إكسفورد بيزنس جروب:«الإخوان» وراء تعطيل الإصلاح السياسي وجمال مبارك يستعد لتولي وظيفة «رئيس جمهورية»

في الخميس ١٠ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

كشفت مجموعة «إكسفورد بيزنس جروب» المتخصصة في التحليلات الاقتصادية والمخاطر السياسية، أن هذا العام سيكون عام المواجهة في مصر، وأن القاهرة ربما تشهد العديد من التغيرات والمواجهات السياسية والاقتصادية، واعتبرت أن التحدي الأكبر الذي يواجه الرئيس حسني مبارك سيكون تحقيق الإصلاح السياسي وسط وجود مؤشرات قوية، تؤكد أن مبارك يعد نجله لتولي منصب الرئيس بدلا منه، وأن هناك أمورا تجري لتأهيله لتولي هذا المنصب.

واتهم التقرير جماعة الإخوان المسلمين المصرية بأنها تقف عائقا أمام حركة الإصلاح السياسي في مصر.

وقال التقرير الصادر أمس بعنوان «مصر الناشئة»: إن الرئيس مبارك والحكومة المصرية بشكل عام أمام تحديات كبيرة هذا العام سواء علي المستوي الاقتصادي أو السياسي لكن التحدي الأكبر الذي يواجه مصر بشكل خاص علي المستوي السياسي هو جماعة الإخوان المسلمين المصرية، والتي تعتبر أكبر قوة معارضة في البرلمان المصري، ولديها أكبر كتلة بعد الحزب الوطني، حيث تزداد المخاوف علي مسيرة الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي في مصر، حالة وصول الجماعة للحكم، حيث إن البنية الأساسية للمجتمع المصري ستتغير كثيراً، وربما تؤدي لحدوث تحديات أخري أكبر من التي تواجهها الحكومة المصرية.

ولفت التقرير إلي أن التحدي الأكبر في حالة صعود الإخوان ربما يعني السقوط في فخ الديكتاتورية، وتفكيك الهيئات الديمقراطية بشكل كامل، والتمييز ضد المرأة ومن وصفهم التقرير بالأقليات الدينية والردة السياسية الشاملة، وأن ذلك يرجع إلي ضعف الأحزاب المصرية والصفوة.

ويرجع التقرير نجاح جماعة الإخوان المسلمين والحكومة معا إلي التراجع الكبير في دور الأحزاب والقيادات الأخري والصفوة قائلا: إن العديد من عناصر الصفوة الحاكمة، يتحملون مسؤولية الإسهام في الحد من سرعة مشروعات الإصلاح السياسي، دائما ما تسمع نغمة تكاد تكون لازمة للجميع، هي أنه مازال الوقت مبكرا لفتح باب الديمقراطية بشكل كامل، وأن الشعب المصري يحتاج لوقت لكي يتعود ويتعلم كيف يمارس الحياة الديمقراطية، علي الرغم من أن المصريين أظهروا التزاما كبيرا بالقواعد والنظام في العديد من المجالات.

وطالب التقرير الصفوة والطبقة الحاكمة بضرورة العمل علي رفع المعاناة عن الشعب المصري قائلا: إن الأولوية لدي هؤلاء الصفوة يجب أن تكون توزيع مغانم الإصلاح الاقتصادي علي أكبر شريحة ممكنة من المصريين من أجل مكافحة الفقر، ليفضي ذلك في النهاية، وفق هؤلاء إلي صيانة استقرار البلاد ومواجهة الأفكار المتطرفة.

وشدد التقرير علي أن التحدي السياسي الأصعب هو رفع حالة الطوارئ وإلغاء قوانينها وسن قانون بديل لمكافحة الإرهاب، وربما طرح المزيد من التعديلات الدستورية، بالإضافة إلي المخاوف المتزايدة من صعود دور جمال مبارك، معتبرا أنه أحد أهم أسباب الجدل السياسي في مصر، نظرا لعدم الثقة بين المصريين والرئيس مبارك حول من يتولي منصب الرئيس.

