ف 1 الصوفية حُماة الظلم المملوكى :
كتاب : أثر التصوف السياسى فى الدولة المملوكية
الفصل الأول : استفادة المماليك من الصوفية
استفادة المماليك من تأييد الصوفية لظلمهم :
بين (التصوف المملوكي) (والظلم المملوكي)
1 ـ يلفت النظر ما يلاحظه الباحث في العصر المملوكي من ازدهار مضطرد لظاهرتين هما التصوف والظلم ، ويلفت النظر أيضاً انعدام الثورة المصرية على ذلك العسف المملوكي الذي يتزايد بتزايد الوقت وبازدياد عدد الداخلين في التصوف مما يجعل أصابع الاتهام تشير إلى رجالات التصوف المملوكي بحكم نفوذهم على المظلومين وتعاونهم مع الظالمين ..
2 ـ والواقع أن النظرة العامة للتاريخ المصري تظهر أن الدين كان محركاً أساسياً للثورات المصرية أو في خفوتها عما يؤديه الدين من دور في الضمير المصريز وينطبق هذا على تقديس الفراعنة مع ما اتصفوا به من ظلم وعلى نشاط الكهنة السياسي في العصر الفرعوني باسم الدين وعلى ثورات المسيحيين المصريين ضد الحكام الرومان الوثنيين ثم المسيحيين ، وثورات الأقباط المتتابعة ضد الحكم الإسلامي بدافع ديني ـ وقد استمرت حتى القرن الثالث الهجري[1] وتحول المصريين المسلمين إلى أغلبية ، وثورات المصريين المسلمين على الحملة الفرنسية ثم الاستعمار الإنجليزي في العصر الحديث والمعاصر.
3 ـ إلا أن العصر المملوكي قد مر بدون ثورة تستحق الذكر مع ما تحمله المصريون من عسف تلك الطبقة المملوكية الغريبة ، فالمنطق يحتم أن يكون الدين في هذا العصر مؤثراً في ذلك السكوت المريب على الظلم. وقد كان التصوف زبدة الشعور الديني السائد في ذلك العصر. ولكن التصوف شيء والإسلام شيء آخر؛ فالإسلام حرم الظلم والرضي به والاستكانة له مع القدرة على مواجهته .
ولكن أولياء التصوف طبقوا دينهم الصوفى ، فقاموا بدور خطير في إخماد الثورات المصرية ببث الخنوع والنفاق في نفسية الشعب ، واستخدموا الدين نفسه في إخضاع الرقاب للظلمة، ولماذا يثور الناس وهم يعتقدون أن ظلم الحكام هو كله من عند الله وأن الحاكم هو مجرد سوط يعذب به الله الناس ، كما علمهم صوفية ذلك العصر ..!. وكله افتراء على الله ورسوله ودينه، ولكنه التحالف –غير المقدس ـ بين الصوفية والمماليك وقد استفاد منه الطرفين على حساب الشعب المقهور الذي خسرـ بالتصوف- الدنيا والآخرة..
الظلم في العصر المملوكي : ــ
4 ـ والظلم في العصر المملوكي نتيجة واقعية لحكم عسكري غريب عن الشعب ومتحكم فيه اعتماداً على طائفة صوفسة استحوذت على اعتقاد الشعب وتقديسه ــ وهذا في حد ذاته غريب عن عقائد الإسلام ــ فجني الفريقان ـ المماليك والصوفية ـ الغُنم ودفع الشعب الغُرم في الدنيا والآخرة معاً..
5- وقد تفنن المؤرخون للعصر المملوكي في وصف أنواع الظلم وطوائف الظلمة .
فالأمير أرغون شاه وصفه أبو المحاسن بأنه من (الظلمة الغشمة الفسقة عارف بفنون المباشرة وتنويع المظالم )[2]، أتى أنه خلط بين المباشرة والمظالم ووصف الأمير المملوكي بالخبرة في الظلم. ومع ذلك فإن المؤرخ أبا المحاسن وهو مؤرخ من أصل مملوكي يدافع عن السلطان المؤيد شيخ بأن للسلطان أن يقتل من اختار قتله [3]،
أما ابن إياس وقد كان رشيق الثقافة فقد مدح السلطان أينال بأنه لم يسفك دماً قط في أيام سلطنته " بغير وجه شرعي " وقال (وهذه من النوادر الغريبة )[4]، ومع ذلك فقد تناسى ابن إياس ما قام به سلاطين البرجية من تسخير القضاة لمآربهم وإعدام خصومهم وفق سلاح التكفير آنف الذكر، وربما كان عذره في كونه بعيداً زمنيا نسبياً عن بؤرة الأحداث .
6- ولا تكاد تخلو ترجمة لمملوك من الإشارة لظلمه وقسوته ويكفى أن يراجع المرء بضع ورقات من أي حولية مملوكية ليسمع أنات المظلومين . أما الجند العاديون ممن حرموا الترجمة المستقلة في كتب الحوليات فقد وجدوا في الفتن وسيلة لنهب الناس وإرتكاب الفسق بالنساء والصبيان والقتل . وليس ذلك بالشيء الهين، فالفتن المملوكية كانت مستمرة خاصة في أوقات مرض السلطان واحتضاره أو في غيبته . وابن إياس كمؤرخ شعبي خير من يمثل هذا الحال ، يقول في حوادث سنة 872 يصف الأحوال وقت احتضار خشقدم ( ... هذا كله جرى والسلطان (خشقدم) في التلف والإشاعة قائمة بموته والقاهرة في اضطراب ليلاً ونهاراً .. والمشاعلية تنادى بطول الليل بالأمان والاطمئنان وأن أحداً لا يخرج من داره من بعد العشاء ، وكان كل من رآه يمشى من بعد العشاء تقطع أذنيه ومنخاره أو يضربه بالمقارع، فاستمر الحال على ذلك نحو من عشرين يوماً والناس في اضطراب)[5]. وعد ابن إياس (من جملة ألطاف الله تعالى أن في غيبة السلطان (قايتباي في الشام 882 ) لم يقع الخلاف بين الأمراء بل كان الأمان والاطمئنان في القاهرة وجميع ضواحيها حتى عد ذلك من النوادر)[6].
