كشفت وثيقة أخرى من تسريبات ويكيليكس الأخيرة، عن استضافة قطر لكبار مسؤولي القيادة المركزية الأمريكية كما تطرقت إلى سماح قطر لأمريكا باستخدام قاعدة "العديد" الجوية القطرية دون قيد أو شرط لشن هجمات على العراق وأفغانستان.
كما كشفت الوثيقة أن أمريكا تستفيد من شراكتها مع قطر في استخدام قاعدة "العديد" الجوية دون تكبيد أمريكا أي أعباء مادية لهذه الشراكة بالإضافة إلى تحمل قطر نسبة 60% من أي تعديلات أو تطويرات يتم إدخالها على تللك القاعدة الجوية على أن تتحمل أمريكا النسبة الأقل وهي 40% فقط.
وكشفت الوثيقة عن رغبة قطر في خوض حرب مع إيران، رغم أن الحكومة الأمريكية لن تتردد، بحسب الوثيقة في استغلال كل التسهيلات الممنوحة من قطر في عمل تعبئة عسكرية ضد إيران من خلال شراكتها في قاعدة "العديد" الجوية.
وتتوقع التسريبات أن قطر لن تسمح للحكومة الأمريكية باستغلال أراضيها لشن هجوم عسكري ضد إيران إلا بعد أخذ كافة الضمانات الأمنية من الحكومة الأمريكية لضمان المحافظة على حق قطر في استغلال حقل الغاز الطبيعي المشترك مع إيران.
في وثائق وكيليكس عن الحالة اللبنانية
وفي سياق متصل كشفت نفس الوثائق عن تسلل عناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى لبنان، عبر التخفي في سيارات الهلال الأحمر، وذلك لدعم "حزب الله" في حربه مع إسرائيل عام 2006.
وقد سرَّب موقع "ويكيليكس" الأحد 28-11-2010 نحو 3862 برقية سرية تتناول الوضع في لبنان، ومن بينها 2368 برقية صادرة عن السفارة الأمريكية في بيروت، تتضمن معلومات بالغة الحساسية حول قضايا تتصل بالحكومة اللبنانية وحزب الله والانتخابات.
ففي وثيقة مؤرخة بـ 30-7-2009، وصادرة من السفارة الأمريكية في تل أبيب، حول اللقاء بين مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية والعسكرية أندرو شابيرو، ومسؤولين في الحكومة الإسرائيلية في 22 و23 يوليو/تموز للتشديد على أهمية العلاقات العسكرية بين أميركا وإسرائيل، عبر المسؤولون الإسرائيليون عن مخاوفهم من صفقة الأسلحة الضخمة مع السعودية، وتحفظاتهم على نقل أسلحة أمريكية إلى لبنان، وطالبوا بإجراء محادثات أخرى حول الاستراتيجية الأمريكية ونوايا واشنطن بما يخص القوات المسلحة اللبنانية.
وأشارت الوثيقة، كما جاء في موقع صحيفة "السفير" اللبنانية، إلى أن المسؤولين الإسرائيليين واصلوا الإعراب عن قلقهم من مواصلة الولايات المتحدة نقل الأسلحة إلى القوات المسلحة اللبنانية، وطالبوا بالحصول على فرصة لإجراء المزيد من المباحثات حول نيات واشنطن بما يخص القوات اللبنانية.
الانتخابات خذلت حزب الله وراعيه الإيراني
وتفيد إحدى الوثائق بأنّ شابيرو أشار إلى أن "نتائج الانتخابات اللبنانية مثلت نقطة تحول ورفض لحزب الله وراعيه الإيراني"، مشدداً على أن "الحاجة لبناء المؤسسات اللبنانية، ضمنها الجيش، أصبحت الآن أكثر أهمية من أي وقت سبق".
وأشار المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية بنحاس بوخريس إلى أن "الانتخابات في لبنان كانت إيجابية"، لكنه اعتبر أن تأثير "حزب الله لا يزال قوياً. وأشار إلى أنه لا يوجد في طائرات "سيسنا" والطائرات من نوع "رايفان" التي قدمتها الولايات المتحدة للبنان إجراءات ملاحية ملائمة، ما يخلق إمكانية لحصول حادث على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية.
