بم جاء المرسلون قبل آخر الأنبياء؟؟؟

عزمت بسم الله،

المستمع إلى ترتيل أحسن الحديث بقلب مُفتَّح وعقل خاو من لهو الحديث، فإن بعض الآيات لا محال تستوقفه ليفكر فيها ويتدبرها، أو عندما يتحاور الإنسان مع صديق له متدبرين لبعض الآيات، فإن ذلك لا محالة سوف ينمي فكرهم ويقربهم إلى نور الله تعالى زلفا. وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ(69).العنكبوت.

إن المتدبر في كتاب الله تعالى يجد فيه ذكرا للرسل والأنبياء الذين بعثهم الله تعالى مبشرين ومنذرين للأمم السابقة، ومن الملاحظ أيضا نجد أن كل رسول أو نبي جاء ليعالج مشكلا من مشاكل قومه، فمثلا قول الله تعالى: وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(85). الأعراف.

فما هو أهم شيء جاء آخر الأنبياء ليعالجه؟  طبعا أهم شيء هو عدم الشرك بالله تعالى شيئا، وهذا ما جاء به جميع الأنبياء والرسل، وبما أن آخر الرسائل المنزلة هي القرءان العظيم الذي جعله الله تعالى المهيمن والمكمل لما سبقه من الكتب المنزلة، فقد تكرر فيه الأمر بعبادة الله تعالى وحده وعدم الشرك به شيئا. قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا.(151) الأنعام. وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا.(36).النساء. ثم انتقل الأمر من الشرك بالله تعالى إلى الشرك بما أنزل سبحانه على خاتم الأنبياء، فقال: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(33). الأعراف.

فهل المنتمين إلى الإسلام اتبعوا أمر الله تعالى، فلا يشركون به وبما أنزل على محمد شيئا؟؟؟

 الجواب مع كل أسف لا.

إنما لا يذكرون الله تعالى وحده، إلا ومعه ذكر لبشر مخلوق من تراب، والغريب أنهم يعظمونه أكثر مما يعظمون الخالق سبحانه، والدليل هو في قوله تعالى: وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ(45). الزمر.

أليس إذا ذكر الله تعالى في خطبة الجمعة مثلا، لا تسمع تسبيحا من الخطيب ولا من المستمعين له؟ إنما إذا ذكر محمد فإن الخطيب يُعلي صوته بالصلاة عليه، وتسمع من المصلين دويا في الصلاة عليه، ( بل يأمرون الله تعالى أن يصلي عليه ويسلم تسليما) ألا تنطبق الآية "45" الزمر على هؤلاء؟

ثم ننتقل إلى الخطباء فنجد أغلبهم يستشهدون بغير ما أنزل الله تعالى من حديث، ثم يعرجون بحشمة إلى أحسن الحديث الذي ينتظر دوره دائما وراء ما كتبت أيدي البشر في كتب قدسوها أكثر مما يقدسون أحسن الحديث كتابا.

ألا يخشى هؤلاء الخطباء من وعيد الله تعالى حيث يقول سبحانه على لسان نبيه:

إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا(48).النساء.

إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ(72). المائدة.

قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا(110).الكهف.

ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ(12).غافر.

سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ(148).الأنعام.

وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ(35).النحل.

وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاء شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمْ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ(86).النحل.

والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.