7- والمصادرات من أبرز مظاهر الظلم يقول المقريزي في حوادث سنة 814 (وفيه شنعت المصادرات بالقاهرة وفحُش أخذ الأموال من الناس ، حتى خاف البريء وتوقع حل أحد أن يحل به البلاء)[7] وأصبحت المصادرات حقاً عرفياً للسلطان يعاقب به من يشاء، فصادر برقوق ميراث أحد التجار وحرم الورثة منه ( فكان هذا أول شيء حدث من المظالم العظيمة من برقوق، واستمر يفتح من أبواب المظالم شيئاً بعد شيء)[8]. وقُبض على ناظر الخاص ابن البقري وهو واقف في الخدمة لأن نساءه اجتمعن في داره لفرح وعليهن من اللؤلؤ والجواهر والذهب والحرير ما يجل قيمته فصادر برقوق ذلك كله فبلغ نحواً من مائتي ألف دينار .. وضرب ابن البقري بالمقارع وأخذ منه ما يقارن الثلثمائة دينار[9].
ويقول ابن إياس عن حوادث سنة 875 (وفيه وقعت فيه نادرة غريبة وهي أن السلطان (قايتباي) أعاد إلى جماعة ما كان أخذه منهم من المال ما صادرهم) وقال ( ولكن فعل بعد ذلك بالمصادرات وأخذ الأموال ما يعجز عنه الواصفون). وعدّ ابن إياس من النوادر أيضاً أن قايتباي أعطى ورثة نجار فقير مائة دينار لأنه سقط فمات أثناء عمله بالقلعة وأن السلطان شمَّت كاتب السر حين عطس[10].ومع ذلك فإن قايتباي كان من خيرة السلاطين المماليك .
8 ـ والظلم مؤذن بالخراب وقد بلغ عدد الحائكين في عهد برسباي ثمانمائة بالإسكندرية بعد أن كانوا أربعة عشر ألفاً. يقول أبو المحاسن ( فانظر إلى هذا التفاوت في هذه السنين القليلة ، وذلك لظلم ولاة الأمور وسوء سيرتهم وعدم معرفتهم كونهم يطعمون في النزر اليسير بالظلم فيفوتهم أموال كثيرة مع العدل .والفرق بين العامر والخراب ظاهر)[11]وبعد أن ذكر المقريزي أنواع المكوس والمظالم في عهده قال: ( ولعمري لقد سمعت عجائز أهلنا وأنا صغير يقلن: أنه ليأتي على الناس زمان يترحمون فيه على فرعون)(ولقد وقع ما أنذرنا به من قبل ولله عاقبة الأمور)[12]..
9 ـ والظلم في القرى كان أشد إيلاماً ولكن قلما تتعرض له المصادر التاريخية التى تركز على السلطان وحاشيته والقاهرة . وتردد في كتاب( هز القحوف) قصص عن خوف الفلاحين من انكسار مال السلطان[13] وفي حوادث سنة 817 (أظهر الأستادار المظالم في البلاد حتى شتت الفلاحين وأخرب البلاد وجبى الأموال بالعسف وسار به للسلطان)[14].
وبسبب ذلك الظلم الفادح كان الكثير من الفلاحين يهربون من قُراهم . وسُنَّت لذلك عقوبات صارمة توقع على الهاربين ، ومع ذلك فإن كثيراً منهم نجح في الهرب وصار من الصوفية[15] فاستفاد بهم التصوف وضم كثيراً منهم ، ففي مناقب الحنفي أخبارهم[16]ومعاناتهم في القرى قبل تصوفهم . ووجد آخرون في أروقة القاهرة وحاراتها ملجأ للهرب حتى أنه نودي في القاهرة بخروجهم إلى بلادهم (فلم يعمل بذلك)[17].
10 ـ والأمثال الشعبية في العصر المملوكي تصور يأس الشعب من كل حاكم مهما أعلن عن عزمه على العدل فسينحو نحو من سبقه . وفي المستظرف(لا تفرح عمن يروح حتى تنظر من يجئ)[18].!!
وفي الأمثال اللاحقة للعصر المملوكي تفصيلات أكثر عن الظلم : ( اضرب البريء لما يقر المتهوم) (حاميها حراميها) (سيف السلطنة طويل). وترسب في الضمير معنى لكلمة (الستر) (واللي سترها في الأول يسترها في التاني)[19].ولا تزال الأم الريفية تدعو لابنها (الله يكفيك شر الحاكم الظالم).
