بسم الله الرحمن الرحيم
استساغة الحشو من العشو
(( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ(36)وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ(37)حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ(38) – الآيات : 36 + 37 +38 – الزخرف –
(( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(43)وَإِنَّهُ لَe;ذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ(44) – 43 + 44 – الزخرف –
إن واقعنا نحن المسلمين القرآنيين ينبئ بأننا في وضعية لا نحسد ولا نغبط عليها ، بل إن التاريخ يفيد بأن حالتنا الراهنة لها جذور ضاربة في القدم عبر عشرات القرون .
وأما عن الأسباب والعلة أو العلل فقد أشار إليها أو إلى بعضها أو إلى ما يعتقد أنها هي العلة مهتمون عديدون وكل حسب رؤيته واجتهاده. وقد يكونون فتشوا وبحثوا ونقبوا وقلبوا وغاصوا في هذا الجسم العليل واستنتجوا ، ومع ذلك فالظاهر يقول إنهم لما يتوصلوا إلى الدواء والعلاج الناجع .
والتساؤل الذي تولد وبدأ يتحول إلى السؤال وبدا ينمو ويترعرع شيئا فشيئا هو التالي:
ألا يمكن أن يكون هؤلاء الأطباء الفاحصون جسم المؤمنين القرآنيين قد ذهبوا ضحية غفلة أو هفوة ما حيث انطبقت عليهم تلك المقولة المشهورة : من شدة الظهور الخفاء ؟
ألا يكون هؤلاء الأطباء الفاحصون ارتكبوا خطأ لم يخطر ببالهم أو قد خطر فكانوا يحسبونه هينا ولم يتصوروا كم هي عظمته عنه الله ؟
ألا تكمن غفلة هؤلاء الأطباء الفاحصين في كونهم لم يلتفتوا إلى حاسة هامة جدا في جسم المؤمنين القرآنيين ولم ينظروا إليها وعن قرب ولم يحدقوا فيها مليا ، ألا وهي حاسة البصر ؟
ألا تكون المفارقة الكبرى التي قد تنتزع ابتسامة غير متوقعة من وجه الحزين في أن هؤلاء الأطباء الفاحصين هم أنفسهم يعانون من سلبيات البصر الحسير ؟ وذلك ما يفسر أو قد يعطيهم نوعا من العذر في أن فاقد الشئ لا يعطيه ، وما دام بصرهم قاصرا فمن المنتظر والمحتمل أنهم لا يلتفتون إلى حاسة البصر وليس بإمكانهم فحصها.
وفي الأخير ألا تكون العلة الكبرى في حاسة بصر جسم المؤمنين القرآنيين وفي عيون الأطباء الذين حملوا مهمة ومسؤولية الفحص فلم يحملوها ؟
ألا تكون العلة كل العلة في أننا نحن المؤمنين القرآنيين استفحل في عيوننا مرض العشو فعشونا عن ذكر الرحمان فكانت النتيجة المحتومة وهي وقوعنا تحت وطأة الشيطان المقيض لنا كما وعد الله ؟
ألا يفهم من الآية القرآنية أن الشيطان رابض متربص بنا ومنتظر بكل صبر وبدون ملل ولا كلل كعادته ودأبه لينقض علينا في اللحظة التي يضعف فيها بصرنا ؟
ألا يفهم كذلك أن شغف السواد الأعظم من المؤمنين القرآنيين الذين يحسبون أنهم قرآنيون ، ألا يدل شغفهم بكل ما دب وهب من أقوال بما فيها تلك التي تصطدم بالقرآن العظيم وتعطله وتجمده ومع ذلك فهي تنسب زورا وبهتانا إلى الرسول محمد عليه الصلاة ، ألا يدل ذلك اتهام الرسول بأنه لم يعر كبير وزن لله الذي أمره بما أمره في الآيتين رقمي : 43 و44 من سورة الزخرف .
ألا تدل شهية الحشو نتيجة سلبية لمرض العشو ؟