درس المعارضة السورية

سامح عسكر في السبت ٢٧ - يونيو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

جماعات المعارضة السورية ذات توجه ديني..تجمعها رؤية الخلافة والشريعة ..ومهما تغيرت أسمائهم فالنبض واحد والجوهر واحد.

صراعهم مع أنفسهم هو صراع على الغنائم..جبهة النصرة وداعش والجيش الحر وجيش الإسلام وجيش الفتح..كلهم يتعاركون على المكاسب..بالمنطق السياسي.."صراع نفوذ"..

ليس كما يظن البعض أن بهم تطرف واعتدال...كلهم متطرفون..

أمريكا لها المصلحة في تصنيف تلك المعارضة بين تطرف واعتدال بغرض الاستخدام

أذكر في بدايات الثورة السورية الملعونة قال لي أحد السوريين أن الشعب السوري في الرقة وحمص ودرعا وحلب وحماة..كلهم مع المعارضة وقد طردنا الجيش إلى غير رجعة..

قلت هذه نكبة..سيحكموكم بالحديد والنار..وسينهار مجتمعكم بفعل الحروب الداخلية، وسينتشر التكفير وتعم الجرائم..وستترحمون على بشار الأسد

المعارضة تحارب من أجل الدين وليس من أجل بشار..بشار ما هو إلا فزاعة..

هدف المعارضة الحقيقي هو تحقيق حلمهم في الخلافة والشريعة والحدود، كونهم يرون هذه الأشياء وسيلتهم الوحيدة في التمكين وتحقيق هواجسهم التي قرأوها في الكتب عن جنة الحكم الإسلامي..

ضروري جداً أن تحاور هؤلاء الأغبياء عن (الحكم الإسلامي) وليس عن الثورة نفسها، فالثورة لها بريق في النفس لن يزول، ولكن الحكم الإسلامي سهل تصوره والتنبؤ بنتائجه وضرب الأمثلة..

أبسط مثال: قل له أنكم اجتمعتم على الحكم الإسلامي أليس ذلك صحيحاً؟

سيقول : نعم

قل له: أليس الله يقول في كتابه.."ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين".. ؟

هذا يعني أنكم ستختلفون حتماً..قل لي ما الضامن على اتفاق مصالحكم دائماً؟

ما الضامن ألا تختلفوا في الدين؟

ما الضامن ألا يكفر بعضكم بعضا؟

صورة الحكم الإسلامي في ذهنك غير حقيقية ولا يمكن تحقيقها..كونها تقوم على مبدأ التفرد ، وهذا المبدأ ضد سنن الله في الكون.

كل التجارب التي سبقتك في الحكم الإسلامي فشلت

فما بالك وأنت الآن في عصر التفرد فيه جريمة، وبات يحكم العالم مؤسسة عامة بها المسيحي واليهودي والملحد ومن كل شكل ولون..فلو انفردت تكون قد حكمت على نفسك بالهلاك..

لن أقول لك سوى كلمة واحدة: الإنسان لو سار على قدم واحدة سيقع..لكن لو سار على اثنتان سيقف ويجري، ولو سار على ثلاثة سيكون أسرع..ولو سار على أربعة..سيكون أسرع وأسرع..

الاتحاد قوة..ومعنى الاتحاد أن تؤمن أنك لست وحدك في هذا الكون

تواصل مع الناس وتعاون معهم واعترف بهم وبحقوقهم، وقتها ستكون أقوى، وستحقق هدفك..وربما جنتك الموعودة التي تصورتها عن الحكم الإسلامي تراها في عيون الناس وقلوبهم وليست في دمائهم.
 

اجمالي القراءات 11723