذه الإشارة المجردة على أكثر مما تعنيه، من أنه - أي المسيح - هو وإخوانه من أنبياء الوحدانية يشيرون إلى أن الساعة على وشك القيام، وهي حقيقة لا مراء فيها.

 

الموضوع  (6)   :  موضوع " .. إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ .."

 

{ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159) } النساء

 

يأتي تأويل هذه الآية على نسقين، تبعا لتفسير الفعل " مَوْتِهِ "

النسق الأول  : يعود على أهل الكتاب، بمعنى أن بعضا من أهل الكتاب لابد وأن يؤمنوا بالمسيح قبل موتهم، ذلك بأن الله يُظهر لهم آية - لا نعلم الكيفية -  تقهرهم على الإيمان.

 

النسق الثاني  : يعود على موت المسيح، بمعنى أن أهل الكتاب سوف يؤمنون بالمسيح قبل موته بعد نزوله الثاني.

 

وعوار النسق الأول، يقوم أساسا على أن الإيمان القهري لا مكان له في مراتب الإيمان

{ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) } الكهف

 

، وأيضا أن هذا الإيمان لا محل له من الإعراب فلن يقبل الإيمان في لحظات الإحتضار

{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18) } النساء

، ثم أي إيمان هذا الذي يشار إليه

الإيمان بالمسيح على أنه ابن الله ؟

أم الإيمان بأن المسيح هو رسول الله ؟

وماذا يفيد مثل هذا الإيمان المبتور لو لم يؤمنوا بأن محمد هو رسول الله وخاتم النبيين ؟

 

أما عوار النسق الثاني، فيكمن في أن فرضية النزول الثاني للمسيح هي فرضية مرفوضة، ولو فرضنا جدلا وقوعها، فما ذنب المسيحيين الذين جاؤا بعد إختفاءالمسيح

وإلى معاودة نزوله مرة أخرى إلى الأرض... !!

 

وحقيقة الأمر، أن النص يشير إلى أن فريقا من بني اسرائيل قد وصلتهم رسالة عيسى الداعية للوحدانية، وتفهموها على حقيقتها، وحقيقة أن عيسى رسول الله - وليس ابنه-

وتعبير "  قَبْلَ مَوْتِهِ  " قد يعني أن بعضا من أهل الكتاب قد آمن أو سوف يؤمن برسالة عيسى رسول الله - والذي بشر بأحمد كرسول لله أي المتحولون إلى الإسلام- قبل موتهم هم، أو أن هذا قد تم بالفعل قبل موت عيسى نفسه.  

 

الموضوع  (7)  :  موضوع  نفي الخلود عن نبي الله عيسى

 

·      عرض القرآن لنا، بعض الآيات والتي تشير إلى واحدة من سنن الله في خلقه، وهي نفي الخلود لأي بشر وبأي صورة، حيث قال

 

{ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) } الأنبياء

{ للَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ              (42) } الزمر

 

·      وأن كل نفس ذائقة الموت، بل تأكيد على أن رسول الله محمد نفسه، سوف يسري عليه نفس السُنة مثله مثل كل البشر ، ولا استثناء في هذا

 

  { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِوَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ

    الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) } آل عمران

  { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ(30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31) } الزمر

 

·      وأن من يموت لا يعود أبدا إلى الحياة

 

{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) } المؤمنون

 

اللهم قد بلَّغت..اللهم فاشهد.

 

 

 

 

 

 

 البحث من إعداد المهندس / محمد عبد العزيز خليفــــــــــــــــــــــة داود

                       استشاري تصميم وبناء نظم معلومات الحاســب الآلي 

                       معهد الدراسات والبحوث الإحصائية - جامعة القاهرة        



[1]
للمزيد من التفاصيل برجاء الرجوع إلى كتاب ( آيات رحمانية وحكمة شيطانية ) -

 موضوع ( الموت على الصليب ) صفحة 198، وكذاموضوع ( القيام من الأموات) صفحة212

الربان عبد العزيز الشربيني

 

[2]للمزيد من التفاصيل في ذلك الموضوع ، برجاء الرجوع إلى المرجع السابق

   موضوع (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ) – صفحة 473

 

[3] يلح على الذهن سؤال محير، أود من  الآخذين بأقوال المرويات المنسوبة إلى رسول الله الإجابة عليه وهو إن كان الإدعاء بالعودة الثانية للسيد المسيح يكمن في أن الغرض منها هو أنه سوف يدعو للعودة للإيمان بوحدانية الله، وذلك باتباع تعاليم الإسلام والتي وردت في القرآن الكريم ، فإن كان الأمر كذلك فلماذا  لم يقولوا بعودة صاحب الدعوة ومن  تنزل عليه القرآن فعلا فهو الأجدر بالعودة، (وأقصد به رسول الله محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم )، ألا يشكل ذلك سؤالا منطقيا تجدر الإجابة عليه..!!

 

اجمالي القراءات 12608