الإذن والاستئذان فى القرآن

رضا البطاوى البطاوى في الأربعاء ٠٢ - ديسمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

الإذن والاستئذان فى القرآن
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد
هذا مقال عن الإذن والاستئذان فى القرآن
الإذن واجب عند دخول البيوت المسكونة
بين الله للمؤمنين أن عليهم طلب الإذن عند دخول أى بيت مسكون والإذن هو السماح للمنادى أو الطارق بدخول البيت ويجب على الداخل أن يسلم على أهل البيت والمراد يلقى التحية التى تعنى السلام على من فى البيت وفى هذا قال تعالى بسورة النور :
"يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم
وفى حالة وجود أحد بالبيت أوعدم الإذن بالدخول وهو ما يعنى أن يقال لهم ارجعوا أى ليس المطلوب لقاءه موجودا فلا تدخلوا على المستأذن أن يعود أدراجه لبيته أو مكان عمله أو غير هذا وفى هذا قال تعالى بسورة النور
"فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم"
الإذن بدخول بيوت النبى(ص)
نهى الله المؤمنين عن دخول بيوت النبى(ص) إلا أن يكون النبى (ص) قد أذن أى سمح لهم بدخولها للطعام أى دعاهم لأكل الطعام ولا يصح لهم أن يدخلوا قبل نضوج الطعام ووضعه لهم على السفرة لأن هذا كان يضر النبى(ص)
وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب :
"يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا
أوقات الاستئذان داخل البيت
بين الله أن الاستئذان واجب على من فى داخل البيت عند الدخول على الزوجين وهم غالبا الوالدين فى ثلاث أوقات :
-ما قبل صلاة الفجر
-وقت الظهيرة عند خلع الملابس
- ما بعد صلاة العشاء
وأما فى غير هذه الأوقات فيجب أن تكون حجرة الوالدين مفتوحة ويدخلها من فى البيت بلا إذن
وفى هذا قال تعالى بسورة النور
"يا أيها الذين آمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض"
من يستأذن داخل البيت ؟
بين الله أن طالبى الإذن من أهل البيت على الزوجين فى حجرة نومهما هم :
- ملك اليمين وهن العبيد والجوارى أى الفتيان والفتيات
- الأطفال قبل سن الحلم أى قبل سن البلوغ
وفى هذا قال تعالى فى سورة النور :
يا أيها الذين آمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات "
الأطفال بعد بلوغ الحلم أى من أصبحوا رجالا ونساء وفى هذا قال تعالى بسورة النور :
"وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستئذنوا كما استئذن الذين من قبلهم"
أين ندخل بلا إذن ؟
بين الله أنه يحق للمسلمين دخول البيوت غير المسكونة وهى البيوت العامة كالمساجد والمدارس والمتاجر بلا استئذان والمراد بلا طلب دخول بالنداء أو الطرق أو ما شابه بل يدخل مباشرة ليقضى حاجته فى تلك البيوت حسب وظيفتها وفى هذا قال تعالى بسورة النور :
"ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم"
وجوب الاستئذان من قائد الجيش
بين الله للمؤمنين أن من ذهب مع القائد لأمر محدد عليه ألا يترك مكانه أو وظيفته المحددة له إلا أن يطلب الإذن بالانصراف من مكانه أو وظيفته لضرورة ما من القائد فإن سمح بالانصراف انصرف وإن لم يسمح له لا يترك مكانه أو وظيفته
وفى هذا قال تعالى بسورة النور:
"إن المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستئذنوه "
وقد بين الله أن المؤمن هو من فقط من يطلب الإذن بقوله فى نفس السورة:
"إن الذين يستئذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله "
القائد له حق قبول الإذن أو رفضه :
بين الله للمؤمنين أن القائد من حقه أن يسمح للمستأذنين منه بالانصراف ومن حقه ألا يسمح لهم بالانصراف حسب ضرورة العمل أى الأمر الذى يفعلونه وفى هذا قال تعالى بسورة النور :
"فإذا استئذنوك لبعض شأنهم فإذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم"
المنافقون يستأذنون فى الجهاد
بين الله لنا أن المنافقين يقومون بطلب الإذن من النبى(ص) كى يجاهدوا وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة :
"إنما يستئذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم فى ريبهم يترددون"
إعادة المنافقين الإذن بالخروج للجهاد
بين الله لنبيه(ص)إنه إذا رجع لأمر فمر بالمنافقين فإن بعضهم سيطلب منه الإذن بالخروج للجهاد وعليه أن يرفض ذهابهم معه والسبب هو قعودهم عن الجهاد عندما طلب منهم الجهاد وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة :
"فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستئذنوك للخروج قل لن تخرجوا معى أبدا ولن تقاتلوا معى عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين
المسلمون لا يستأذنون النبى(ص) فى الجهاد :
من صفات المؤمنين أن يذهبوا للجهاد دون أن يطلبوا من النبى(ص) السماح لهم بالجهاد وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة :
"لا يستئذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين"
استئذان المعذورين من المؤمنين:
بين الله للنبى أن المعذورين وهم من لديهم مانع من الذهاب للجهاد كالمرض أو الفقر فى تلك الساعة بحيث لا يوجد سلاح أو ركوبة لهم سيؤتونه كى يؤذن لهم والمراد كى يسمح لهم بالذهاب معه بلا سلاح ولا ركوبة وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة:
"وجاء المعذورون من الأعراب ليؤذن لهم"
من المنافقون المستأذنين فى القعود؟
بين الله لنبيه أن الذين يستأذنونه للقعود وهو التخلف عن الجهاد هم أولوا الطول وهم الأغنياء بقولهم :
ذرنا نكن مع القاعدين
وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة :
"وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استئذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين رضوا أن يكونوا من الخوالف"
وقال بسورة التوبة :
"إنما السبيل على الذين يستئذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف"
الإذن بالقتال :
أعطى الله الإذن وهو السماح للذين يريدون القتال فى سبيله بالقتال والسبب أنهم ظلموا
وفى هذا قال تعالى بسورة الحج :
"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا "
الاستئذان للفرار:
بين الله للمؤمنين أن طائفة من المنافقين قالت لأهل المدينة :
يا أهل يثرب لا بقاء لكم هنا فعودوا
وهو يستأذنون أى يطلبون السماح من النبى(ص) لكى يعودوا لبيوتهم بحجة أن بيوتهم عورة والمراد أن ديارهم مكشوفة للعدو ولكنهم يريدون من خلال الاستئذان الفرار وهو الهروب من القتال
وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب :
"وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا يستئذن فريق منهم النبى يقولون إن بيوتنا عورة وما هى بعورة إن يريدون إلا فرارا"
الإذن بالشفاعة :
بين الله لنا ان الكثير من الملائكة لا تستطيع الشفاعة وهى مناصرة الناس إلا من بعد أن يأذن الله والمراد من بعد ان يسمح أى من بعد أن يرضى الله عن كلامهم وفى هذا قال تعالى بسورة النجم :
"وكم من ملك فى السموات لا تغنى شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى "
إذن النبى(ص) للمنافقين :
بين الله لنبيه أنه اذنب بسبب إذنه وهو سماحه لبعض المنافقين بترك أماكن القتال ولما كان هذا بغير تعمد منه للذنب فقد عفا عنه والمراد محا ذنبه وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة :
"عفا الله عنك لم أذنت لهم "

 

اجمالي القراءات 27784