القاموس القرآنى : القرآن الكريم ــ بذاته ــ منذر ومبشر

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ١٥ - يوليو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة : لن نتعرض هنا لمئات من الآيات القرآنية التى تعرضت للإنذار والتبشير بطريقة غير مباشرة فى سياقات العظة والتذكير وفى قصص الأنبياء ووصف الجنة والنار. سنكتفى بسياق الآيات التى ورد فيها صراحة لفظ التبشير والانذار وصفا للقرآن ، تأكيدا على أن القرآن الكريم بذاته هو مبشر ومُنذر . .

أولا : وصف القرآن الكريم ذاته بأنه بشير ونذير فى إفتتاحيات السور  

1 ـ جاء هذا فى إفتتاحية سورة فصلت  (  حم (1) تَنزِيلٌ مِنْ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيراً وَنَذِيراً )(4)  فصلت )،   لم يقل جل وعلا ( قل ) ، وإنما كان الحديث عن القرآن ووصفا للقرآن بأنه بشير ونذير.

3 ـ  وقال جل وعلا فى إفتتاحية سورة الكهف أنه أنزل الكتاب لينذر وليبشر : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا (1) قَيِّماً لِيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً (3) وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً (4) الكهف) ونفس المعنى فى قوله جل وعلا عن القرآن الكريم:( وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَاناً عَرَبِيّاً لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12) الاحقاف)

ثانيا:  وصف القرآن الكريم ذاته بأنه منذر فى إفتتاحيات السور وخواتيمها

1 ـ عن نزول القرآن الكريم كتابا ليلة القدر المباركة للإنذار يقول جل وعلا فى إفتتاحية سورة الدخان : (حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) الدخان ) . الله جل وعلا هو المُنذر هنا بكتابه .

2 ـ ووصف رب العزة جل وعلا القرآن الكريم بأنه بلاغ للإنذار للناس فى ختام سورة ابراهيم (هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ )   (52) ابراهيم )، ونفس المعنى فى قوله جل وعلا فى إفتتاحية سورة الأحقاف عن تنزيل الكتاب لإنذار الناس ولكنهم عن الانذار معرضون :  (حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) مَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3) الاحقاف  )

ثالثا : وصف القرآن الكريم بأنه بشرى ومُبشّر فى إفتتاحيات السور

1 ـ يأتى تفصيل معنى المؤمنين المهتدين بمن يقيم الصلاة ويؤتى الزكاة ويؤمن إيمان يقين باليوم الآخر ، يقول جل وعلا فى إفتتاحية سورة النمل (طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3) النمل   )

2 ـ ترتبط  هنا البشرى بالهداية للمؤمنين المهتدين . يقول جل وعلا عن نزول القرآن : ( قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) البقرة  )

رابعا :  الانذار والتبشير المباشر من رب العزة جل وعلا

ولأن القرآن الكريم هو مُنذر ومٌبشّر بذاته فإن الله جل وعلا يوجّه به مباشرة خطاب الانذار والتبشير للناس جميعا وللطوائف والملل والنحل ، والأمثلة تتعدى المئات من الآيات فى الكلام عن نعيم الجنة وعذاب النار  ، نكتفى بقوله جل وعلا :( فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى (14) لا يَصْلاهَا إِلاَّ الأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18)  الليل )

خامسا : الإنذار المباشر من رب العزة جل وعلا للناس

1 ـ إنذار الاهى للناس كافة فى ختام سورة النبأ (  إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا (40) النبأ)

2 ـ إنذار الاهى لمن يتعجب من حديث رب العزة فى القرآن الكريم لاهيا عن إقتراب الساعة ، يقول جل وعلا منذرا لهم يصف القرآن الكريم بأنه نذير من النُّذُر الأولى :(  هَذَا نَذِيرٌ مِنْ النُّذُرِ الأُولَى (56) أَزِفَتْ الآزِفَةُ (57) لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (58) أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62) النجم)

3 ــ إنذار الاهى متكرر فى سورة المرسلات لمن يُكذّب بالقرآن الكريم ، حيث يتكرر فى السورة الكريمة قوله جل وعلا (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ). وفى نهاية السورة نعرف المقصود بأولئك المكذبين ، فهم الذين يؤمنون بحديث آخر مع حديث رب العزة جل وعلا فى  القرآن الكريم ، يقول جل وعلا : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)  المرسلات ). يعنى ويل للمحمديين المكذبين بالقرآن المتخذين أحاديث أخرى معه يؤمنون بها ، مثل حديث البخارى وحديث الكافى ..الخ .

