الباب الثانى:
قصة خروج فاروق من مصر:
· تناقض أقوال كبار [جماعة الإخوان...!.].
· كيف كان يباشر فاروق نفوذه على الإخوان.
· نص الحوار الذى دار بين عبد المنعم عبد الرؤوف وصلاح نصر قبل الثورة.
· رسالة السندى إلى قائد النظام الخاص بالإسكندرية.
· المراقب العام يؤكد أن الهضيبى رفض الثورة.
· حلمى عبد المجيد يحمل رسالة من القاهرة إلى المرشد العام بالإسكندرية بعد زيارة عبد الناصر لصلاح شادى في منزله.
· ماذا قال فاروق للضابط قبل مغادرته البلاد بدقائق عن:
[جماعة الإخوان...!.].
|
قصة طرد فاروق من مصر وتناقض أقوال الإخوان عنها:
ونعود إلى الحقائق بالوثائق:
ونعرض أقوال بعض أعضاء جماعة الإخوان في كتاباتهم ومذكراتهم عن حادث واحد هو حادث طرد الملك فاروق من مصر في 4 ذو الحجة 1371هـ = 26 يوليو 1952م.
شهادة محمد حامد أبو النصر المرشد الرابع قال بالنص الآتى:
"وبعد نجاح الحركة أرسل فضيلة المرشد- يقصد حسن الهضيبى المرشد الثانى- إلى الضابط جمال عبد الناصر يطلب إليه ضرورة إخراج الملك من البلاد وفي الحال استدعى الأخ اللواء طيار عبد المنعم عبد الرؤوف من العريش وكلف بناء على رغبة فضيلة المرشد بإخراج الملك من البلاد فتوجه على رأس قوة لمحاصرة قصر رأس التين لإجبار الملك على مغادرة البلاد.
وكان ذلك في يوم 4 ذو الحجة 1371هـ = 26 يوليو 1952م وفى ذلك التاريخ نشرت جريدة الأهرام توديع بعض ضباط الحركة برئاسة اللواء محمد نجيب للملك أثناء مغادرته البلاد من ثغر الإسكندرية على اليخيت الملكى المحروسة وقد سجلت جريدة الأهرام ما جاء على لسان الملك قوله إلى الضباط.. "إن مهمتكم شاقة وإننى أعلم أن الذين قاموا بهذه الحركة شرذمة من [جماعة الإخوان...!.].
انتهى كلام محمد حامد أبو النصر المرشد الرابع الذى ذكر في الصفحة رقم 66 من السطر العاشر إلى السطر التاسع عشر في كتابه حقيقة الخلاف بين: [جماعة الإخوان...!.].وعبد الناصر.
وهذا الكتاب قامت بنشره وتوزيعه دار التوزيع والنشر الإسلامية 8 ميدان السيدة زينب القاهرة وهذه الدار تابعة [لجماعة الإخوان...!.] .
شهادة عبد المنعم عبد الرؤوف نفسه في مذكراته.
وعن طرد فاروق قال اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف في مذكراته التى نشرت.
