مقدمة
هذه رسالة من سائل مفتون بسفاسف الأمور غافل عن حقائق الدين الحنيف ، يستفتينا فيقول : ( ما هو حكم من يفتح منصة للألعاب ويسمح بنشر الألعاب المخالفة لتعاليم الاسلام؟ اي انها قد تحتوي على مشاهد جنسية او شتائم او غيرها. هل اوثم بالسماح بنشر هذه الالعاب؟ وهل من الممكن توضيح -اذا كان نشر هذه الالعاب محرما- حدود المسموح في هذه الالعاب؟ وما هو حد العري الاقصى؟ وهل الرومانسية -العذراء الطاهرة او التي تحوي زنا-محرمة؟. وايضا ما حكم التلفظ بالشتائم دون توجيهها لاحد؟ وما حكم التلفظ بالالفاظ البذيئة دون القصد لايذاء احد؟ . ارجو الاجابة بالادلة الشرعية وعدم اقحام المشاعر في الاجابة .) وأرد عليه بهذا المقال :
أولا : دين اللهو والعب
الألعاب المخالفة لدين الاسلام هى ما تتأسس عليه الأديان الأرضية ، والتى يتخذ أصحابها الدين لهوا ولعبا ، مثل فريضتى الذكر والدعاء .
1 ـ فريضة الذكر فى الاسلام هى خشوع وتوسل بالله جل وعلا وحده وبصوت خافت تطبيقا لقوله جل وعلا : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ (205) الاعراف ) ، المشركون فى أديانهم الأرضية يحولون الذكر الى رقص وغناء وحفلات زار دينى كما يفعل الصوفية على الخصوص . اى يتحول ذكر الله جل وعلا من خشوع بصوت خافت من الفرد المؤمن الى لهو ولعب، أى سخرية برب العزة جل وعلا .
2 ــ الدعاء فى الاسلام يكون بقنوت وخشوع وتضرع وخضوع . من لا يفعل ذلك يكون متعديا على جلال الله جل وعلا ومستهزئا به جل وعلا ، يقول رب العزة يأمرنا (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) الاعراف ) ( وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (56) الاعراف ) ، المعتدون هم الذين يتخذون الدعاء لهوا ولعبا. المحسنون هم الذين يدعون ربهم خوفا من عذابه وطمعا فى رحمته . زكريا عليه السلام حين دعا ربه لم يرفع صوته بل ناجى ربه جل وعلا بصوت خفى ـ يقول جل وعلا : (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً (3) مريم ) . مقياس الدعاء العملى حين يقع الانسان فى كرب شديد فيستغيث بربه جل وعلا باكيا متضرعا بكل صدق لينقذه ربه جل وعلا من ظلمات كربه وقسوة محنته ، يقول جل وعلا : (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (63) الانعام ). أما فى الدين الأرضى فيتحول الدعاء الى غناء يتراقص به الناس ويتضمن التوسل بالنبى كأغنية الكحلاوى الشهيرة ( لاجل النبى ) وأغنية عبد الوهاب ( أغثنا أدركنا يا رسول الله ) ومنها كافة المعروف بالغناء الدينى والتواشيح الدينية التى يرتكبها المسيحيون والمحمديون السنة والشيعة والصوفية . ويوم القيامة سيقال لهم وسيقال عنهم : (الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51) الأعراف ) وفى الآية الكريمة التالية سيقال لهم عن القرآن الكريم الذى إتخذوه مهجورا : ( وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) الاعراف ).
ثانيا : من اللهو واللعب الى التلاعب بدين الله جل وعلا
المشركون أصحاب الأديان الأرضية فى أديانهم القائمة على اللهو واللعب يتلاعبون بدين الرحمن وشريعته الاسلامية، ويؤسسون شريعة تتناقض مع الشريعة الاسلامية ، وتحمل زورا وبهتانا إسم الاسلام ، وينسبونها الى الرسول محمد عليه السلام . ومثلا :
1 ــ من أكبر الكبائر قتل النفس البريئة التى لم تركب جريمة قتل. ولكن المحمديين فى شريعتهم يوجبون قتل من يخالفهم فى دينهم ومذهبهم بتهم كثيرة منها الردة والزنا ( المحصن ) والسحر و الخروج عن الجماعة و شق الطاعة للحاكم المستبد ومزاعم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر . يوجبون القتل الظالم الباغى ويعتبرونه واجبا شرعيا ، ثم يوجبون الجهاد العام ضد المخالف لهم فى الدين والمذهب ، ويتحول القتل العام للأبرياء الى جهاد يجعلونه فى أحاديثهم الضالة ( ذروة الأمر وسنامه ) ويتنافسون فى قتل الأبرياء فى شهر العبادة فى رمضان والشهر الحُرم ، وفى قتل المُسالمين فى المساجد وقت صلاة الجمعة .
