آحمد صبحي منصور
في
الجمعة ٣٠ - أغسطس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
أرغم المشركون النبي والمؤمنين على ترك أموالهم وبيوتهم فى مكة فهاجروا إلى المدينة ، وأستولي المشركون على ما كان لهم ، ومنها أرصدة الأموال التى كان المؤمنون فى مكة يشاركون فيها فى رحلتي الشتاء والصيف . إذ كان من عادة قريش أن تشترك كلها فى رأسمال القافلة بشراء كل فرد ما يقدر عليه من أسهمها ، وكان من حق المؤمنين بعد هجرتهم للمدينة أن يستعيدوا جزءا من أموالهم التى تركوها فى رصيد التجارة أو فى العقارات التى أرغمهم المشركون على تركها ، ومن هنا كان السبب المباشر فى غزوة بدر الكبرى ..ومعروف أن النبي خرج فى طائفة قليلة لاعتراض قافلة أعدائه ، ولم يكن مستعدا لخوض معركة كبرى مع جيش كامل ، ولذلك كانت المفاجأة تعين على المؤمنين أن يواجهوا الجيش القرشي فى معركة حاسمة وفاصلة ولم يستعد لها المؤمنون .
كانت معركة فاصلة لأن هزيمة المؤمنين فيها ستصيبهم فى مقتل معنويا ، وسيطمع فيهم بعدها مشركو العرب ومنافقو المدينة واليهود حولها ، وستنتهي الدولة الوليدة ، وكانت معركة حاسمة لأن المؤمنين مع قلتهم العددية كانوا فى حاجة إلى المواجهة والانتصار معا ، وكان الانتصار فى المواجهة يؤكد وجودهم ويوطد دولتهم .. ولأن الانتصار فى هذه الحرب كان مرهونا بالكثرة العددية بسبب الطبيعة الفردية البسيطة للأسلحة " سيف مقابل سيف " فإن تغلب المؤمنين على جيش يفوقهم ثلاث مرات كان مرتبطا بعزيمة بشرية عالية وتوكل صادق على الله تعالى ، وبذلك تتحقق المعجزات البشرية . ولذلك استغاثوا بالله طالبين النصر ..
ونصرهم الله ..يقول تعالى " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين ، وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم .."
نزلت الملائكة تطمئن قلوب المؤمنين وتشد أزرهم وتبشرهم .. ولذلك تناسوا الكثرة العددية لأعدائهم ، وألقوا بأنفسهم فى المعركة يطلبون النصر والشرف عند الله ..واستجاب الله تعالى .." ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ." صدق الله العظيم .
هو تأييد معنوى ، وليس قتالا فعليا من الملائكة . فالواحد من الملائكة يمكنه تدمير آلاف البشر ، كما حدث فى تدمير بعض الأمم السابقة . ولو تدخل آلاف الملائكة الى جانب المؤمنين لكان المؤمنون هم الأكثر عددا ، والفئة الكبرى . ولكان المشركون هم الأقل عددا . وهذا خلاف الواقع .