لقاء عاطفي بين النبي والنخلة..!

سامح عسكر في الثلاثاء ٠٨ - سبتمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

روى البخاري عن جابر ابن عبدالله أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله:

"يا رسول الله ألا أجعل لك شيئا تقعد عليه، فإن لي غلاما نجارا؟

قال: «إن شئت»

قال: فعملت له منبر، فلما كان يوم الجمعة قعد النبي على المنبر، 

فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها، حتى كادت تنشق،

فنزل النبي حتى أخذها، فضمها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت"

(صحيح البخاري حديث رقم 2095 باب النجار)

الحديث يذكره الشيوخ ضمن معجزات النبي ومشهور لديهم بمعجزة.."حنين وبكاء الجذع "..
المشهد باختصار

واحدة من الأنصار رأت أن النخلة لا تليق بمنبر النبي، فعرضت عليه منبراً خشبيا بديلاً عن النخلة..وفور الانتهاء من المنبر الجديد وخطبة النبي عليه (غضبت) النخلة وصاحت حتى كادت تنكسر..

ذهب إليها النبي واحتضنها حتى سمع الصحابي (أنين النخلة)

مشهد عاطفي يزعمه الرواة..

والأسئلة:

1- هل سمع جابر بن عبدالله أنين النخلة بنفسه؟..فإذا لم يسمعه ولكن الحادثة من طريق آخر فلماذا لم يذكر هذا الطريق وذلك الشخص الذي روى له هذا الأنين الهام؟

2-الحديث تفرد به جابر ابن عبدالله مرفوعا..بينما الحادثة في (صلاة الجمعة) يعني حشد كبير من الناس..فلماذا لم يروِ هذا الحديث سوى جابر؟

3- الحديث انفرد به عبدالواحد بن أيمن المكي عن أبيه عن جابر..فلماذا لم يأتِ هذا الحديث عن جابر من طريق آخر..وهل يعقل أن جابر سكت عن هذه الحادثة ولم يرويها إلا لأيمن؟؟!

بالعموم: الحديث رتبته عند أهل الحديث (صحيح غريب) وعند آخرين (مرسل) للعنعنات التي يحويها السند.

فالسند كالآتي:

"حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا عبد الواحد بن أيمن، (عن) أبيه، (عن) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن امرأة من الأنصار"

لاحظ ما بين القوسين..هذه عنعنات..وواحدة منهما تكفي للحكم بانقطاع الحديث ورده..لكن ولأن عبدالواحد التقى بأبيه فالعنعنة هنا موصولة، لكن عنعنة أيمن عن جابر لا يمكن أن تكون موصولة لسببين:

الأول: أن أيمن لم يثبت أنه التقى بجابر

الثاني: أن الذهبي جرّح أيمن في ميزان الاعتدال حيث قال.."فيه جهالة"..(1/284) ..يعني الذهبي لا يعرفه كي يوثقه، لكن اكتفى بتوثيق أبو زرعة له.

علاوة على الدراقطني الذي قال فيه (مرسل)

معلومة: أحد رواة الحديث وهو (عبدالواحد بن أيمن ) لم يروِ له مسلم عن أبيه..بخلاف البخاري، وهذا يعني أن أهل الحديث كانوا يردون أحاديثهم لبعضهم ويصححون..لكن تقديسهم جاء في أزمنة متأخرة..

والدليل أن هذا الحديث الذي نحن بصدده لم يرويه مسلم

هذا من جانب السند الذي يختص بعلم الحديث ، وقد ثبت يقيناً أن الحديث (منقطع) يعني (مردود) ورغم ذلك يذكره الفقهاء على المنابر على أنه معجزة خالدة لرسول الله...!!!

يعني حديث مجهول يصححه الفقهاء والخطباء للعامة..!!!

أما من جانب المتن فالحديث حكايته رده دون تعليق..وأفضل لمن يقبل هذا الحديث أن يعالَج في مستشفى الصحة النفسية والأمراض العقلية....
 

اجمالي القراءات 10248