نكت المصريين على نظام مبارك ستفجر موجة عنف بسبب انتشار الكذب والنفاق وغياب العدل
حذّر الدكتور أحمد عكاشــة، رئيس الاتحاد العالمي للأطباء النفسيين، من موجة عنف قادمة في مصر، بسبب ما قال إنه "انتشار ثقافة الكذب والنفاق، والعيش في ظل قانون الطوارئ، وانتشار الفقر والبطالة وفقدان الاحساس بالعدل"، معتبرا أن التندّر على نظام الحكم والتهكم على الأمن وإدارة الدولة هما "بداية لإنفلات مدمر".
واتخذ المصريّون من السخرية والتندّر سلاحا لتحدّي الضغوطات التي يمرّ بها المجتمع المصري بدءا من حكم الرئيس الممتد منذ قرابة 30 عاما ومرورا بتراجع أداء مؤسسات الدولة ومظاهر الفوضى والعشوائية، وحتى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، جميعها عوامل تنشر مشاعر الاحباط واليأس في الشارع المصري وتغذي العنف والأزمات الاجتماعية.
وأشار د. أحمد عكاشــة، في لقاء مع أعضاء نادي "ليونز السلام" إلى أن "البطالة والفقر والإدمان والإحباط، والأمية والانسلاخ من العروبة، وفقدان الإحساس بالعدالة، وشعور المواطن بأن غرض الدولة من الأمن سياسي وليس لحمايته...، كل ذلك يجعلنا على حافة الهاوية، خاصة بعد تنامي العديد من الأفكار المستحدثة مثل أفكار الدين الاستقطابي الذي يكفّر الآخر".
ويلجأ المصريون للسخرية الممزوجة بالغضب للتعبير عن رفضهم للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ونقدهم نظام الحكم ورموزه؛ وقد وجدوا في الشبكة العنكبوتية فضاء واسعا لنشر هذه النكات والتعليقات التي تبدو في الظاهر مضحكة لكنّها تحمل في باطنها مرارة وحقدا وتعبّر عن حالة الاحباط وفقدان الاحساس بالعدالة.
والنكات أو "الافيهات"، ذات الأبعاد السياسية التي تنقد بشكل ساخر، لكن لاذع، الوضع السياسي بالخصوص، ليست بالأمر الجديد على المجتمع المصري، حيث اتّخذها المصريون منذ ستينات القرن الماضي كسلاح سياسي بديل، ولم يسلم أي من رؤساء مصر وكبار السياسيين من انتشار مئات النكات حولهم.
وكان المصريون عبّروا عن غضبهم على نتائج الانتخابات التشريعية والتزوير الفاضح لها بالنكات والتهكم والانكار والسخرية والتندر، حيث وصفوها بالمسرحية الهزلية.. فكتب أحدهم معلّقا على الانتخابات "لك الله يا مصر المنهوبة المغتصبة المحتلة"، وعلى صفحة "كلنا خالد سعيد" "الذي لقي حتفه نتيجة عنف الشرطة في الإسكندرية" تهكّم أحد المعلقين على نتيجة الانتخابات قائلا: "دخل البرلمان المصري موسوعة غينس للأرقام القياسية كأول مجلس في التاريخ يفوز دون معارضة تماما، والعاقبة عندكم في المسرات"؛ فيما تقول نكتة أخرى إن "أكبر دليل على نزاهة الانتخابات أن كمال الشاذلي لم يفز بعد وفاته" "في إشارة إلى كمال الشاذلي وزير مجلسي الشعب والشورى سابقا الذي توفي أثناء الدعاية الإنتخابية".
ودقّ عكاشة ناقوس الخطر من "موجة عنف شديدة قادمة، إن لم تتغير أوضاع المجتمع المصري الذي أصبح تربة خصبة لنمو العنف".
ولا يرى رئيس الاتحاد العالمي للأطباء النفسيين أن هناك أي نوع من الإبداع في هذه النكت بل إنه بقدر ما تكون هذه النكات لاذعة تعكس الشعور باليأس والدونية الذي يختلج في صدور المصريين "فالشعب يعيش تحت طائلة قانون الطوارئ وغياب القدوة"؛
ويشبّه د. عكاشة هذه النكت بـ "العدوان السلبي"؛ مشيرا إلى أن "عدد النكت التي أطلقت على الديكتاتورية أكبر بكثير من التي أطلقت علي الديمقراطية، وهي تساوي في مفعولها وقيمتها مظاهرة كاملة".