بكل وضوح..لا أنصح بقراءة هذه الكلمات لمن يعيشون في أبراج عاجية أو كواكب منعزلة..أو لمن يخافون ويرفضون الاعتراف بواقعهم خشية أن يقتل أحلامهم..
حذرنا منذ بداية الحرب في سوريا أن الذي يحدث هناك ليس بثورة ولا يحمل أي مشروع إصلاحي..بل هو عمل فوضوي تماماً..
وأن سوريا ستؤجج المشاعر الأصولية والطائفية
حذرنا أن سوريا ستكون مفرخاً للإرهاب
حذرنا أن الإرهاب سينتشر بعد سوريا ليطال كل الدول التي دعمت الحرب عليها، حذرت أن سوريا أصبحت بيئة مناسبة لنشر المذهب الوهابي التكفيري ، وأن من سيذهب لسوريا- أو يسمع لتحليلات حمقى وبُلهاء الثورة- سيرى أن فكرة الحاكمية وتجهيل المجتمعات القطبية كانت صائبة.
حذرت أن رفض الديمقراطية لن يصبح عملاً فكريا بعد الآن بل سيصبح عملاً ثوريا..
حذرنا أن من يدعم الحرب على سوريا سيكتوي بنارها، وأن لا فرصة للسلام والعدالة إلا باقتلاع الإرهاب من جذوره..وتعاون الشعوب كلها ضد هذا السرطان الذي ينهش في جسد الأمة..
طالبنا بتدشين حملة إعلامية وشعبية ودينية وسياسية وأمنية لمواجهة الإرهاب..فكان الرد على المستوى الأمني فقط وجرى إهمال كل المستويات الأخرى..
نفس ما حدث في سوريا..حدث في اليمن
حذرت أن عاصفة الحزم هي مشروع للقتل والتدمير ليس أكثر..مجرد حرب بلهاء دون أفق..حذرت أنها حرب همجية تخفي في مضامينها ريح عنصرية، حذرت أن اليمن هي بؤرة توتر طائفي لا تصلح معها أي حروب..خصوصاً من السعودية راعية الطائفية عند العرب والمساهم الأول في التحريض على المسلمين الشيعة.
حذرت أن الإعلام السعودي والخليجي سيصور ما يحدث في اليمن كما صور ما يحدث في سوريا..حرب واجبة ضد إيران وعملائها..وبمجرد ذكر إيران يظهر النَفَس العنصري والطائفي البغيض..!!
كانت النتيجة إشعال فتيل أزمة طائفية تجلت في تفجير المساجد وقتل العابدين في رحاب الله..
أصبحت معها حجج الدواعش أكثر قوة..
أصبح للإخوان مدد استراتيجي وتعبوي كبير ، ساعدهم في ذلك إعلام مصري أحمق تكلم ببلاهة عن الطوائف..ونشر العنصرية دون أن يدري أن أفعاله تصب في خدمة الجماعات..
بكل ثقة أقولها الآن..
شعبية الجماعات في مصر صحيح أنها ضعفت بعد الثورة الشعبية والأمنية في يونيو.. لكن الوضع الآن أصبح مختلف...
الإخوان كتنظيم انتهى..لكن فلوله هي التي ترتكب هذه الجرائم بخلايا عنقودية ممولة من دول أخرى إقليمية ودولية.
الجماعات السلفية استعادت رونقها في إطار حرب مصر على اليمن..وما نجومية وشهرة .."ائتلاف الصحابة وآل البيت"..في الإعلام إلا نتيجة منطقية لهذه الحرب الطائفية..رغم أن هذا الائتلاف المشبوه يتبني أفكار داعش بالخلافة والشريعة على أسس مذهبية.. باعتباره تنظيم سلفي.
لا تظنوا أن حرب اليمن تنشر الاعتدال..بل تنشر التطرف
لا تظنوا أن حرب اليمن تنشر المساواة..بل تنشر العنصرية
اغتيال النائب العام المصري هو حلقة من مسلسل التكفير والعنف الديني في مصر، والحاكم العاقل هو الذي لا يسمح بأي فرصة لشحن الجماهير دينيا..
الحاكم العاقل هو الذي لا يدعم جماعات دينية أياً كانت..فبمجرد خلاف بسيط أو كبير سينقلبوا عليه ويقتلونه..وما نموذج السادات عنكم ببعيد..
ياسيادة الرئيس
نحن لا نطالب فقط بمحاسبة المسئولين عن جريمة اغتيال النائب العام، ولكن أن نحاسب أنفسنا أيضاً على التقصير في حمايته..
نحن الذين أشعلنا النزعة الهمجية والأصولية عند الشباب
نحن الذين دعمنا سياسات وفتاوى الأزهر في حق طوائف إسلامية أخرى وخذلانها في حربها ضد داعش..
فقط باختصار ودون إطالة: نظرة لموقع تويتر ..أدعوك لقراءة أحرف الشامتين في النائب العام، أو الذين يبررون قتله..لتعلم أن الفكرة من وراء قتله هي فكرة دينية..
والحكمة تقضي عليكم بعلاج دوافع تلك الجريمة-أي الدافع الديني-لا أن نساهم بتقصيرنا في اتساع رقعة العنف وتخطيه معدله الطبيعي..
لا يخدعك السلفيون الذين تداهنهم وتطلب ودهم أنت وحكومتك..أكثرهم جاميون لا يؤمنون بالعمل الحزبي، ويرون الديمقراطية كفر، ومن هذه الخلفية خاصموا الإخوان وكفروهم وردوا عليهم..فانشغلت وإعلامك بردودهم ولم تفطن لطبيعة تلك التنظيمات أنها تعطي البذرة الأولى لداعش.
اغتيال النائب العام ليس مجرد جريمة..بل هو سياسة من دول إقليمية ودولية أرادوا إخضاع مصر ولم يظهر لهم ما أرادوا..
فالجريمة تعني الكثير أولها: نجاح التعقب..ثانيها: نجاح التخطيط..ثالثها: نجاح التنفيذ..وهذا أسلوب جماعات كبيرة وممولة لا أن تذهب أعينكم وأعين الأمن لجماعات صغيرة..فكما قلنا أن الإخوان انشقوا لمئات الخلايا العنقودية الممولة من الخارج..وهذا طبيعي بعد فقدانهم الإدارة ووحدة التنظيم.
ياسيادة الرئيس
من وصل للنائب العام سيصل للرأس الكبيرة..وحضرتك فاهم