وما تفرق المسلمون إلا من بعد ما جاءهم الفرقان محفوظا.

Brahim إبراهيم Daddi دادي في السبت ١٧ - أكتوبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

 

وما تفرق المسلمون إلا من بعد ما جاءهم الفرقان محفوظا.

 

عزمت بسم الله،

 

المتتبع لحال المسلمين المتدهور المزري والمخزي، يجد أن السبب الرئيس في تفرقهم كان بعد ما جاءهم الفرقان ( القرءان العظيم)، ووفاة النبي محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، ففي عهد النبي لم يكن هناك  مالك، الشافعي، ابن حنبل، أبو حنيفة، ولا أهل البيت، ولا غيرهم من أ رباب المذاهب المختلقة التي  تكفر بعضها بعضا، ويعتقد أتباع كل مذهب من المذاهب أنهم ( الحق) وغيرهم الباطل، يستحق أتباعه التكفير والتقتيل وغلَّقوا أبواب الجنة على وجوه مخالفيهم، ألم ينذرنا الله تعالى في القرءان العظيم عن مثل هذا التصرف الذي يفرق المؤمنين عن بعضهم البعض بغيا بينهم بعد ما جاءهم العلم؟

قال رسول الله عن الروح عن ربه: لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ(1)رَسُولٌ مِنْ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُطَهَّرَةً(2)فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ(3)وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَةُ(4)وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ(5)إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ(6)إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ(7)جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ(8). البينة.

 

وما يؤكد أن تفرقة المؤمنين كانت مختلقة من قبل المشركين والمنافقين هو ما ترويه لنا بعض كتب الدين الأرضي البشري:

4597 حدثنا أحمد بن حنبل ومحمد بن يحيى قالا ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان ح وثنا عمرو بن عثمان ثنا بقية قال حدثني صفوان نحوه قال حدثني أزهر بن عبد الله الحرازي عن أبي عامر الهوزني عن معاوية بن أبي سفيان أنه قام فينا فقال ألا إن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قام فينا فقال ثم ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الملة   ستفترق  على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة زاد بن يحيى وعمرو في حديثهما وإنه سيخرج من أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب لصاحبه وقال عمرو الكلب بصاحبه لا يبقي منه عرق ولا مفصل إلا دخله.

سنن أبي داود ج 4 ص 198 قرص 1300 كتاب.

 

1.    فهل مثل عذه الرواية من وحي الله تعالى على الرسول ليبلغه للناس؟

2.    أم أن الرواية من وحي البشر على البشر، ليضلوا بها كثيرا؟

3.    هل بعث الله أخر الرسائل لتجمع الناس على توحيد الله تعالى أم لتفرقهم؟

4.    للعلم فإن هذه الرواية لا توجد في ( الصحيحين) فما سر وجودها في الكتب الأخرى؟

5.    ألم يقل رسول الله عن الروح عن ربه: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(103). آل عمران.

6. كيف ينسب إلى الرسول عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، مثل هذه الرواية!!!:

41 أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال   ستفترق  أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهن إلى النار ما خلا واحدة ناجية وكلهم يدعي تلك الواحدة     42 أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعن الله من أحدث في الإسلام حدثا أو آوى محدثا.

مسند الربيع ج 1 ص 36 قرص 1300 كتاب.

 

ختاما أورد لكم أعزائي من أحسن الحديث ما يجعل المسلمين متآلفين متعاشرين فيما بينهم، متفرقين في ألوانهم وألسنتهم وأوطانهم ومللهم، ويجمعهم عهد الله تعالى الذي عاهدوا الله سبحانه عليه يوم أشهدهم على نفسه قائلا: ( ألست بربكم) فكان الجواب ( بلى). قال رسول الله عن الروح عن ربه: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ(172). الأعراف.

لقد أمر الله تعالى خاتم الأنبياء أن يبلغ للناس ولأهل الكتاب ما يجمعنا ولا يفرق أبدا بين المؤمنين الصادقين، هو قوله تعالى: قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(64).آل عمران.

والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.

اجمالي القراءات 11318