أولا :
1 ــ رشاد خليفة زعم عام 1988 ، انه رسول الميثاق ، مستدلا بقوله جل وعلا (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ (81) آل عمران ) . رشاد هو الذى أصدر قرارا بأنه سيادته هو المقصود بهذه الآية الكريمة .!. لم يتورّع رشاد خليفة عن هذا التطرف فى الكذب والتطرف فى الكفر ، وهو يعلن نفسه رسولا من لدن الله جل وعلا ، وأن الآية الكريمة السابقة تخصُّه شخصيا ، وتتنبأ برسالته ، وأن الله جل وعلا أخذ العهد والميثاق على النبيين ليؤمنُنّ به ( أى السيد / رشاد ) و لينصرنّه ( أى السيد / رشاد أيضا ) ، وأن رب العزة بعد أن أخذ عليهم هذا الميثاق وبعد إقرارهم جميعا وشهادتهم قال جل وعلا إنه معهم من الشاهدين . كل من هذا من أجل السيد رشاد .
2 ـ وتدور بعض أسئلة بريئة : لماذا لم تثصُّ ألآية الكريمة على ( رشاد خليفة ) بالاسم والوصف والزمان والمكان طالما أن له هذه الأهمية الكبرى ؟ وما هو مصير الذين ماتوا قبل معرفة السيد رشاد خليفة من القرن الأول الهجرى وحتى بعثة الأخ رشاد خليفة فى توسان أريزونا؟ هل هم مؤمنون ؟ وهل لو كانوا مؤمنين فهل يُعتبر إيمانهم كاملا أم ناقصا ؟ وهل إيمانهم الناقص يدخلهم الجنة ؟ وطالما أن الآية الكريمة تتحدث عن كل النبيين من نوح ومن بعده فالأمر خطير ويشمل البشر جميعا الأحياء منهم والأموات ، وبهذا ينقسم البشر الى قسمين فقط : الأغلبية الساحقة الماحقة الذين لم يسمعوا بالأخ رشاد ، ثم من آمن بالأخ رشاد وإتبعه فى توسان اريزونا ، وهم بضع عشرات من المخلوقات فى رأى بعض المتفائلين ، ويرى بعض العارفين أن عدد المؤمنين بالأخ رشاد خليفة ــ الآن ــ لا يتجاوز عدد أصابع القدمين فقط . وحتى لو إفترضنا أن كل سكان ولاية اريزونا ( 6 مليون ) أجمعوا على الايمان بالسيد رشاد خليفة فهذا لا يُغيّر من الأمر شيئا ، وتظلّ فيه ( حاجة غلط )،وأساس الغلط فى إعتقاد رشاد وأتباعه هو أنهم يرفعون رشاد فوق الأنبياء ولا يكتفون بزعمه أنه رسول الله . ولو أعدت قراءة الآية الكريمة وتصورت أنها تقصد هذا المخلوق رشاد خليفة تأكدت فعلا أنهم يرفعون هذا المخلوق فوق الأنبياء .! .
3 ـ إستغل رشاد خايفة إكتشافه لإعجاز العدد 19 فى القرآن الكريم ، ليعمل منه ( بيزينس ) ، بل تلاعب ببعض النتائج لصالحه . وهذا الاكتشاف لا يعنى أن يكون صاحبه صحيح الايمان ، لأن قدرة الله جل وعلا على حفظ القرآن تستغل البشر فى هذا الحفظ مهما بلغ كفرهم . والمحمديون أصحاب الديانات الأرضية قاموا ولا يزالون على حفظ القرآن بنفس كتابته فى المصحف العثمانى فى مواجهة أى تحريف، وإذا قيل لأحدهم بإلغاء آية مكتوبة فى المصحف برقمها ثار وغضب . وفى نفس الوقت يؤمن بأن القرآن يتعرض للنسخ بمعنى إلغاء تشريعات القرآن الكريم ، ويؤمن بشفاعة النبى التى تلغيها 150 آية قرآنية .
