هناك من يحرق مصحف القرآن وهناك الكثيرون من يتخذ القرآن مهجورا
ميزان الإنصــاف

يحي فوزي نشاشبي في الإثنين ٢٣ - نوفمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

 

التساؤل  الكبير

إن التساؤل الأهم والخطير، لا يمكن أن يكون في ذلك الموظف أو الشخص الجاهل الضال، الحقود، الذي تجرأ وسولت  له نفسه  في أن يحرق مصحف القرآن جهارا  نهارا، ويشفي غليله، بل  إنّ التساؤل الأهم، هو: في أولئك  المؤمنين، أو أولئك الذين  يدّعون ويزعمون أنهم مؤمنون بالله حقا، وبحديثه المنزل، ويتسابقون ويتنافسون في تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، في  مناسبة وغير مناسبة، وفي حفظه وتنظيم مسابقات في ذلك ،   ثم مع ذلك، أو بعد ذلك، يتخذونه مهجورا، ولا أدلّ على ذلك من أنهم يتلونه بغير هدف، اللهم إلا لغرض التلاوة فقط، والعمل بما لم يأمر به الله، بل العمل بما يخالف تعاليم الله، وبما يناقضها ويقلل من قيمتها، وفي كثير من الأحيان يجمّدها !؟

والدليل القاطع الآخر هو: ما جاء في الآية رقم 30 في سورة  الفرقان: (( وقال الرسول يا ربّ إن قومي  اتخذوا  هذا  القرآن  مهجورا )) .

وعندما ننصب أمامنا ميزان الإنصاف، سيتحتم علينا أن نتشجع ونضع في الكفة الأولى: فعل ذلك الموظف  الضال  الجاهل  الذي  تأثر بما يراه ويسمعه حواليه من أولئك المفسدين في الأرض  المتسربلين بسرابيل القرآن والدين الإسلامي الحنيف السمح،  وفي الكفة الأخرى:  يضع أفعال أولئك المؤمنين الكثر الذين  سيفاجأون أيما مفاجأة، بل وبئس المفاجأة ستكون، عندما  يرون ويعلمون أنهم ليسوا على  شئ، بل إنهم في عـداد أولئك  الذين تشملهم الآية رقم 106 في سورة  يوسف : (( وما  يؤمن  أكثرهم  بالله  إلا  وهم  مشركون ).

 

******  

اجمالي القراءات 9005