دور أولياء التصوف في إرساء الظلم:
وضح هذا الدور في الكتابات الصوفية في الدولة البرجية حيث عم التصوف المملوكي والظلم معا إلى درجة صرحت معها المصادر الصوفية بما يصح وصفه بسياسة الصوفية في مساندة الظلم والظلمة .ويمكن أن تتبين ملامح هذا التأييد في خطين متوازيين: الأول :مناصرة الظلمة ونفاقهم . الثاني: دعوة المظلومين للرضا والخنوع ثم دعوتهم لنفاق الظلمة وصبغ ذلك كله بالدين وهو منهم برئ ... وسنعرض لذلك بالتفصيل : ـ
أولا : ـ مناصرة الظلمة ونفاقهم :ـ
1 ـ وقد حرص المماليك في وثائق الوقف على المؤسسات الصوفية على إلزام الصوفية المعينين فيها بالدعاء لهم والاستغفار من أجلهم ليمارسوا الظلم وهم آمنون من غضب الله حسبما يعتقدون .
2 ــ وتمتعوا مع ذلك برضا أعوانهم من أولياء التصوف وحمايتهم في الدنيا والآخرة بزعمهم.وقد صرح أحدهم بالمغفرة للوالي مع ظلمه[20] واعتاد آخرون أكل طعام الظلمة ، واجتهد الشعراني في تلمس الأعذار لهم وعدم الاعتراض عليهم[21]، وتطوع المتبولي بصحبة الولاة(والأخذ بأيديهم في الشدائد دون مقابل)كما يروى الشعراني[22] الذي يذكر أن العهود أخذت عليه بأن(نحوط جميع الولاة على اختلاف مراتبهم صباحا ومساءاً.. حتى لا ينزل عليهم بلاء)[23]وافتخر بأنه موضع سر الولاة وأنه(لا يفشي سر من صحبه من الولاة إذا قربه وشاوره في أموره)[24]وافتخر بمولاته (لمن والى الإمام الأعظم)[25].
3 ــ واستند الظلمة من ناحيتهم لمشاهير الصوفية المملوكيين فورد في مناقب الحنفي أن "ابن التمار هو من الظلمة المباشرين كان مستندا للفقراء البسطامية ولهم شيخ مبارك يعرف بالبسطامي)[26]
4 ـ واتخذ الظلمة من هذا التحالف ذريعة لزيادة الظلم واعترف الشعراني بهذا فيقول(أكثر الحكام يظلم وينهب ويجور ويبلص ويهلك الحرث والنسل ويقول ما دام الشيخ طيباً علىَّ ما أخاف)[27] .
وهكذا تقربوا لأولئك الأدعياء(ولسان حالهم يقول ما دام سيدي الشيخ يدعو لنا وهو حامل حملتنا لا نبالي ولو ظلمنا العباد والبلاد)[28].
5 ـ ومن الطبيعي أن ينجو حلفاء الظالمين من ظلم الحكام ، فالشعراني نفسه الذي شهدنا رفقه بولاة الأمور وموالاته لهم يفخر ( بحماية أوقاف زاويته من الظلمة)[29] في وقت اشتد فيه الظلم على كاهل الآخرين .
6 ـ وهكذا لم ير الظلمة من المماليك تعارضاً بين الظلم والدين، حيث أن ممثلي الدين في نظرهم يباركون ظلمهم للناس ، فلم يعد غريباً أن نقرأ في ترجمة الأمير تمراز أنه كان (يظهر التدين ويقرأ القرآن وبه بطش وظلم وجبروت وكان يعاقب العقوبة الشديدة المؤلمة على الذنب الصغير)[30]
أما يلبغا السالمي فكان يضرب المظلوم (..ثم يصلي ثمان ركعات مع إطالة ركوعها وسجودها ولا يجسر أحد أن يترك الضرب دون فراغه)[31]
ويصور الشاعر الحراتي هذه الحالة الفريدة في أبياته[32]
قد بلينا بأمير ظلم الناس وسبح
فهو كالجزار فينا يذكر الله ويذبح
وتقول الأمثال الشعبية في العصر المملوكي (فم يسبح وقلب يدبح)[33]
7 ـ أ) ومن ناحية أخرى قام بعضهم بنفاق الظلمة فالبوصيري الشاعر الصوفي المشهور تغالي في مدح المماليك وهجاء العرب ومدح الشجاعي أحد مشاهير الظلمة[34] .
ب) وتأثر مؤرخو العصر بالتصوف السائد ودانوا به فألفوا كتبا ملأوها نفاقا للسلاطين مثل الروض الزاهر للعيني والدر الفاخر لابن أيبك وتاريخ قايتباي للسيوطي وسيرة قلاوون والألطاف الخفية وغيرها .
