1 ــ كانت لدى نسخة من مقدمة ابن خلدون ، فى مكتبة الوالد رحمه الله جل وعلا . فى الصبا حاولت القراءة فيها ولم أفهمها . فى الدراسات العليا تم تكليفى فى ( قاعة البحث ) بعمل بحث عن رأى ابن خلدون فى ( العرب ) فتعاملت مع المقدمة كباحث عام 1974 حين كنت معيدا بقسم التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر . فى رسالة الدكتوراة قرأت المقدمة كلها قراءة سريعة ، ثم ركّزت على ما يخص التصوف فيها . هذه القراءات المتعددة والمتباعدة خلقت داخلى شوقا لكتابة بحث يتخصص فى تحليل المقدمة ومواجهة ابن خلدون فيها لأتعرف أكثرعلى عبقريته .
2 ــ جاءت الفرصة عام 1998 ، فى مناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس ( مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية ) فى القاهرة ، وخلال عشر سنوات كان هذا المركز بقيادة مؤسسه وصاحبه د سعد الدين ابراهيم قد أحدث نقلة نوعية فى التفكير السياسى والاجتماعى فى مصر وخارجها، وصادف هذا وصول د سعد الدين الى الستين من العمر . كنت أدير رواق ابن خلدون ، وهو ندوة اسبوعية مفتوحة تناقش بحرية كاملة شتى الموضوعات السياسية والدينية والاجتماعية ، وكنت كبير الباحثين فيه ومشرفا على عدة مشروعات بحثية وسياسية ، بالاضافة الى الكتابة فى النشرة التى يصدرها المركز شهريا ( المجتمع المدنى ) وفى تقريريه السنويين عن ( الأقليات ) و ( المجتمع المدنى ) . فى الاعداد للإحتفال بهذه المناسبة طلب منى د سعد الدين ابراهيم كتابة بحث عن العلامة عبد الرحمن ابن خلدون، يتناول حياته وإنتاجه العلمى . ورأيتها فرصة لمواجهة هذا العبقرى داخل ( مقدمته ) ، فعكفت عليها سويعات يومية خلال عدة أشهر خلال عملى المرهق فى مركز ابن خلدون ، حتى أتممت البحث فى موعده ، وتم طبعه ليكون جاهزا فى الإحتفالية العشرية عام 1998 .
3 ــ لم تنته علاقتى بالمقدمة . أحسست بأن هناك اسئلة لم تتم الاجابة عنها بما يكفى ، فأعددت بحثين إضافيين ظللت أحتفظ بهما على أمل النشر . وتأتى الفرصة الآن فى إعادة نشر هذا الكتاب هنا لنشرهما كملاحق .
4 ــ وبمناسبة إعادة نشر كتاب ( مقدمة ابن خلدون : دراسة تحليلية ) أرسل التحية لرفيق النضال د سعد الدين ابراهيم ، والذى أعتبره مفكرا سابقا لعصره فى مجال تخصصه ، ومناضلا مخلصا فى سبيل التنوير والديمقراطية وحقوق الانسان . كان يمكنه أن يعيش حياة هانئة ضمن آلاف المثقفين المترفين من ذوى الياقات البيضاء من خدم المستبد الشرقى ، ولكنه آثر أن يخوض معركة التنوير عالما بالتكلفة العالية لها . وكان من سوء حظه أن يعايش عصر مبارك ـ وهو أغبى وأجهل وأحطّ وأحقر فرعون حكم مصر . لذا كوفىء د سعد الدين ابراهيم على تفوقه العلمى ونشاطه التنويرى بحملات إغتيال معنوى لشخصيته شوّهت سُمعته ، قام بها أعوان مبارك ، خصوصا بعد أن أرسى د سعد الدين برنامج ( الشفافية ) الذى يناقش سرقات المستبد الشرقى وأعوانه ، وبرنامج الاصلاح فى التعليم وبرنامج تعليم المصريين حقوقهم السياسية والانتخابية ، وكنت مُشاركا قياديا فى هذه البرامج ، وجرى التنويه بها فى ندوات الراق ، وصارت خطرا ماحقا على الفرعون مبارك ، وهو يُعدُّ ابنه لوراثته . ولهذا كان غلق مركز ابن خلدون وسجن د سعد الدين ابراهيم ، وفرارى الى أمريكا من القو الظالمين . وهو شأن كل مُصلح ومُفكّر يسبق عصره سيجد د , سعد الدين ابراهيم الإنصاف فى المستقبل بعون الله جل وعلا الذى لا يضيع أجر من أحسن عملا .
