مؤرخ كندي: تزوير الانتخابات كان ''فاضحا''.. وجمال مبارك أحد أسبابه

في السبت ٠٤ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

إعداد - أحمد الشمسي:

أكد جوين دير، الصحفي الكندي والباحث في الشئون الدولية، أن الجولة الثانية من انتخابات مجلس الشعب المصري كان يشوبها العبث بشكل كامل، مضيفاً أن الجولة الأولى للانتخابات والتي بدأت 28 نوفمبر أكدت أن النظام أصر على قمع الأحزاب المعارضة في مصر بما فيها الأحزاب الهامشية، وهو ما دعا هذه الاحزاب الى الانسحاب من الجولة الثانية من الانتخابات.

وأوضح جوين دير، في مقاله بموقع ''ستريت'' الكندي، ان :''المواطنين يعلمون بحقيقة هذه الانتخابات ولهذا كان الاقبال عليها من 10 إلى 15% من 42 مليون مواطن لهم حق الانتخاب وهو شىء مؤسف''.

دير الذي يعمل كمؤرخ وباحث لأكثر من 20 عام، أضاف أن تزوير الانتخابات كان فاضحا ومحرجا للنظام المصري وتابع:''إن الجماعة التي تعتبر من أقوى المعارضة في مصر وهم الاخوان المسلمين، حصلوا الدورة البرلمانية الماضية على 88 مقعد في البرلمان من اجمالي 508 مقعد، ولكن بسبب التزوير الفاضح هذه المرة لم يحصلوا على أي مقعد خلال الجولة الأولى من الانتخابات''.

وأشار الكاتب إلى أن تزوير الانتخابات هو ما دعا جماعة الاخوان وحزب الوفد الليبرالي، الذي يعتبر من أقدم الأحزاب في مصر، يقرروا الانسحاب من جولة الإعادة، خاصة وأن فرصهم تقلصت في الفوز بأي مقاعد.

وتسال دير في مقاله ''اذا كان النظام يريد الفوز في الانتخابات فلماذا يقلل من المعارضة ويحاول القضاء عليها؟''، وأضاف ''النظام بهذه الأساليب يحول الانتخابات إلى مهزلة.. إنه حتى لا يريد أي نوع من المعارضة الشكلية داخل البرلمان''.

وقال دير: "إن جمال مبارك (47 عام) أحد الأسباب التي أدت إلى تزوير الانتخابات لرغبته في الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، ولعدم قيام والده مبارك (82 عام) بممارسة الديمقراطية بشكل كامل''.

وتابع كاتب المقال بقوله :''وراثة الابناء لآبائهم في الرئاسة لن تكون الأولى في العالم العربي، فالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، الذي توفي عام 2000 بعد 30 عاما قضاها في السلطة، اختار ابنه بشار ليكون خليفته''.

''في ليبيا سيناريو التوريث مطروح خاصة في ظل وجود الرئيس الليبي معمر القذافي والذي قضى أكثر من 40 عاما في السلطة ومن المتوقع أن يتولى رئاسة ليبيا ابنه''، على حد قول دير.

وأضاف المؤرخ في مقاله :''حاول النظام المصري دائما الحفاظ على واجهة الديمقراطية، على مدى السنوات ال 56 الماضية، وجمال مبارك لا يوجد لديه خلفية عسكرية مقارنة برؤساء مصر الأربعة الذين حكموها، كما أن جمال يحتاج إلى ممارسة الديمقراطية لجعل سلطته تبدو (شرعية) بالنسبة للعالم''.

وأشار كاتب المقال إلى أن ''مبارك لا يريد، في هذا الوقت الحساس، معارضة كبيرة داخل البرلمان من شأنها أن تنسحب من إنتخابات الرئاسة العام القادم وهو ما سيشكل وصمة عار في جبين الديمقراطية، لذلك كان لابد من النظام أن يقصي المعارضة وان يقوم بتغيير قواعد اللعبة الانتخابية لصالحه، وعندما يتولى جمال مبارك حكم مصر، ستكون واشنطن مستاءة ولكن على الأقل لن يتم توجيه أي انتقادات لجمال مبارك من قبل البرلمان الذي يتكون أغلب أعضائه من الحزب الوطني''، على حد قول الكاتب.

وأضاف جوين دير أن هناك بعض الشخصيات التي تساند جمال مبارك حتى لو كان ذلك غير ديمقراطي، لكنهم يؤمنون أن النمو الاقتصاد في مصر لن يتم بدونه، ولكن على حد قول الكاتب هذا الكلام غير صحيح لأن الفساد والمحسوبية أصبحوا يعتلون النظام المصري، ولذلك النمو الاقتصادي الذي يتحدثون عنه لن يصل للطبقة الوسطى وخاصة الفقراء.

وتساءل جوين دير في نهاية مقاله :''لماذا يضع المصريون أنفسهم في هذا الموقف؟، المصريون فقدوا التغيير، بل فقدوا حتى الأمل في التغيير، أصبح لديهم شعور بعدم القدرة على التغيير، ولكن وجود الغضب تحت يأس المصريين سيدعوه يوما ما إلى الخروج''.

اجمالي القراءات 4500