ج) ووضع أولياء التصوف لأنفسهم قواعد لنفاق الظلمة فالخواص مثلاً كان إذا بلغه أن أمير عزم على زيارته يبادر بالذهاب للأمير ليخفف عنه المشقة[35]،ويلوم الخواص المظلومين وينافق الظلمة حين يقول (والله لو تولى الخضر عليه السلام أو القطب شيئاً من ولايات هذا الزمان لما قدر أن يفعل مع الناس إلا ما يستحقونه بأعمالهم ... إنما هي أعمالكم ترد عليكم)[36]وكفى بهذا تحريضاً على الظلم . وأمر الشعراني الصوفية إذا اجتمعوا بسلطان أو أمير أو كبير:(أن نسأله أن يدعو لنا ولو كان غير صالح فإن الله تعالى يستحي أن يرد دعاء هؤلاء الأكابر بين قومهم ورعيتهم)[37] وعد من المنن تأدبه مع الأمير الذي للشعراني عليه أيادي (فإنه أتم نظر منه ولذلك ولاه الله البلاد والرقاب)[38] وإذا دخل على أمير لا يذكر له حديث الأمير الذي كان قبله بخير خوفاً من إثارة نفسه حيث يكره أصدقاء الأمير السابق[39] وإن من المنن حسن سياسته للأمراء ويكتب لهم الكلام الحسن ويؤول ذلك في نفسه يقول (وهذا دأبي دائماً في سياسة الولاة إذا علمت أن أحداً منهم ظلم إنساناً لا أجعل ذلك الظلم على علمه وإنما أقول بلغنا أن جماعتك ظلموا فلاناً من غير علمك . وكثيراً ما أقول السلام على الأخ العزيز العبد الصالح فلان ، وأقصد بذلك صلاحه لأحد الدارين الجنة أو النار)[40].. ونفاق الشعراني للسلطان وأولى الأمر وصل إلى درجة ادعائه المرض وامتناعه عن الأكل والنوم والضحك والجماع إذا ألمّ عارض بالظلمة[41] مواساة لهم ، وقد كان هذا شان شيوخه[42].
ثانياً التأثير على المظلومين للرضا بالظلم :
ومن ناحية أخرى حرص الصوفية على دعوة المظلومين للرضا بالظلم والخنوع بل ونفاق المظلومين للظلمة :
1ـ إما بالتخويف : ـ
فأوجب المتبولي على كل من لا يقدر على حماية نفسه من ظلم الولاة ألا يتعرض لإزالة منكراتهم خوفاً من إيذائهم[43] . وأسهب الشعراني في بيان العقوبات التي واجهها من حاول إزالة ظلم الولاة[44].
2ـ وإما باستغلال الوازع الديني والمنطق المعكوس : ـ
فالشعراني جعل من أخلاق السلف الصالح كثرة الصبر على جور الحكام لأنهم يعتقدون استحقاقهم الظلم نظير ما ارتكبوه من ذنوب[45]،ويجب أن يتأسى الآخرون بهم (ومن استحق أن يحرق بالنار فصولح بالرماد لا ينبغي له أن يتكدر وأيضاً فإن الظالمين ما ظلمونا حتى ظلمنا أنفسنا أو غيرنا ومن تأمل حال الظالمين في هذه الدار وجدهم من حيث الأداة كزبانية جهنم) وقال الخواص (الحاكم ظل والرعية شاخص فإن كان الشاخص أعوج كان ظله أعوج... فكل من شكا لنا من عوج أميره عرفنا عوجه هو)[46]،بل إن السلطان الجائر ـ في رأى الخواص ـ (يدخل ضمن قول الرسول عليه السلام: لا تنازعوا الأمر أهله إذ لولا استحقاق الخلق له ما ولاه الحق عليهم). وأوصي الخواص الشعراني ألا يعترض على( من ولاه الله على الناس فإن المولِي له هو الله وألا يتكلم في حق الولاة الظالمين لأن ذلك يسقط أجر الصبر علي ظلمهم)[47].
3 ـ وأكد الصوفية على تحاشي الدعاء على الظلمة لأن جورهم لم يصدر حقيقة عنهم وإنما صدر عن المظلوم إذ لا يصح أن المظلوم يظلِم حتى يُظلم والحكام إنما مسلطون بحسب الأعمال .
4 ـ فالظالم حكمه حكم السوط الذييضرب[48] به ومع أن الحق تعالى يقول( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم.. النساء 148) إلا أن الشعراني جعل من الآداب عدم سب الولاة الظالمين وإن جاروا[49].
5 ـ بل ومنعوا اغتياب الظلمة : ـ
(بعدم الجلوس في مجالس القيل و القال والطعن فيمن ولاه الولاة)( وعدم ذكر مساوئ أكابر الدولة في المجالس واحتمال آذاهم )( وألا يكثروا من اللغو وجرّ قوافي الولاة وغيرهم)[50].. إلى هذا الحد لم يسمحوا للمظلوم بأي متنفس ..
6ـ وفي الوقت نفسه أوجبواعلى المظلومين طاعة الظلمة بما يفرضون عليهم من مظالم ، فالمتبولي كان يوصي التجار بإعطاء(جباة الظلم)(عاداتهم وإلا حصل لكم الضرر أشد ما بخلتم به عليهم) (وكان يقول للتجار الذين يجيئون من الشام إلى مصر أعطوا الظلمة عادتهم)[51]،وقد أخذت العهود على الشعراني بالمبادرة إلى إعطاء المغارم للظلمة وعدم التشفع في ردها لأن ذلك حماية من الله وسترة للمظلوم. ويقول :
( وكان هذا خلق على الخواص الذي كان يزن المغارم كآحاد الناس ويقول إن الله يكره العبد المتميز عن أخيه)[52] ، وتلك دعوة ليتأسى بها المظلومون.
7 ـ ثم أوجبوا تعظيم الظَلَمة وتكريمهم: ـ (أدباً مع الله الذي ولّاهم وحكمّهم فينا) بل أوجبوا تقبيل أيديهم وأرجلهم والقيام لهم في الطريق (إعطاء للمراتب حقها أو دفعاً لشرهم)، وكان الخواص يقول مراراً ( مذهبي القيام للأمراء) . وقد قبّل الخواص قدم المحتسب (أدباً مع الله الذي ولاه) رغم إنكار بعض الفقهاء عليه ذلك [53]. ولنا وقفة مع الفقهاء فيما بعد ..
