التطبير هو شج الرأس أو شق أعلى الجبين وإسالة الدم بالسيف يصاحبه ضرب بالسلاسل على الظهر، وكل ذلك يترافق مع صرخة "يا حيدر". وتعتري حسين تقي وهو عراقي يقيم في لاهاي بهولندا طاقة روحية ولذة نفسية حين يؤدي مهمته هذه كل عاشوراء مع مجموعة ارتأت ان تتواصل مع طقس ( ديني ) مارسوه مذ كانوا صغارا ولم ينقطعوا عنه في اماكن إقامتهم الاوربية. وعلى رغم ان (الشيعة ) تنقسم بين مؤيد ومعارض للتطبير،
الا ان ذلك لم يمنع من تزايد إنتشار الظاهرة التي تشمل حتى الاطفال في الوقت الحاضر.
(إنتقال الايدز)
ومن مراجع الشيعة من حرم شج الرأس مثل موسى الصدر، ومحمد مهدي شمس الدين في كتابه "ثورة الحسين في الوجدان الشعبي"، ومحمد حسين فضل الله. وكان فضل الله قال أن السيف الذي ينتقل من رأس إلى رأس تنتقل معه الأمراض، وخصوصاً مرض العصر "الإيدز".
كما دعا فضل الله العلماء الى تحمّل مسؤولياتهم إزاء مشكلة الممارسات المسيئة وتوجيه الناس إلى تكليفهم الشرعي، وليس تشجيع العواطف التي يمكن أن تنحرف إلى الخرافات والتطبير (ضرب الجسد بالسلاسل والسيوف ولبس كفن أبيض) وممارسات إيذاء النفس باسم الإسلام على حد قول فضل الله. وقال فضل الله في تصريح لـجريدة الوطن الكويتية إن التطبير يسيء إلى الإسلام؛ باعتبارها تجعل من ذكرى عاشوراء مناسبةً لتعذيب النفس وجلد الذات.
(لا ضير في التطبير)
لكن سعيد عبد الحسين لايرى ضيرا في التطبير، فهو
حالة استنفار عاطفي مع شهادة الحسين.
ويضيف ان ( التطبير) هو ارهاب لاعداء الأمة، يظهر شيعة العالم فدائيين، يبذلون أرواحهم لنصرة أهل البيت والمذهب.
ويعتقد علي جارم وهو لبناني يعيش في هولندا ان التطبير كان سلاح مقاومة فريد في النبطية عام 1983، وجعل جنود إسرائيل يفرون هلعا من نداء..حيدر..حيدر على حد قول (جارم ).
(التطبير في اوربا)
وفي اوروبا ومنها هولندا والمملكة المتحدة يحدث التطبير في اماكن معزولة بعيدة عن اعين الاوربيين، ويقوم به بعض مرتادي الحسينيات في عاشوراء، ويؤمن عباس حسين المقيم في هولندا مستلزمات التطبير للعراقيين المقيمين في هولندا. ويقول عباس ان اعداد المشاركين في فعاليات التطبير تزداد كل سنة، ولم تقع حوادث عكس مايشاع.
ويفلسف عباس الامر على انه شحذ للعاطفة وتذكير بالتاريخ، كما انه يشجع على اظهار جبروت الشيعة في ( مقامة الاحتلال ) كما في لبنان والعراق على حد قوله. وينتشر (التطبير) في كل الدول التي يتواجد فيها الشيعة وتنظم مواكب( تطبير) خاصة حيث يحدث (التطبير) في الشوارع كما في لبنان والعراق والبحرين.
( حلال أم حرام )
وبينما يفتي البعض في جوازه كما تتحدث كتب التاريخ عن الشيخ الأميني الذي كان يجلس يوم عاشوراء في صحن الإمام الحسين في النجف محييا مجاميع (التطبير)، فان حسن نصر الله يرى فيه موهنا للمذهب الشيعي وغير جائز أيضا. كما أكد على أن من غير المناسب أن تسير النساء في مواكب العزاء باللطم وضرب السلاسل.
ودعا علماء الشيعة في السعودية إلى تجنب ممارسة التطبير و الممارسات المرتبطة بـعاشوراء، مثل التطبير وهو جرح مقدم الرأس بآلة حادة، واللطم وضرب الصدر.
