أغلقوا شارع الأهرام والطريق الدائري وقصفوا قوات الأمن بالزجاجات الحارقة
600 مسيحي يهاجمون محافظة الجيزة بمصر احتجاجا على وقف بناء كنيسة
الأربعاء 18 ذو الحجة 1431هـ - 24 نوفمبر 2010م
قتل شخص وأصيب 28 آخرون في اشتباك بين متظاهرين مسيحيين وقوات مكافحة الشغب بمدينة الجيزة عاصمة محافظة الجيزة غربي القاهرة، الأربعاء 24-11-2010.
وهاجم المتظاهرون مبنى محافظة الجيزة ما أدى الى تحطيم سور المبنى، وقاموا باحتجاز العاملين به، احتجاجاً على قيام رئيس الحي اللواء محمد حسن حمود بوقف بناء كنيسة "العذراء ملاك" بحي العمرانية، حيث تقول سلطات الحي إن هناك مخالفات هندسية عديدة لتصريح البناء في مقدمتها تشييد (قباب) بالمبنى تمهيداً لتحويله إلى مبنى كنسي لممارسة الشعائر الدينية به بالمخالفة لما هو مثبت في التصريح من كونه مبنى مخصصاً للخدمات.
وأكد اللواء سيد عبدالعزيز محافظ الجيزة لـ"العربية.نت" أن الترخيص الصادر للمبنى هو مجمع خدمات وليس كنيسة، وبالتالي ليس هناك مبرر لأعمال الشغب التي قام بها الأقباط".
وعبّر المحافظ عن أسفه لما شهدته تظاهرة الأقباط نظراً لقيامهم بالتعدي على قوات الأمن الذين كانوا متواجدين لحماية تظاهرتهم السلمية، الأمر الذي أسفر عن إصابة نائب مدير أمن محافظة الجيزة وقائد قوات الأمن المركزي بالمحافظة و5 ضباط شرطة آخرين وعدد من جنود الشرطة.
وكان قرابة 600 قبطي احتشدوا صباح اليوم (الأربعاء) أمام مبنى الخدمات التابع لطائفة الأقباط الأرثوذكس لليوم الثالث على التوالي، والكائن بشارع الإخلاص المطل على الطريق الدائري بالعمرانية بمحافظة الجيزة، في محاولة منهم لاستكمال أعمال البناء لمبنى الخدمات وتحويله إلى مبنى كنسي.
وقام المحتجون بتصعيد احتجاجاتهم، حيث تسلقت أعداد كبيرة منهم مبنى الخدمات وأقدموا على قصف القوات الأمنية مستخدمين في ذلك الحجارة وزجاجات معبأة بمواد المولوتوف الحارقة، وقطعوا الطريق الدائري وأوقفوا الحركة المرورية ولم يستجيبوا لتحذيرات قوات الأمن بضرورة الكف عن تلك التصرفات والأفعال.
وقال مصدر أمني إن عدم استجابة المتظاهرين واستمرارهم في التعدي على قوات الأمن أدت إلى تدخلها في سبيل تفريقهم وإيقاف سلسلة الاعتداءات المتواصلة عليها من جانبهم وضد المارة والمباني المجاورة، حيث استخدمت قوات الأمن في سبيل ذلك الغاز المسيل للدموع، وتم ضبط 93 من مثيري الشغب ومتزعمي الاعتداءات على الأمن والمواطنين وعرضهم على النيابة العامة.
المتظاهرون أغلقوا شارع الأهرام
وأضاف أن المتظاهرين أغلقوا لنحو ساعتين شارع الاهرام المؤدي الى المنطقة الأثرية غربي القاهرة، وحطموا مبنيين خشبيين صغيرين أحدهما مروري والآخر أمني وسيارة خاصة أمام مبنى المحافظة.
وتابع أن المتظاهرين هرعوا الى شوارع جانبية بعد إلقاء قنابل الغاز المسيلة للدموع وأغلقوا أحدها وحطموا عدداً من السيارات الخاصة قبل أن يتوجهوا الى مبنى حي العمرانية القريب ويحطموا واجهته الزجاجية وشاحنة صغيرة تابعة له. وقال مصدر طبي إن المصابين نقلوا الى مستشفى أم المصريين القريب لعلاجهم.
وكانت نيابة العمرانية قد استدعت الثلاثاء الماضي 5 قساوسة للتحقيق في أسباب التظاهرات إلا أن غضب الأقباط تصاعد ووصل الى ذروته خلال أحداث اليوم.
وتبيّن من التحقيقات أنه فى عام 2009 تقدمت مطرانية الأقباط الأرثوذكس بطلب للحصول على رخصة ببناء مجمع للخدمات القبطية وصدر الترخيص.
وبدأت عملية البناء يوم 5 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وأثناء مرور مهندس حي العمرانية على موقع البناء لاحظ وجود بعض المخالفات فى الرسومات التي تقدمت بها المطرانية للحصول على الترخيص لبناء مجمع الخدمات عن ما تم بناؤه، حيث تبين أن البناء على شكل قبة بما يشبه الكنيسة.
وكشفت تحقيقات نيابة العمرانية وتحريات المباحث بإشراف المستشار مجاهد علي مجاهد، المحامي العام لنيابات جنوب الجيزة، أن المبنى الذي تسبب في إثارة القضية، تم ترخيصه كمجمع للخدمات تابع لمطرانية الجيزة، وأن القائمين بأعمال البناء حولوه كنيسة.
واستمعت النيابة إلى أقوال مهندس التنظيم، محرر محاضر المخالفات، الذي أكد أن القائمين بأعمال بناء مبنى الخدمات حولوه كنيسة، مع أن الترخيص صدر لبناء مجمع خدمات.
وأكد المهندس في أقواله "أنه تم إرسال إنذار بإزالة التعديات فامتنع القائمون عن التنفيذ وواجهوا مسؤولي الحي وفريقاً من الشرطة.
وحاولت "العربية. نت" الاتصال بمسؤولي الكنيسة إلا أن هواتفهم كانت مغلقة.