هذا يتناقض مع تشريع الرحمن الذى حفظ حق الحياة للنفس البشرية ، وتكرر فى القرآن الكريم النهى عن قتل النفس التى حرّم الله جل وعلا إلا بالحق ( الانعام 151، الاسراء 33 الفرقان68 ) . بل إن القتل الخطأ للنفس المؤمنة يستوجب فدية مُغلظة يقول جل وعلا : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنْ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (92) النساء ) ويجعل الرحمن جل وعلا اللعنة والغضب الالهى والخلود فى النار جزاء من يقتل فردا مؤمنا واحدا متعمدا ، يقول جل وعلا : ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (93) النساء ) فكيف من يجعل هذا القتل فريضة دينية وشريعة ينسبها لرب العزة ورسوله الكريم ؟ وكيف بمن لا يقتل مؤمنا واحدا بل آلاف الناس قتلا عشوائيا كما يحدث من ارتكاب الوهابيين وغيرهم لمجازر بشعة فى اليمن والعراق وسوريا وليبيا وتونس والسودان والصومال وباكستان وأفغانستان . ولا تحسبنّ أن هذا المؤمن ( أو المؤمنة ) هو المؤمن قلبيا بالله ورسوله ، فليس لنا الكشف عما فى الصدور ، فذلك هو لرب العزة جل وعلا الذى يعلم حائنة الأعين وما تخفى الصدور . المؤمن المسلم هو المسالم الذى يقول كلمة السلام ، وحتى لو كان جنديا مقاتلا فى جيش معتدى ، ثم رفع يده قائلا : السلام . حينها لا بد من حقن دمه لمجرد قوله ( السلام ) أو لأنه ( ألقى السلام ) . هذا هو المسلم المؤمن حسب القول والسلوك ، وهذا ما جاء فى الاية التالية فى قوله جل وعلا للذين آمنوا يأمرهم وينهاهم فى تشريع القتال الدفاعى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً.تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) (94) النساء ) .
2 ــ المحمديون يقومون بتحويل الكبائر وأكبر الكبائر وأبشع الجرائم الى فرائض دينية، وأحيانا يجعلونه حلالا مباحا ، يسرى هذا على الزنا والاغتصاب . فعلها صحابة الفتوحات بزعامة ابى بكر وعمر وعثمان ومعاوية الذين غزوا دولا وقهروا شعوبا وسلبوا أموالهم وسبوا نساءهم واسترقوا اولادهم وبناتهم وأطفالهم . وصار السبى شريعة فى أديان المحمديين الأرضية طبقها العباسيون السنيون والفاطميون الشيعة والعثمانيون الذين كانوا يدينون بالتصوف السنى ، ثم احياها وطبقها الوهابيون فى عصرنا الحديث ، وبها قامت الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة الراهنة. وبالبترول انتشرت الوهابية تنشر الفساد فى الأرض وتقيم حمامات الدم عبر تنظيمات شتى ليس أولها الاخوان المسلمون وليس آخرها القاعدة و داعش. بكل سهولة تحول الزنا والاغتصاب الى جهاد المناكحة الذى اصبح يسرى على المحارم من الأم والأخت والبنت .
الزنا من الكبائر فى شريعة الاسلام ، والاغتصاب ضمن إعتداء ظالم يدخل فى جريمة فظيعة يسميها رب العزة ( محاربة الله ورسوله والسعى فى الأرض فسادا )، ويسميها التراثيون ( الحرابة )وهى فى قوله جل وعلا (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) المائدة ) جعل الله جل وعلا عقوبة تمائل فظاعتها . الوهابيون فيما يرتكبونه من مجازر فى اليمن و سوريا والعراق وليبيا ..الخ ينطبق عليهم ما يسمى فى تراثهم بحد الحرابة ، وما يجعله ربالعزة حربا لله جل وعلا ورسوله وفسادا فى الأرض . ولكن الوهابيون من السعوديين والسلفيين والاخوان والدوعش وابناء لادن يؤمنون بأن هذا هو الجهاد . وأن الزنا إغتصابا هو سبى مباح . ليس هناك أبشع من هذا التلاعب بدين الله جل وعلا .