8 ـ ثم دعا الشعراني المظلومين إلى نفاق الظَلمةوقعّد لذلك القواعد وربطها بالدين الصوفى كعادته .
أ) فيقول :"أخذ علينا العهود أن ندور مع أهل زماننا ونخدع لهم .. ونتلون لهم كما يتلونون لنا .. وأن نأمر إخواننا بأن يدوروا مع الزمان وأهله كيف داروا ولا يزدرون قط من رفعه الله عليهم ولو في أمور الدنيا وولايتها كل ذلك أدباً مع الله عز وجل الذي رفعهم فإنه ما يرفع أحداً إلا لحكمة[54]."
ب) (ولا ترفع الشفاعة لحاكم إذا كان منحرف المزاج من المشفوع له [55] ولا يقام مولد في أيام نكد السلطان إلا أن يقصد صاحب المولد الدعاء للسلطان بالنصر وإهدائه ما يقرأ في المولد من قرآن[56].
ج) وألا يمكن أحداً من الأكابر حضور المواد للأولياء (فإن ذلك من سوء الأدب ومن أين لأمثالنا من الضعفاء أن يستحق مشي الأكابر إلى داره)[57].
د) وإذا حبس صديق أو قريب فتؤمر جماعته وإخوانه بعدم كثرة زيارته في الحبس وعدم كثرة إرسال الأطعمة له بل منعهم من ذلك أصلا إن أمكن (وذلك لأن المحبوس كلما ضاقت عليه كلما قصرت مدة حبسه)[58] وليس ذلك في حاجة لتعليق..
هـ)وأخيراً فإن هذا النفاق للحاكم مقصور على أيام حكمه، فإن عزل من ولايته فلا تعظيم ولا نفاق
(لأن التعظيم حقيقة إنما هو للرتب لا للذوات، فمن عظّم أميراً أو صاحب جهة في أيام عزله كما كان أيام ولايته أخطأ وجه الحكمة ونقص مقامه بقدر ما رفع ذلك المعزول)[59]... فهل يعرف الإسلام هذه الضعة؟ ؟.. ومع الأسف فإن البيئة الشعبية انقادت لهذه التعليمات بحكم اعتقاها في أولئك الصوفية وقد ترددت أمثال شعبية في العصر المملوكي تعبر عن هذه الروح الوضيعة التي يأباها الله ودينه ومع ذلك فقد صبغت بمنطق معكوس يسير على النهج السابق لأولئك الصوفية المملوكيين .. ومن تلك الأمثال(الخضوع عند الحاجة رجولية)(الناس أتباع لمن غلب) (سلطان غشوم خير من فتنة تدوم)[60].
وبعد العصر المملوكي حكيت أمثال أخرى على نفس النمط ( ضرب الحاكم شرف) (علقة تفوت ولا حد يموت)(طاطي لما تفوت)(ما حد يقول يا جندي غطي دقنك).
وكل ذلك للحفاظ على حياة ذليلة ، فإن خسر تلك الحياة ظلماً ـ وكثيرا ما يحدث هذا ـ يقول له المثل حينئذ ـ (المخوزق يشتم السلطان)[61]. وألفاظ الملق والنفاق كثيرة في اللغة الشعبية[62]يلمح فيها أثر أدعياء الصوفية والإسلام مثل (در مع الأيام إذا دارت)(إن دخلت بلد تعبد عجل حش وأطعمه)(اللي ما تقدر تواقعه نافقه) (اللي ما تقدر عليه فارقه وإلا بوس أيديه)( الأيد اللي ما تقدر تقطعها بوسها)( بوس الأيادي ضحك على الدقون)(إن كان لك عند الكلب حاجة قول له يا سِيد)[63]..
وأغلب تلك الأمثلة متأثرة كما يبدو بكتابات الشعراني إلا أنها خرجت من تعليماته بالمثل القائل (السلطان مع هيبته ينشتم في غيبته)[64] فقد منع الشعراني من شتم الظَلَمة واغتيابهم ..
دعاوى الكرامات والظلم : ـ
1 ـــ وأفلح أولئك الأولياء في سبك أساطير الكرامات والمنامات والإشاعات لخدمة أغراضهم المتنوعة لتأمين أنفسهم من اعتداء محتمل من ظالم لا يعتقد في شيخ بعينه ، فتناقلت المراجع المملوكية صوفية وتاريخية أسطورة جندي ظالم قتل صوفياً فعوقب وانتهى أمره بالتوبة والانخراط في سلك التصوف وأن ذلك حدث في عهد السري[65]بن الحكم الوالى ، مع أن هذا العهد لم يشهد تصوفاً كالذي تحكيه تلك الأسطورة.. وهددت أسطورة أخرى الظلمة في صورة ظالم حكى أنه هدد من ولىّ ِيطير في السماء بأنه (إذا آذيت ولى الله قتلناك)[66]وأشاعوا (أن الفقير إذا زاد عليه الحال بزعمهم صار كالأسد يكسر كل من وجده)[67]وما شهدنا أحدهم تأسد في وجه ظالم مهما بلغ به (الحال)،وقالوا إن الفقير لا يكمل حتى يقتل من الظلمة بعدد أعضائه[68] ،وعليه فقد عدمنا ذلك الفقير الكامل في العصر المملوكي في الواقع ، وإن قام المتصوفة الأولياء من جانبهم بإسناد بطولات ـ كرامات ـ وهمية ضد حكام ظلمة جعلوها لإبراهيم الجعبري[69] وابن عنان[70] تبرهن على ذلك الادعاء وغيره ، وقد وجدت أرضاً صالحة مستعدة لتصديق الادّعاءات بالغاً ما بلغت.