ويشج ( المطبر) راسه بالسيف او بالة حادة اثناء تاديته الشعائر الدينية، على ان تتم الضربات بصور تدريجية وان لايتجاوز العمق 3 مليميتر فاذا تجاوز الحد اصبح مضرا بحسب فرحان حمادي.. الذي احترف التطبير السنوي منذ نعومة اظفارة،
ويروي فرحان ل(ايلاف) ان هناك من لايجيد ضرب السيف بسبب التشنج، محدثا جرحا عميقا يستدعي نقله المستشفى.
ويروي فرحان كيف ان احدهم مات من جراء فقدانه كميات كبيرة الدماء بسبب النزيف.
( مصادرة عدة التطبير في المطار )
وكما في العراق ولبنان فان التطبير انتقل الى اوربا، ويتحدث جاسم السعدي عن جلسات تطبير العام الماضي في العاشر من محرم، في اوترخت بهولندا وكريفيلد بالمانيا، تخللت احتفالات عاشوراء. ويستورد الشيعة المغتربون الالات الحادة والسلاسل من ايران والعراق ولبنان، على رغم صعوبات ادخالها عبر المطارات حيث صودرت العام الماضي كميات منها في مطار برلين بحسب فرحان.
( المدرسة تكتشف جرحا في رأس طفل)
وفي اوربا ايضا (يطبّر ) المحتفلون أطفالهم ايضا،
اما الذين يخافون من المسائلة القانونية امام السلطات الاوربية، فانهم يعلمون اطفالهم التطبير بصورة صورية، ذلك ان (عبدالله.ح ) المقيم في كريفيلد بالمانيا، سمح لطفله الصغير البالغ من العمر عشر سنوات بشج راسه في عاشوراء العام الماضي مما عرضه للمسائلة القانونية امام السلطات بعد ان رات المعلمة راس ابنه ملفوفا بضماد وقد حفر السيف مقدمته. ويرى الصفار وهو عالم دين شيعي سعودي أن الآباء من باب ولايتهم على أطفالهم، يمكن أن يدفعوهم للتطبير إذا ما توفر رأي فقهي.
وكان محمد حسين النائيني أستاذ مراجع النجف في العراق قال انه لا إشكال في جواز اللطم بالأيدي على الخدود والصدور حد الاحمرار والاسوداد، بل يقوى جواز الضرب بالسلاسل أيضا على الأكتاف والظهور إلى الحد المذكور، وإن أدى ذلك إلى خروج الدماء.
وأما إخراج الدم من الناصية بالسيوف والقامات فالأقوى جواز ما كان ضرره مأمونا، وكان من مجرد إخراج الدم من الناصية بلا صدمة على عظمها، ولا يتعقب عادة بخروج ما يضر خروجه من الدم ونحو ذلك، كما يعرفه المتدربون العارفون بكيفية الضرب.
(احتراف التطبير )
ويؤيد قول النائيني زين العابدين علي المقيم في فنلو بهولندا كاشفا ل( ايلاف ) عن دورا ت احترافية في التطبير توضح للمطبر تقنية شج الراس وكيفية الضرب فليس كل من ضرب راسه بالسيف اجاد، ذلك ان ايذاء النفس والتسبب في هلاكها حرام شرعا ويجب توخي الحذر، ويقول ان المبالغة في الضرب محرمة ايضا،
ويرى زين العابدين ان بعضهم يتعمد الايغال في تعميق الجرح حبا في التضحية، وفي اغلب الاحيان يحدث الجرح العميق المتجاوز للحدود بسبب الجهل وسوء استحدام الالة الحادة،
ويرى ان من الضروري توفر لجان طبية ميدانية تعالج الحالات الخطرة، اضافة الى سيارات الاسعاف التي يجب ان تكون جاهزة لاي طاريء.
وإضافة الى شج الراس فان التطبير تصاحبه عملية ضرب الظهر بسلاسل مزودة بشفرات حادة توغل في جسد الشخص محدثة جروحا تتعمق باستمرار الضرب مسببة نزيفا من دماء يتخثر في السلاسل وثياب المطبر، وكل ذلك يحدث وسط مواكب تزدحم بها الشوارع، وهي مشاهد تحدث امام النسوة والاطفال الذيم يسعون لتقليد ابائهم في ذلك.