ثالثا : تلاعب المحمديين بالمباح والسيئات الصغيرة
والمحمديون الغارقون فى مستنقع هذه الكبائر البشعة هم ايضا متزمّتون ، يضعون تشريعات تحول المباح الى حرام ، ويحولون السيئات الصغرى الى كبائر . بل يجعلون الكذب دينا . وعلى سبيل المثال :
1 ـ الكذب على الأشحاص حرام قطعا ، ولكنه مجرد سيئة ، إلا إذا كان ضمن تدبير لجريمة من الكبائر . بل قد يكون الكذب مُباحا لدفع الظلم ، كمن يقع عليه تعذيب أو قهر . أفظع الكذب هو الكذب على الله جل وعلا ورسوله . وعلى هذا الكذب والافتراء تتأسّس الأديان الأرضية لدى المحمديين والمسيحيين ، حيث ينسبون أقوالهم وتشريعاتهم الى الوحى الالهى . يقولها السنيون على أحاديثهم التى يسمونها (سُنة ) ويقولها الصوفية على ما يسمونه ( الكشف والعلم اللدنى ) ويقولها الشيعة على ما يزعمونه علم آل البيت وغيرهم . هذا الوحى الشيطانى مستمر الى قيام الساعة . وهو مختلف تماما عن الكذب العادى الذى يتداوله الناس فيما بينهم. مشركو قريش كرهوا القرآن الكريم ــ بمثل ما يفعله المحمديون ـ وطالبوا خاتم المرسلين أن يأتيهم بقرآن غيره أو أن يبدلهم . ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (16) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِوَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) يونس ) أئمة المحمديين فعلوا ما طالب به مشركو قريش الرافضين للقرآن الكريم ؛ أبطلوا أحكام القرآن التشريعية بمزاعم ( النسخ ) مع ان النسخ فى القرآن الكريم يعنى الاثبات والكتابة وليس الالغاء والحذف ، وإفتروا على الله ورسوله كذبا بأحاديث جعلوها وحيا ، وجعلوا هذا الوحى يتنزل عبر القرون بأقاويل متناقضة مختلفة عبثية خرافية تستلزم منهم ( الإسناد ) مثل جدار يريد أن يقع فيسندونه لمنتعه من الوقوع . نعيد القول بأن ( الكذب ) العادى ( العلمانى ) سيئة محرمة وقد يباح عند الضرورة ، ولكن المحمديين جعلوا أكاذيبهم دينا ، وغذا ناقشتهم فى أكاذيبهم حكموا بقتلك بحكم الردة عن دينهم ، ولو ترفقوا بك حكموا بسجنك بتهمة ازدراء الدين .
2 ـ الله جل وعلا يجعل مقدمات الزنا هى من ( اللمم ) أى من السيئات والصغائر التى ( يلم ) بها كل البشر ، يقول جل وعلا : (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ (32) النجم )، والله جل وعلا يغفرها طالما إجتنب المؤمن الكبائر ، ويجعل الجنة مثوى من يجتنب الكبائر ، يقول جل وعلا : ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً (31) النساء ). ولكن السيئات الصغيرة بل والمباحات تتحول عندهم الى كبائر ، مثل فنون الرقص والغناء والموسيقى ( العلمانية البعيدة عن الدين ). قد يكون هناك رقص فاحش وأفلام جنسية ، وهى تدخل فى ( اللمم ) ومقدمات الزنا ، ولكن الاغلب هو الفنون العادية التى تجيزها الرقابة . هى مباحة ولكنها عندهم من الكبائر ، بينما السبى والاغتصاب والقتل العشوائى هو جهاد ( فى سبيل الله ). القتال المشروع فى الاسلام الذى هو فى سبيل الله هو القتال الدفاعى ، أما القتال العدوانى فهو فى سبيل الشيطان . يقول جل وعلا : (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً (76) النساء )
3 ـ الله جل وعلا فرض الاحتشام على المرأة ،أى بتغطية صدرها دون وجهها وشعرها ، وتغطية سيقانها دون قدمها وذراعيها ، وأوجب ( الخمار ) ومنع المزايدة عليه فى شرعه ، وبالتالى فإن النقاب يعتبر مزايدة على شرع الله جل وعلا ـ إذا كان ملبوسا على أنه دين وتشريع دينى . وقد فصلنا هذا فى حلقات عن زى المرأة وزينتها فى برنامج ( فضح السلفية ) وفى مقالين منشورين هنا هما ( ويسألونك عن النقاب ) و ( البكاء غدا على أطلال وطن ) . والخلاصة أن إرتدا المرأة ( المايوه ) حرام ولكنه من السيئات الصغائر ، ولكن ارتداءها النقاب هو تشريع ما أنزل الله جل وعلا به من سلطان ، أى هو من الكبائر . ونتذكر هنا ونتدبر قول الله جل وعلا لنا ـ ذكورا وإناثا ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (33) الاعراف ), هذه الآيات الثلاث تفضح ائمة المحمديين الذين يقولون على الله جل وعلا ما لا يعلمون والذين يحرمون الحلال ويجعلون البغى فرضا دينيا .
أخيرا
مشكلة السائل أنه مهموم بشأن المباحات التى يحرمها دينه الأرضى ، والذنوب الهينة والسيئات الصغائر ويتجاهل الفظائع التى تحدث من قومه ، ويتحرى حكما فى أشياء بعضها مباح وبعضها من السيئات الهينة . ثم لا ينسى أن يوجهنا ويرشدنا فيرجو الاجابة بخطاب سلفى لا يخلو من التعالى ، يقول: ( ارجو الاجابة بالادلة الشرعية وعدم اقحام المشاعر في الاجابة).
شكرا على تعليمنا ..!!