قال في الفصل السابع من هذه المذكرات تحت عنوان أجازة سعيدة النص التالى:
"مُنِحْتُ أجازة ميدان تبدأ [يوم 18 من يوليو 1952م = 25 شوال 1371هـ] على أنَ تنتهى يوم 26 من نفس الشهر لأقضيها مع أسرتى في القاهرة نقلتنى إلى العريش عربة من أبى عجيلة شرق سيناء مع زملائى الضباط الممنوحين اجازة وركبنا قطاراً إلى القنطرة ومنها إلى القاهرة وكان حديث الضباط المرافقين لى يدور حول حريق القاهرة يوم 28 ربيع الثانى 1371هـ = 26 من يناير 1952م مَنْ دَبَّرَهُ؟ وما أسبابه؟ وعن اللواء محمد نجيب في انتخابات رياسة نادى ضباط الجيش وسقوط مرشح القصر الملكى اللواء حسين سرى عامر لأن الأكثرية العظمى كانت تحب محمد نجيب لشجاعته في حرب فلسطين إذ أصيب بجرحين في كتفه وصدره وأطلق عليه بطل معركة التبة 76. وتحت عنوان لقاء مع عبد الحكيم عامر كتب اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف يقول: "ووصلنا القاهرة وذهبت إلى بيتى حيث زرت زوجتى وبنتى وفى [يوم 26 شوال 1371هـ = 19/7/1952م] زرت شقيقىّ الكبيرين ثم توجهت صباح اليوم إلى منزل عبد الحكيم عامر للسؤال عنه لأننى قرأت في أوامر المحطة العسكرية بالعريش نبأ مرضه وظهر لى من حديثى معه أنه بحالة جيدة ودعانى لزيارته في منزله بالعباسية الساعة "1000" يوم 27 شوال 1371هـ = 20/7/1952م فذهب إليه في الموعد المحدد وأبلغتنى فتاة في سن الشباب وكبيرة الشبه بعبد الحكيم عامر بأنه غير موجود ولم يترك موعداً لى فانصرفت.
وتحت عنوان أنباء الانقلاب كتب عبد المنعم عبد الرؤوف يقول في مذكراته التى طبعت ووزعت في كتاب عنوانه "أرغمت فاروق على التنازل عن العرش".
على بعد خطوات من منزل عبد الحكيم عامر التقيت مصادفة بالصاغ أركان حرب صلاح محمد نصر (رئيس جهاز المخابرات في الانقلاب بعد ذلك) الذى بادرنى بالسؤال إلى أين أنت ذاهب؟ ومن أين أنت قادم؟
فأجبته أننى قادم من منزل الصاغ عبد الحكيم عامر الذى لم أجده فقال لى إننى ذاحب إليه لأننى على موعد سابق معه وقد ادعى عبد الحكيم عامر المرض ليحضر إلى القاهرة لوضع الخطوط الأخيرة للحركة فقلت لصلاح نصر مستدرجا كأننى أعرف معنى عبارة "وضع الخطوط الأخيرة للحركة" الحركة تحتاج إلى سرعة ودقة أكثر مما تتصور فكيف تكون السرعة والدقة والصاغ أركان حرب عبد الحكيم بخلف الميعاد؟!
فقال صلاح نصر: إننى باعتباري قائد جناح التدريب في كتيبتى ونقلت من الفرقة الأولى مشاة منذ أيام من سيناء إلى القاهرة ومن الضباط الأحرار فقد أعددت كل شىء لتوزيع الذخيرة على جنودى وقادم الآن لعبد الحكيم عامر لأعطيه تماماً.
قلت لصلاح نصر: اذهب قبل فوات الأوان لتعطى تماماً وأنا ذاهب للاستعداد.
وقال اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف في مذكراته "انصرفت قاصداً المهندس حلمى عبد المجيد (يعمل حالياً في شركة المقاولون العرب) والمقدم أركان حرب أبو المكارم عبد الحى سعد المسئول عن جماعة الإخوان الضباط والدكتور المهندس حسين كمال الدين عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان...؟!