4 ــ إنذار الاهى متكرر فى سورة القمر ، وفى مقدمة السور يقول رب العزة عمّن يكذّب بالقرآن :(  وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) القمر ). أى جاءتهم أنباء ما حدث للأمم السابقة ، ثم يعيد جل وعلا بعض قصصهم بإيجاز ، وفى نهاية كل قصة يوجّه العظة والتحذير قائلا : (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ) (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ). وفى نهاية السورة يسأل رب العزة : هل أنتم خير منهم أم لكم حصانة فى الكتب السماوية : ( أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43)  القمر )الى أن يقول جل وعلا فى خطاب مباشر لهم بإنذار شديد : (بَلْ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) القمر )

5 ــ إنذار الاهى مباشر لأرباب الأديان الأرضية  ينطبق على أئمة المحمديين وشيوخهم ، الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله جل وعلا :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنْ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35) التوبة )

6 ــ إنذار الاهى مباشر للصحابة المؤمنين المتثاقلين عن الجهاد بالنفس فى سبيل الله جل وعلا بأن يستبدل قوما غيرهم، يقول جل وعلا لهم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)   التوبة )

7 ـ إنذار الاهى مباشر للصحابة المؤمنين المتثاقلين عن الجهاد بالمال فى سبيل الله جل وعلا بأن يستبدل قوما غيرهم، يقول جل وعلا لهم : (  هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38) محمد  )

8 ــ إنذار الاهى مباشر للصحابة المنافقين بالخلود فى النار مع اللعنة : (وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمْ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68)التوبة )

9 ــ إنذار الاهى مباشر للصحابة الأشد نفاقا ( صحابة الفتوحات )بالعذاب مرتين فى الدنيا ثم العذاب العظيم فى الآخرة   ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) التوبة ). تُرى الى متى يُكذّب المحمديون بهذه الآيات ؟ والى متى يُكذّب شيخ الأزهر بما قاله جل وعلا عن الصحابة المنافقين ؟

سادسا :  التبشير المباشر من رب العزة جل وعلا للناس

1 ـ تبشير الاهى مباشر للمجاهدين بالنفس والمال :( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (112) التوبة )، ومثله قوله جل وعلا : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) التوبة )

2 ــ تبشير الاهى مباشر للصحابة السابقين بقوة الايمان وحُسن العمل وأمثالهم الى قيام الساعة، يقول جل وعلا : (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) التوبة ). والله جل وعلا وحده هو الأعلم بغيب القلوب ، ولكن أئمة المحمديين السنيين والصوفية وأتباعهم يحرفون معنى هذه الآية الكريمة ليجعلوها عامة فى الصحابة كلهم ، أما الشيعة فيجعلونها خاصة بمن يسمونهم ( آل البيت ) . وهم جميعا لم يُعايشوا الصحابة ، ولم يعرفوا عنهم إلا من خلال الروايات التى كُتبت عنهم بعد موتهم بقرنين وأكثر ، فى تاريخ مصنوع مكتوب بأيدى بشر , وحتى لو كانوا يعيشون ملازمين للصحابة فهل كانوا سيعرفون سرائرهم ؟ وإذا كان النبى نفسهم لم يكن يعرف أعتى المنافقين المحيطين به ( التوبة 101 )  فهل هم سيعرفون؟

3 ــ تبشير الاهى مباشر ـ للصحابة المقتصدين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وإعترفوا بذنوبهم تائبين ، يقول جل وعلا : (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) التوبة )

سابعا :  القرآن هو النذير والبشير الباقى بعد موت النبى محمد عليه السلام

1 ـ محمد رسول الله فى حياته لم يعرف من العالم سوى ما وصلت اليه قدماه ، ثم مات ، عليه السلام . هو بشر محدد بزمانه ومكانه ومقضىُّ عليه بالموت ، ولكن يظل القرآن الكريم بعده محفوظا من لدن الله جل وعلا ، يظل للبشر جميعا نذيرا وبشيرا الى قيام الساعة .

2 ـ يقول جل وعلا  عن القرآن الكريم الذى نزل فرقانا يتميز به الحق عن الباطل : (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً (1) الفرقان ). عاش عليه السلام فى زمن محدد ومكان محدد ، والقرآن يظل بعده نذيرا للعالمين فى كل زمان ومكان . أى ( ليكون القرآن للعالمين نذيرا )

3 ـ وعن القرآن الكريم النذير والبشير الباقى بعد موت النبى محمد عليه السلام يقول جل وعلا : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً ) (28) سبأ ). أى أرسلناك بالقرآن بشيرا ونذيرا للناس كافة

ودائما : صدق الله العظيم 

اجمالي القراءات 15960