والله جل وعلا هو المستعان
أحمد صبحى منصور
فيرجينيا 21 أغسطس 2015
فهرس كتاب ( مقدمة إبن خلدون: دراسة تحليلية )
تم نشر هذا الكتاب فى القاهرة عام 1998 ، وهو تحليل أصولى تاريخى لمقدمة ابن خلدون ، ونعيد نشره هنا مضافا اليه ملحقين جديدين .
وينقسم هذا الكتاب إلى قسمين رئيسيين مع فصل تمهيدي وخاتمة .
في الفصل التمهيدي وعنوانه " إبن خلدون بين التاريخ والتأريخ " يتناول المؤلف تاريخ إبن خلدون من نشأته وحياته السياسية في شمال أفريقيا والمغرب والأندلس إلى أن استقر في مصر حيث عمل فيها بالقضاء والتدريس . ويحلل جهده السياسي ومحاولته لإصلاح النظام القضائي في مصر المملوكية في عصره ، ثم يتناول الفصل التمهيدى ( إبن خلدون مؤرخا ) فيبحث منهجه التاريخي في كتابه " العبر " أو
" تاريخ إبن خلدون ".
*ثم يتخصص القسم الأول من الكتاب في تلخيص مقدمة إبن خلدون بأبوابها وفصولها ومباحثها وقضاياها ، ولكن في لغة متوسطة بين لغة إبن خلدون ولغة عصرنا .
ويأتي القسم الثاني ( الدراسة التحليلية ) وهو قراءة تحليلية اصولية تاريخية لمقدمة إبن خلدون ـ ويتضمن القسم الثانى ثلاثة فصول :
، في الفصل الأول يتناول موقع مقدمة إبن خلدون في التاريخ الفكري للحضارة العربية الإسلامية . فيتتبع المنهج الفكري لحضارتنا وكيف اختلف عن المنهج القرآني وكيف أدى ذلك إلى تحول الفكر العربي الإسلامي إلى التقليد والجمود في عصر إبن خلدون ، وكيف أدى إلى تحجيم عقلية إبن خلدون ، مع أن مقدمته خرجت على حدود التقليد والجمود حين اخترعت علم العمران .
ويبحث الفصل الثاني مدى تأثر إبن خلدون بعصره في " المقدمة " منهجيا وموضوعيا ، من خلال رؤيته الجغرافية والدينية والإجتماعية والسياسية والصوفيه .
ثم يتخصص الفصل الثالث في اجتهاد إبن خلدون لعصره وعصرنا من خلال علم العمران – أو الإجتماع – وآرائه التي كانت صالحة لعصره ، وآرائه التي تصلح لعصرنا ، وآرائه التي تحتاج إلى مراجعة.
أما الخاتمة فقد خصصها المؤلف لمناقشة قضية غريبة ، إذ عاش إبن خلدون في مصر أربعة وعشرين عاما كانت أكثر سنين حياته نضجا واستقرارا وتفرغا للعمل والبحث ، ولكن حياته الأخيرة في مصر غائبة عن المقدمة وعن التاريخ الذي كتبه ، بل إن مصر وهي ( أم العمران )غائبة عن مقدمته في علم العمران . وهذه القضية ناقشها المؤلف في الخاتمة تحت عنوان " كان إبن خلدون في مصر ، فهل كانت مصر في إبن خلدون ؟ " .