2 ــ ولا ريب أن تك الأساطير خدمت أغراض صوفية العصر المملوكي فظلت صورتهم لدى العامة خالية من شائبة التعاون مع الظلمة، فقد كانت دخانا عميت به الحقيقة عن العيون.
3 ــ وللإنصاف نذكر أن بعض تلك الأساطير والمنامات لاقت نجاحاً عند بعض السلاطين فقد ادعى أحدهم أنه رأى النبي عليه السلام وأنه أرسله ليقول للمؤيد شيخ أن يكف عن المظالم (وإن لم يرجع عما هو منه وإلا هلك) وأن المؤيد شيخ أمر برفع تلك المظالم بعد الرؤية المنامية[71] واستغل البعض قلق أولى الأمر من انخفاض النيل فعزوا ذلك لكثرة المظالم وأن امرأة صالحة (حين شح النيل رأت في المنام ملكيْن نزلا من السماء فرفس أحدهم النيل فهبط لأن الظلم تزايد بمصر)[72] . ولجأ آخرون إلى طريقة أخرى فأشاعوا أن الأمير فخر الدين الأستادارـ أحد مشاهير الظلمة ـ حين دفن كان يصيح في قبره[73]من العذاب.
4 ــ وكان من السهل اختراع تلك الأقاصيص ومن الأسهل تصديقها في عصر يؤمن إيمانا مطلقاً بحدوث الكرامات لكل من هب ودبّ . أما حين اخترع أحدهم طريقة جديدة زعم فيها أنه عثر على حصاة مكتوب عليها: ( قد قرب الوقت فاعتبروا واتقوا الله )،وأشاع أنه وجدها تمش على الأرض، فقد قال أبو المحاسن معلقاً على تلك الحادثة ( وأنا أستغفر الله وأقول أنها مصطنعة )[74]
طرق صوفية أخرى لمقاومة الظلم : ـ
1ـ وبعيداً عن الأساطير فلقد كان لبعض الصوفية أساليبهم الأخرى في مقاومة الظلم منها التوجه لله تعالى ليقوم ـ عنهم ـ بتأديب الظالم[75]،ولاشك أنها لا تختلف عن الدعوة للرضا السلبي بالظلم والتعايش معه ،خاصة وأن ذلك أسلوب الشعراني الذي عُدّ من العهود التي أخذت عليه أن يستعمل كلمات معينة عند الخوف من ظالم حتى( ولو كان له حال يقابل به الظالم ميلا إظهارا للضعف وأدباً مع الله ثم السلطان).[76]
2ـ ولم يكن الشعراني بدعاً في اختراع هذا الأسلوب (الكلامي) في مواجهة الظالم ، إذ ورد في مصادر متقدمة عنه (فوائد) عبارة عن تعبيرات معينة اخترعت لتُقال عند الخوف من ظالم على أن يرددها الخائف في أيام متوالية وبكيفية معينة أو نحو ذلك[77] .
3ـ واستغل آخرون اعتقاد السلاطين في المجاذيب وحريتهم المطلقة في القول والفعل فادعى الجذب حتى يتكلم مع السلطان بكلام خشن[78] .
الفقهاء السنيون ومقاومة الظلم : ـ
1ـ وقد تأثر أغلب فقهاء العصر بالتصوف ومع ذلك تلمح في بعضهم جانباً من الثورية في مقابل الظلم وإن واجههم المماليك بالشدة والعنف، فقد حدث أن ضرب أحد فقهاء دمنهور لأنه أنكر على الضامن ما يأخذه من المكوس وألزمه الظاهر برقوق بألا يسكن بدمنهور[79] حتى لا يثيرها.
وفي سنة 913 قتل الفقيه زين الدين العزيز بقرية مطوبس قرب الإسكندرية لأنه تعاون مع أهل البلدة حين رجموا أعوان الأمير طراباي صاحب الإقطاع[80]،.
وفي سنة 854 كثر ظلم الشهاب الزيني بالمحلة وكان أخاً للأستادار بالقاهرة فلم تحتمله العامة وتزعمهم الفقيه الواعظ ولى الدين فثاروا عليه وقتلوه ووصل الخبر إلى القاهرة فأرسل الاستادار جنداً ضربوا الثائرين واعتقلوا من لم يهرب منهم ،وقابل الاستادار المعتقلين عند شبرا فضربوا أمامهم وبينهم الواعظ وشهروا بالقاهرة، وتعاطف القاهريون مع أولئك ولعنوا الاستادار حتى خشي على نفسه . واهتم السلطان جقمق بالأمر فاستدعى القضاة واستفتاهم في المحبوسين فلم يوافقه على غرضه واحد منهم فكان أن عزّر بعضهم ونودي بالقاهرة بالمنع من حمل السلاح وعدم الخوض في الكلام حتى سكن الأمر كما يقول السخاوى[81] ..
