يستنكر صحفيو الدستور المعتصمون بنقابة الصحفيين، الموقف الغريب لنقيب الصحفيين الأستاذ مكرم محمد أحمد - بعد تعرضه لضغوط أمنية مكثفة- من رفضه استقبال د.محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والحاصل على جائزة نوبل للسلام وقلادة النيل والشخصية الدولية المرموقة، والذي كان ينوي القيام بزيارة تضامنية مع صحفيي الدستور مساء الثلاثاء 14 ديسمبر 2010.
ويعرب صحفيو الدستور المعتصمون عن عميق استغرابهم واندهاشهم وغضبهم من أن تتم إدارة نقابة بحجم وقيمة وتأثير ومكانة نقابة الصحفيين عن طريق الأجهزة الأمنية التي تفتح وتغلق أبواب النقابة على هواها وتحدد الأسماء المسموح لها بدخول النقابة أو الممنوعة من دخولها، بل وتملي- هذه الأجهزة الأمنية- التعليمات على نقيب الصحفيين فيمتثل لها، ليتحول من نقيب للصحفيين إلى نقيب للنظام، وتتحول النقابة من نقابة لكل الصحفيين إلى نقابة للحزب الوطني، وكأنه مكتوب على صحفيي الدستور أن يدفعوا فاتورة نجاح النقيب في الانتخابات السابقة.
ويؤكد صحفيو الدستور أن منع نقيب الصحفيين للدكتور محمد البرادعي هو موقف سياسي بحت اتخذه النقيب انطلاقا من مناهضة المنهج السياسي المعارض الذي يتبعه د.البرادعي ويدعو إليه، موضحين أن موقف النقيب هذا يتسق مع مواقفه السياسية المتفقة تماما مع موقف النظام الحاكم لمصر، هو ذات الموقف الذي يتناقض تماما مع القول بأن نقابة الصحفيين هي نقابة مهنية بالأساس تعبر عن كافة التيارات السياسية.
وفي السياق ذاته يرفض صحفيو الدستور المعتصمون الأسلوب غير اللائق الذي تحدث به الأستاذ مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين في برنامج مانشيت على قناة أون تي في، واصفا فيه صحفيي الدستور المعتصمين بأنهم "كذابين"، ويؤكدون للرأي العام أن الأستاذ مكرم محمد أحمد مزق الورقة التي تقدم له بها صحفيو الدستور ليعلموه فيها بقدوم د.البرادعي لزيارتهم في مقر اعتصامهم بنقابة الصحفيين، وأنه رد في عصبية شديدة إن البرادعي غير مرغوب فيه في النقابة وأنه لن يسمح له بدخولها لأن ذلك سيتسبب في مشاكل كبيرة.
ويندهش صحفيو الدستور من الأسباب التي ساقها السيد النقيب- في بيان سريع وممتلئ بالأخطاء اللغوية والنحوية- لرفضه السماح للدكتور البرادعي بدخول نقابة الصحفيين على اعتبار أن زيارة د.البرادعي "تهدر شرعية العمل النقابي"، وذلك لأن زيارة البرادعي تضامنية بحتة وليست زيارة رسمية للنقابة، ولا من أجل التحدث في مؤتمر صحفي، كما أن زيارته هذه جاءت تلبية لدعوة من صحفيي الدستور- أعضاء النقابة والمعتصمون بنقابتهم قبل 60 يوما- والذين يحق لهم استقبال زوارهم في أي وقت.
كما يعرب صحفيو الدستور عن استغرابهم مما قاله السيد النقيب معتبرا فيه د.البرادعي شخصية عامة يجب أن يستأذن مجلس النقابة قبل زيارته، وهو تفسير غريب لأن اعتصام صحفيي الدستور استقبل الكثير من الرموز السياسية والإعلامية في مصر ولم يحدث أن تقدم أحد منهم بطلب للموافقة على دخول النقابة، ذلك أن نقابة الصحفيين ملك لكل أصحاب الرأي في مصر، إضافة إلى أن كل هذه الزيارات بما فيها زيارة د.البرادعي كانت تضامنية فقط مع صحفيي الدستور ولا تحمل أي صبغة سياسية.
ويعرب صحفيو الدستور المعتصمون وإبراهيم عيسى مؤسس جريدة الدستور وإدارة التحرير عن شكرهم العميق للدكتور محمد البرادعي على موقفه الداعم المتضامن مع أزمتهم.