وقال جلعاد إن المسؤولين الإسرائيليين لا يعتقدون بأن القوات المسلحة اللبنانية ستهاجم إسرائيل، ولكن، وبسبب العلاقات بين حزب الله والقوات المسلحة اللبنانية، فإنه شدد على أن القوات الإسرائيلية ستتواجه في النهاية مع القوات اللبنانية في أي نزاع مع الحزب.
تغيير دراماتيكي في السياسة
وبحسب ويكيليكس، فقد أعرب محللون في مركز الأبحاث الإسرائيلي عن اعتقادهم بوجود تغيير دراماتيكي في السياسة بالرغم من الفوز المهم لتحالف 14 آذار في الانتخابات. واعتبروا أن الوضع السياسي الهش في لبنان مستقر حالياً، ولكن حزب الله لا يزال يملك فيتو غير رسمي.
وأشاروا إلى أن النظرة البعيدة الأمد ستختبر عبر محكمة الحريري ورغبة الحزب بالانتقام لاغتيال الشهيد عماد مغنية. واعتبروا أن القوات المسلحة اللبنانية تواجه ضغطاً كبيراً بعد انفجار مخزن تابع لحزب الله قرب الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية.
وفي وثيقة أخرى، سأل شابيرو عما إذا كانت نتائج الانتخابات تعود في جزء منها إلى رد فعل المسيحيين ضد حزب الله. ورد المحللون في المركز بأن النتيجة تعود إلى عوامل عديدة، ضمنها تأثير الأموال السعودية، وعدم استقرار معسكر المعارضة. ووافقوا على تعبير شابيرو بأن نصر الله قد يكون "تأدَّب" بعد الانتخابات، لكن "حزب الله يواصل محاولاته لزعزعة تحالف 14 آذار".
سيارات إسعاف إيرانية تحمل أسلحة لحزب الله
وأظهرت برقيات دبلوماسية، كما ذكر موقع صحيفة "النهار" اللبنانية، أن إيران استخدمت سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الإيراني لإرسال الأسلحة وعناصر من الحرس الثوري الإيراني "الباسدران" إلى "حزب الله" في لبنان خلال حرب 2006 بين إسرائيل والحزب.
وتعود هذه البرقية إلى 2008 ومصدرها دبي، وهي تستند إلى مصدر إيراني قال إن الهلال الأحمر الإيراني كان يستخدم غطاء لعناصر الحرس الثوري للتسلل إلى لبنان خلال النزاع.
وجاء في البرقية إن "سيارات الهلال الأحمر التي كانت تنقل المعدات الطبية كانت تنقل أيضا السلاح".
وقالت إن أفراداً من الهلال الأحمر الإيراني شاهدوا في ايران "صواريخ تحمَّل في طائرات متوجهة إلى لبنان الى جانب المعدات الطبية". وأوضحت أن الطائرة "كانت نصف ملأى قبل وصول المعدات الطبية" لنقلها الى الطائرة نفسها.
وأفاد المصدر الإيراني أن الإشراف على مستشفى للهلال الأحمر الإيراني في لبنان نقل إلى "حزب الله" بناء على طلب من الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله.
دفع سوريا لاحترام الدول العربية
وأوردت وثيقة مؤرخة 19-7-2009 ونشرتها "الغارديان"، أن رئيس الوزراء اللبناني في حينه فؤاد السنورة أبلغ قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال ديفيد بيترايوس أنه "راض" عن نتائج الانتخابات النيابية، وحض الولايات المتحدة على دفع سوريا إلى احترام سيادة الدول الأخرى، كطريقة لإعادة سوريا الى أحضان العرب، بدل مواصلة انحيازها الى إيران.
وعلق على مؤشرات الالتزام الأمريكي حيال سوريا، إلا أنه نصح الولايات المتحدة بأن تكون حذرة، وألا تقدم أية مكافأة لدمشق قبل أن تقوم هي بالخطوة الأولى.