2ـ وواضح من النصوص السابقة إباء فقهاء الريف وقوة صلتهم بالناس هناك وعدم تعاونهم مع السلطة ووقوفهم ضد ظلمها مما أوقع المماليك في وجل فتصرفوا معهم بالشدة . ولم يكن الحال بين القاهريين أقل منه في الريف بدليل مقتهم للأستادار وعمله بثوار المحلة، ونذكر قضاة جقمق بالخير لأنهم لم يوافقوا السلطان على هواه وقد عرف بقتل خصومه باتهامهم بالكفر. ويُذكر لقضاة برسباي موقف مشرف آخر وذلك حين أراد برسباي أخذ أموال الناس لقتال شاه رخ فقال بعض الفقهاء (وكيف نفتيه بأخذ أموال المسلمين وكان لبس زوجته يوم طهور ولدها ما قيمته ثلاثون ألف درهم وهى بدلة واحدة وإحدى نسائه) ولم يعرف القائل لذلك ، من بين الفقهاء غير أنه أشيع القول في أفواه الناس على حد قول أبو المحاسن[82] ،ويمكن أن نعذرهم في تلك المقاومة السلبية فهم تحت إذن السلطة وعينها .
3ـ ويبدو مما سبق أن المماليك كانوا في وجل من أي تعاون يتم بين الفقهاء السنيين والعامة على حسابهم فنال الفقهاء بذلك ضرر كبير في أي حركة تذمر حتى ولو كانت بعيدة عن الفقهاء مثلما حدث في سنة 770 حين وقفت العامة تحت القلعة طالبين تسليم والى القاهرة وغيره، فهاجمهم جند السلطان وقتلوا منهم جماعة، واعتقلوا آخرين وكان من القتلى بعض الفقهاء (من أهل الخبر والمستضعفين ومن لا يدخل في شيء من الفضول.. ثم نودي لهم بالأمان)[83] .
4 ــ ولكن هل كان القضاة وشيوخ الفقهاء الفقهاءـ وهم متأثرون بالتصوف المملوكي ـ عند ظن الشعب بهم في أزماته مع الظلمة؟
لندع أبا المحاسن يجيب على هذا التساؤل بتلك اللوحة التاريخية (اضطرب الناس وأبطل السلطان موكب ربيع الأول من القصر وجلس بالحوش ودعا القضاة الأربعة والأمراء والأعيان ووقف العامة أجمعون في الشارع الأعظم من باب زويلة إلى داخل القلعة واجتاز بهم قاضي القضاة علم الدين البلقيني ، وهو طالع إلى القلعة، فسلم على بعضهم بباب زويلة، فلم يرد عليه أحد السلام، بل انطلقت الألسن بالسب له وتوبيخه من كل جانب ، لكونه لا يتكلم في مصالح المسلمين . واستمر على هذه الصورة إلى أن طلع إلى القلعة ،وقد انفض المجلس بدون طائل ونودي في الحال بعدم معاملة الزغل ..فلم يسكن ما بالناس من الوهج ولهجوا بقولهم (السلطان من عكسه أبطل نصفه)،( وإذا كان نصفك أينالي لا تقف على دكاني) وأشياء كثيرة من هذا غير مراعاة وزن ولا قافية ، وانطلقت الألسن بالوقيعة في السلطان وأرباب الدولة، وخاف السلطان من قيام المماليك الجلبان بالفتنة وأن تساعدهم العامة وجميع الناس، فرجع عما كان قصده . وقد أفحش العامة إلى ناظر الخاص ورجموه وكادوا يقتلونه، وعظمت الغوغاء ، فأرسل إليهم ابن السلطان فسألهم عن غرضهم فقالوا: النداء بأن كل شيء على حاله . فقال لهم غداً أكلم السلطان ويفعل قصدكم . فأبوا ، وصمموا على النداء في هذا اليوم ، فأرسل لأبيه فتردد، ثم أجاب . وحصل بالنداء غاية الوهن في المملكة وطغى العامة وتجبروا)[84]
ويكفي هذا من أبي المحاسن كمؤرخ أرستقراطي يصور لوحة غير محببة إلى نفسه عن شعب لا تزال فيه بقية من إباء رغم جهد بعض الأولياء الذين قتلوا ثوريته ـوجعلوا الذل ديناً في مقابل استفادة سنعرض لها في الفصل التالي.
[1]ـ النجوم الزاهرة ذكر فيها ثورات القبط ضد المسلمين ط سنة 107ـ 259 ، سنة 117 ,ص 265 ،سنة 119 هـص281 سنة 132ص316 ـ317 ، سنة 134 ص 325 ،الجزء الثاني في ولاية موسى بن على ص 26 سنة 170 ص62 سنة171 ، سنة 206 ص215 ،ص216 ، سنة 145 .
[2]- النجوم الزاهرة 15 /207 وطرق القتل تنم عن منتهى القسوة كالتوسيط والتسمير والمعاصر ونشر الأجسام وسلخ الجلود ودفن الأحياء وتعليق الرءوس في رقاب نساء القتلى ..
[3]- النجوم الزاهرة 14 /113 .
[4]تاريخ ابن إياس 2 /368 .
[5]- تاريخ ابن إياس 2/ 454 تحقيق محمد مصطفى .
[6]- تاريخ ابن إياس 2 /175 :176 ط بولاق .
[7]ـ السلوك 4/ 1 /185 .
[8]ـ تاريخ ابن إياس 1/2 / 277 .
[9]ـ تاريخ ابن إياس 1/2/ 336 .
[10]ـ تاريخ ابن إياس 2/125 ، 134 ،135 .ط بولاق .
[11]ـ النجوم الزاهرة 15/ 38 .
