المنافقون فى اواسط وأواخر التنزيل المدنى
فى سورة ( النساء ) ملامح أخرى عن المنافقين :
1 ـ رفضهم الاعتراف بالنظام القضائى لدولة المدينة ، ورفضهم الاحتكام للرسول ، والله جل وعلا يأمر النبى عليه السلام بالاعراض عنهم ووعظهم : ( النساء 60 : 70 ).
2 ــ وكانوا يدخلون على النبى يقدمون له فروض الطاعة ثم يخرجون من عنده يكذبون عليه ما لم يقل ، ويأمر الله جل وعلا النبى ان يعرض عنهم متوكلا على ربه جل وعلا ، ويعظهم رب العزة بتدبر القرآن ( النساء 81 : 82 )
3 ـ وكان هناك نوع من التنسيق بين بعض المنافقين داخل المدينة ومنافقين معتدين من الأعراب ، كانوا يدخلون المدينة على أنهم إعتنقوا الاسلام ، ويتصلون بالمنافقين داخل المدينة ، ويتعرفون على مواقع الضعف والقوة فى تحصينات المدينة ، ثم يهاجمون المدينة .
وقبلها وفى تأسيس دولة المدينة ولأن الدولة هى ( أرض وشعب ونظام حكم ) ، فقد نزل التشريع المدنى مبكرا يجعل المواطنة لأهل المدينة ومن يهاجر اليها ، حتى لو كان على غير عقيدة الاسلام ، وحتى لو كان منافقا كارها للإسلام . الشرط هو الاقامة فى المدينة أو الهجرة اليها وله ان يتمتع بحريته المطلقة الدينية والسياسية طالما كان مُسالما ( مسلما بالسلوك لا يرفع سلاحا ضد الدولة ومواطنيها ). وفى نفس الوقت فليست لدولة الاسلام ولاية على المسلمين المؤمنين الذين يعيشون خارجها ويرفضون الهجرة اليها ، وإن إستنصروهم وطلبوا عونهم لانقاذهم من الاضطهاد فعلى دولة الاسلام نصرتهم إلّا إذا كان أولئك المسلمون المضطهدون يعيشون فى دولة بينهم وبين دولة الاسلام عهد وميثاق ، يقول جل وعلا :( إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ۚ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) الانفال 72) .
فى حالة أولئك المنافقين الأعراب المخادعين للنبى عليه السلام ودولته كان لا بد من تفعيل هذا الشرط ، بانهم لو كانوا فعلا مؤمنين فلا بد أن يهاجروا وأن يستقروا فى المدينة مُسالمين يتمتعون بحريتهم المطلقة فى الدين والمعارضة السياسية . إن رفضوا وإستمروا فى خداعهم فلا بد من قتالهم إذا جاءوا للمدينة . ووضعت الآيات ( 88 : 91 ) من سورة النساء التفصيلات التشريعية فى هذا الموضوع . وهناك إشارة الى المنافقين المحليين داخل المدينة وعملهم كطابور خامس لأولئك المنافقين الأعراب المحاربين المعتدين ، فكان المنافقون المحليون يشيعون أخبارا مُغرضة تتصل بالأمن لإرعاب المؤمنين . وكان لدولة النبى جهاز للمخابرات فيه ( أولو الأمر ) أى اصحاب الشأن الذين يقومون باستقبال الأنباء وتحليلها ، ومفروض على المؤمنين الرجوع اليهم فى هذا ( الأمر / الشأن ) لأنهم أصحاب ( الأمر / الشأن ) . يقول جل وعلا : ( وإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ ) النساء 83 ). ووردت فى نفس السورة ( النساء 59 ) الأمر بطاعة الله جل وعلا ورسوله وأولى الأمر ( اى أصحاب الاختصاص فى الأمر أو الشأن الذى هو محل تخصصهم ) . ونفهم من سورة التوبة ان بعض الاعراب اقام حول المدينة تابعا لدولة المدينة ، وكان منهم مؤمنون وكان منهم منافقون . ونعرف من سورة الفتح وجود أعراب تابعين للدولة إستقروا حولها ، وتقاعسوا عن الدفاع عن المدينة . أى نفهم أنه بعد نزول آيات سورة النساء ( 88 : 91 ) قام النبى والمؤمون بتنفيذ هذا التشريع فى حركات عسكرية ضد الأعراب المعتدين ، ولكن السيرة لم تذكر هذا ـ وأن تلك الحملات العسكرية الدفاعية منعت دخول هؤلاء المعتدين الى المدينة بحجة الاسلام خداعا ، وألزمت من يريد الدخول فى الاسلام بأن يعيش فى كنف الدولة الاسلامية متمتعا بميزات المواطنة ، بغض النظر عن عقيدته ورأيه السياسى . ولنتذكر أن دولة المدينة كانت موقعا ثابتا مكشوفا فى صحراء تحيط بها من كل الجهات ، وهذا الموقع الثابت المكشوف يجعلها عُرضة لهجوم باغت من جماعات قليلة أو جيش ضخم ، لذا كان يتحتم على هذه الدولة المُحاطة بأعداء من الأعراب وغيرهم أن يكون لها جهاز أمنى كفء منتشر فى الصحراء بين الأعراب والقبائل وداخل مكة والطائف وغيرهما ، وأن يبادر جيش المدينة الى مواجهة العدو القادم فى الصحراء قبل أن تتعرض المدينة للحصار وإحتمال الاستئصال . لهذا يأتى التعبير عن القتال بكلمة ( أُنفروا ) و بالخروج ، أى بالخروج الى الصحراء .