ثانيا :
1 ــ مهاويس رشاد خليفة لا يعلمون أن رشاد خليفة نفسه كان أول المكذبين بمزاعمه ،فقد كنتُ معه فى جماعته حين أعلن أنه رسول . ورفضت هذا ، وأحسّ بالخطر من إنشقاقى عنه ، فأرجأ الموضوع ، وأظهر أنها مجرد مزحة . ثم عاد لنفس الموضوع فكان أن هربت من مسجده ، وإختفيت بعيدا عن أعين أتباعه ، وظللت فى مخبئى فى مدينة توسان الى أن عقد مؤتمره الذى كان يُعدُّه لتنصيب نفسه رسولا ، فأعلنت تكفيرى له ، وكتبت رسالة بالانجليزية فضحته فيها ، ورددت على زعمه بأن الذى يموت قبل الأربعين يدخل الجنة مهما فعل ، وكانت تلك بشارته لأتباعه ، والتى يزعم فيها أن الله جل وعلا أعطاها له . وفشل مؤتمره لأنّ القادمين له كانوا متشوقين لرؤية الشيخ الأزهرى الذى تعرض للسجن فى مصر بسب إنكاره للسّنّة ، والذى إستقدمه رشاد خليفة وأنقذه من أنياب شيوخ الضلال فى الأزهر . كان رشاد قد كثّف دعايته حولى وحول نبوغى العلمى ومعرفتى بالاسلام ، وأرسل الى الآفاق رسائل ياسمى فى تكفير الأزهر ولعن شيوخه ليقطع طريق عودتى الى مصر ولأكون طوع أمره فى مشروعه الذى كان يكتمه والذى لم أكن أعلم عنه شيئا ، وهو إعلان نفسه رسولا . دعايته أسّست لى شهرة بين أتباعه فى أمريكا وكندا ، ورأيت مظاهرها حين زرت فى صحبته سان فرانسسكو ومدينة فانكوفر فى كندا. وكان له أتباع كثيرون فى أمريكا وخارجها . وقع رشاد خليفة فى ( حيص بيص ) حين واجهته فى مسجده رافضا زعمه بأنه رسول ، وكان يحتفظ بأوراقى وجواز سفرى ومؤلفاتى فى مكتبه ، ودار الحوار بيننا باللغة العربية فلم تفهمه سكرتيريته الأمريكية ، وخرج رشاد على أثره الى ( الجيم ) لينهى المناقشة ، وانتهزتها فرصة فطلبت من السكرتيرة دخول المكتب لآخذ متعلقاتى ، وأخذتها ، وبمعونة واحد أثق فيه من رواد المسجد هربت فى تاكسى ،وعثر لى على شقة فى مكان بعيد، أخفى عنوانه عن رشاد . إضطر رشاد الى عقد المؤتمر فى موعده ، وواجه سؤال الجميع عن الشيخ الأزهرى الغائب، والذى من المفروض أن يعضّد دعواه فى انه رسول الميثاق . كان فى ورطة شديدة ، لا يستطيع أن يهاجمنى بعد كل المديح الذى قاله فى حقى ، وطالما أنه زعم لهم بأنه يُوحى اليه فلماذا لم يعلم بان هذا الشيخ الأزهرى سيعارضه وينقلب عليه . كما يقولون : إنقلب السحر على الساحر ، وحاق المكر السىء باهله . وتدهور وضع رشاد خليفة بفشل مؤتمره ووضح لمعظم أتباعه أنه نصّاب وكذّاب ، خصوصا مع رسائلى الى من كنت اعرفه منهم . وظل حاله فى تدهور الى أن مات مقتولا فى مسجده ، بعد عام وأكثر من رجوعى الى مصر .
