رسالة للجيش المصري

سامح عسكر في الجمعة ٠٣ - يوليو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

الحرب مع داعش في سيناء يلزمها تكتيك حرب عصابات وقوات كوماندوز وصاعقة مدربة..وهذا غير موجود الآن في ساحة القتال..أو موجود ولكن غير مؤثر..

الحرب التقليدية بالمدرعات هي خطر على الجيش..

المدرعات في الحرب الحديثة هي مقابر متنقلة للجنود..

يجب تدريب وتسليح قوات راجلة مسلحة بأسلحة خفيفة ومتوسطة وصاروخية..بدعم جوي وهندسي ومخابراتي تستطيعون القضاء على داعش بسهولة..

الجيش السوري وحزب الله اتبعوا هذا التكتيك في القلمون ضد جبهة النصرة وداعش، وانتصروا وباتت جبال القلمون آمنة بنسبة لا تقل عن 90% والباقي مجرد جيوب مشتتة لا رابط ديموغرافي لها..

فما بالنا لو اتبع الجيش المصري هذا التكتيك وهو أكثر قوة عددية وعسكرية..

كذلك يجب تغيير العقيدة القتالية للجنود...العقيدة القديمة التي تقول بعدو مختلف ومجهز وقوي ومعروف لم تعد تجدي..الآن العدو قد يكون أخيك أو أبيك وقد يكون غير مجهز وبالتالي هو غير معروف...

العقيدة القديمة تسببت في كثرة الضحايا لدى الجيش

أمريكا تعلمت من درس أفغانستان والعراق أن الحرب الحديثة لم تعد تقليدية..بل هي جيل رابع يعتمد على الإعلام والإشاعات والعصابات...وفي الشرق الأوسط اعتمدت على الدين كعنصر رابع..

لذا يجب تسليح الجندي المصري بعقيدة دينية للقتال –إضافة لتسلحه بحرب الإعلام والإشاعات والعصابات- كي يستطيع بها مواجهة الدواعش الأقوياء في هذه الجوانب..

انظروا لجندي مصري قد يقع أسير في أيدي بيت المقدس..ويحاورونه..هل تؤمن بعودة الخلافة الراشدة؟..هل تؤمن بالشريعة ؟..هل تؤمن بجهاد الكفار والمنافقين ؟

الجنود المصريون فقراء معرفياً وسيجاوبون بكل سهولة نعم..لأن الأزهر علمهم وشيوخ السلفية -كمحمدحسان وغيرهم- أن تلك من أوجب الواجبات..وبالتالي ليس أمام الجندي إلا الاعتقاد بتقصيره في حق جنود الخلافة/داعش..أو استعادة روح الجندية بالولاء والطاعة للقادة...والثانية غالباً هي التي تحدث..

أي أن حرب الجنود المصريين لدواعش سيناء هي للسمع والطاعة فقط..لكن من داخلهم يوجد صراع نفسي كبير بين طاعتهم للقادة أو طاعتهم للدين..نتجت عنه ضحالة معرفية وفراغ نفسي عظيم.

العقيدة القتالية الجديدة ستقضي على هذا الصراع والفراغ النفسي ، ويُصبح معها الجنود أكثر حرصاً وتأميناً ومعرفة لأعدائهم الحقيقيون..

نحن بدورنا نحاول خلق هذه العقيدة لدى الشعب..لذا فالدواعش يؤمنون أن أقلامنا أشد سيفاً ورهبة من القنابل..ليس فقط لأننا نقذفهم بالحروف والكلمات ولكن لأن ما نفعله ينزع منهم حاضنتهم الشعبية..

باختصار: قوة الدواعش من حواضنهم الشعبية السنية ، وهي سر قوتهم في سوريا والعراق، فلو توسعوا في خلق هذه الحاضنة بمصر ستكون كارثة لأن المواطن المصري جاهل لا زال يتأثر بشيوخ الدين، والدولة مقصرة في تجديد الخطاب الديني بل وتحارب التنويريين بمنعهم من الإعلام وملاحقتهم قضائياً .

ياسيادة الرئيس..يامعالي وزير الدفاع: لا ضير من المراجعة، أكثر الجيوش احترافاً يراجعون خططهم حتى يستمر نصرهم
 

اجمالي القراءات 13686