"وأبلغتهم ما قال لى الصاغ أركان حرب صلاح نصر ثم عدت إلى منزلى منتظراً ومترقبا أوامر مكتب الإرشاد والجيش. ومازال الحديث للواء عبد المنعم عبد الرؤوف وفى يوم 28 شوال 1371هـ = 21/7/1952م دعيت والدكتور مهندس حسين كمال الدين والمقدم أركان حرب أبو المكارم عبد الحى سعد للذهاب إلى دار الأخ صلاح شادى الذى لم يسبق لى رُؤيته من قبل أو معرفة أى شىء عنه وكل ما خرجت به من هذه الزيارة أنه استقبلنا وودعنا بحفاوة وبالنظر لوجود ضيوف عنده في غرفة ملاصقة لم تطل الزيارة علمت فيها بعد أن الضيوف كانوا جمال عبد الناصر وكمال الدين حسين وآخرين.. وعلمت كذالك أنهم جاءوا يطلبون من الإخوان مؤازرتهم عند بدء الانقلاب، ثم سافر المهندس حلمى عبد المجيد إلى الإسكندرية ليبلغ فضيلة المرشد حسن الهضيبى آخر الأنباء وأهم هذه الأنباء كان ما دار بينى وبين صلاح نصر وذهبت إلى داري أنتظر وأترقب أوامر من قيادة الجيش أو من مكتب الإرشاد [لجماعة الإخوان...!.]. فلم يتصل بى أحد مطلقاً لا من هؤلاء ولا من أولئك أيام 29 شوال 1371هـ = 22/7 إلى صباح 1 ذو القعدة 1371هـ = 23/7/1952م عندما سمعت إذاعة القاهرة تعلن نبأ الانقلاب واحتلال مبنى قيادة الجيش بكوبرى القبة ولم أبارح منزلى نهار يوم 1 ذو القعدة 1371هـ = 23/7/1952م
ومازال الحديث للواء عبد المنعم عبد الرؤوف وهو يروى مذكراته.
وبعد غروب الشمس لذلك اليوم ذهبت إلى مركز قيادة الجيش مرتديا الزى العسكرى لسببين:
أولهما: تهنئة قادة الانقلاب.
وثانيها: تلقى الأوامر الخاصة بى كضابط في أجازة ميدان وأجازتى تنتهى بعد باكر لأعود إلى مقر عملى في أبو عجيلة صعدت إلى الدور الأول وقد ساعد معرفة الضباط لاسمى ووجود بطاقتى الشخصية معى على وصولى إلى غرفة القيادة حيث وجدت على بابها الصاغ أركان حرب كمال الدين حسين وسألته عن جمال عبد الناصر فأشار لى إلى مكانه وكانت غرفته تقع في نفس الصف الذى نتحدث فيه وتفصلنا عن هذه الغرفة أربع غرف اتجهت نحو الغرفة فوجدت جمال عبد الناصر يغط في نوم عميق وناديته باسمه قائلا يا جمال عبد الناصر.. وباسمه المدلل مرة (جيمى) وقلت له أنا عبد المنعم عبد الرؤوف.. إصْحَ وكررتها عدة مرات ولكن دون جدوى ولكنه كان يقاطعنى بكلمات متقطعة: الملك! الملك؟ اسكندرية.. اسكندرية.. رأس التين.. المنتزة.. رأس التين المنتزة!! فتركته دون أن أهنئه وعدت من نفس الطريق فاستوفقنى الصاغ أركان حرب كمال الدين حسين إلى أين أنت ذاهب؟
قلت له إلى منزلى استعداداً للعودة للعريش ومنها إلى أبو عجيله حيث توجد كتيبتى... قال لى كمال لا تسافر وستصلك أوامر عند الفجر عن تحركات جديدة نظرت بسرعة داخل غرفة القيادة الجديدة فرأيت اللواء أركان حرب محمد نجيب جالسا والباقين متوارين ولم يدعنى للدخول فلم أدخل واستنتجت من زيارتى أشياء هامة...
1- أن الملك في أحد قصريه بالإسكندرية يشغل بال عبد الناصر ويقلقه أثناء نومه.
2- أن الصاغ أركان حرب كمال الدين حسين أبلغ اللواء محمد نجيب نبأ حضورى لزيارة عبد الناصر واقترح عليه وعلى الذين كانوا معه بالغرفة تعيينى في إحدى الوحدات المسافرة إلى الإسكندرية لتنفيذ باقى الانقلاب.
3- أن هذا الاقتراح قوبل بالموافقة الفورية منهم بدليل أنى لم أمكث أكثر من ثلاث دقائق لمحاولة إيقاظ جمال عبد الناصر لتهنئته.