4 ـ وبعضهم خدع النبى عليه السلام. سرق ابن لهم وشاع أمره ، فكان أن أخفوا الشىء المسروق فى بيت شخص برىء ، وذهبوا للنبى يشكون له كيف إتهم الناس ابنهم ظلما فصدقهم النبى وخطب يدافع عن ابنهم معتقدا انه مظلوم . ونزل القرآن يلوم النبى ويشير الى ما حدث بالمنهج القرآنى فى القصص ( عدم ذكر الأسماء للأشخاص ) لكى تتحول القصة الى موعظة تتحرر من أسر المكان والزمان لتنطبق على عادة سيئة للبشر فى كل زمان ومكان حيث يوضع البرىء فى السجن ويتمتع المجرم بالمكانة المحترمة . ولهذا كان التعليق الالهى على القصة بوضع قواعد حقوقية : أن المذنب الذى يستغفر الله جل وعلا معترفا بذنبه يغفر له رب العزة. والذى يقترف إثما يتحمل هو مسئوليته ، أما الذى يكسب إثما ثم يلفقه لغيره من الأبرياء فهو يتحمل بهتانا وإثما مبينا . ثم إشارة الى وضع النبى كبشر ممكن أن يتعرض للخداع والاضلال ، ولأنه رسول فقد علّمه الله جل وعلا بالوحى ما لم يكن يعلم ( النساء 105 : 113 )
5 ـ وبدأت مبكرا مجالس الشورى بإجتماعات عامة ( امر جامع ) ونزل التشريع بتحريم الغياب عنها بدون عُذر او التسلل منها ، وأضاع هذا على المنافقين موقعهم السابق فى الصدارة التى كانوا عليها قبل مجىء النبى للمدينة . وبدأ ( عوام ) أهل المدينة يتفاعلون ويشاركون فى إدارة وحُكم مدينتهم . وردّ المنافقون بالتشويش على هذا ( التحول الديمقراطى ) بتكوين جماعات منهم تحترف التشاور السّرى تنشر الاشاعات ، أو ما سمّاه رب العزة ( النجوى ) . ونزل فضح هذا التناجى فى سورة ( النساء 114 : 115 ) ونزلت تفاصيله فى سورة المجادلة ( 5 : 21 ) .
6 ــ وحفلت سورة النساء بمتفرقات عن انواع من النفاق والمنافقين: ترددهم القلبى بين الايمان والكفر ثم زيادتهم فى الكفر ، وموالاتهم للكافرين المعتدين ضد الدولة التى يعيشون فى كنفها ، وعقدهم مجالس للخوض فى كتاب الله وحضور بعض المؤمنين هذه المجالس متناسين نهى رب العزة عن حضورها فيما سبق من تنزيل مكى ، وبعضهم كان يمُنٌّ على المؤمنين فى حالتى النصر والهزيمة ، وعاب رب العزة على المنافقين تكاسلهم فى الصلاة ورياءهم فيها ، وحكم الله جل وعلا بأنّ المنافقين فى الدرك الأسفل من النار إلّا إذا تابوا واصلحوا واعتصموا بالله جل وعلا واخلصوا له دينهم، فليس رب العزة جل وعلا محتاجا لتعذيب الناس إذا شكروا وآمنوا ( النساء : 137 : 147 ).
سورة الأحزاب :
كان حصار الأحزاب للمدينة محنة قاسية أظهرت معدن المؤمنين الحقيقيين ، كما أظهرت أنواع النفاق والمنافقين . واضح أن الأنباء جاءت للنبى بقدوم الأحزاب فكان حفر الخندق وعقد النبى مع أهل المدينة بيعة وعهدا بالصمود ، وبينما صدق المؤمنون فيما عاهدوا الله جل وعلا عليه فإن المنافقين خانوا العهد ، منهم من سخر من وعد الله جل وعلا بالنصر ، ومنهم من قام بتثبيط المؤمنين عن الدفاع عن المدينة ، ومنهم من ترك موقعه الدفاعى بحجة ان بيته ليس آمنا ، ومنهم المعوقون والمرجفون فى المدينة بالاشاعات ومنهم الذين فى قلوبهم مرض ، وقد أوشكوا على حمل السلاح ضد الدولة الاسلامية فنزل تحذيرهم بشدة : ( الأحزاب: 12 : 20 ، 60 : 63 ) . ونزل فى نفس السورة نهى للنبى ( مرتين ) عن طاعة المنافقين ( الأحزاب 1 ، 48 ).
