الفارق فى الخطاب للمؤمنين بين التنزيل المكى والمدنى
الخطاب غير المباشر للذين آمنوا بين التنزيل المكى والمدنى

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٢٧ - نوفمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

الفارق فى الخطاب للمؤمنين بين التنزيل المكى والمدنى :

الخطاب غير المباشر للذين آمنوا بين التنزيل المكى والمدنى

 مقدمة : فى التنزيل المكى : ليس هناك خطاب مباشر للذين آمنوا ، بل عن الذين آمنوا، ولكن فى التنزيل المدنى  نجد خطابا مباشرا ( يا ايها الذين آمنوا ) ونحوها  ، وعن الذين آمنوا . كان المؤمنون فى مكة من سكان مكة وحولها . لم يتأسس لهم بعدُ مجتمع ولم تقُم لهم دولة . لذا كان الخطاب فى التنزيل المكى ( عنهم ) أى مخاطبتهم بأسلوب غير مباشر وباسلوب عام . حين تأسست لهم دولة فى المدينة وأصبحت لهم فيها كينونة تغير الخطاب فى التنزيل المدنى فاصبح يتوجه لهم مباشرة ب ( يا أيها الذين آمنوا ) وغيرها من أساليب الخطاب المباشر من رب العزة . ولأن الايمان إنتشر خارج المدينة فقد إستمر ايضا الخطاب بالاسلوب غير المباشر فى التنزيل المدنى خصوصا فيما يخص الدعوة الاصلاحية التى تقرن الايمان بعمل الصالحات ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) . هذه ناحية جديدة فى التدبر القرآنى نرجو من الله جل وعلا التوفيق فيها .

 ونبدأ بالخطاب غير المباشر للذين آمنوا بين التنزيل المكى والمدنى

أولا : التنزيل المكى فى مكة : خطاب غير مباشر ( عن الذين آمنوا  )

1 ـ يأتى هذا فى سياق أمر النبى بالتواضع مع المؤمنين ، وإن عصوه فليتبرأ من عصيانهم وليس من ذواتهم وأشخاصهم ، يقول جل وعلا فى سورة  الشعراء - الآية  215: 216 : ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )( فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ  ). وهذا يتناقض مع تغيير المنكر فى الدين السُّنّى .

2 ـ فى الحديث عن القرآن مثبتا للذين آمنوا وهدى وبشرى وطمأنينة لهم ودعوة للتفكر فى آلاء الرحمن وبديع خلقه : يقول جل وعلا فى سورة ابراهيم – الآية27 : ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ )، وفى سورة النحل - الآية 102: ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ )، والرعد - الآية 28: ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) ، وفى سورة النمل - الآية  2: ( هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ) والآية 77  : ( وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ )وفى سورة الجاثية – الآية3 3: ( إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ ).

3 ـ فى الرد على الكافرين :

3 / 1 : فى سخرية الكافرين القرشيين بالمؤمنين يقول جل وعلا فى سورة المطففين - الآية 29  :  65   ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَوَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَضَالُّونَ وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ ). ويتحدث رب العزة عن مكانة المؤمنين فى الجنة : ( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )

3 / 2  : فى رفض الكافرين التصدق وقولهم للمؤمنين : لن نطعم من لو يشاء الله لأطعمه ، يقول جل وعلا فى  سورة يس - الآية 47: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ).

3 / 3 : فى قول الكافرين أن القرآن لو كان خيرا لكانوا أسبق الى إتباعه من المؤمنين ، يقول جل وعلا  فى سورة  الأحقاف - الآية 11 ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ۚ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَٰذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ).

3 / 4 : فى وصفهم الرسول بأنه ساحر ، يقول جل وعلا فى سورة يونس - الآية   2 ( أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ۗ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ )

3 / 5 : فى قول الكافرين للمؤمنين أن يتبعوا سبيلهم وأن يتحملوا عنهم خطاياهم ، يقول جل وعلا فى سورة  العنكبوت - الآية 12  : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )

3 / 6 : فى قول الكافرين للمؤمنين أنهم أحسن من المؤمنين ، يقول جل وعلا  فى سورة مريم - الآية 73: ( وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا )

3 / 7 : بعد هزيمة الروم أمام الفرس فى فترة التنزيل المكى وكان المؤمنون يرجون إنتصار الروم بينما كان الكافرون مبتهجين بانتصار الفرس ، نزل إنباء بغيب مستقبلى بأن الروم سينتصرون فى بضع سنين ، وحينها سيفرح المؤمنون ، يقول جل وعلا  فى سورةالروم - الآية  4  : ( فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ).

ما سبق كان خطاب رب العزة ( عن المؤمنين ) فى مكة وليس خطابا مباشرا للمؤمنين فى مكة .

ثانيا : التنزيل المدنى  فى المدينة : خطاب غير مباشر ( عن الذين آمنوا  )

1 ـ فى المقارنة بين المؤمنين والكافرين:

1 / 1 : ، يقول جل وعلا فى سورة محمد – الآية 2 ، 3 : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ) الايمان هنا ليس الايمان بمحمد ولكن بالرسالة أو القرآن أو الكتاب الذى نُزّل على محمد . وغير ذلك هو الباطل ، ويقول جل وعلا فى الآية التالية يؤكد الفارق بين المؤمنين متبعى الحق من ربهم والكافرين متبعى الباطل : ( ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ ) ويقول جل وعلا فى سورة محمد – الآية 11 ( ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ ).