4- أن انضمام حسن إبراهيم إلى كمال الدين حسين ليبلغانى عدم العودة إلى أبى عجيلة وترقب أوامر عند الفجر كان لتفهيمى صورة من قيادة الانقلاب فالأول كان زميلا لى في سلاح الطيران وشاهدته عدة مرات في بيت الفريق أركان حرب عزيزى المصرى والثانى العضو الرابع في الخليفة الأولى لجماعة الإخوان الضباط الذين أقسموا يمين البيعة.
5- أن الأوامر التى ستصلنى عند الفجر ستكون السفر إلى الإسكندرية انصرفت مسروراً تجاه منزلى وأبلغت زوجتى بأنى سأسافر باكر غالبا إلى الإسكندرية وليس لأبى عجيلة وطالبتها بتجهيز حقيبة صغيرة بها غيارات وملابس وعرفتها أن السيارة ستمر وتأخذنى عند الفجر.
تعقيب.
[ولا يزال الحديث للواء عبد المنعم عبد الرؤوف وللآن لم نجد في حديثه أنه تلقى تعليمات من [جماعة الإخوان...!.]. ولا من مرشدهم الثانى حسن الهضيبى وتحت عنوان مهمة خطيرة كلفت بإنجازها يقول عبد المنعم عبد الرؤوف.]
"وعند صلاة الفجر دق باب شقتى بالسيدة زينب الصاغ أركان حرب عبد الوهاب جمال الدين فهو زميلى في كتيبتى في أبى عجيلة وزاملنى في نفس القطار لقضاء أجازة ميدان بالقاهرة وأبلغنى بأننى عينت قائدا للكتيبة 19 بنادق مشاة وهى في انتظارى عند فندق ميناهاوس بالهرم على طريق مصر إسكندرية وأنه عين أركان حرب مجموعة اللواء السابق الواقعة هناك أيضاً استعدادا للتحرك معا إلى الإسكندرية ودعت زوجتى وركبت السيارة بصحبة الصاغ أركان حرب عبد الوهاب جمال الدين إلى حيث نشطت كتيبتى الجديدة 19 بنادق مشاة وقمت بالتتميم عليها ووجدت أن عدد ضباطها 9 وكلهم برتية ملازم أول ما عداى فأنا برتبة مقدم فكان هناك نقص كبير في الصف ضباط والجنود فعينت الملازم أول محمد كامل سليم أركان حرب لى ووزعت الضباط الباقين على السرايا بمعدل واحد لكل سرية وضابطا للشئون الإدارية وسادسا للمخابرات".
ويقول اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف في مذكراته تحت عنوان قبل المهمة.
"وعند وصول مقدمة مجموعة اللواء السابع بقيادة العقيد أحمد شوقى بميدان المنشية أسرعت بسيارتى إلى محل تجارى يعمل فيه صديق لى منذ كنت طيارا في محطة الدخيلة اسمه على الدين زكى وكلفته بتوصيل رسالة كتبها الأخ عبد الرحمن السندى (قائد النظام الخاص:
[لجماعة الإخوان...!.]. إلى أخ إسكندرانى اسمه القراقصى قائد النظام الخاص للإخوان بالإسكندرية يبلغه فيها الثقة بى والتعاون معى في جميع المجالات إذا تأزمت الأمور..طلبت من على الدين زكى أن يؤكد على الأخ القراقصى أن يمر بى عند معسكر مصطفى باشا اليوم). انتهى كلام اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف.
تعقيب.
[في هذه الواقعة لم يتبين بكل تأكيد أنه لم يتلق تعليمات من المرشد العام الثانى والذى كان يقيم بالإسكندرية أثناء حدوث هذا الحدث].
[وذكر لنا عبد المنعم عبد الرؤوف أنّه عندما وصل إلى الإسكندرية اتصل بصديق له اسمه على الدين زكى وطالبه بتوصيل رسالة كتبها الأخ عبد الرحمن السندى قائد النظام الخاص:
[بجماعة الإخوان...!.]. كان عبد الرحمن السندى في هذه الفترة ومن قبلها وبعدها على خلاف شديد مع المرشد الثانى حسن الهضيبى ويؤكد وجود هذا الخلاف أحمد عادل كمال في كتابه [النقط فوق الحروف ص349]كما تعرض لهذا الخلاف صلاح شادى في كتابه
[صفحات من التاريخ حصاد العمر ص142 وص143].
