رسالة من أخ كريم

آحمد صبحي منصور في السبت ١٧ - أكتوبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

رسالة من أخ كريم 

جاءتنى هذه الرسالة ، أنشرها وأرد عليها :

يقول : أكرمه الله جل وعلا :

( السلام عليكم انا جد سعيد بايجادكم كنت ابحت عن من يشاطرنى قناعاتى المنطقية لكن هيهات لقد استنشقت الهواء مند الاطلاع على موقعكم بالصدفة . انا على قناعة تامة ان السنة محرفة وان عملنا بها فلما لا نعمل بالانجيل والثوراة .؟ . النبى محمد عليه السلام فى قبره الان . قام بمهمته واكتفى حاليا بالله الذى لا يلد ولا يولد الذى لا يفنى وما لا يحاسب بل هو الدى يحاسب.  انا لا افهم قوم يفتخرون بالنبى لانه من جنسهم ويعاملونه في قبره كانه رب ،دينهم عبارة عن فخر.  والله يدكرون عمر اكتر من الرسول ومن الله . وفئة تدكر علماءها اكتر من ربها ، واخرى تذكر (على )اكتر من الله . وهم يدعون ان الرسول خير خلق الله.  من غير الله الذى يحق له اعطاءه هده الصفة ؟ . انى في نقاش دائم مع اناس الاسلام عندهم عادة وليس عبادة . ارجو ان اكون اخ لكم ولا تبخلو على برسائلكم فانا بحاجة اليها.  ارجو من الله التوفيق وارجاع الاسلام اسلام . )

وأقول :

أولا :

1 ـ أكرمك الله جل وعلا . نتفق معك فى نقدك لأولئك الذين يقدسون البشر والحجر ممّن نسميهم ( المحمديين ) لأن محور عبادتهم هو تأليه ( إله  ) صنعوه وأسموه ( محمدا ) وليست لهذا الاله ــ  الوهمى الخرافى الاسطورى ـ أى صلة برسول الله محمد الحقيقى المذكور فى القرآن الكريم ، عليه السلام .

2 ـ ولكن اسمح لى ببعض التصحيح :

 

2 / 1 :قولك (يشاطرنى قناعاتى ) (انا على قناعة  ):

( القناعة) هى الرضى بالشىء ، ومنه الحكمة القائلة ( القناعة كنز لا يفنى ) .

الذى تقصده هو ( الاقتناع ) أى إقتناع برأى . أى تقول : يشاطرنى إقتناعاتى ، وأنا على إقتناع .

 

2 / 2 : قولك : (ان السنة محرفة ).

نحن نؤمن بفرضية السنة العملية الفعلية من صلاة وصيام وحج وصدقات أى زكاة مالية . والتواتر فيها نحتكم فيه للقرآن الكريم ، ولذلك نحن نصلى الصلوات الخمس بأوقاتها وكما هى ، غير أننا نرفض التحيات فى الصلاة ونقول مكانها التشهد فى الآية 18 من سورة ال عمران ، ونرفض قصر الصلاة إلا فى الخوف فى الحرب والمطاردة ، ونؤمن بأنه لا يكفى تأدية الصلاة بل لا بد من الخشوع فى أدائها والتقوى فى غير أوقاتها وهذا معنى ( إقامة الصلاة ) ، ونؤمن أن كل العبادات وسائل للتقوى ، وليست هدفا فى حد ذاتها ، لأن أصحاب الديانات الأرضية من المحمديين ـ خصوصا  السنيين منهم ـ يعتبرون الصلاة هدفا هى وبقية العبادات من صوم وحج وصدقات ، ولهذا فهم إن أدوها إستباحوا كل شىء من قتل وفساد واستكبار فى الأرض وفساد فيها . وهو ما يحدث الآن من الوهابيين المتدينين .

ونحن نؤمن بفرض الحج على من إستطاع ، ولكن نرفض الحج عن الغير ، ونرفض الحج للوثن المسمى قبر الرسول ، ونرفض رمى الجمرات ، ونرفض الاحرام بما يسمى ارتداء هذا الزى الكاشف للعورة ، ونرفض حصر الحج فى اسبوع واحد ، لأن الحج أشهر معلومات هى الأشهر الأربعة الحرم ( ذو الحجة / محرم / صفر / ربيع الأول ) يمكن الحج أثنائها فى أيام معدودات . والتفاصيل فى كتابنا عن الحج بين الاسلام والمسلمين ، وهو منشور فى الموقع .

