تنوعت اهتمامات الصحف الأميركية اليوم الاثنين، فقد تناولت نظام الحكم في إيران وتقوض السلطة الدينية لصالح مجموعات أخرى متنافسة، وعملية السلام وأسباب فشل مؤتمر أنابوليس وأهمية زيارة بوش القادمة لإسرائيل، والعواقب الوخيمة من اغتيال بوتو والبدائل المطروحة.
صراع المصالح
تحت عنوان "من الذي يحكم إيران فعلا؟" كتبت لوس أنجلوس تايمز أن سلطة أئمة الشيعة في إيران تقوضت لصالح جماعات متنافسة مختلفة داخل إطار ديني ومدني واجتماعي وبيروقراطي فريد.
"
سلطة أئمة الشيعة في إيران تقوضت لصالح جماعات متنافسة مختلفة داخل إطار ديني ومدني واجتماعي وبيرقراطي فريد
"
لوس أنجلوس تايمز
وقالت الصحيفة إن على خامنئي يتحدث إلى نائبيه ليس كخليفة الله في الأرض ولكن كمدير مؤسسة يؤدب موظفيه، عندما أمرهم بالبدء في خصخصة شركات الدولة: شركة الهاتف وثلاثة بنوك وشركات النفط والبتروكيماويات.
وفي المقابل ومن باب حماية مصادر سلطتهم وموالاتهم، هز النظام كتفيه غير مبال بأوامره التي كما أشارت مجلة ميدل إيست إيكونوميك دايجست لم يبع من شركات الدولة غير شركتين فقط من مجموع 240 شركة.
وأشارت لوس أنجلوس تايمز إلى أن المحللين الغربيين يجدون لفهم الآليات الداخلية للقيادة الإيرانية التي هي في نظر الكثيرين حكومة يهيمن عليها رجال الدين الشيعة. ولكنهم قالوا إن سلطة هؤلاء تتقوض وتتفتت بين النخب المتنافسة داخل نظام هش من الآليات الدستورية التي تحددها السلطة الدينية والقانون المدني والعلاقات الشخصية والتناغم البيروقراطي.
وأوردت على لسان أحد المحللين الإيرانيين أن أولئك الموجودين داخل دائرة السلطة يعملون وفقا لقواعد فريدة "فليس النظام ديمقراطيا أو استبداديا مطلقا، كما أنه ليس نظاما شيوعيا أو ملكيا أو ديكتاتوريا.. فهو خليط من كل هذا".
عملية السلام
تناولت نيويورك تايمز في افتتاحيتها اليوم تداعيات عملية السلام، وقالت إن الأمر لم يستغرق كثيرا قبل أن تنطفئ جذوة مؤتمر أنابوليس.
وكان أقصى ما خرج به المؤتمر -حسب الصحيفة- هو اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين على البدء في مفاوضات فورية بهدف التوصل إلى معاهدة سلام مع نهاية عام 2008.
وقالت نيويورك تايمز إنه منذ ذلك الحين فشل الجانبان حتى في تسمية مجموعات العمل التي من المفترض أن تضطلع بالقضايا الجوهرية الصعبة: الحدود واللاجئين ومستقبل القدس وكيفية ضمان أمن إسرائيل.
وأوضحت أن زيارة بوش القادمة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية يجب أن تحث مساعديه على استغلال الوقت قبل الذهاب للضغط على الجانبين لتحديد مجموعات العمل تلك، ووضع جدول زمني للمفاوضات "وأن على بوش أن يستغل الزيارة للبدء في عمل حقيقي".
وأشارت الصحيفة إلى أن القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية في غاية الضعف، وتحتاجان إلى دعم خارجي هائل للتوصل إلى تسويات جادة.
وأضافت أن بوش يحتاج أيضا إلى تنظيم بيته من الداخل قبل مغادرته واشنطن حيث ظل مساعدوه يتشاجرون لأسابيع حول من سيقود آلية المراقبة وكيف ستعمل، وأن هذه المسائل يجب أن تسوى أولا قبل بدء الزيارة.