شهادة فهمى أبو غدير.
((وفى اجتماع للجمعية التأسيسية للإخوان في الساعة الثامنة من مساء الخميس اجتمع الإخوان اجتماعا طويلا استمر حتى الساعة الحادية عشرة من صباح أمس الجمعة وحضر الاجتماع 72 عضوا من مجموع الأعضاء البالغ 135 عضوا وقد عقد الاجتماع في جو مشحون بالخلاف والتوتر واشتد الجدال والنقاش بين خصوم الهضيبى وأنصاره وفى هذا الاجتماع أزاح الأستاذ فهمى أبو غدير الستار تماما عن موقف الهضيبى من الثورة عندما قال:
((ولقد كان موقف الهضيبى من الثورة غامضا في أول الأمر لقد اتصلت به تليفونيا يومى [23، 24 يوليه 1952م = 1، 2 من ذى القعدة 1371هـ] وكان في الإسكندرية وطلبت منه الحضور إلى القاهرة لتأييد الثورة ولكنه رفض لكنى ذهبت إليه بنفسى وسافرت إلى الإسكندرية يوم 25 وطلبت منه مرة أخرى تأييد الثورة فقال لى إنها لن تنجح ولا يمكن أن نؤيدها ثم مضى قائلا: ولكن الهضيبى عاد فأيد الثورة بعد خروج المللك بيومين)).
[انتهى كلام فهمى أبو غدير ومصدره كتاب فتحى العسال المراقب العام للمركز العام:
[لجماعة الإخوان...!.].وعنوان هذا الكتاب هو: " الإخوان ...!. بين عهدين" قصة الإخوان كاملة الطبعة الثانية رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق المصرية 2739/92 الترقيم الدولى I.S.P.N2/1/992/00/779 وقد طبع هذا الكتاب بمطابع العاصمة بالقاهرة. وقامت بنشره دار نشر الثقافة الإسلامية.]
علاقة الهضيبى بالقصر.
ويقول فتحى العسال في ص 209 من كتابه سالف الذكر:
(إن حسن الهضيبى زوج أخت نجيب سالم ناظر الخاصة،وابنه متزوج من بنت نجيب سالم نفسه").
ويذكر لنا فتحى العسال في كتابه أيضا:
((أن الملك فاروق بدأ يباشر نفوذه على الإخوان عن طريق ناظر الخاصة [يقصد الخاصة الملكية] نجيب سالم زوج شقيقة حسن الهضيبى الذى رشحه ليكون مرشدا للإخوان في سبيل تسليمهم ممتلكاتهم وأموالهم التى أخذت منهم عن طريق حكومة إبراهيم عبد الهادى بعد قتل محمود فهمى النقراشى باشا في [26 صفر 1368هـ = 28 ديسمبر 1948م] ويقول لنا فتحى العسال كذلك في ص26 من نفس هذا الكتاب.
((واعترف الإخوان بذلتهم بعد اختياره [يقصد الهضيبى] فعرفوه قريباً ونسيباً وصهراً لأربعة من رجال السرايا الملكية ومن مستشارى الملك فاروق المقربين فهو زوج أخت نجيب سالم ناظر الخاصة الملكية،وابنه متزوج من بنته.. وقريب عمر حسن الذى كان رئيساً للقسم المخصوص في وزارة الداخلية ، وعبد المجيد طلعت ، وحسن يوسف رئيس الديوان بالنيابة وكانت هذه القرابة بمثابة نحس لجماعة الإخوان لأنها حكمت باختياره مرشدا..)). انتهى كلام العسال.