السنة القولية عندنا هى كلمة ( قل ) فى القرآن الكريم ولنا كتاب منشور فى موقعنا عن كلمة ( قل فى القرآن الكريم ).

 بالنسبة لأتباع الدين الأرضى السنى : (السُّنة ) هى أحاديث البخارى وغيره وما كتبه أئمتهم فى الفقه والحديث فى العصر العباسى ، ويغتبرون هذا وحيا سماويا . يعنى أن جبريل عليه السلام نزل بعد موت النبى بقرنين وأكثر بهذا الوحى على أئمتهم ،فى العصر العباسى ، يقول لكل واحد منهم وحيا مختلفا ، وهم فيه مختلفون حتى الآن .  طبعا هذا إفك مضحك .

 

2 / 3 : قولك : (  النبى محمد عليه السلام فى قبره الان ) (ويعاملونه في قبره  ).

لا أحد يعلم مكان قبر النبى محمد عليه السلام . تم هدم حجرة عائشة التى دفنوا فيها جثمان النبى وظلت تعيش فيها حتى ماتت ، إغتالها زبانية معاوية فى خلافة معاوية . وبالتالى فإن جثمان النبى لم يُدفن فى قبر بل فى حجرة سكنية . ثم بعدها تمت توسعة مسجد المدينة بهدم وبإضافة حجرات أمهات المؤمنين بعد موتهن ، ومنها حجرة عائشة .

ومذكور فى البخارى أنهم فى هدم حجرات أمهات المؤمنين عثروا على عظم ساق فخافوا أن تكون للنبى ، ثم قيل لهم أنها ليست له . كما لو كان القائل يعرف ساق النبى أو لديه الحمض النووى للنبى ( دى إن إيه ) . طبعا ما يقوله البخارى هنا هو رواية تاريخية ، وليست جزءا من الدين ، وحقائق التاريخ نسبية ، أى يجوز فيها الصدق والكذب ، وليست حقائق إيمانية مطلقة كما هو الشأن فى الايات القرآنية وحقائقها المطلقة . وبمنهج البحث التاريخى العلمى نرى أنه لا باس من تقرير رواية البخارى هذه عن العثور على عظم ساق أثناء هدم حجرات أمهات المؤمنين فى بناء المسجد الأموى فى عهد الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك ، فهذا منتظر وعادى . وقد توالى الهدم والتوسعات فى مسجد المدينة فى العصر العباسى . وفى القرن الأول الهجرى لم يكن يقال عن مسجد المدينة ( المسجد النبوى ) بل مسجد المدينة ، ولم يكن هناك كبير إعتبار أو كبير إهتمام بتعيين الموضع الذى كانت فيه حجرة عائشة ، وموضع دفن حثمان النبى . بدأ الاهتمام فى عصر التدوين وتاسيس الديانات الأرضية من القرن الثالث الهجرى ( من سنة وتشيع وتصوف ) . بدأ وصف مسجد المدينة بأنه المسجد النبوى وإعتبار المدينة حرما ثانيا وتشريع الحج لما أسموه بقبر النبى ، وإفتراء حديث ( من حج ولم يزرنى فقد جفانى ) و ( ما بين قبرى ..روضة من رياض الجنة ) كما لو كان عليه السلام يعلم فى حياته مكان قبره ، والله جل وعلا يقول (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34) لقمان ) . وحين حددوا مكانا جعلوه قبرا للنبى كان ذلك بالتخمين والافتراء . وتوالى الهدم ، وآخر مرة كان فى الدولة السعودية الأولى بعد إحتلالهم المدينة . بإختصار : الموجود الآن هو وثن ورجس من عمل الشيطان ، والقول بنسبته للنبى عليه السلام هو قول زور . والله جل وعلا أمرنا بإجتناب الرجس من الأوثان وإجتناب قول الزور ، قال جل وعلا : (  فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) الحج ).