[12]ـ السلوك 4/2/708 .
[13]ـ الشر بيني.هذا التخوف في أكثر من موضع .
[14]ـ تاريخ ابن إياس 2/13 تحقيق محمد مصطفى .
[15]ـ تحفة الأحباب 27 . 28 ترجمة ابن الغنام.
[16]ـ مناقبه . مخطوط ورقمه 247 ، 248 ، 249، 346 ، 347 .
[17]ـ السلوك 4/2 /672 .حوادث سنة 827 .
[18]ـ الأبشيهي .المستظرف 37.
[19]ـ الأمثال الشعبية. لتيمور: 28، 188 ، 295 ، 54 .
[20]ـ المناوي الطبقات الكبرى مخطوط ورقة 296 ترجمة الأخميمي .
[21]ـ لطائف المنن 125 ، 171 ، 403 لواقح الأنوار 341 البحر المورود 31.
[22]ـ لطائف المنن 171 .
[23]ـ البحر المورود 16 ،17 .
[24]ـ لطائف المنن 244 .
[25]ـ مناقب الحنفي مخطوط 388 .
[26]ـ لطائف المنن 222 .
[27]ـ البحر المورود 314.
[28]ـ لطائف المنن 234 ،507 .
[29]ـ لطائف المنن 234، 507 .
[30]ـ حوادث الدهور 3/598 .
[31]ـ التبر المسبوك 135 .
[32]ـ أوردها زرق يسليم في مجلة الرسالة عدد 825 ص 779 .
[33]الأبشبهي .المستظرف 1/29 .
[34]ـ كيلاني .في مقدمته لديوان البوصيري .
[35]ـ لطائف المنن للشعراني 127 ، 452 .
[36]ـ لطائف المنن للشعراني 127 ،452 .
[37]ـ البحر المورود 23 .
[38]ـ لطائف المنن 452 .
[39]ـ لطائف المنن 451 ، 452 .
[40]ـ لطائف المنن 219: 220.
[41]ـ لطائف المنن 83، 127، 143، 338 .
[42]ـ الطويل : الشعراني 141 .
[43]ـ لطائف المنن 129 ، 130 ، لواقح الأنوار 167 ، البحر المورود ،270 ، 271 .
[44]ـ لطائف المنن 458 .
[45]ـ تنبيه المغترين 35 .
[46]ـ البحر المورود 108 :109 .
[47]ـ الجواهر والدرر 183 .
[48]ـ الجواهر والدرر 125 :126، البحر المورود 279 ، 280 .
[49]ـ صحبة الأخيار 114 .
[50]ـ البحر المورود 186 ، 319 ، لطائف المنن 370 .
[51]ـ لواقح الأنوار 339 .
[52]ـ البحر المورود 110 .
[53]- البحر المورود 205: 207 ، لطائف المنن 124 : 125
[54]- البحر المورود 173: 174 ،292 .
[55]ـ لطائف المنن 480 .
[56]طائف المنن 480 .
[57]ـ البحر المورود 304 : 305 .
[58]ـ البحر المورود 109 : 110 .
[59]ـ البحر المورود 155 : 156 .
[60]ـ الأبشيهي .المستظرف 1/29 .
[61]ـ تيمور الأمثال الشعبية " 318 ، 383 ، 322 ، 354 ، 372 وغيرها.
[62]ـ أحمد أمين .قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية 428 .
[63]ـتيمور: الأمثال الشعبية : 114 ، 126 ، 153 ، 233 ، 102 ، 12 ، 63 ، 292 .
[64]ـ تيمور : الأمثال الشعبية : 114 . 126 ، 153 ، 233 ، 102 ، 12 ، 63 ، 292 .
[65]ـ خطط المقريزي 4/86 ,87 تحفة الأحباب 413 ،414 ، الكواكب السيارة 282 .
[66]ـ الكواكب السيارة لأبن الزيات 135 :136 .
[67]ـ لطائف المنن للشعراني 432 .
[68]ـ لطائف المنن للشعراني 283 .
[69]ـ الطبقات الكبرى للمناوي .مخطوط 258 ، طبقات الشاذلية 69 .
[70]ـ الطبقات الكبرى للشعراني 2/110 .
[71]ـ السلوك 4/ 1/104 ،ونحو ذلك في تاريخ البقاعي 148 .
[72]ـ تاريخ ابن إياس 4/ 193 :194 .
[73]ـ النجوم الزاهرة 14/ 153 .
[74]ـ حوادث الدهور 3/ 697 ،أو في إنباء الهصر 47 : 48 وتاريخ ابن إياس ط بولاق 2/105 .
[75]ـ لطائف المنن للشعراني 432 .
[76]ـ لواقح الأنوار :167 ،339 .
[77]ـ المستظرف2/121 :122 ،257 ، :258 ،الدميري حياة الحيوان 1/36 :37 ,38 .
[78]ـ المنهل الصافي .3/25 ترجمة سليم بن عبد الرحمن،حوادث 877 في إنباء الهصر 481 ، 482 .
[79]ـ تاريخ ابن إياس 1/2/ 376 : 377 .
[80]ـ شذرات الذهب 8 /61 .
[81]ـ التبر المسبوك 322 : 323 .
[82]ـ النجوم الزاهرة 15/ 68 حوادث سنة 839 .
[83]ـ ذيل ابن العراقي .مخطوط ورقة 105 .
[84]ـ حوادث الدهور 2/ 294 : 296 .