شهادة أحمد عادل كمالعضو النظام الخاص في جماعة الإخوان: [مواليد 1926م وأسأل الله أن يُبارك له في الباقى من عمره].([1])
وفى موضوع طرد الملك فاروق قال لنا أحمد عادل كمال في كتابه (النقط فوق الحروف) تحت عنوان كيف خرج الملك؟ وعلمت أيضاً أن الحركة لم تكن تستهدف خلع الملك وأن الذى أوصى بهذه الفكرة كان الفريق عزيز باشا المصرى قال لعبد المنعم عبد الرؤوف قل لجمال إذا رجع الملك من الإسكندرية عاد ولاء الجيش له وشنقكم في الطرقات قولوا له الآن اخرج وقال لى محمد قطب إن الشيخ محمد الأودن أيضا أوحى إليهم بإخراج الملك ونقل عبد المنعم الرسالة إلىجمال فعقد مجلس قيادة الثورة وناقشوا الأمر.. وطلب جمال إلى عبد المنعم أن يقود أكثر القوات الموجودة في القاهرة إلى الإسكندرية لإخراج الملك واشترط عليه ألا يقع اشتباك ولكن عبد المنعم أبى وقال أما أن يتحتم إخراجه ولو بالقوة ولو اقتضى الأمر ضربه فوافق جمال على ما طلب عبد المنعم." هذا الكلام جاء في ص377 من كتاب أحمد عادل كمال أحد أركان النظام الخاص الأساسية الذى فصل من جماعة الإخوان بقرار من الهضيبى وكتاب أحمد عادل كمال اسمه (النقط فوق الحروف) الإخوان...!. والنظام الخاص طبعته دار الزهراء للإعلام العربى الطبعة الثانية [1989م = 1409هـ] رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق المصرية 5536/86 الترقيم الدولى 7-33" انتهى.
[وليس لنا تعقيب عزيزى القارىء ولكن نترك لك التعقيب عن حادث واحد هو طرد فاروق من مصر.. لقد اختلفت أقوال أربعة من أقطاب الإخوان محمد حامد أبو النصر، وعبد المنعم عبد الرؤوف ، وفهمى أبو غدير،وأحمد عادل كمال..!!!]
تعقيب:[وليس لنا إلا سؤال واحد نطرحه على أقطاب [جماعة الإخوان...!.].هل طرد فاروق من مصر تم بناء على أوامر من المرشد العام الثانى حسن الهضيبى كما قال المرشد الرابع في كتابه وبذلك يكون الإخوان شركاء في الثورة أو غير ذلك؟..]
وفى هذا المقام نتذكر جميعاً قول الحق سبحانه وتعالى في محكم آياته، (آية 188 من سورة آل عمران):
(وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ 187 لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 188)
كما نتذكر حديث الرسول عليه الصلاة والسلام..الذي أخرجه البخاري برقم [5629] في كتاب الأدب- باب:قول الله تعالي: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ]آية رقم[119]من سورة التوبة .]
((حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ[يعنى ابن مسعود] رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)).صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. متفق عليه.([2])
[1]- الأستاذ ا؛مد عادل كمال حي يرزق وأشهد أنه تاب وأناب وهو يرفض جميع تصرفات فرقة الإخوان.
(([2]هذا الحديث أخرجه: مسلم، في كتاب :البر والصلة والآداب برقم:(4718) ورقم: (4719) ورقم : (4720) .
و أخرجه: الترمذي، في كتاب :البر والصلة عن رسول الله، برقم:(1894) .
و أخرجه:أبو داود ، في كتاب :الأدب برقم:(4337).
و أخرجه: ابن ماجة، في المقدمة برقم:(45).
و أخرجه: أحمد، في كتاب :سند المكثرين من الصحابة، برقم:(3456) ورقم: (3541) ورقم : (3652)ورقم: (3701) ورقم : (3818) . ورقم: (3886) ورقم : 3899) . ورقم: (3947) ورقم : (3972) .
و أخرجه: مالك، في كتاب :الجامع برقم:(1570).و أخرجه: الدارمي، في كتاب :الرقاق برقم:(2599).
******