ثم فى هذه الطبعة أضفت إثنين من الملاحق :
الملاحق
الملحق الأول :كيف تآمر إبن خلدون على الدولة المملوكية
الملحق الثانى الدولة السعودية :تحالف الدولة الدينية والعصبية القبلية في ضوء الرؤية الخلدونية
ويعطى هذا الفهرس بعض التفصيلات :
بسم الله الرحمن الرحيم
الفهرس
مقدمة الكتاب ................................................................................ -
- فصل تمهيدي : إبن خلدون بين التاريخ والتأريخ ......................................
أولا : بيانات إبن خلدون :
1- الشخصية ............................................................................
2- في المرحلة الأولى التعليمية ......................................................
3- في مرحلة التخرج والإجازة العلمية من الشيوخ.................................
4- السنوات الهامة في تاريخ حياة إبن خلدون ...................................
ثانيا : تفاصيل حياته العملية في شمال أفريقيا والمغرب والأندلس .......................
ثالثا : تفاصيل حياته العملية في مصر من قدومه حتى وفاته (784-808)(24عاما)
رابعا : مؤلفاته – كتابه في التاريخ – ابن خلدون مؤرخا – مقدمة إبن خلدون فى لمحة عامة .
القسم الأول : عرض مقدمة إبن خلدون
الإفتتاحية : مقدمة في فضل علم التاريخ .................................................... .
- الباب الأول: طبيعة العمران في الخليقة ......................................
- الباب الثاني : أساس العمران وبدايته في العمران البدوي والأمم الوحشية والقبائل - الباب الثالث : في العمران السياسي ، في الدولة العامة والملك والمراتب السلطانية
- الباب الرابع : في عمران المدن والبلاد ، في البلدان والأمصار وسائر العمران
- الباب الخامس : في إقتصاد العمران، في المعاش ووجوهه من الكسب والصنائع
- الباب السادس : في ثقافة العمران ، في العلوم واصنافها والتعليم وطرقه .
القسم الثاني : قراءة في مقدمة إبن خلدون
* الفصل الأول : موقع مقدمة إبن خلدون في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية
- المنهج القرآني للفكر الإسلامي ...................................
- المنهج الفكري للحضارة اليونانية .................................
- المنهج الفكري للمسلمين ............................................
- تناقض منهج الحضارة العربية الإسلامية مع القرآن الكريم
- المراحل الإجمالية للحياة الفكرية عند المسلمين
- أثر التصوف في الحركة العلمية في ( عصر إبن خلدون)
* الفصل الثاني : مدى تأثر إبن خلدون بعصره في المقدمة :
التأثر المنهجى
التأثر الموضوعي .
* في العلوم الطبيعية : المعارف الجغرافية بين المسعودي
* وإبن خلدون والشعراني ....................................
* في القضايا الدينية الصوفية ...............................
* في القضايا الإجتماعية : من ملامح التاريخ الإجتماعى
* الذي يتفق مع المقدمة .
* في القضايا السياسية : من وحدة الفاعل الصوفية
إلى الثيوقراطية وإستبداد الدولة الدينية ......... .
* الفصل الثالث : إجتهادات إبن خلدون لعصره وعصرنا :
إبن خلدون وعلم العمران
- بين الإجتهادات والأخطاء ......................... - إجتهادات إبن خلدون في علم العمران (الإجتماع )
- إجتهادات خلدونية في السياسة العمرانية ( علم الإجتماع
السياسي ).......................
- إجتهادات سياسية لإبن خلدون سارية المفعول
- علم العمران ( الإجتماع) الإقتصادي
- إجتهادات خلدونية في متفرقات إجتماعية
- إبن خلدون : إحترنا لك !!
الخاتمة :
كان إبن خلدون في مصر ، فهل كانت مصر في إبن خلدون؟
الملاحق
الملحق الأول :كيف تآمر إبن خلدون على الدولة المملوكية
الملحق الثانى الدولة السعودية :تحالف الدولة الدينية والعصبية القبلية في ضوء الرؤية الخلدونية
المصادر