الجارديان: احتجاجات تونس تهدد بانتهاء نظام زين العابدين بن على
الأربعاء، 29 ديسمبر 2010 - 12:38
كتبت ريم عبد الحميد
علقت الصحيفة على الاحتجاجات الضخمة التى تشهدها تونس هذه الأيام، ويقول الكاتب برايان وايتاكر فى مقاله بهذا الشأن: إن حادثة صغيرة قام فيها شاب بالانتحار بسبب البطالة قد أصبحت العامل المحفز لموجة الاحتجاجات الكبيرة التى تشهدها تونس، وربما تهدد بانتهاء رئاسة زين العابدين بن على.
ويشبه الكاتب ما يجرى فى تونس حالياً بالأيام التى سبقت سقوط الديكتاتور الرومانى نيكولا شاوسيسكو، وتساءل وايتاكر عما إذا كان نفس المصير فى انتظار بن على.
ويوضح وايتاكر أن شاوسيسكو ظل 22 عاماً فى السلطة حتى جاءت نهايته بشكل مفاجئ وغير متوقع إلى حد ما، وبدأ ذلك عندما قامت الحكومة بمضايقة أحد رجال الدين المجريين بسبب تصريحات له، فاندلعت المظاهرات، لكن الكاهن نفسه لم يعد فى الذاكرة، وتحول الأمر سريعاً إلى احتجاجات عامة ضد نظام شاسيسكو انتهت بسقوطه.
وقد بدأت المظاهرات وأعمال الشغب التى اجتاحت تونس خلال الأيام العشرة الماضية بحادثة صغيرة، عندما قام محمد بوعزيز (26 عاماً) بإطلاق النار على نفسه، فهذا الشاب حاصل على شهادة جامعية لكنه لم يستطع الحصول على فرصة عمل مناسبة، فقام ببيع الخضروات والفاكهة فى الشارع بدون ترخيص، وعندما أوقفته السلطات غضب بشدة لدرجة أنه انتحر.
ويوضح الكاتب أن معدلات البطالة رسمياً فى تونس تقدر بحوالى 13% على الرغم من أنها أكبر من ذلك بكثير فى الواقع، خاصة بين خريجى الجامعات. وبحسب دراسة حديثة، فإن 25% من خريجى الجامعات التونسية من الذكور، و44% من الإناث فى سيدى بوزيد، التى انطلقت منها الاحتجاجات، بلا عمل، وهؤلاء ضحايا نظام تعليمى نجح فى منحهم مؤهلات لا يمكن استخدامها وتوقعات لا يمكن الوفاء بها.
ويمضى الكاتب فى القول: إن معظم الأنظمة العربية تعتمد على شبكات المحسوبية من أجل البقاء فى السلطة، لكن قاعدة تأييد زين العابدين بن على تبدو صغيرة نسبياً وهشة بصورة متزايدة، وقد كشفت وثائق ويكليكس عن أن واشنطن تعتقد أن النظام فى تونس فقد التواصل مع الشعب، خاصة أنه لا يتسامح مع أى نصيحة أو انتقاد للفساد الذى أصبح مستشرياً.
وأنهى الكاتب مقاله بالقول: إن الرئيس بن على وصل إلى السلطة عام 1987 بإعلان أن الرئيس بورقيبة غير قادر على العمل، وأصبح الأمر على الأرجح مجرد مسألة وقت قبل أن يقوم شخص آخر بتسليم الرسالة نفسها إلى زين العابدين بن على.