ياسمين طالبة نجت من اتوبيس اسيوط المسئولين تركونا طوال الليل دون إنقاذ .. ورأيت صديقتي وهي تموت جان

في الجمعة ٣١ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

ياسمين طالبة نجت من اتوبيس اسيوط تحكي وقائع 12 ساعة من الرعب تحت السيول وكيف اضطرت للسير 30 كيلو لتنجو

 

 

  • المسئولين تركونا طوال الليل دون إنقاذ .. ورأيت صديقتي وهي تموت جانبي
  • تعلقت بإحدى الصخور وأصبت بالإغماء بسبب التعب وبعدما أفقت لم أجد أحد فسرت 30 كيلو حتى أنقذني عامل محاجر
  • شاهدت زميلاتي وهم يتعلقون بباب الأتوبيس حتى غرقوا وقفزت من الشباك أنا وصديقتي وتقطعت ملابسنا

أسيوط – إسلام رضوان:

قدر  لياسمين أنور إمام حسانين، الطالبة بالصف الثالث الإعدادي بمدرسة الوليدية بنات أن تكون إحدى الناجيات القليلات في حادثة انقلاب “أتوبيس الموت” بطريق أسيوط – المنيا الصحراوي الشرقي بمركز ملوي بمحافظة المنيا، والذي راح ضحيته نحو 15 شخصاً معظمهم من طالبات المدرسة، بالإضافة إلي إصابة 53 آخرين.. “ياسمين” نجت بأعجوبة من الموت،  بعد أن ظلت 12 ساعة وسط المياه فوق إحدى الصخور، رغم البرد والصقيع، والخوف وغيرها من الظروف التي أحاطت بها أثناء محاولتها إنقاذ نفسها.

“ياسمين” كانت شاهد عيان علي الحادث، وقالت إنه أثناء عودتنا نحو الساعة الخامسة والنصف مساءاً من مدينة المنيا إلي أسيوط قبيل كمين “البرشا” بمركز ملوي، ساءت الأحوال الجوية بشكل مخيف، و زاد انهمار المطر، واشتد صوت الرعد، وضوء البرق، وبدأت السيول والثلوج تسقط علي الأتوبيس ، فما كان من السائق عم “سيد” إلا أنه أوقف الأتوبيس لعدة دقائق علي جانب الطريق، أملاً في استقرار الأوضاع، ولكن الوضع لم يستقر، فقرر التحرك  وبعد مسافة قصيرة انهارت الأرض من تحت الأتوبيس بسبب السيول، وانحرف إلي إحدى المخرات، لنسقط جميعاً وسط الماء والرمال، بعد أن  مال الأتوبيس علي جانبه الأيمن،

وتتابع ياسمين وسط دموعها أنها وصديقتها منار جمال صالح التي لقيت حتفها في الحادث  قفزتا من الشباك، وأخذنا في السباحة إلا أن المياه جرفتها بعيداً عني، وقبلها خرجت المديرة إلهام زكريا وعدد من المشرفين ونجوا بأنفسهم، وتركوا باقي زملائي في الأتوبيس دون إنقاذ.

وأضافت أنها رأت زميلاتها ممسكات بباب الأتوبيس، حتى جرفتها المياه بعيداً عنهن، وأخذت تعوم علي ظهرها، وتقطعت جميع ملابسها من شدة المياه، وقامت بخلع “بالطو” كانت ترتديه، حتى تستطيع السباحة، ومكثت علي هذا الحال حتى تمكنت من الإمساك بإحدى الصخور، واستطاعت الجلوس عليها وسط المياه، وبعدها أغمي عليها من فرط التعب، لتستيقظ بعدها بدقائق لتقضي ليلتها وسط الصحراء والمياه وحيدة دون غطاء ، والصقيع يعتصر جسدها الصغير،

وتقول ياسمين أنها  كادت أن تهلك من شدة البرد، ومضي عليها الوقت بطيئاً جداً، ومكثت هكذا حتى الساعة السابعة صباحاً، كان وقتها منسوب المياه قد انخفض – كما أشارت- فأخذت في السير علي الطريق، لمسافة 30 كيلو متر حتى وصلت إلي منطقة المحاجر، وهناك قابلتها إحدى السيارات بها شخص يدعي طارق بشري، عامل، أخذها إلي المحجر، وطلبت منه هاتفه المحمول، لتتصل بوالدها، و ما إن سمع صوتها حتى فرح فرحاً شديداً، وأرسل إليها أشقائها وأعمامها ليعود بها مرة أخري إلي المنزل.

اتهمت “ياسمين” المسئولين بالتقصير، لأنهم تركوها وزملائها في العراء دون بذل أية جهود لإنقاذهن، وهو ما أدي إلي فقدانها أعز صديقاتها “منار”، و طالبت الطفلة الصغيرة بمحاسبة جميع المقصرين في حقها وحق زميلاتها وأضافت أنها أحست أن الحكومة عاملتهن  باعتبارهن  (حيوانات ليس لها لازمة)، ولم يجدن أي منقذ، حيث مكثن طول الليل في العراء دون أن ينقذهن أحد علي حد قولها.

أنور إمام حسانين، مهندس زراعي، والد الطالبة ياسمين، قال إن الحكومة أهملت بشكل غير عادي في هذا الحادث، وليس هناك غرفة عمليات بأسيوط تدل علي وجود إمكانية لدي المحافظة لإنقاذ الناس من الكوارث، كما إن هناك تقصير شديد من قبل مديرية الأمن ومحافظة المنيا التي لم تحاول إنقاذ الطالبات بشكل سريع، مما أدي إلي فقد العديد منهن.. قائلاً ( حسبي الله ونعم الوكيل في المسئولين اللي تسببوا في وقوع الحادث). وشكر الله عز وجل علي عودة ابنته سالمة مرة أخري إلي حضنه.

هناء فتحي أحمد، موظفة بفرع ثقافة أسيوط، والدة الطالبة ياسمين، أشارت إلي أنها تلقت نبأ الحادث من ابنها إسلام وأحمد اللذين رفضا في البداية إخبارها، ولكن بعد محاولات منها، أخبرها أحمد إنه سوف يذهب إلي أبنوب بسبب وقوع حادثة لأخته “ياسمين”. وأضافت (كنت فاكره إن الحادثة بسيطة، ولكني علمت أنه حادث بشع، نتج عن تقصير المسئولين، الذين ليس لديهم إنسانية أو رحمة). وأكدت  أن ياسمين تعيش في رعب وحالتها النفسية غير مستقرة. وطالبت  بالقصاص من المسئولين المتسببين في وقوع الحادث، خاصة المديرة إلهام زكريا يحي التي لم تقم بإلغاء الرحلة فور علمها بسوء الأحوال الجوية.

ووجهت والدة الطالبة الشكر إلي الله فقط فهو  الذي أنقذ ابنتها من الموت المحقق، بالإضافة إلي عامل المحجر الذي ساعد في عودتها إلي أحضاهم مرة أخري.

اجمالي القراءات 6759