ويقول التقرير إنه علي الرغم من نفي الرئيس مبارك وجود أي نية لديه لتولي نجله جمال السلطة خلفا له، فإن النقاش الدائر في البلاد حول خليفة مبارك يتزايد بشكل هائل، وأشار إلي وجود مؤشرات متعددة علي أن جمال يتمتع بمكانة جديدة تتيح له تولي المهمة عندما يحين الوقت، فيحصل علي وظيفة أبيه بعد أن نجح في بناء قاعدة داخل الحزب الوطني الديمقراطي من خلال لجنة السياسات التي تتمتع بنفوذ قوي في مصر، وكذلك خلفية مبارك الابن المهنية وتخصصه في الشؤون الاقتصادية والرؤي الإصلاحية الحقيقية التي يسعي إلي تطبيقها.

وأضاف التقرير بشكل واضح أن جمال مبارك ينتظر وظيفة أبيه ليكون رئيسا للجمهورية، علي غرار ما حدث في سوريا، لكن التحدي الأكبر الذي يواجه مبارك الابن هو كسب ثقة رجال الجيش في مصر.

وأكد التقرير أن مصر تعتبر الدولة الأهم في المجال السياسي عام ٢٠٠٧، حيث سعت القوي الإقليمية والدولية لمساعدة مصر في عدد من القضايا الدولية التي تواجه المنطقة مثل الأزمة العراقية وملف إيران النووي، وإحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وإدارة أزمة لبنان، وهو ما يعد دورا متزايدا لمصر، لكن منتقدي الحكومة المصرية وعلي حسب وصف التقرير، يؤكدون أن دور مصر يتراجع بشكل كبير، وتكتفي بدور الوسيط غير المؤثر علي عكس الفترات الماضية.

واعتبر التقرير أن مجرد الحديث عن دور مصر كوسيط يثير غضب الكثيرين من منتقدي سياسة مبارك التي تصفها المعارضة غالبا، بأنها أدت إلي تراجع دور مصر، خاصة الإقليمي، علي الرغم من أن مصر أحد حصون الاستقرار في المنطقة التي تغص بالصراعات والأزمات، وأنه لا يمكن التعامل مع هذه الأزمات دون طلب الاستفادة من وزنها أو وساطتها، بالإضافة إلي أن السياسة الخارجية المصرية تعكس نشاطا دوليا متناميا علي المستوي الإقليمي والدولي وتتمتع بسمعة جيدة.

وحذر التقرير من أن عدم توفر الرغبة لدي الصفوة والطبقة الحاكمة لرفع المعاناة عن كاهل المصريين سيكون التحدي الأكبر الذي يواجه الحكومة، كما أن ذلك ربما يذهب بالنجاحات الاقتصادية التي حققتها الحكومة المصرية هباء قائلا، كما أظهرت النجاحات الاقتصادية الأخيرة في مصر، فإن من المهم أن تقرر الحكومة أسلوب العمل الصائب «في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية».

وأوضح التقرير أنه علي الرغم من أن حكومة دكتور أحمد نظيف نجحت في بعض المجالات الاقتصادية التي لم تنجح الحكومات السابقة فيها، فإنها تواجه تحديات كبيرة في الفترة المقبلة، وأن دعم الرئيس مبارك لنظيف يعتبر واحدا من عوامل نجاحه لكن التحدي الأكبر الذي يواجه نظيف هو الهوة الكبيرة بين الأغنياء والفقراء، قائلا برامج الحكومة الاقتصادية تؤدي إلي توسيع الهوة بين الأغنياء والفقراء، وتجعل الأثرياء في مصر يزدادون ثراء، بينما يزداد الفقراء فقراً، وهو ما يجمع عليه الكثير من المحللين الاقتصاديين المصريين.

ويشير تقرير إكسفورد جروب إلي أن ما حققته حكومة نظيف في مجالات الزراعة والصناعة والمال، نال خلال عام ٢٠٠٧ اعتراف عدد من المؤسسات الدولية، وهو ما قد يساهم في خلق مزيد من فرص العمل.

تعتبر إكسفورد بيزنس جروب واحدة من أهم المراكز الدولية التي تتمتع بسمعة قوية كمنظمة مستقلة، متخصصة بشؤون السياسة والاقتصاد والتجارة في الدول الصاعدة
 

اجمالي القراءات 2757