والآية 12 من نفس السورة تعقد مقارنة بين مصير الفريقين : ( إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ). وهذه المقارنة ترد كثيرا بين الذين آمنوا وعملوا الصالحات والذين كفروا . ومنها قول الله جل وعلا فى سورة الحج : 19 : 23 :  ( هَٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ۖ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ  يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ  وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ   كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ  إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ )

  1 / 2 :  ولا يخلو الكافر من عمل صالح ، ولكنه إذا مات على كفره فإن الله جل وعلا يُحبط أعماله الصالحة فيكون مصيره النار . وبعض المشركين الكافرين يقومون بتشييد المساجد وزخرفتها وتعميرها هندسيا وجماليا ، وهكذا كان تفعل قريش فى مكة، وكانت أيضا تقوم على ( خدمة ) الحجاج وسقايتهم ، وهكذا يفعل ( خادم الحرمين السعودى ) ، وفى نفس الوقت هم يصدون عن سبيل الله جل وعلا . وكل عملهم هذا مصيره الضياع أو ( الحبط ) أى لا ثمرة له فى الآخرة . ويعقد جل وعلا مقارنة فى هذا الخصوص بين التعمير الحقيقى فى القلب المؤمن وزخرفة المساجد ، ومقارنة بين خدمة الحجاج بالمؤمنين المهاجرين المجاهدين ،  يقول جل وعلا فى سورة التوبة – الآية  17 : 20  :(  مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَىٰ أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ ۚ أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ   إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ  أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ  الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ).

1 / 3 : وفى المقارنة بين المؤمنين المجاهدين فى سبيله وبين الكافرين المعتدين الخوّانين  يقول جل وعلا فى سورة الحج - الآية 38: ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ )

1 / 4 :  فى المقارنة بين المؤمنين والكافرين فى الايمان بالقرآن الكريم  يقول جل وعلا فى سورة البقرة - الآية 26: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ )

1 / 5 : فى المقارنة بين المؤمنين والمنافقين فى الايمان بالقرآن الكريم  يقول جل وعلا فى سورة التوبة - الآية 124 : 125 : ( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ  )

 2 ـ وفى مرجعية الحكم بين الناس يوم القيامة  يقول جل وعلا فى سورة الحج – الآية17 : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ).

3 ـ وفى التعامل فى المدينة مع المنافقين ،وفى التعليق على كيد المنافقين يقول جل وعلا فى سورة البقرة – الآية9 : ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ) والبقرة – الآية 14 : ( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ).   يقول جل وعلا فى سورة  محمد - الآية  20 : ( وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ ۖ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ ۙ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ )

4 ـ وعن موقعة الأحزاب   يقول جل وعلا يصف حال المؤمنين  فى سورة الأحزاب – الآية11 : ( هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ) ( الآية 22 : ( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ) والآية 23 : (من َ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) و الآية 25 : ( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ). وعن حال المؤمنين بعد صلح الحديبية   ويقول جل وعلا فى سورة الفتح – الآية 4 : ( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ). وفى أواخر حياته عليه السلام نزلت له البشرى هو ومن جاهد معه ،  يقول جل وعلا فى سورة التوبة – الآية 88 ( لَٰكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ).

5 ـ وعن صفات المؤمنين الحقيقيين :

5 / 1 : يقول جل وعلا  عن المؤمنين رجالا ونساءا  ، فى الأحزاب – الآية 35 : ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) .

5 / 2 : وردا على تقاعس بعض المؤمنين من أهل المدينة عن حضور مجالس الشورى  يقول جل وعلا فى سورة  النور الاية 62 : عن فرضية حضور مجالس الشورى وعدم التخلف عنها ويربط ذلك بالايمان الحق :( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

5 / 3 : وزعم الأعراب أنهم آمنوا إيمانا كاملا فردّ عليهم رب العزة بأنهم لم يؤمنوا الايمان الكامل ولكن أسلموا إسلاما ظاهريا بمعنى الركون الى السلام ، ثم قال جل وعلا يوضح معنى الايمان الحقيقى أو المؤمنين الحقيقيين  فى سورة  الحجرات – الآية 15 : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ).

5 / 4 :  وفى إتباع ملة ابراهيم الحنيفية وموالاة ابراهيم عليه السلام وأن النبى والمؤمنين إيمانا حقيقيا بالقرآن الكريم هم الأولى بابراهيم،  يقول جل وعلا فى سورة آل عمران – 5 / 4 الآية  68 : ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ). وجدير بالذكر أن التوراة المحرفة تتهم ابراهيم عليه بالكذب ، ونقل هذا البخارى ، بينما يصف رب العزة جل وعلا ابراهيم بأنه إتخذه خليلا ، يقول جل وعلا : ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا  )( النساء 125 )  فهل يتخذ رب العزة خليلا كاذبا ، والله جل وعلا يؤكد ان خليله ابراهيم عليه السلام كان صديقا نبيا ، يقول جل وعلا : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ) مريم 41  ). فهل تؤمن بكلام رب العزة وتكفر بالبخارى أم تؤمن بالبخارى وتكفر بكلام رب العزة ؟ ليس هنا حل وسط .

ما سبق كان خطاب رب العزة ( عن المؤمنين ) فى المدينة وليس خطابا مباشرا للمؤمنين  فى المدينة .

اجمالي القراءات 9255