متفرقات :
( سورة محمد : 16 : 17 ، 21 : 31 ) : فيها تندرهم على القرآن ، وصلتهم بالكافرين ووعظهم بتدبر القرآن بنفس ما سبق فى سورة النساء ، وتحذيرهم من اللجوء للقتال وتقطيع أرحامهم ، كما سبق فى سورة الأحزاب .
( سورة الفتح : 11 : 16 ): عن منافقى الأعراب ، وترددهم بين المشاركة مع المؤمنين فى القتال الدفاعى ، وقعودهم عنه . وأعذارهم الباطلة .
( سورة الحشر 11 : 12 ): عن وعد كاذب من المنافقين للمعتدين اليهود بالتحالف معهم .
( سورة المنافقون : 1 : 8 ) عن خداع المنافقين وكذبهم وإتخاذهم أيمانهم جُنة ووقاية ، ورفضهم الاعتراف بالخطأ وأن يستغفر لهم الرسول ، وإعلانهم عدم تقديم المال للدولة لأنها فى نظرهم إنفاق على أتباع النبى ، وحتى ينفضوا من حوله ، وزعمهم بأنهم سيخرجون النبى والمؤمنين من المدينة .
فى أواخر التنزيل المدنى :
( سورة المائدة : 41 ، 51 : 53 )
1 ـ فى هذه السورة نرى تماثلا وتحالفا بين منافقى المدينة ومنافقى أهل الكتاب . وهى ناحية مسكوت عنها فى التأريخ للنبى فيما يُعرف بالسيرة النبوية . فالآيات فى سورة المائدة تشير الى معارك حربية تحتم فيها الولاء للدولة الاسلامية التى تمارس القتال الدفاعى فقط ، ومحرم عليها أن تعتدى على أحد لأن الله جل وعلا لا يحب المعتدين. لذا نزل الأمر بعدم موالاة اليهود والنصارى المعتدين ، وأن من يواليهم فى عدوانهم فهو مثلهم فى ظلمهم . هذه العلاقة الحربية شجعت بعض المنافقين على المسارعة بإعلان الكفر العقيدى الذى كانوا يكتمونه.
2 ــ هذا مع وجود منافقين من أهل الكتاب يزعمون الايمان بأفواههم ، يدخلون على النبى يزعمون الايمان ، وقد دخلوا والكفر فى قلوبهم ثم خرجوا والكفر أيضا فى قلوبهم ، وهم يقومون بالتحريف والافتراء ونشر هذا الكذب والافتراء ، ثم هم يأتون للنبى يحتكمون اليه ، وعندهم التوراة فيها حكم الله ، ثم بعد أن يحكم الرسول بالحق يتولون عنه معرضين ، والله جل وعلا يبيح للنبى أن يحكم بينهم بالحق القرآنى الذى نزل مصدقا لما سبقه من الكتب السماوية ومهيمنا عليها ، ويحذره من ألاعيبهم وخداعهم . ويضع رب العزة البديل الاصلاحى للمؤمنين وأهل الكتاب وهو التسابق فى الخيرات ، للفلاح فى الآخرة . وهذه العلاقات بين النبى ومنافقى أهل الكتاب من المسكوت عنه فى ( السيرة النبوية ) .
( سورة التوبة : 42 : 110 )
تنوعت فيها انواع النفاق والمنافقين على النحو التالى :
1 ـ التقاعس عن القتال بحجج واهية ، والتثبيط عن القتال الدفاعى والدعوة للقعود بديلا عن الخروج لملاقاة العدو الزاحف لغزو المدينة . وعقاب أولئك المنافقين هو منعهم مستقبلا من شرف القتال الدفاعى، وألا يصلى النبى عليهم إذا ماتوا ( التوبة 42 : 49 ، 81 : 89 ، 93 : 94 )
2 ـ إدمان القسم كذبا بالله جل وعلا .( التوبة 42، 56 ، 62 ، 95 : 96 )
2 ـ التشفى بأى مصيبة سيئة تحدث للمؤمنين وكراهية أى خير يأتى لهم ( التوبة 50 : 52 )
3ـ التكاسل فى الصلاة ( التوبة 54 )
4 ـ بالنسبة للإنفاق على المجهود الحربى ( الانفاق فى سبيل الله جل وعلا ) تنوعت مواقفهم : منهم من كان ينفق كارها فمنع الله جل وعلا قبولها منهم ، ومنهم من كان يطمع أن يأخذ من الصدقات مع أنه ليس من المستحقين للصدقات ، ومنهم من عاهد الله ونذر إن أصبح غنيا سيتصدق ، فلما أصبح ثريا أخلف وحنث . ومنهم من يتندر على الفقراء المؤمنين المتبرعين بالقليل مما يملكون فى سبيل الله جل وعلا ، وعقابهم أن استغفار النبى لهم غير مقبول من الله جل وعلا ، ومنهم من يمتنع عن الانفاق فى سبيل الله جل وعلا ( التوبة 53 : 54 ، 58 : 60 ، 75 : 78 ، 79 : 80 ، 67 ).