2 ــ طبقا لمعايشتى له وقتها أرى أن معبوده الخقيقى كان فى الجاه والثروة والشهرة . رشاد أراد شهرة ومالا وجاها على الطريقة الأمريكية وثقافتها التى تسمح بالشهرة والجاه والثروة لأى داعية دينى تليفزيونى ـ مثل سواجارت الذى كان يردد فى مسرحه أمام الآلاف من مريديه أن الله قال له كذا وكذا وأوحى له بكذا وكذا ، ويجد آلافا تصدقه وتصرخ تعاطفا معه وتأييدا له ، خصوصا بين العجائز من النساء اللائى أضعن حياتهن وشبابهن فى المجون ، ثم دخلن فى نهاية العمر فى ( مجون دينى ) أو ( جنون دينى) أو هوس بهؤلاء الدُّعاة ، ويجدون هؤلاء الدعاة فى انتظارهن يبتلعون مدخراتهن مع وعد معسول بالخلاص فى رفقة المسيح وجنة يسوع . كان رشاد مُعجبا بالداعية سواجارت ، يتوق لبعض شهرته ، ولذلك طلب مناظرته أكثر من مرة بعد المناظرة الشهيرة بين سواجارت وديدات ، ولم يرد سواجارت على طلب رشاد وتجاهله . كانت عينا رشاد على العجائز الامريكيات الثريات ، وفى النهاية ما أغنى عنه ماله وما كسب !!.
3 ـ رشاد خليفة كان صوفيا يؤمن بكرامات الأولياء ، ويعلم الله جل وعلا ـ وكفى به جل وعلا عليما ـ أنه تكلم امامى مع بعض أصحابه يحكى لهم عن ملامح تثبت أننى من الأولياء الصالحين .! .. ونسى أننى أكبر خصم للصوفية وأكبر من فضح خرافات الولاية والكرامات .!. لكنها كانت محاولات لإفسادى لأكون مثله وأؤيده فى أنه رسول الميثاق المزعوم . أذكر أننا فى نقاشنا أنه قال لى إن إسمى ( أحمد ) مذكور فى القرآن الكريم ، بما يشير الى شخصى كرسول . وهذا زعم مضحك فهناك ملايين كل منهم اسمه ( احمد ) ، وأحمد ) المذكور فى سورة الصف هو خاتم المرسلين من رب العزة .
4 ــ أنا لا أفترى على ( رشاد خليفة ) بعد موته ، لأننى أؤمن أن الله جل وعلا سيحاسبنى عل كل كلمة أقولها أو أكتبها . أكتب شهادة أنا مسئول عنها أمام رب العزة ، وسنأتى خصوما أمام الواحد القهار ليفصل بيننا . لقد مكر ( رشاد خليفة ) بى مستغلا وضعى المؤلم وحاجتى الى من يساعدنى فى محنتى بعد خروجى من السجن عام 1987 ، وحياتى مٌحاصرا فى مصر لا أستطيع ضربا فى الأرض ولا خروجا من تلك القرية الظالمة . إستغل محنتى لكى يستخدمنى فى مشروع لا أدرى عنه شيئا . وبرغم كل الترغيب والترهيب وقفت ضده ، وانتهت علاقتى به ، بينما لا يزال هناك مهاويس يؤمنون به رسولا للميثاق .. ( الأمريكى ).!
أخيرا :
نأتى للتدبر فى قوله جل وعلا : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ (81) آل عمران )
1 ـ من خلال سياق الآية الكريمة المحلى فى نفس السورة : نقرؤها مع ما بعدها وما قبلها .
يقول جل وعلا : ( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80) وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (82) أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ (85) آل عمران )
1/ 1 : مضمون الآية 79 : لا يصح ولا يمكن تصوُّر أن يخالف أى نبى رسالته ، أى أن يرسله الله جل وعلا ليدعو الى أنه ( لا إله إلا الله ) ثم يناقضها فيدعو الناس لتأليهه . والمقصد واضح ويُنبىء بإعجاز مستقبلى ، يردُّ مقدما على المحمديين الذى يؤلهون محمدا . أرسله الله جل وعلا ليبلغ أنه ( لا إله إلا الله ) وقال له (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110) الكهف ). المحمديون صنعوا إلاها أسموه محمدا جعلوه متحكما فى الدينا والآخرة على حساب رب العزة جل وعلا الذى لا يُشرك فى حكمه أحدا .!!.
1 / 2 : مضمونالآية 80 ، يحكم فيها رب العزة بكُفر من يقدس البشر والملائكة ويتخذ المخلوقات أربابا من دون الله جل وعلا . وهذا توجيه لنا فى الاصلاح بتحذير من يفعل ذلك مستشهدين بهذه الآية الكريمة فى اتهام هذا الفعل بالكفر ،أملا فى أن يتوب قبل الموت .
