إن من التعابير للغو حديث
وإن منها أيضا للغة خشب ولظاهرة صوتية
حدث لي أن اطلعت على المجلة الأسبوعية المشهورة تحت إسم" البصائر " التي تقول إنها لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الصادرة تحت عدد: 774، للفترة الممتدة من 21 إلى 27 سبتمبر 2015. وما أن شرعت في قراءة بعض العناوين، وبعض الفقرات في بعض المقالات حتى استوقفني ما كان يستوقفني دائما، من مختلف العبارات والتعابير التي أراها مبهمة وغريبة ومتناقضة وباهتة ومنفرة، ومنها ما يلي :
1)...على الجماهيرالعربية المسلمة أن تتحمل مسؤوليتها بكل وعي ووطنية لإنقاذ القدس كعاصمة لدولة فلسطين المقبلة إن شاء الله.
التساؤل الفارض نفسه: ما هي صفة، ومن هم الجماهير العربية المسلمة؟ وهل هناك جماهير عربية غير مسلمة ؟ وهل المعنيون هم وحدهم الجماهير العربية المسلمة ؟ وهل الجماهير المسلمة غير العربية معنيون بشئ ؟
2) ... نعتقد أن قضية القدس الشريف بسبب عدوانية المستوطنين الصهاينة قد دخلت مرحلتها الحاسمة، فإما إنقاذها من براثن العدو، بالضرب على أيدي المعتدي بكل الوسائل الممكنة، وإعادة الحق إلى أصحابه، وإما نهاية الأمة العربية الإسلاميةحضاريا وسياسيا نهاية لا قيامة بعدها.
التساؤل الفارض نفسه: وهل هذا يعني أن الفناء المتربص والمهدد يكون متربصا فقط ومهددا الأمة العربية الإسلامية؟ وأما الأمة العربية غير الإسلامية، كالأمة العربية المسيحية أو الأمة العربية غيرالمسيحية تكون هي الناجية من هذا الفناء المتربص ؟
3) وهناك مقال آخر تحت عنوان (لقد عيل الصبر... وما عاد في القوس منزع)، بقلم الكاتب محمد العلمي السائحي، الذي بدأه قائلا :
ـ... نعم لقد عيل صبر الشعوب العربية والإسلامية على هذه الإعتداءات ؟
ثم قال :
ـ ... إنه ينبغي على الإنظمة الرسمية في البلاد العربية والإسلامية أن ....
التساؤل الفارض نفسه: من هي الدول العربية والإسلامية ؟
وتلك الدول العربية غير المسلمة ؟ ما محلها من الإعراب؟
4) ... ولذا نقول إن هذا السكوت المطبق عن العدوان الأخير الدي استهدف المسجد الأقصى ستكون له ارتدادات مزلزلة على مستوى العالم العربي والإسلامي... ؟
وهكذا ما لا تحصى مما ألفناه من تلك العبارات الجوفاء، أو لعلها المفعمة بالتناقضات وبالنوايا غير البريئة الداعية إلى التفرقة والعنصرية !!!وإلا، فما معنى أن يوصف شعب بالإسلامي ، والآخر بالعربي ؟ وما معنى وصف منسوب إلى دين ووصف آخر منسوب إلى عنصر ؟
5) وهناك مثال آخر يرد بكثرة، فمثلا :
نسمع كثيرا أو نقرأ، أن رئيس جمهورية ما، أو ملكا ما، وجـّـه برقية حارة بمناسبة عيد الأضحى مهنئا كل الشعوب الإسلامية العربية، أو الشعوب الإسلامية والعربية !!!وهذا وذاك يعني أن التهاني تعني وتمس فقط المسلمين الذين هم من عنصرعربي، أما أولئك المسلمين الذين هم من عنصرغير عربي فغير معنيين بالأمر، وهكذا دواليك من كلام وكلمات وعبارات حبلى بما هو غير واضح وغير هادف وغير دقيق، حبلى بما لا تحمد عقباه .
في حين أن عبارة: إلى كل الشعوب الإسلامية هي عبارة مختصرة كافية هادفة، ما دامت المناسبة هي مناسبة دينية تعني كل مسلم على هذا الكوكب !?
وكأنّ لسان حال هذه التعابير الغريبة، يلمّح وبقوة ، ويكاد يصرّح بأنه : شتان ما بين ذلك المسلم الذي هو من أصل عربي ، وذلك المسلم الآخر الذي هو مع الأسف من أصول غير عربية ؟؟؟