5 ـ إتهام النبى بأنه ( أُذُن ) أى يسمع وينصت لما يُقال له ، والسبب أنهم كانوا من قبل الملأ المسيطر أصحاب الأمر والنهى ، فجاءت الدولة الاسلامية بالشورى والديمقراطية المباشرة التى توجب على القائد أن يسمع من الجميع وأن ينتبه لآراء الجميع فى الاجتماعات العامة المُشار اليها فى أواخر سورة النور . وسكت النبى عن هذا الاتهام ونزل القرآن يدافع عن النبى بأنه أُّذُن خير ورحمة للمؤمنين ( التوبة 61 ) .
6 ـ وقوعهم فى شتى أنواع التآمر حتى ينزل القرآن بالحق يفضحهم ( التوبة 48 ).
7 ـ الاستهزاء بالله جل وعلا ورسوله وكتابه ( التوبة 64 : 66 ).
8 ـ تسيير مظاهرات فى شوارع المدينة تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف للرد على أمر المؤمنين بالمعروف ونهيهم عن المنكر ( التوبة 67 : 72 ). وهذا مسموح به فى دولة الاسلام التى تُتاح فيها الحرية الدينية والسياسية بدون حد أقصى طالما كانت سلمية . ( أين هذا من نظم الحكم فى دول المحمديين اليوم ؟!! ).
9 ـ قول الكفر والشروع فى أعمال كفرية عدائية ، وحكم الله جل وعلا عليهم بالكفر ، وعرض التوبة عليهم :( التوبة 74 ) .
10 ـ الذين إتخذوا مسجد الضرار وجعلوه وكرا للتآمر على الدولة الاسلامية ، وإنخدع به النبى ــ الذى لا يعلم الغيب ـ فكان يقيم فيه ، الى أن نزل القرآن يفضح هذا المسجد وأصحابه وينهى النبى عن الاقامة فيه ، وخلافا لتلفيقات كتب السيرة فإن النبى لم يحرقه بل ظل بنيانه موجودا ( لا يزال ): ( التوبة 107 : 110 )
أنواع جديدة من المنافقين داخل المدينة :
1 ـ الأعراب الذين هاجروا للمدينة وأقاموا حولها ، أغلبهم كان الأشد كفرا ونفاقا ، والأبعد عن الالتزام الاسلامى ، وكانوا يتربصون بالمؤمنين ويعتبرون من المغارم إنفاقهم فى سبيل الله جل وعلا ، وهناك أعراب مؤمون مخلصون ( التوبة 97 : 98 : 99)
2 ــ وهناك من أهل المدينة فى داخلها ( من المهاجرين والأنصار ) طائفة مردت على النفاق وكتمت مشاعرها وكفرها حتى لا يفتضح بالقرآن أمرها ، فظل النبى لا يعرفهم / ومن المنتظر أن يكونوا أقرب الناس اليه ، وهؤلاء هم الذين قاموا بالفتوحات ( صحابة الفتوحات ). ( التوبة 101 ).
فى المقارنة بهؤلاء كان فى المدينة السابقون إيمانا وعملا من المهاجرين والأنصار وهم الذين لا يريدون عُلوا فى الأرض ولا فسادا . وهذه النوعية لا تتصارع على السلطة الثروة والنفوذ ، لذا تمسكت بدينها ، ولم تذكرها كتب التاريخ التى سجلت تاريخ الخلفاء وحروبهم وصراعاتهم . ولكنهم هم الذين رضى الله جل وعلا عليهم ، لأنهم سيأتون يوم القيامة ولم يسفكوا دما ولم ينهبوا مالا ولم يأكلوا سُحتا ، ولم يقهروا شعبا . الخلفاء الفاسقون هم الذين فعلوا هذا فأشاد بهم التاريخ . والتاريخ دائما ينام فى إحضان الظالمين .