 

2 / 4 : قولك :(قوم يفتخرون بالنبى لانه من جنسهم  ),

تعنى أن العرب يفاخرون بالنبى لأنهم من جنسهم .

ولكن هذا يقع فيه المحمديون ، أو من يطلقون على أنفسهم ( أمة محمد ) ويعتقدون بتميزهم عن بقية الأمم من أهل الكتاب وغيرهم ، وأن ( الاههم ) محمد سيشفع فيهم يوم القيامة، وسيكون هو ( مالك يوم الدين ) بحيث يأمر الله جل وعلا بإدخال قوم الى النار فيتدخل محمد بزعمهم ويخرجهم من النار ..الى آخر أساطيرهم .! 

وهذا الاعتقاد وذاك الفخر بالاله المزيف ( محمد ) يشمل الأغلبية الساحقة من ( المسلمين ) وعددهم يقترب من بليون ونصف بليون ، ولا يشكل العرب فيهم سوى نسبة قليلة . بل حتى الشعوب التى تتكلم العربية فى الشرق الأوسط والشمال الإفريقي ليست كلها عرب بالعرق . العرب عرقيا هم الأقل عددا  فى جُملة الناطقين بالعربية ويتركز معظمهم فى الجزيرة العربية والخليج ( الذى أصبح مكتظا الآن بالعمالة الوافدة من الناطقين بالعربية وغيرها ) .

أغلب الناطقين بالعربية فى هذه المنطقة هم المصريون  ، وهم ليسوا عربا ، والمصريون أقدم وجودا من ظهور العرب . وحين ظهر العرب ورأوا المدائن المصرين إستعملوا كلمة ( مصّر ) بمعنى أقام مدينة ، وكلمة ( الأمصار ) بمعنى المدائن . فلم يكن حولهم من مدائن إلا فى مصر. و حين ظهر العرب لم يكن هناك من نهر أقرب اليهم سوى الفرات بمائه العذب ، فسموا الماء العذب ( فراتا ) . القرآن الكريم الذى نزل بلسان عربى مبين إستعمل مصطلح مصر بمعنى المدينة، فى قول موسى عليه السلام لقومه : (اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)البقرة ) والتفاصيل فى كتابنا ( مصر فى القرآن الكريم ) وهو منشور هنا . ومصطلح الفرات بمعنى الماء العذب  جاء فى قوله جل وعلا : (هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً (53) الفرقان) ( وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ (12) فاطر) ( وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتاً (27) المرسلات ) . ويكفى أن تعرف أن ابراهيم عليه السلام ـ وهو الجد الأعلى للعرب المستعربة ـ وفد الى مصر ، فى الدولة الوسطى الفرعونية ، وكانت مصر مستقرة بدولتها وحضارتها وشعبها قبله بعشرات القرون . ويلى المصريين أجناس أخرى قديمة من الأمازيغ والشعوب الأصلية فى العراق وسوريا . وهم وأن كانوا يتكلمون العربية فليسوا عربا بالعرق .

أخيرا : شكرا ثانيا على رسالتك ، وأهلا بك فى موقعك ( اهل القرآن ) ، وبالمناسبة نهديك هذا الاعلان لو كنت ترغب فى التسجيل فى الموقع :


لمن يطلب التسجيل فى الموقع:



1 ـ يرسل الراغب فى التسجيل رسالة لى على الموقع كالمعتاد ، ولكن بايميل جديد لم يستعمله من قبل للتسجيل علي الموقع، ويكتب فيه : اسمه واسم عائلته ، وتاريخ ميلاده ، وموطنه الأصلى وموطنه الحالى ، والمدينة التى يسكن فيها . والتزامه بشروط النشر فى الموقع وهى : عدم نسبة أى حديث للنبى عليه السلام ، وعدم إنكار حقائق الاسلام 
2
ــ . وسأقوم بتسجيله بنفسى ، وأرسل له على إيميله اسم المستخدم و كلمة المرور
3
ــ ثم فيما بعد يمكن ترقية البعض الى درجة كاتب

خالص مودتى 
أحمد صبحى منصور

اجمالي القراءات 10299