وذكرت نيويورك تايمز أن بعض المسؤولين يريدون إناطة المهمة إلى القنصل العام الأميركي بالقدس. لكن هذه المهمة "ستحتاج إلى كثير من لي الأذرع" وأنه ينبغي أن توكل إلى شخص في مركز أعلى بكثير وعلى اتصال مباشر مع بوش.
ورأت الصحيفة أن الجنرال جيمس جونز، قائد سابق بالناتو والذي أصبح مؤخرا مبعوثا خاصا لأمن الشرق الأوسط، قد يكون الأنسب لهذه المهمة.
وقالت أيضا إن الدول العربية تحتاج إلى أن تفعل الكثير لدعم عباس وإعادة تطمين إسرائيل بأن وساطاتها ستكون أكثر قبولا حيث إن السعودية والكويت -في ظل ارتفاع أسعار النفط- تستطيعان بالتأكيد تحمل توفير المزيد من المال للحكومة الفلسطينية، كما أن على مصر أن تعمل بجدية لشل حركة الأنفاق التي تستخدمها حماس والمسلحون في غزة لتهريب الأسلحة.
وختمت نيويورك تايمز بأن ركود الشهر الماضي بعد حماسة أنابوليس، هو تذكير آخر بسبب عدم استطاعة بوش الوقوف موقف المتفرج والرجاء في التوصل إلى اتفاق بطريقة ما.
عواقب وخيمة
أما بالشأن الباكستاني فقد كتبت واشنطن تايمز بافتتاحيتها أن العواقب الجيوإستراتيجية لاغتيال بينظير بوتو ستكون مضعفة لحكومة الرئيس برويز مشرف، وزيادة في التشوش السياسي الذي يمكن ألا تقوى تلك الدولة المسلحة نوويا على تحمله.
"
العواقب الجيوإستراتيجية لاغتيال بوتو ستكون مضعفة لحكومة الرئيس مشرف وزيادة في التشوش السياسي الذي يمكن ألا تقوى تلك الدولة المسلحة نوويا على تحمله
"
واشنطن تايمز
وقالت الصحيفة إن العاقبة الثانية تشير إلى أكثر المشاكل قلقا "لأن العواقب الناجمة عنها مجهولة حتى الآن".
فبينما يحاول الساسة في واشنطن (الديمقراطيون والجمهوريون معا) صياغة إستراتيجية لمنع الوضع من الانفجار الداخلي بباكستان، حاولت خطيبة سياسية واحدة على الأقل (السناتور هيلاري كلينتون) بسخرية استغلال محنة باكستان لإنعاش حملتها الرئاسية المتعثرة.
وفي ظل الأحداث المتسارعة هناك، تساءلت واشنطن تايمز عما إذا كان مشرف سيعيد فرض حالة الطوارئ، وما إذا كان سيحاول تأجيل الانتخابات القادمة التي يتصدر حزب بوتو المتنافسين فيها.
وعددت الصحيفة ثلاث عواقب بارزة: الأولى وهي أن الاغتيال يترك حكومة مشرف المتقلقلة بحالة أكثر ضعفا حيث يلومه كثير من الباكستانيين، وخاصة المعارضة لوفاة بوتو "بينما تسعى القوى الإسلامية المتطرفة للاستفادة من هذه الارتباك لتعزيز مزيد من الفوضى وزعزعة الاستقرار في البلاد".
ثانيا، ضعف احتمال اجتماع كلمة القوى المناوئة للإسلاميين في باكستان اللازمة لبناء أمن حقيقي، مع خلو الساحة من الشخصية المعارضة الرئيسية، بوتو.
ثالثا، وهو أن الدول التي لها مصالح حيوية في باكستان، بما في ذلك الولايات المتحدة وأفغانستان والهند، ليس لديها الآن بديل آخر غير التطلع إلى مشرف على أنه الاحتمال الأكثر واقعية في باكستان.