1 / 3 : مضمون الآية 81 : التأكيد على ان الله جل وعلا أخذ العهد والميثاق على كل الأنبياء والرسل جميعا ـ فى عالم البرزخ ـ قبل وجودهم فى الدنيا بشرا بأجساد بشرية كبقية البشرــ ومضمون الميثاق : أن يأتى كل رسول يصدّق بالرسالة السابقة ، لأن كل الرسالات السماوية مهما اختلفت ألسنة الرسل وأقوامهم تؤكد على أنه لا إله الا الله : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) الانبياء) (مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43) فصلت) (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (65) الزمر) (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً (163) وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً (164) رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لأَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (165) النساء ). لذا فالقرآن الكريم مُصدق لما سبقه من كتاب ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ (3) آل عمران ). وبهذا شهد الله جل وعلا بأن دينه الاسلام بكل ألسنة الرسل : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ) آل عمران ).
1/ 4 : مضمون الآية 82 : الذى يرفض ( لا إله إلا الله ) فهو فاسق كافر .
1 / 5 :مضمونالآية 83 :لا يصح من الأديان إلا الاسلام دين الله. أى أن تٌسلم قلبك وطاعتك وعبادتك للخالق جل وعلا الذى ( أسلم ) وخضع له من فى السماوات والأرض طوعا أو كرها .
1 / 6 :مضمونالآية 84 : ولأن دين الله ( الاسلام ) دين عالمى للبشر جميعا ونزلت به الرسالات السماوية بألسنة الرسل وأقوامهم فإن الايمان ليس بشخص النبى أو الرسول ، ولكن الايمان يكون بالله جل وعلا وبما أنزل على كل رسله ، وبهذا لا تفريق بين الرسل طالما يتركز الايمان على الرسالات السماوية التى يُصدّق بعضها بعضا . وبهذا يكون الاسلام والتسليم للخالق جل وعلا ، وتكون شهادة الاسلام واحدة ( لا إله إلا الله ) . ومن يضع إسم نبى أو رسول الى جانب ( لا إله ألا الله ) كما يفعل المحمديون يكون واقعا فى الكفر ، فالكافرون حقا هم الذين يجعلون شهادة الاسلام ثنائية وشركة بين الله جل وعلا الخالق ومحمد المخلوق ، يرفعون محمدا المخلوق الى مكانة الخالق ، وبهذا يرفعون محمدا فوق مستوى الرسل ويفرقون بين الله ورسله ( النساء 150 : 151 )
1 / 7 :مضمون الآية 86 : هذا هو الاسلام بكل الألسنة ، ومن يرفضه ويبتغى غيره فسيكون يوم القيامة من الخاسرين . هذا ينطبق على من يموت على دين فيه تقديس للبشر كأديان المحمديين والمسيحيين والبوذيين . ونقول هذا وعظا وبهدف الاصلاح .
هذا هو السياق المحلى للآية 81 من سورة آل عمران . اين الأستاذ رشاد خليفة من هذا كله ؟
2 ـ السياق الموضوعى فى القرآن الكريم كله هو عن العهد والميثاق مع الله جل وعلا :
2 / 1 : هناك العهد والميثاق الذى أخذه الله جل وعلا على كل الأنفس قبل أن توجد فى هذا العالم : (وإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) ) الأعراف ).
هى الأمانة التى حملها الانسان ولم يقم بواجبها : ( إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72) ) الأحزاب ) .
ويوم القيامة سيُذكّر الله جل وعلا بنى آدم بهذا العهد الذى خانوه واتبعوا الشيطان فأضلهم : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (64) ) يس )
2 / 2 : وهناك العهد والميثاق الخاص بكل الرسل جميعا، حيث أخذ الله جل وعلا عليهم ميثاقه وعهده فى عالم البرزخ . يقول جل وعلا عن العهد على كل النبيين :( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنْ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً (7) الاحزاب ) .
تفصيل هذا الميثاق هو ما جاء فى قوله جل وعلا : (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ (81) آل عمران 81 ).
ودائما : صدق الله العظيم .!!